خسارة كبرى للانسانية

ورحل عالم عراقي فذ من بيننا.. رحل أستاذنا الدكتور بهنام أبو الصوف صباح اليوم الأربعاء ، 19/9/2012 في العاصمة الأردنية، عن عمر يناهز الحادية والثمانية عاماً..

قضى الراحل الكبير حياته في خدمة تاريخ وحضارات وادي الرافدين، وأشرف على كثير من التنقيبات الآثارية في مواقع عراقية مختلفة، كما شارك في انجاز عدد كبير من البحوث العلمية وأشرف على إعداد بحوث أخرى.

تشرفت بالدراسة على يديه في أحد دروس مرحلة الماجستير التحضرية عام 1995 في بغداد، وكان مثالاً للخلق العلمي الرصين والقويم..

أستاذي الجليل، سيبكيك حمورابي ونبوخذ نصَّر وآشور بانيبال وسرجون الأكدي وسيبكيك كوديا، وستحزن عليك بابل وأور ولكش ونينوى وكركوك وبغداد، وسترثيك جنائن بابل المعلقة ومكتبة آشور بانيبال، وستبكيك حروف اللغات السومرية والآشورية والأكدية، وستذرف دمعها عليك آثار العراق التي كان لك فضلا الكشف عنها والحفاظ عليها..

سيبكيك المتحف العراقي، الذي دمَّره الغزاة، وبكيت حزناً عليه..

سيبكيك طلاب أقسام التاريخ والآثار والفلسفة في كليات العراق، وسيكيك الفن العراقي القديم الذي كنت تدرِّسه وتحاضر عنه في أكاديمية الفنون الجميلة..

ستبكيك قاعات ودروب وحدائق كلية الآداب في باب المعظم، تلك التي شهدت صدقك ونبل سريرتك وصفاء روحك، وحرصك على أداء رسالتك العلمية الانسانية..

نعم أستاذي سيبكيك العلم الذي كنت تبذله لطلابك، ولاتبخل به على مستمعيك، في المحاضرات والمجالس العلمية والندوات التلفزيونية وغيرها.. وأنت الذي حمل إرث وادي الرافدين على ظهره، مكملا مابدأه احمد سوسة وطه باقر، العبقريان اللذين كانا يحملان روح الحضارات العراقية القديمة بين جوانحهما..

لروح الراحل الكبير السلام والتحية وللانسانية العزاء الكبير بهذا المصاب الجلل..

للاطلاع على موقع الراحل أبو الصوف، يُرجى الضغط هنا.