إنصاف قلعجي
كانت تقارب السادسة من صباح متجهم..
وكانت القلوب تداري ما اختنق فيها، وتعلل نفسها بالأمل.. بالمعجزة. لكن المعجزة الكبيرة، هي هذا الوجه المشرق الذي اتجه بابتسامة جميلة ناحية المشنقة... نموت أو ننتصر.
وفي كلتا الحالتين، كان النصر حليفك لأنك وقبل كل شيء، لم تساوم على مبادئك، لم تحالف الأشرار، إنقاذا لحياتك، وتركت لهذه الأمة إرثا عظيما لتنهل منه، وليكون تاريخا مشرّفا تسير على خطاه الأجيال..
وبقيت فلسطين، أيها الشهيد الغالي، دمعة في عينك حرة عربية من النهر إلى البحر.
اليوم..
تندى قطرات الحزن على حيطان الذاكرة. تُشعِل جمرات تلتهب تحت الأحشاء. هل يغيب ذاك اليوم المشؤوم في الظلمات التي تجتاح حياتنا. هل ننسى ما فعله الأعداء والعملاء المرتزقة، والخونة الحاقدون باللون الأسود المتفحم. كيف؟
إن كان التاريخ يخبرنا عما فعله الخونة بالأنبياء، فكيف يسلم بشر من حقدهم وخيانتهم، كما قال العظيم الشهيد صدام حسين. كأني به، وأنا أراه في كل الصور يردد: ولا تهنوا ولا تحزنوا.. ولكن يا لثارات العراق، ويا لثارات الأمة التي تآمروا عليها. تآمر عليها المستعمر، ونعاج المستعمر، نعاج الصهيونية الذين باعوا ضمائرهم وتاريخ العروبة لأعداء الأمة..
يرحل زعيم الأمة، ومن بعده.. تتدحرج العروبة وقد كان لها صدام حسين، صمام أمان، وحجر عثرة في وجه كل الأطماع لمحو عروبة أرضنا. كان جبلا من نار يحرق كل من تسول له نفسه أن يعتدي على حرائر العراق اللواتي استباحهن الخونة.
كانت بغداد في ذاك الزمن، زمانه "جمجمة العرب"، يسميها الغرب "باريس الشرق"، وكانت أرض الأمن والأمان، بل كانت جنة الله على الأرض دون طائفية أو مذهبية أو.. أو.. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور منهل سلطان كريم، في مقالته التي نشرت على شبكة ذي قار، وهي بعنوان "نحن نعرفه..أبا أحمد حين يقول يفعل" في حديثه عن الأمن المفقود "في زمن حكومتنا الوطنية، يشهد العدو قبل الصديق أن الأمن كان من ضمن الأولويات، فلم يكن مألوفا سماع صوت تفجير، ولم يكن العراقي يعرف اسم العبوة أو المفخخة أو الانتحاري، فهذه تسميات دخيلة استوردها الخونة والعملاء، فكل ما يعرفه العراقي قبل الاحتلال أنه كان يجوب العراق من أقصاه إلى أقصاه نهارا أو ليلا، ويمر في أي قرية أو مدينة أو منطقة نائية وقلبه مطمئن، أما اليوم فهو يضع حياته على راحة كفه وهو في دا خل منزله يتوقع مداهمة الميليشيات له في أي لحظة...".
واليوم، فقدنا الأمان كأمة من المحيط إلى الخليج العربي.
كانت بغداد وجهة كل عربي ينشد العلم والفكر والثقافة والتجارة والعمل. كان قلب العراق كبيرا كبيرا يحضن كل أبناء الأمة دون تمييز. وكان منارة شامخة تنيرعتمة الأرض العربية، وتشعل الحقد في قلوب الذين لا يعيشون إلا في ظلمات بغضهم وغيرتهم.
سار بخطو شامخ يدرك أنه يسير نحو المجد، عيونه شاخصة ناحية العراق، يعرف أنه سيموت، ولكن شتان بين الذين يموتون ميتة البعير، وموت الذين يسيرون على خطى الأنبياء. مشى.. تاركا العراق أمانة في يد الأبطال يقودهم البطل المنصور بالله عزة الدوري، مشى.. كما لم يمش أحد بهذه العزة والكرامة والكبرياء. تحيطه جوقة من الخونة والعملاء المرعوبين، لا يدركون أن الأبطال لا يموتون إلا ميتة الشرف بينما هم يعيشون في مزابل فكرهم وانتقامهم .
تآمر العربان عليه وعلى العراق، وتآمر الأذلاء أتباع الغرب، وتآمر الفرس، وتآمرت الصهيونية وتآمر...
قال: يا الله.
وتوكل على الله.
وعرج إلى هناك، ليسجل اسمه الناصع في كتاب الشهداء الخالدين، وليحفر اسمه في قلوب أحرار العرب والغرب.
هل رحل؟
والله لا. إنه حيّ بيننا، كلما شخصت عيوننا نحو جراح الأمة، واحترقنا بدماء أبنائها، تردد صوت في داخلنا، أين أنت يا صدام حسين لترى ما حل بنا من بعدك؟ لترى كيف باعنا عملاء الغرب والكفرة إرضاء لأمريكا وحلفائها ومرتزقتها وللصهيونية التي ناضل الشعب الفلسطيني البطل من أجل استعادة أرضه المغتصبة من بين أنيابها الكاسرة، ولا ينسى الشعب الفلسطيني صواريخك، وعطاياك له ولكل الأمة. ولا ينسى بأن القضية الفلسطينية كانت شغلك الشاغل.
يوم جاءتني رسالتك بتاريخ 7/3/2006 تحمل قصيدة إثر إرسالي بعض الكتب والدفاتر والأقلام وصحيفة المجد لسيادتك، أحسست أنني أمتلك الدنيا كلها. تقول فيها:
إنصاف اسم وفعل جاني سلامها لها تحية مني ودعاء كرامها
وصلت هديتــك مضمخـة محبـة فإليها الشكر وليسعد مقامها
أبـعـد الله عـنهـا كــل غــائــلــة وأمـدها بـنور يـبـدد ظـلامهـا
وأكـرمهـا بكرم الصالـح عبـده وأقـر بالهـا وحقـق أحلامهـا
وفتح عليها من كل حلال، وأ بعـد عنهـا المـدنس حرامهـا
وأضـاء دربهـا نورا ساطعـة ليـخسـأ الحـاسـدون لئـامهـا
أنحني إجلالا في ذكرى رحيلك، وسأبقى أعتز بأنني عشت في زمانك، سيدي صدام حسين.
هناك تعليق واحد:
شرفاء الامة كثر في كل زمان ومكان وازدادوا عددا وعدة في عهد البكر وصدام وسينيرون دروب الامة بافكار ومواقف صدام والعرب اصحاب نخوة وحمية وسيكون منهم ملايين صدام
ومع مطلع كل عام سيحيون ذكرى الشهادة والرجولة التاريخية
والامة التي انجبت صدام هي امة ولود ستنجب الرجال الذي يحبهم صدام
فالى جنان الخلد ومن تبعك من المجاهدين
وتحياتي لكم
إرسال تعليق