موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 21 ديسمبر 2012

حسم الولاء في منهج العملاء!

علي الكاش
نشرنا عام 2006 دراسة مستفيضة عن الدور الإيراني التخريبي في العراق من ست حلقات ثم أضفنا عليها معلومات جديدة لتصبح تسع حلقات. حاولنا من خلالها توثيق مدى جسامة وخطورة هذا التدخل وتداعياته الحالية والمستقبلية على العراق، علاوة على أنه يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والعلاقات الثنائية المبنية على حسن الجوار والنوايا الحسنة وإحترام السيادة الوطنية، بالإضافة إلى تعارضه مع التعاليم الإسلامية، على اعتبار إن الجارين مسلمان وعلاقات الجوار قد حددت بضوابط سماوية واضحة.



من البديهي إن غيرنا من الكتاب الأفاضل قد أدلى بدلوه في نفس الموضوع سواء كان قبلنا أو بعدنا. ومع هذا لم تنجح مساعينا في إيقاد جذوة الضمير والشرف للحكومة والبرلمان ولم نفاجأ بذلك فالعمالة أدنى وأحط من كل العيوب.
ومع توالي مسلسل الفضائح وكشف المستور عن حجم وطبيعة التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي بكل قطاعاته، وإعترافات هشة من قبل بعض النواب عن خطورته. لكن المواجهة بينهم وبين من ينفي التدخل كانت ومازالت غير متكافئة من كل النواحي. على سبيل المثال لم يتمكن البرلمان من عقد جلسة واحدة لمناقشة التدخل الإيراني! وهذا موقف طبيعي فمعظم النواب أما لهم هوى فارسي بحكم المذهبية العمياء، أو إن بعضهم أصلا إيراني الجنسية.
والحقيقة إن المجلس نفسه قد طُبخ في المطبخ الإيراني وعلى نار أمريكية هادئة وبمباركة من المرجعية الصامتة عن الحق، والثرثارة بالباطل.  
استمر الحال كما هو عليه بعلم ورضا الإدارة الامريكية، رغم إن الوزيرة السابقة للخارجية كوندوليزا رايس ذكرت بأن التدخل الإيراني وصل الزبى. وكنا نتوقع إجراءات فورية وقوية من إدارة لإحتلال ضد هذا التدخل! فإذا برايس ترمي الكرة في ملعب غيرها من خلال مطالبة الحكومات العربية بالمحافظة على عروبة العراق وإنقاذه من براثن الفرس! متجاهلة بذلك أن حكومتها هي التي فتحت الأبواب بمصراعيها للنفوذ الفارسي وسلمت العراق للخامنئي على طبق من ذهب. لكنها عندما وجدت أن حجم هذا النفوذ سيطغي على نفوذها ويهدد مصالح دولتها، بل أمسى يشكل ورقة ضغط عليها من خلال فتح باب المساومة على الملف الإيراني النووي وملفات أخرى، انطلقت رايس تفتي بإنقاذ عروبة العراق وعلى يد من؟ العرب! الذين يرتعدون كالجرذان أمام القط المعمم!
المهم كانت دعوة رايس حينها بمثابة دقة ناقوس لحكومة المالكي للحد من تدخل إيران في شؤون العراق. وكان لتلك الدعوة أوليات جرت في دهاليز المنطقة الخضراء من خلال زيارات لمسؤولين أمريكيين، تمخضت عن توجيهات صارمة للحكومة العراقية بأن ترفع نهيقها قليلا لإزعاج جارة السوء.
بالتأكيد لم يكن الغرض من  تصريحات الإدارة الامركية إقناع الرأي العام الأمريكي والعالمي ولفت أنظارهم إلى حجم التدخل الإيراني فحسب، وإنما لدفع حكومة المالكي للتنويه بالتدخل الإيراني على أساس إن إدانة المسئولين العراقيين للتدخل الإيراني سيكون لها وقعا حسنا عند الرأي العام أفضل من الأمريكان.
حينها أرخى المالكي الحبل قليلا، فأعطى الضوء الأخضر لبعض مستشاريه العباقرة (69 مستشار ومسؤول أمعي في مكتب رئيس الوزراء) ليس للحديث عن التدخل الإيراني لكن بتحريك الشفاه فقط! واللبيب يفهم من الإشارة.
كانت محاولة خبيثة من المالكي للتوفيق بين مصالح شياطين واشنطن من جهة  وأبالسة قم من جهة أخرى. وكي لا يظهر المالكي بمظهر الولد العاق تجاه الإدارة الأمريكية وضغوطها، فإنه أوعز بتشكيل لجنة قرقوزية تحمل بذور فشلها بين سطور تشكيلها! فهي (لجنة فارسية بحتة) تضم أعضاء من حزبي الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية فقط. واختير أعضائها من حملة الجنسية الإيرانية. واستبعدت بقية الكتل من اللجنة لغاية لا تخفى على كل ذي لب رشيد.
في إحدى زيارات اللجنة إلى الديار الفارسية التقت بنظيرتها الإيرانية لمناقشة مسألة التدخلات. وكان الوفدان الوغدان في الحقيقية بمثابة وفد واحد يسير في مركب واحد  وإتجاه واحد. فهم جميعا من أهل الدار ويمثلون نفس المصالح وينفذون نفس الأجندة ويتكلمون اللغة الفارسية. وعندما عرف الجانب الإيراني سبب الزيارة لم يتسامح مع الوفد الضيف! فللعمالة درجات وأسبقيات. ولابد للحكومة العراقية ونوابها العمل وفق هذه السياقات، فإيران لها الأسبقية على الولايات المتحدة من هذه الناحية ولا يجوز خروج قطار العمالة عن سكة الولي الفقيه مهما بلغت واشتدت الضغوط الأمريكية على حكومة المالكي.   
كما أن اللجام الفارسي لا يجوز أن يخلعه المسؤولون العراقيون من رؤوسهم ويلبسون القبعة الامريكية بدلا عنه حتى ضمن عقيدة التقية. ولهذا لم يتسامح الإيرانيون مع الوفد رغم وشائج النسب والمصالح المشتركة. وكان لابد من توبيخه بضربه على مؤخرته لغرض التذكير والتذكر!
عاد الوفد وهو يحك مؤخرته المحتقنة من أثر العصي ليقدم تقريرا لم يتجاوز السطر الواحد! ربما كان اقصر تقرير عن زيارة رسمية في العالم حتى قبل اختراع الكتابة! حيث تضمن هذه الفقرة فقط" إن الإيرانيين رفضوا ما جاء في التهم" وكفى الله المؤمنين شر الزيارة!
زيادة في الغطرسة الفارسية تجاه الوفد العراقي، لم تعلق الحكومة الإيرانية بشكل رسمي أو غير رسمي على الزيارة فتجاهلتها كليا في إعلامها! مقدمة في ذلك انطباعا بأن الوفد القادم من العراق لا تتجاوز قيمته قيمة مداس الخامنئي! وقد تسربت أخبار بأن الوفد عُومل بطريقة محتقرة لا يمكن أن يقبلها إلا عميل فطم على الذل والهوان.
الغريب في المسألة إن الوفد غادر إلى طهران وهو يحمل سلتين، سلة من العطايا والهدايا للدولة المضيفة دلالة على سلامة وحسن النية. وسلة أخرى تحتوي على مختلف الأدلة والقرائن والحقائق عن التدخل الإيراني كما صرحت مصادر حكومية.
ولكن سخونة العلقة أذابت الحقائق والأدلة وحولتها إلى تهم وتوجس.
كانت الإدارة الأمريكية تتابع مهمة الوفد عن كثب، وبغباء أمريكي معهود. فقد كانت ترغب بتحقيق نتائج واضحة من الزيارة وليس طلاسما سحرية وكلمات متقاطعة. لذا حاول المالكي الخروج من هذه المحنة عن طريق مستشاريه المشهورين بكثرة وقوة الشطحات. فانبرى خبير المرجعية، علي الدباغ (المقال حاليا بتهم فساد) لتبديل سلة الحقائق والبراهين بسلة التهم والتخمينات، مدافعا عن أسياده الفرس بقوله "إن العراق لن يدفع إلى الصراع مع جاره (إيران)، ويريد أن يجري بنفسه تحقيقا للتوصل إلى حقائق مؤكدة وليس على معلومات مبنية على تخمينات. يكفينا ما حدث من توترات دفعنا أثمان باهظة بسببها".
إذن الدباغ وزمرته من العملاء والجواسيس دفعوا ثمنا باهظا بسبب الحرب! علما إنهم هربوا من الخدمة العسكرية خلال الحرب والتحق الكثير منهم بالجيش الإيراني وفيلق بدر ليحاربوا أبناء جلدتهم من ابناء القوات المسلحة العراقية البطلة. 
كانت مسرحية الحكومة العراقية في قاع الضحالة والسخافة. فعلامة الحوزة يختلف عن علامة السياسة، وبإستثناء السيستاني وبقية أصنام الحوزة الذين يجيدون فن السياسة والدين معاً، فليس بمقدور غيرهم أن يجيد اللعبة. لذا لم يؤدِ الدباغ  دوره بشكل جيد، فقد أزعج إدارة الاحتلال بخروجه عن النص بطريقة مبتذلة. فكانت العلقة هذه المرة من قوات الاحتلال. فهي مع اعترافها بكون الحكومة ذات نفس فارسي بحت، لكنها هي التي سهَّلت نقل تلك الطفيليات من طهران وسلمتهم قيادة العراق.    
كان تلويح الإدارة الأمريكية بالعصا قد أفشل خطة الحكومة العراقية ومناورتها غير المثمرة، إن حمل تفاحتين بيد واحدة لربما ينجح لأول وهلة لكن من المؤكد إن إحداهما ستسقط عاجلا أم آجلا، سيما إن الصحافة الأمريكية حملت للرأي العام الأمريكي إخبارا تفيد بأن الحكومة العراقية تمتلك أدلة قوية وبراهين تثبت أن إيران تقف وراء العنف والإرهاب المستشري في العراق، وان المالكي شكل لجنة من وزارتي الدفاع والداخلية لجمع هذه المعلومات وتوثيقها من ثم عرضها على الجانب الإيراني، وهي متفائلة من النتائج! فكيف ستعالج الإدارة هذه الفضيحة؟ 
إشتد الضغط الامريكي على المالكي، فطلب على الفور طبيب الإنعاش (علي الدباغ) بغية إجراء عملية جراحية عاجلة لتصريحه العليل.
ورغم مرور ساعات قلائل على التصريح الأول فأن الدباغ أيقظ الصحفيين في منتصف الليل لعقد مؤتمر صحفي استثنائي يوضح الالتباس الذي جرى لتفسير تصريحه السابق، حيث أسيء فهمه من قبل البعض! راميا بكرة غبائه في ملعب الغير ومؤكداً "أن لدى العراق أسلحة إيرانية الصنع عثر عليها القادة الميدانيون خلال العمليات العسكرية في البــــــلاد"! لافتا الانتباه الى "أن الحكومة بحاجة إلى توثيق الأدلة التي تتعلق بموضوع الدعم الإيراني لجماعات العنف. وأن من حق العراق أن يعرف ما إذا كانت إيران تورد هذه الأسلحة إلى المسلحين في العراق أم لا؟"، نافيا بذلك تصريحه السابق بأن حكومته لا تمتلك أدلة على تورط إيران بدعم الميليشيات المسلحة في العراق.
وأشار الدباغ بأن اللجنة المكلفة بمتابعة التدخل الإيراني ستأخذ بنظر الاعتبار المعلومات من القادة الميدانيين فضلا عن اعترافات العناصر المسلحة التي تم اعتقالها (لم يحكم لحد الآن على معتقل إيراني في دولة القانون)، مؤكدا أن تقرير اللجنة الذي سيقدم إلى الحكومة العراقية سيتضمن كل هذه المعلومات، وسيكون مهما لتوثيق التدخل الإيراني بالشأن العراقي!
ليس جديدا على الحكومة العراقية الانتقال في بوصلة تصريحاتها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، فهي، والحمد لله، غنية بمثل هذه المواقف الحرباوية.
بالطبع إنتهى الحديث عن اللجنة وانطوت دلائلها ونتائج إعمالها داخل النعش، وقرأنا الفاتحة على جثمانها المتعفن. 
جاءت احداث سوريا الأخيرة لتضع النقاط على الحروف في أسبقية الولاء في العمالة. فقد تنكر المالكي للولايات المتحدة وإنبطح أمام الولي الفقيه. وأثبت لكل من كان لديه شك في أسبقية ولائه بأنه قد حسم لصالح الملالي. وليُعلم الداني القاصي!      
الفصل الأول من الملهاة، كان للمالكي موقف واضح وثابت ضد الشعب السوري، مؤيداً توحش الأسد ضد شعبه لدواعٍ طائفية بحتة. فالبعث في العراق عدو. لكن البعث في سوريا شقيق!
بالأمس كان المالكي يشكو من دعم نظام الدكتاتور الأسد للإرهابيين وهدد بتدويل المشكلة في أروقة الأمم المتحدة. واليوم يعتبر سقوط النظام الداعم للإرهاب من شأنه أن يفتح للإرهابيين باب العراق على مصراعيه! كأن الباب مقفل أمامهم.
مواقف صبيانة هزيلة تكشف بأن النظام في العراق لم يفطم بعد على فهم السياسة الدولية.  
أطنان من الأسلحة الإيرانية والعراقية مرت من تحت رموش امريكا متوجهة لنظام الأسد. حتى الصفقة الروسية الأخيرة التي زلق الدباغ بقشرتها فسقط غير مأسوفا عليه، فإن بعض أسلحتها كانت لحكومة الأسد. ورغم الدعوات الامريكية المتكررة للمالكي بقطع إمداداته وامدادات حليفه نجاد الى وحش الغابة، لكنها كانت أشبه بزوبعة في فنجان. فالولايات المتحدة تعرف جيدا ان من يمسك الحبل المشدود برقبة المالكي هو الخامنئي. فكيف يجرؤ العبد على تفتيش طائرات أسياده؟ وتعرف أيضا إن سقوط الأسد يعني قطع أطول وأقوى أذرع إيران في المنطقة. وسيقطع قريبا بعون الله وهمة النشامى والغيارى المجاهدين من أبناء شعبنا السوري البطل، وأسمح لنفسي بأن أكون أول من يهني الشعب السوري على إنتصاره المؤكد والحتمي على الطاغية المجرم بشار الاسد.
ثم من هو وزير النقل العراقي الذي تشرف وزارته على المطارات العراقية؟ إنه الإرهابي المحترف هادي العامري. رئيس منظمة بدر الإرهابية، وهو ضابط برتبة مقدم في فيلق القدس الإيراني. فهل سيفتش طائرات أسياده؟ (ملاحظة من الناشر: يرجى متابعة تفاصيل اضافية هنا).
بعد دعوة امريكا لتفتيش الطائرات توافدت على حكومة المالكي وفود عسكرية إيرانية عالية المستوى منها ما أعلن عنه كزيارة وزير الدفاع الإيراني وقائد القوة البحرية ومنها زيارات سرية لم تُعلن. وتمخض جبل اللقاءات العسكرية بين الجانبين عن ولادة جرذ هزيل. فقد تم تفتيش طائرة إيرانية يتيمة وسط إستنكار حكومي لنظام الملالي - مبرمج له ومتفق عليه- وتبين للعدو والصديق بعد البحث الدقيق، والتفتيش الرقيق، بأنه لا توجد أسلحة مهربة لحكومة الرفيق لقتل الشعب السوري الشقيق وإنتهت الحدوته! ربما كانت الطائرة تنقل مبيدات وليس أسلحة؟ لكنها بالتأكيدات مبيدات بشرية! (ملاحظة من الناشر: يرجى متابعة تفاصيل اضافية هنا).
الفصل الثاني للملهاة بدأ بفك رموز الطلسم المالكي من قبل الإدارة الأمريكية كما نُشر في الصحافة الأمريكية وأطلقوا عليها إسم (المسرحية)! حيث شددت الولايات المتحدة من قوة لهجتها تجاه حكومة المالكي، وذكرت الأنباء بأن لجاناً امريكية رابطت في بعض المطارات لقطع جسر الإمدادات التسليحية لقتل الشعب السوري الشقيق. وإذا بحكومة المالكي تخرج بفرية جديدة وهي عدم توفر الإمكانيات المحلية لتفتيش الطائرات الإيرانية!
عجبا! لماذا السكوت عن هذا العجز لعدة شهور ولمصلحة مَن كان؟ ولماذا لم تطلب حكومة المالكي مساعدة من الامريكان أو غيرهم لتوفير امكانيات فحص ومراقبة الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا؟
لم تتوقف المفاجئات عند هذا الحد كأنك تقرأ قصة بوليسية لأجاثا كريستي. فقد خف صوت الأمريكان فجأة عن دعوات التفتيش، وخنست حكومة المالكي أيضا، دون أن نعرف ما تم في الأقبية المظلمة!    
لكن الأسئلة المحيرة التي تدور في مخيلة كل من يفهم أبجدية علم السياسة هي:
هل فعلا الإدارة الامريكية عاجزة عن معرفة وتقييم الإمكانات الرقابية في المطارات العراقية فتطالبها- أي حكومة المالكي- بما تعجز عنه؟
وهل الإدارة الامريكية عاجزة فعلا عن مراقبة الطائرات الايرانية؟ حسنا! ماذا تفعل الأقمار الصناعية التي تكشف عما تحت الأرض بعمق خمسة أمتار، وتتغاضى عما يجري فوقها بمتر واحد؟
ثم أين هي إمكانات التقنية المعلوماتية في الأساطيل البحرية المرابطة في المنطقة؟ هل أصابتها عدوى الغفلة والسهو فعجزت عن متابعة حركة الطائرات الإيرانية؟
وهل عقم رحم وكالة المخابرات المركزية عن حمل جنين عميل في مطارات إيران والعراق وسوريا لينقل لها حقيقة ما يجري من تهريب أسلحة؟
ألا يوجد احمد جلبي ايراني أو سوري يزودها بمعلومات عن تلك الأسلحة؟

هناك تعليق واحد:

Anonymous يقول...

كان النبي عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله تعالى من الخيانة فيقول «... وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئس البطانة».

العلماء ورثة الأنبياء وقد أخذ الله تعالى عليهم الميثاق في قول الحق وعدم كتمانه «وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه». ومن أفضلهم من جهر بالحق وإن أدى ذلك إلى قتله، فسيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله، هكذا أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام، وسكوت العالم عن قول كلمة الحق تجعله يتحول إلى شيطان أخرس، وتعظم جريمته إذا كان السكوت مقابل شيء من حثالة الدنيا، فيبيع آخرته من أجل دنياه.

بعد دخول هولاكو إلى بغداد جاء ابن العلقمي لأخذ مكافأته وكان يطمح في الحصول على منصب، إلا أن هولاكو قال له من خان وليّ نعمته لا يؤتمن، ثم قام بقتله، فهل من متعظ؟

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..