في أكثر من مناسبة تحدثنا عن معاناة أسرى العراق الأبطال الأحرار، وهم يعانون الأمرَّين في سجون الظالمين، تحدثنا هنا و هنا و هنا و هنا و هنا، وفي مواضع أخرى، ولأن معاناة هؤلاء الأبطال لايمكن أن يتناساها ذو ضمير حي، ولأن قضيتهم ليست قضية أفراد، وإن بدت كذلك، وإنما قضية أبطال كان لهم شرف بناء العراق وحمايته والدفاع عنه، وكانوا مثالاً على الأمانة والنزاهة والعفة والشرف.. وجب أن نذكِّر العالم بقضيتهم كل يوم..
طارق عزيز وعبدالغني عبدالغفور يتعرضان مع رفاقهم للتعذيب البشع
صلاح المختار
نعجب للصمت على مأساة شعب العراق الذي يتعرض لاسوأ انواع التعذيب والاذلال بصورة متعمدة ومنهجية ، لذلك نتساءل: هل الانسان العراقي خارج معايير حقوق الانسان؟
لو حصل في بلد اخر غير عربي ما يحصل في العراق منذ غزوه في عام 2003 وحتى الان فهل كان العالم سيمارس الصمت الذي نراه الان تجاه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشعب العراقي؟
ان شعب العراق لم يتعرض للاذلال المنظم والمتعمد مثلما يجري الان، فهناك تصفيات منهجية للسكان قتلا وتهجيرا وحرمانا من ابسط مقومات الحياة الانسانية كالماء والكهرباء والطرق والدواء والغذاء والامن والحرية، وهناك التدمير المنظم للجسد البشري بنشر المخدرات والايدز بصورة مخططة، وهناك القتل العمد شبه العلني والذي يتجرا فيه القتلة على تصوير افاعيلهم الشنيعة وتعميمها في الانترينت وكأنهم يتحدُّون العالم، كل ذلك يحصل ولا صوت استنكار يرتفع من منظمات حقوق الانسان ولا من الامم المتحدة التي تعرف بالتفاصيل حقيقة كارثة العراق! وان ارتفع فلإسقاط فرض ليس الا ! لذلك سرعان ما يعم صمت الموتى اروقة تلك المنظمات!
تتواتر الاخبار يوميا من سجن الكاظمية في بغداد والتي تؤكد بأن الاسرى من مسؤولي النظام الوطني يتعرضون لأبشع انواع التعذيب والاهانات والقتل البطئ يوميا وبأوامر من المالكي ووزير عدله شخصيا حسن الشمري، ومن بين وسائل التعذيب لشخصيات كلها كبيرة السن وتعاني من امراض كثيرة مثل الاستاذ طارق عزيز والاستاذ عبدالغني عبدالغفور وغيرهما، اخراجهم من زنزاناتهم وهم شبه عراة ووضعهم في ساحة مكشوفة في شتاء بارد وتركهم هناك ساعات طويلة ولا يدخل منهم الا من يغمى عليه او ينهار جسديا ويسقط على الارض، كما انهم يربطون الايدي والارجل ويضربون الاسرى في كل مكان من اجسادهم، يأخذون الادوية التي تجلبها عوائل الاسرى منهم ويتركونهم بلا دواء مع انهم مصابون بامراض خطيرة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وسرطان البروستات والروماتزم وغيره، كل ذلك يحصل وسط سيل من الشتائم والكلام البذي، واخيرا وليس اخرا يسرقون كل ما لديهم من مواد وكتب وملابس واشياء ضرورية ومال جُلِب لهم من عوائلهم.
وكمثال على ذلك ماحصل مؤخراً وهو ان قوة عسكرية اقتحمت سجن الكاظمية الخاص بمعتقلي اركان النظام الوطني العراقي وقامت بالعبث بمقتنياتهم ومصادرتها، وروى شاهد عيان تفاصيل الحادث قائلا: ان المعتقلين فوجئوا قبل ايام بهجوم لفوج الطوارىء على اماكن وجودهم داخل السجن وتجميعهم بغرفة واحدة لاتتوفر فيها المستلزمات الصحية ومقفلة الابواب والشبابيك .
واوضح ان امر سجن الكاظمية، سيد علاء، هو من قاد عملية الاقتحام واشرف بنفسه على عملية الاساءة وترويع المعتقلين بمعاونة حراس السجن، وكشف ان المعتقلين فوجئوا بقيام القوة المهاجمة باطلاق الكلاب البوليسية عليهم وبتقييد ارجلهم وايديهم بطريقة همجية وحجرهم بزنزانة واحدة لمدة ثلاثة ايام!
واشار الى ان المعتقلين حاولوا معرفة اسباب هذا الاجراء الذي فسره امر السجن بانه جاء بأمر من وزير العدل حسن الشمري ، موضحا انه تلقى اتصالا هاتفيا من الوزير الذي كان في القاهرة لتنفيذ ماقام به فوج الطوارئ!
وقال شاهد العيان ان حراس سجن الكاظمية قاموا بسرقة مقتنيات المعتقلين والاساءة اليهم واصفا اوضاع المعتقلين بالصعبة والمزرية لاسيما انهم حرموا من تناول الطعام والحصول على ادويتهم طيلة الايام الثلاثة بعد ان قام حراس السجن بمصادرة ما بحوزة المعتقلين من غذاء وأدوية.
ان حكومة المالكي تحاول قتل الاسرى ببطء ودون تنفيذ حكم الاعدام لكي تقول للعالم انهم ماتوا بصورة طبيعية، لذلك نكرر مطالبتنا للامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان ومحكمة بروكسل وكل الشرفاء في العالم من صحفيين وكتاب ورجال قانون وساسة بالتدخل الفوري لمنع القتل البطيء للاسرى، وتوفير المعاملة الانسانية التي تضمنها القوانين الدولية.
اما السكوت، خصوصا سكوت الحكومة الامريكية، فهو امتداد لموقفها الاصلي وهو تصفية قادة العراق ورموزه عمدا، بدليل انها سلمت هؤلاء الاسرى لحكومة المالكي مع انها اعترفت بأن اغلبهم اسرى حرب، سلمتهم وهي تعلم بأن تلك الحكومة سوف تنفذ اومر اسيادها في ايران بقتل الاسرى وتصفيتهم بصورة كاملة .
لذلك نحمل ليس حكومة المالكي ووزير عدله مسوؤلية هذه الجرائم، بل نحمل ايضا الحكومة الامريكية التي سلمتهم للمالكي المسؤولية، وهي تعلم بأنه سوف يقوم بتصفيتهم تدريجيا، بعد ان يعرضهم لكافة اشكال التعذيب والاهانات والحرمان من الدواء والغذاء والمكان الصحي .
واخيرا نوجه نداءنا لـ(رفاقنا ) الكتاب (البعثيين) – وكانوا كثر جدا ويكتبون اكثر - ونسألهم لم تصمتون على ما يجري لرفاقكم؟
لو كتب كل واحد منكم مقالا واحدا يكشف فيه ما يجري لقادة دولتنا الوطنية من ظلم فادح لرأينا يوميا عشرات المقالات، كما كان الحال قبل الغزو حيث كان الكتاب يثابرون في نشر مقالاتهم، ومن لا ينشر له مقال يقلب الدنيا!
اين هم هؤلاء الان؟
ولم يصمتون؟
وهل يظنون ان الضمير الحي يحتاج لمن ينبهه كي يكتب ويصرخ ويفضح الجرائم؟
انكم بقوائم اسمائكم الطويلة امام انظار شعبنا وهو يتذكركم بكل تقاطيع وجوهكم وبأصغر مقالاتكم، وهم لذلك يسألون بحزن:
اين هؤلاء؟
ولم اختفوا؟
بل لم لا يكتبون حتى باسماء مستعارة دفاعاً عن وطنهم ورفاقهم اذا كانوا يواجهون مشاكل؟
هناك تعليق واحد:
اعتقد ان تغيير اسلوب مخاطبة الجماهير العربية وتحريكها وتوجيهها باتجاه ما تريده الطلائع العربية الثورية والمقاومة العراقية بشكل خاص بحاجة الى جهود اضافية تستخلص من التجارب الواقعية التي مر بها العراق بشكل خاص والامة جميعها بشكل عام
ومن هنا ايسائل
لماذا لم يكن وسائل تعبير عن ما يحدث من جرائم بحق العراقيين الشرفاء سوى ما تتصدق به وسائل الاعلام العميلة او المرتزقة او الخاصة او التي لا هم وطني وقومي لها ؟
هل ان القوى العربية الثورية قد فقدت القدرة على انشاء محطات بث فضائية او صحف ومجلات جماهيرية تستخدم الطرق المباشرة او غير المباشرة للدعاية الجماهيرية للمقاومة ؟
وهل من المعقول ان جيش الصحافيين والكتاب العرب لم يستطيعوا لحد الان تحريك الجماهير بالاتجاهات الصحيحة القادرة على الدعاية وايصال الافكار الثورية علما بان كل القضايا التي تتبناها المقاومة العربية في العراق وفلسطين والاقطار الاخرى هي قضايا حق ومشروعه قانونيا ودينيا وانسانيا ودوليا ؟
اعتقد ان في الامر اخطاء يجب تشخيصها والبحث عنها ولا يكفي ان نقول اننا على حق وننام
انظروا الى اساليب العدو في الاعلام سواء الايراني او الصهيوني او الامريكي انه يمتاز بالدهاء والحكمة ولديهم القدرة على قلب الحق الى باطل
اما واقولها للاسف ان اعلام المقاومة والتي على حق مطلق في مطاليبها لم يستطع لحد الان تثبيت الحق الطبيعي في اوساط المؤسسات الاعلامية والحقوقية والانسانية العربية والدولية لتبنيها والمطالبة بها دوليا ؟
ولكم تحياتي
إرسال تعليق