موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 2 ديسمبر 2012

سقوط ورقة التوت- كيف ولماذا صعد وفيق مديراً للاستخبارات لـ 35 يوماً فقط؟

هذه هي الحلقة الأخيرة من سلسلة قراءات العميد الركن أحمد العباسي، أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية العامة في العهد الوطني لكتابين من تأليف المرتد وفيق السامرائي.
وفي هذه الحلقة يكشف العميد الركن العباسي حقائق تعيين السامرائي في منصب مدير الاستخبارات العسكرية العامة وكالة لمدة 35 يوماً فقط، وسر طرده من المديرية والقوات المسلحة العراقية، كما يكشف واحدة من جرائم وفيق الاسمرائي، التي أدَّت الى اغتيال ضابط عراقي غيور في أعقاب احتلال العراق عام 2003.
وهو في هذه الحلقة الأخيرة، يستند في كشف هذه الحقائق إلى مجموعة من وثائق رئاسة الجمهورية ومديرية الاستخبارات العسكرية.

الحلقة الاخيرة من قراءة في كتابي وفيق السامرائي (حطام البوابة الشرقية وطريق الجحيم)

سقوط ورقة التوت- كيف ولماذا صعد وفيق مديراً للاستخبارات لـ 35 يوماً فقط؟


العميد الركن استخبارات
احمد العباسي *
عندما قررتُ قراءة كتابي وفيق عبجل المُلفقين "حطام البوابة الشرقية" و "طريق الجحيم"، والتي أُمليتْ عليهِ من أسيادهِ  قِوى الشر والضلالة، لم أكن أبغي شيئاً غيرَ الحقيقة الوطنية الناصعة البياض لجيش العراق العظيم، جيش الأمة العربية في جميع معاركها الخالدة في فلسطين ومصر والأردن وسوريا، وسِفر ذلك الجيش المَجيد العتيد، ذلك الجيش الذي سطّرَ ملاحم البطولة والتضحية بأغلى ما موجود في الكون الا وهي النفس وهي عزيزةٌ جداً، ذلك الجيش الذي أقضَّ مضاجع العدو الصهيوني على مــــــر السنين حتى يوم 9/4/2003 الأسود.


وأُشهدُ الله العلي القدير أنهُ لم يكن لديَّ غرضٌ آخر إلا الدفاع عن جيش العراق العظيم وسُمعة قادتهِ الأبطال الشجعان الأشاوس، الذين لم يكونوا سياسيين في يوم من الايام وإنما كانوا، كما أي ضباط في أي جيش محترم محترف، ينفذون الاوامر التي تصدر إليهم من قيادتهم السياسية، أؤلئك القادة العِظام الذين كانوا ومازالوا وسيظلون نجوماً في سماء وطنٍ عظيم اسمهُ العراق.
لقد حاول مَن يجلس على كرسي حُكم العراق اليوم (!) أن يجتث أولئك الضباط القادة النجوم مثلما أجتُثّتْ نجوم العراق الثلاثة من راية الله أكبر، والتي حاول تشويهها وفيق، ومن يقودهُ، بكل ما يحملهُ في دواخلهِ المريضة مِن عُقدْ نفسية وضغينة ويأس.
وإنني وبعد أن تقدّمْ بي العُمرْ، خَشيتُ أن أقابلَ وجه ربي الكريم وأنا كـ(شيطان أخرس) لأنني عرفتُ وشهدتُ حقائق، عِبرَ رحلتي الوظيفية في القوات المسلحة العراقية ومديرية الاستخبارات العسكرية العامة، والتي جعلتني أطِّلعْ على خفايا الأمور والأحداث، ولم أكتبَ عنها وأُطِلعْ الشعب العراقي على حقيقة تلك المَرحلة التي عرفتها وشهدتها بنفسي، بعد أن شاء الله إن أكون قريباً من دائرة الأحداث في مديرية الاستخبارات في الفترة التي أساءَ إليها وشوهها وفيق عبجل بكل ما أوتي من أحقاد على قادة الجيش وقادة المَسيرة، فكان لمُعاصَرتي وسَماعي للكثير من تلك الأحداث والشخوص، ومنهم من الدائرة القريبة لصانعي أيام العِزة والرِفعة والشموخ، والتي تطوَّع وفيق عبجل إرضاءً لأسياده، أعداء العراق وتاريخ جيشهِ، تطوَّع لتشويهِها بإثارة الشكوك حولَ وطنية قادتها الإبطال الذين لا تَحِبْ وطنيتهم وحُبهم للعراق وعقيدتهم العسكرية أقوال وتُرهات العملاء وغِربان الشـــــــر بدفعٍ وحقدٍ من الكويت وإيران بعد هروب المذكور من الخدمة الوطنية، غيرَ مأسوفٍ عليهِ.
ومن أجلِ ذلكَ كلهِ قررتُ الكتابة عن تلكَ المَرحلة المُهمة لنفضِ الغُبار والتشويه والتشويش الذي إفتعلهُ وفيق مُتعمداً مَدفوعاً غادراً، فوجدتُ الدَعمَ والمُساندةَ مِنْ ضُباط الجيش والأصدقاء والوطنيين العراقيين الغيارى، الذينَ لم يَبخلوا عليَّ بمعلوماتهم وشهاداتهم وما جمعوهُ عن أحد أهم الخونة الذين كانوا سَببّاً في إحتلال العراق وتسليم مَفاتيحهُ لاعدائهِ، أمريكا الشر وإيران الخيانة والغدر.
وإنني هنا أودُّ أن أوجه الشكر الجزيل لإخواني ضباط الجيش العراقي الأبطال ولمنتسبي الأجهزة الأمنية الأشاوس الذين رفدوني بمعلومات سندتْ كل ما ذكرتهُ في الحلقات السابقة.
وعدتُ شعبنا وجيشنا والمُتابعين، بأنني سأكشف في هذه الحلقة، وهي الأخيرة، قصة صعود وفيق الحقيقية واستلامهُ، في غفلة من الزمن، إدارة الاستخبارات العسكرية العامة وكالة لمدة 35 يوماً فقط والأسباب التي جعلت وفيق يصل لهذا المنصب!! وما الذي جرى ليُطَردْ من القوات المسلحة العراقية والاستخبارات العسكرية وبأمر القائد العام للقوات المسلحة الرئيس صدام حسين، يرحمه الله، وبخط يدهِ؟!
فكما أسلفتُ في حلقات سابقة، تمكّنَ وفيق عبجل من الوشاية بالمرحوم الشهيد اللواء الركن سنان عبد الجبار أبو كلل، المعاون الأول لمدير الاستخبارات العسكرية العامة لشؤون الاستخبارات كافة، بعد إن كتبَ وفيق تقريرهُ إلى الرئيس بعد الثاني من آب عام 1990 والذي إدعى فيه عدم جدية اللواء الركن سنان أبو كلل في تزويد القيادة السياسية بالمعلومات الدقيقة عن الكويت والحلفاء، بالإضافة إلى عدم رضا مدير الاستخبارات العسكرية العامة الفريق الركن صابر عبد العزيز الدوري على قرار إستعادة الكويت، وقد ذكر وفيق ذلك في كتابهِ "حطام البوابة الشرقية" تحت عنوان: صدام يتوعد بإعدام مدير الاستخبارات. فجاء أمر الرئاسة بإعفاء المعاون الأول لمدير الاستخبارات العسكرية العامة وربط معاونيتهُ، المعاونية الأولى، بوفيق عبجل ليصبح الأخير المعاون الأول لشؤون الاستخبارات إضافة إلى شؤون إيران والشمال، بعد غدرهِ برفيقهِ.
 كان وفيق يعتبر اللواء الركن سنان عبد الجبار أبو كلل مِن اشد أعدائه، وحجر العثرة في طريقهِ للصعود إلى المَوقع الأول في المديرية لمعرفتهِ بكفاءة اللواء أبوكلل الاستخبارية والعسكرية ودماثة خُلقهِ وسُمعتهِ الطيبة في المديرية والجيش بصورة عامة، ولمَعرِفة وفيق بعدم رضا اللواء أبوكلل على أفعالهِ المُشينة وتشخيصهُ لدناءتهِ وسقوط أخلاقهِ بسرقة جهود ضباط معاونية إيران وتجييرها لنفسه.
وقد اعتبر وفيق هذا الرأي، الذي طالما صرّحَ به اللواء أبوكلل رحمهُ الله بمثابة خطر يهدده ويهدد مكانته في المديرية إن بقي اللواء أبوكلل بمنصب المُعاون الأول لمدير الاستخبارات في تلكَ الأحداث التي إستغلها وفيق أبشع استغلال لمعرفتهِ بظروف جمع المعلومات عن الحُلفاء في تلك المرحلة القصيرة، بعد أن كان جُهد الإستخبارات العسكرية العامة موجّه بصورة خاصة، طيلة السنين العشر التي سبقت يوم النداء، تجاه إيران والكيان الصهيوني، فكانت وشايتهُ التي رفعها إلى الرئيس على  اللواء أبوكلل وعلى مدير الاستخبارات العسكرية العامة والتي أدت إلى استدعائنا، نحنُ ضباط الركن الأقدمين في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، للاجتماع مع الرئيس صدام حسين، رحمه الله، على وجه السرعة، في حالة نادرة لم تحصل قبل هذا التاريخ!!! والذي إتضحَ بعدها ان هذا الإستدعاء كانَ بناءً على وشاية وفيق بمديره ومعاونه الأول، وفي هذا الاجتماع إستطاع  مدير الاستخبارات العسكرية العامة الفريق الركن صابر عبد العزيز الدوري، فك الله أسرهُ، أن يوضّح للقائد العام للقوات المسلحة أسباب هذا الضعف الإستخباري وأنه حصل نتيجةً لتوجيهات الرئاسة السابقة، كما أشرنا في حينه، وليسَ لضعف وقلة كفاءة الاستخبارات العسكرية التي بذلت جُهداً مُنقطعْ النظير لتنفيذ توجيهات القيادة وتزويدها بالمعلومات المُتيسّرة في مُدة زمنية قياسية رغم ضعف الإمكانات مقابل الحلفاء، فإقتنعَ الرئيس بحديث المدير العام، كما اكتشفَ الرئيس بدايةً خُبث ووصولية وفيق وتزلّفهِ للوصول على أكتاف رفاقهِ ومُديرهِ، فقال وفيق مَقولتهِ الشهيرة والتي شهدَها 20 ضابطاً في المديرية إضافة إلى المدير العام بعد إن وجَّه إليه الرئيس سؤالاً وهو يَهُمُ بالخروج من قاعة الاجتماع غامزاً لهُ بأنهُ عَرَفَ كذبهُ ودجلهُ، فأجاب وفيق [سيدي نحن جنودك ونموت تحت حذائك).
لقد ذكرتُ هذا الكلام هنا، والذي قلتهُ في حلقة سابقة، لتكتمل مَعالِمْ القصة وترتبط تسلسلاتها في ذِهنْ القارئ حولَ كيفية وصول وفيق إلى موقع المعاون الأول لمدير الاستخبارات العسكرية العام ومن ثم صعودهِ إلى إدارة الاستخبارات.
لقد إدعى وفيق ان القائد الفلاني والوزير الفلاني إستلمَ مَنصبهُ بَعدَ أحداث الشغب وصفحة الغدر والخيانة (أو الانتفاضة كما يُطلِقْ عليها هو في كتابه!!) لدورهِ الكبير في قمعْ الانتفاضة! وإن صحّتْ أقوالهُ (!) فهذا يعني، وبصورة دامغة، أنَّ وصوله هو إلى مَنصبْ مدير الاستخبارات العسكرية العامة وكالة كانَ أيضاً لدورهِ الكبير في قمع (الانتفاضة) والا لماذا يكون هو مُديراً للاستخبارات خَلفاً للمدير السابق بوجود أمين السر الأقدم الذي هو بمثابة ضابط ركن المدير العام والشخص الثاني في المديرية والمَعروف بكفاءتهِ ونزاهتهِ وانضباطهِ العسكري والأخلاقي وهو اللواء الركن خالد الجبوري؟!!
إن مُشاركة وفيق ودورهِ في قمع (الانتفاضة) كما يسميها واشتراكهِ مع حسين كامل في التحقيق مع رموز الخيانة المُلقى القبض عليهم معروفٌ من قبل الجميع وهذا شيء مُؤكد، مما أدى إلى دعم ترشيحهُ من قبل حسين كامل لهذا المنصب واستبعاد اللواء الركن خالد الجبوري، والذي لم يَسلَمْ أيضاً من دناءة وفيق ونذالتهِ، حيث جرى رفع اسم العميد الركن (آنذاك) خالد الجبوري من جدول الترقيات المعد في العام 1989 ليرقى لرتبة لواء ركن، وهذا ما اعتبره وفيق عبجل تهديداً له للوصول الى الموقع الاول في حال رقّيَ العميد الجبوري الى رتبة لواء وهو لايزال برتبة عميد ركن في المديرية، فبثَّ سمومه هذه المرة على اللواء الركن خالد الجبوري، فقد أخبرني الاستاذ (ج) مَشكوراً، بعد أن عرضتُ الحقائق التي بحوزتي عليهِ فقال إن "وفيق كتبَ بحق العميد الركن خالد الجبوري تقريراً مُلفقاً إلى حسين كامل ووصلَ هذا التقرير بدورهِ الى مكتب سكرتير الرئيس في العام 1989 يدّعي فيه وفيق أن الجبوري غير مُؤهّل لمنصب أمين السر الأقدم لمدير الاستخبارات كونهِ لا يمتلك الشخصية التي تؤهلهُ لذلك، وليسَ لديهِ الكفاءة للاضطلاع بهذا المَنصب الذي يعتبر بمثابة "الفلتر" الذي تعبُر مِن خلالهِ تقاريرنا الاستخبارية إلى المدير العام والذي يعتمد في بعض الأحيان على أمانة السر في ذلك، مما أدى إلى إحالة العميد الركن خالد الجبوري، أمين السر الأقدم على التقاعد بدلاً من ترقيته إلى رتبة لواء ركن! ولولا تدخل المدير العام حينها واعتراضهِ على قرار الإحالة على التقاعد لكان الجبوري أحد ضحايا وفيق وخسارة فادحة للاستخبارات العسكرية، فألغي مرسوم الإحالة على التقاعد ورُقّي إلى رتبة لواء واستمر في وظيفتهِ كأمين سر لمقر المدير العام ...
لقد كان اللواء الركن خالد الجبوري مِثالاً للضبط العسكري والكفاءة الاستخبارية النادرة ولكن من يقي الشرفاء شر وفيق ودناءتهِ؟
قبل وصول وفيق إلى إدارة المديرية في نهاية شهر نيسان عام 1991، كان في مرحلة القصف الجوي الأمريكي، والتي ذكرنا فيها خوفه ورعبه في حادثة معسكر بسماية، كان مُعاوناً لمدير الاستخبارات العسكرية لشؤون الاستخبارات، إلا انه كباقي ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية ومعاونوي المدير العام، لم يلتقِ بالرئيس صدام حسين مُطلقاً، لا في تلك الفترة ولا بعدها، كوني كنتُ مُلاصقاً لهُ كظلهِ في مَقرنا البديل في مدينة الكاظمية والذي يبعد 500 متر فقط عن المقر البديل للمدير العام الذي كان يتردد عليه الرئيس صدام حسين في تلك الفترة  بعد إن تم تشكيل مقر القيادة العامة في بغداد برئاسة الفريق الركن صابر عبد العزيز الدوري يعاونه الفريق الطيار الحكم حسن علي،  وبعد بدء أحداث صفحة الغدر والخيانة انتقل المقر المُتقدم إلى داخل مديرية الاستخبارات العسكرية العامة والتحق به الفريق الركن صلاح عبود، ومعروف إن المديرية أصبحت مَقراً مُتقدماً للقيادة العامة للقوات المسلحة في تلك الفترة، والذي أجزم وأؤكد مرة أخرى لم تطأ قدم الرئيس مقر القيادة المفتوح في  مديرية الاستخبارات العسكرية مُطلقاً (لا قبل العدوان الجوي وحتى انتهاء صفحة الخيانة والغدر)، وكان وفيق من ضمن ضباط ركن المقر الذي يرأسهُ مدير الاستخبارات العسكرية العامة، وبقي وفيق على ديدنهِ المُخزي في إيذاء ضُباط الجيش والشعب حتى في ظل تلك الظروف العصيبة التي ألقيت على عاتق الاستخبارات، وقصة ماكتبه على مرقد الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه معروفة، بالإضافة إلى تقديمهِ مُقترح قصف مدينتي الحلة وكربلاء بالأسلحة الكمياوية، وهذهِ الحادثة ذكرها الطبيب العسكري العراقي الذي حَضَرَ الحادثة في مقال نُشِرَ على مواقع الانترنت بعنوان (صابر الدوري ووفيق السامرائي موقف فاضل لشاهد عيان).
كذلك اجتهاد وفيق بالذهاب إلى كركوك في يوم اجازتهِ الاعتيادية التي طلبها للذهاب إلى عائلتهِ تملقاً للأستاذ عزة الدوري، وهو ما اكتشفناه لاحقاً من خلال التسجيل التلفزيوني الذي وردَ إلى المديرية وظهر فيه وفيق مُهرولاً خلف السيد الدوري في الصولة الأولى لدخول القوات العراقية البطلة لمدينة كركوك، ونهاية أحداث الشغب وكان وفيق يعمل ضمن المقر الأول لإدارة العمليات وبدأت مرحلة تغيير المناصب في الجيش والدولة وفقاً للمواقف البطولية من هذا القائد أو ذاك في الدفاع عن أمن العراق وإعادة الأمن إلى محافظاتهِ فأصبح وفيق مديراً للاستخبارات العسكرية وكالة، ولكن ما هو السبب؟ هل هو لدور وفيق في قمع (الانتفاضة) كما أسماها في كتابيهِ، وكما اتهم في كتابهِ الوزراء والقادة الذين تغيرت مناصبهم بعد تلك الأحداث؟ أم بسبب واسطة من احد ما؟ هذا ما سنتعرف عليه خلال السطور القادمة...
معروف إن الرئيس صدام حسين يستمع من القادة عن مواقف وأدوار الضباط العاملين تحت إمرتهم، ويتخذ قرارات التكريم من خلال تلك الآراء.
وقد كان وفيق، وكما أسلفنا، أداة طيعة ذليلة بيد حسين كامل، يوصل إليهِ بإستمرار أخبار ومُمارسات ضباط الجيش في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة الخاصة جداً مِن خِلال تقربهِ إليهم أو من خلال الوشايات الكاذبة ليُزيحهم عن طريق أطماعهِ المُرعبة بالحصول على الجاه والمال، وقد وجدَ حسين كامل في وفيق المنفذ الوحيد لهُ لكي يتسلط على ضباط الجيش العراقي البواسل في زمن الشهيد عدنان خير الله رحمه الله والذي لم يكن يسمح لحسين كامل أبداً بالتدخل في شؤون الجيش، ولكل هذا فقد إزداد شعورهِ بالنقص الشديد ولحملهِ رتبة لا يستحقها والعديد من الأمراض التي كانت في دواخل نفسهِ، ونستطيع أن نقول في هذين الاثنين فقد وافق شنٌّ طبقة، كما يقول المثل الشائع.
وبتسجيل صوتي سري، حصلتُ عليهِ من أحد الأخوة مَشكوراً، وهو من ضمن أسرار العراق التي تسرّبتْ بعد إحتلالهِ بفضل صديق وفيق، اللص الدولي الشهير أحمد الجلبي، وزبانيتهِ عملاء المخابرات الأمريكية، محتوى هذا التسجيل أن الرئيس صدام حسين كان يتحدث مع مجموعة من أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة وهم حسب التسلسل:
1.   الفريق أول الركن سعدي طعمة عباس وزير الدفاع.
2.   الفريق أول الركن حسين رشيد رئيس أركان الجيش.
3.   الفريق الركن صابر الدوري مدير الاستخبارات العسكرية العامة.
4.   السيد سبعاوي إبراهيم الحسن مدير جهاز المخابرات.
5.   حاتم حمدان العزاوي رئيس ديوان الرئاسة.
6.   حسين كامل المشرف على الحرس الجمهوري، في ذلك الوقت.
تحدث الرئيس صدام حسين في هذا الاجتماع، بحسب التسجيل الصوتي، عن تقصير بعض القادة أثناء الأحداث التي جرت في جنوب العراق وأبلغَ الحاضرين بأن الغاية من هذا الاجتماع هو لتغيير مواقعَهم الوظيفية والقيادية وبعد إنتهاء الحديث وجّه الرئيس كلامهُ للفريق صابر الدوري وجرى الحديث التالي:
الرئيس: لقد عَينتُكَ مديراً لجهاز المخابرات، وكنتُ قد رشحتُكَ وزيراً للدفاع إلا أن الدفاع ذهبتْ الى حسين، يقصد حسين كامل،!! فإن كانَ لديكَ تحفّظ  على المَنصب فإختار أي مَنصب آخر في الدولة بإستثناء الدفاع والداخلية لأنهما لحسين وعلي يقصد علي حسن المجيد، رحمه الله.
صابر الدوري: أنا جندي سيدي الرئيس وسأعمل في المكان الذي تختارهُ سيادتك.
الرئيس: طيب رشّح لي بَديلاً عنك للاستخبارات.
صابر الدوري: اللواء خالد الجبوري أمين سري الأقدم أو اللواء وفيق السامرائي سيدي الرئيس.
الرئيس: لماذا خالد؟
صابر الدوري: لانهُ مِن الضباط الكفوئين سيدي الرئيس وهو يعمل ليلَ نهار طِوال الحرب العراقية الإيرانية وحرب الكويت وقامَ بجميع واجباتهِ على أتم وجه وهو أقدم ضباط الركن في المديرية.
 الرئيس: وما سبب ترشيحك لوفيق؟ لماذا هذا الشخص بالتحديد؟ انكَ في كل مُناسبة تذكر اسمه وتقترح تكريمهُ أخذتهُ معك لمفاوضات جنيف وفي جميع جولاتك الخارجية وأردت أن تأخذهُ إلى إجتماع صفوان والآن ترشحهُ بَديلاً عنك للاستخبارات، أخشى أن يكون ترشيحك له كونهُ صديقك!
صابر الدوري: سيدي الرئيس انهُ شخص موثوق من سيادتك وهو على إطلاع كامل عن الظرف الاستثنائي الذي نعيشهُ الآن خصوصاً أحداث الشغب وقبلَ بدء العدوان الجوي جاء أمر سيادتك بربط معاونية الاستخبارات الأولى بهِ إضافة إلى معاونية إيران، والأمر متروك لسيادتك.
هنا تدخل حسين كامل قائلاً:
سيدي سبقَ إن قمتُ بترشيح اللواء وفيق لهذا المنصب كونهُ مِن المُخلصين لسيادتك بالإضافة لدورهِ الكبير في أحداث الشغب، بالإضافة إلى  مقترحاتهِ التي أرسلها لي للتعامل مع الغوغاء خلال قيادتي لرتلي لتطهير كربلاء والنجف وهو معروف بإخلاصهِ لنا فانا مُطلع على تفاصيل عملهِ وأنا اضمنهُ وأدعم بقوة المُرشح الثاني للفريق صابر وأفضل العمل مع وفيق على لواء خالد فانا سمعت من لواء وفيق إن لواء خالد مهزوز الشخصية ولا يصلح إن يكون بمنصب مدير استخبارات وليس لديه القدره على العمل والمُطاولة التي يحملها وفيق ولن يكون إخلاصه لنا كإخلاص وفيق.
أجاب الرئيس صدام حسين:
أنت وزير الدفاع الآن سأترك لك خيار العمل مع من تريد، أما الفريق صابر فقد اخترنا وفيق الآن، هو احد المرشحين الذين قدمتهم و(ظل نايم ورجليك بالشمس)!!!
وأردف الرئيس منادياً سكرتيره:
...عبد ... (ويقصد السكرتير عبد حمود) اصدر أمر تعيين وفيق مديراً للاستخبارات وكالة وسلّم للفريق صابر التقارير التي أرسلها وفيق عنهُ طيلة الفترة الماضية على إن لا يطلع عليها احد غيرك...)).
انتهى التسجيل الصوتي...
إذن تم تعيين وفيق مُديراً للاستخبارات بترشيح من صديقه (!) الفريق صابر الدوري والذي كان لا يعلم إن صديقهُ الذي وثق فيه وأعطاه مكانه في مديرية الاستخبارات واستحدث له معاونيه إكراماً له بعد أن كان مدير شعبة ضمن 11 شعبة في الاستخبارات كان يطعنهُ ويغدرُ بهِ بالتعاون مع حسين كامل من خلال تقاريرهِ ووشايتهِ التي يرفعها إلى مكتب الرئيس، والدليل أن الرئيس في هذا التسجيل طلبَ من سكرتيرهِ تزويد الفريق صابر الدوري بتقارير وفيق السرية التي كان يرفعها ضدهُ، وهذا ما أكده أيضا الأستاذ (ج) مَسؤول بريد الأجهزة الأمنية في مكتب سكرتير رئيس الجمهورية...
وواضح أيضاً من خلال التسجيل الصوتي إن الرئيس وافق على تعيين وفيق مديراً للاستخبارات وكالة وليس بصفة دائمية، واستبعد ترشيح اللواء الركن خالد الجبوري، لا بل ان حسين كامل صرَّح وأمام المدير الاستخبارات العام، بأنهُ سَبَقَ وان رَشَحَ وفيق للاستخبارات وان الاخير قام بتشويه صورة اللواء الركن خالد الجبوري أمام الرئيس بواسطته، حسين كامل، الذي وصف اللواء الجبوري بأوصاف كاذبة تتعلق بشخصيتهِ وعدم إلمامهُ بعملهِ!
والحقيقة إن اللواء الركن خالد الجبوري الذي شغل منصب أمين السر الأقدم لسنين طويلة مع الفريق الركن صابر الدوري، وعملتُ شخصياً تحتَ إمرتهِ، كانَ مِثالاً للخُلقِ الرفيع والإداري الناجح والمُستشار المؤتمن الصادق الذي لم يبخل بوقتهِ وجُهدهِ ورأيهِ الصريح بأعمال المُعاونيات والشُعب.
ويُظهر التسجيل أيضاً أن الرئيس صدام حسين عَرَفَ معدن وفيق منذُ الكذبة الأولى التي وصلتهُ مُباشرةً بالوشاية باللواء سنان أبو كلل والوشاية بالمدير العام، وفي كتابه اعترف وفيق في الصفحة 229 انه كتبَ الى الرئيس بأن الفريق صابر الدوري قال له: إن الرئيس انفردَ بقرار دخول الكويت وهو متشائم مما يحصل - وكان رد الرئيس على وفيق-  سوف يعلم صابر ماذا تعني خيانة عضو في القيادة العامة.
فوصلت الدناءة بوفيق أن يسعى لإعدام مديرهُ العام وصديقه، كما أراد أن يفعل مع اللواء الركن محمود شكر شاهين من خلال تقريرهُ السري مُدعياً فيهِ كَذِباً وزوراً تقصير مدير الاستخبارات باتهامهِ بعدم التعامل بجدية مع معلومات جهاز المخابرات التي تؤكد نية العدو الإيراني باحتلال الفاو عام 1986!
فكانَ تعيين وفيق وموافقة الرئيس على هذا التعيين ليعطي درساً للفريق صابر الدوري أن ثقتهُ بهذا الشخص في غير محلها رغم إظهار وفيق إخلاصهُ لهُ وصداقتهِ وتفانيهِ في عملهِ الذي جعلهُ يقوم بترشيحهِ بدلاً عنه، لا بل كان يرعاه رعاية خاصة طيلة فترة إدارتهِ للاستخبارات العسكرية، ويبدو أن الرئيس صدام حسين كان على علم بذلك حيث قال له:
(لماذا تذكرهُ دائماً وتأخذهُ معك أينما تذهب؟!)
وحقيقة الأمر إن الفريق صابر الدوري كان الوحيد الذي إحترم وفيق وجعلَ لهُ مكانة في المديرية بعد أن كان الفريق ماهر عبد الرشيد يُكيلُ الشتائم له، والتي يندى لها جبين الشرفاء من غير إن يرفَّ له جفن أو يخجل من نفسه.
وقد اعترفَ وفيق في كتاب حطام البوابة الشرقية وفي الصفحة 188 بفضل حسين كامل عليه بترقيته إلى رتبة لواء وتعيينهُ مديرا للاستخبارات بالقول، ونقلاً عن حسين كامل بعد هروبه:
((لا نستطيع أن نثق باللواء وفيق السامرائي لأننا نحن الذين رفعناه الى رتبة لواء وعينّاه مديرا للاستخبارات وتآمر علينا)).
في الفقرة أعلاه يعترف العميل أول الركن وفيق عبجل بأن سيدهُ الهارب الخائن الآخر لا يثق به رغم انه من رفَّعه إلى رتبة لواء ركن وعيَّنهُ مديراً للاستخبارات.
إذن صدر أمر تعيين وفيق عبجل السامرائي بمنصب مدير الاستخبارات العسكرية وكالة، ونُقِلَ الفريق الركن صابر الدوري إلى منصب مدير جهاز المخابرات، وحضرنا نحن ضباط ركن المديرية للسلام عليهِ وتوديعهِ وتهنئتهِ وبحضور وفيق عبجل، المدير الجديد، وبعدَ كلام عاطفي بين الحاضرين أثنى خلالهُ الفريق صابر الدوري على نجاح الاستخبارات العسكرية جنوداً وضباطاً ومَراتب في الحرب العراقية الإيرانية وحرب الكويت، قال الفريق الدوري
"أنا فخور بعملي معكم طيلة تلك السنين، سنين الانتصار ولكم الحق بأن تفتخروا بما قدمتموه لوطنكم في أصعب واحلك الظروف التي مرت، فكنتم سبب إنتصار جيشنا في معركة القادسية وسبب لملمة شتات العراق بعد الغدر الكبير الذي أصابَ العراق فكنتم بحق من زيّنَ الرُتبْ التي على أكتافِكم وزدتموها مَهابةً ولم تضف هي لكم شيئاً، ورغم أنني لم أُفيكُمْ حقّكمْ، إلا أنني ذكرتُ للسيد الرئيس جُهدكم الاستثنائي بكل أمانة ودوركم بلا إستثناء بالحفاظ على العراق العظيم، وسيادتهِ مُقدِرٌ لكم ذلك الدور الكبير، ولا أخفيكم بأنني لم يكن لي الرغبة بمفارقتكم ومفارقة المؤسسة العسكرية التي أنتمي إليها قلباً وروحاً ولكن كما تعلمون بأننا جنود نُنفذ أوامر القيادة وسنعمل أينما يحتم علينا الواجب".
كان الجو في ذلك اللقاء الأخير مُشحوناً بالعاطفة الكبيرة تجاه هذا القائد الكبير، للدعم الكبير الذي قدمهُ لنا ضباط المديرية، وللروح القيادة العالية والأخلاق السامية التي تمتع بها طيلة فترة قيادتهِ للاستخبارات والتي شهدها كبيرنا وصغيرنا، وكان لإدارتهِ الصادقة للمديرية وحُبهِ لبلدهِ وإحترامهِ لعقيدتهِ العسكرية دور كبير في نصر الاستخبارات في مرحلة تسنمهِ إدارتها فقد أضاف الكثير للعمل الاستخباري وطُرق إدارة الموقف والتعاطي مع المعلومات والتي كانت تفتقر لها المديرية قبلَ مَجيئهَ مُديراً للاستخبارات، فقد حرَّكَ وحرَّرَ بعض العقول المُتحجّرة الملتزمة بالعادات القديمة للعمل وأضافَ الكثير مما جعلَ المديرية تعمل كخلية نحل بلا كلل ولا ملل أو هوادة.
كانَ مِن بين الحاضرين لهذا اللقاء الرائد الركن آنذاك الشهيد عامر عبدالعزيز الدوري، الأخ الأصغر للفريق صابر الدوري والذي كانَ يعمل في معاونية إيران، وعند نهوضنا قدّمَ وفيق أمامنا شُكرهِ وتقديرهِ وامتنانهِ للمدير العام، وقال له
"لن أنسى فضلك عليَّ ورعايتكَ الخاصة لي طيلة الفترة الماضية ولن ينسى ضباط المديرية دوركم الكبير في إستعادة الاستخبارات لسُمعتها في القوات المسلحة وأمام السيد الرئيس حفظه الله في عصرِكم الذهبي واسمح لي سيدي قبل إن تُغادر مَقرك  أن أطلبَ مِن سيادتك طلباً أرجو أن لا تُخيبني فيه وهو أن تُصدر أمراً بتعيين الرائد عامر الدوري كضابط ركن المقر وسكرتيراً لمدير الاستخبارات لأتمكن من شم رائحتك فيهِ صباح مساء (!!!!!) حتى أشعر بأنك معي وتساندني دوماً".
فأجابه الفريق صابر
"أبو نوار انك الآن مدير الاستخبارات وبإمكانك أنت إن تُصدر هذا الأمر وليس أنا وهو لن يرفض ذلك لمعرفتهِ بصداقتنا وقبل كل هذا فهو أمر من مديرهِ العام وليس أمامه إلا التنفيذ".
الى هنا إنتهى اللقاء، وبالفعل أصبح الرائد الركن عامر عبدالعزيز سكرتيراً لمدير الاستخبارات رغم عدم رغبتهِ بالعمل في هذا المنصب الذي حسدهُ عليهِ بعض الضباط، ولكن لقُربي من أبي ياسر، الشهيد العميد الركن عامر عبد العزيز، كنتُ أعرف هذا الشيء لعدم ثقتهُ بوفيق، فهو لا يرتاح لأدوارهِ التي يُمثِّلها أمام المدير العام، لأنهُ كانَ على إطلاع بسرقته لجهود الضباط العاملين معهُ كونهُ أحد ضباط معاونية إيران التي كان يرأسها وفيق، بالإضافة لعلاقتهِ بضابط ركن معاونية إيران والذي كان يُخبر الرائد الدوري عن تصرفات وفيق ولقاءاتهِ ببعض ضباط الأمن الخاص وحسين كامل، إلا انهُ وافقَ مُضطراً على ذلك كونه أمر صادر من مدير الاستخبارات ولا يحق له المناقشة.
إذن استلم وفيق ادارة الاستخبارات ... وفورَ إستلامهِ منصبهِ الجديد أحاطَ مقر المدير العام بإعداد كبيرة من أفراد سرية الحماية وكأنهُ قد دَخَلَ إلى معركة!!! فكانَ هذا الإجراء الذي إتخذهُ مِن أول الإجراءات التي سُجِلتْ كنقطة سلبية عليه من قِبل ضُباط المديرية في الوقت كان مقر المدير العام- قبل وفيق، ولسنين طويلة، لا يحوي إلا على نقطة حراسة شُبه تشريفية لايزيد عدد مُنتسبيها على جنديين فقط من المَراتب لوجود المقر داخل معسكر كبير مُحصّن خاص بالمديرية.
بعدها بدأت خطة وفيق للتخلص من الضباط الأقدمين من ذوي الكفاءة من الذين كان يخشاهم أن يكونوا حجر عثرة في طريقهِ وخصوصاً من ذوي الاختصاص وحملة الشهادات العليا، وقد حدث ذلك وفق خطة مدروسة لإفراغ المديرية من الكفاءات الكبيرة التي كانت تمتلكها وعوَّض عنهم ببعض الضباط قليلي الخبرة من الذين ملأ بهم المديرية بحجة ولائهم للقيادة، بالإضافة إلى أن وفيق كتبَ إلى الرئاسة بوصفهِ المدير العام وبنفس طائفي بغيض يَطلب نقل الضباط الشيعةخارج مديرية الاستخبارات العسكرية بعد أن أجرى ولأول مرة في تاريخ الاستخبارات العسكرية والقوات المسلحة إحصاءً بعدد الضباط الشيعة مقابل السنة في المديرية، في سابقة خطيرة في تاريخ القوات المسلحة بحجة ميولهم الطائفية وعدم ولائهم للرئيس القائد!
ومن ذلك، كتب وفيق إلى رئاسة الجمهورية- مكتب السكرتير، مطالعة يطلب فيها نقل عدد من الضباط الأقدمين الكفوئين ومنهم العميد الركن خالد السامرائي والعقيد الركن شاكر بشير، وهما من خيرة ضباط الجيش العراقي خبرة وكفاءة وشجاعة، لضعف أدائِهما خلال صفحة الخيانة والغدر! – على حد وصفهِ- ولميولهم الطائفية وعدم شجاعتهم ولثبوت قيامهم بالهتاف ضد الرئيس والقيادة أثناء مرورهم بالسيطرات ونقاط التفتيش التي نصبها الغوغاء في جنوب العراق ولترديدهم هتافات الغوغاء (ماكو ولي إلا علي نريد حاكم جعفري) حسبَ وصف وفيق، فجاءَ أمر نقل هؤلاء الضباط الأكفاء وإحالتهم على التقاعد وكسر نفسيتهم ومعنوياتهم بعد أن أفنوا سنوات شبابهم في الدفاع عن العراق، ولم يحتمل العقيد الركن شاكر بشير، رحمه الله، الصدمة فتوفي بأزمة قلبية بعد عدة أيام من سماعهِ الخبر، فكان أحد ضحايا وفيق الذي سيسألهُ رب العزة والجبروت عنهم يوم لا ينفعهُ جلال طالباني وأمريكا وإيران والكويت.
وبمناسبة تسلم وفيق إدارة الاستخبارات، فقد روى لي صديق (ن) قصة زيارتهِ وأخيه المرحوم العقيد (ع) والأخير من أصدقاء وفيق القدماء من مدينتي الحبيبة سامراء لمقر الاستخبارات العسكرية العامة لتهنئة وفيق بمنصبهِ الجديد، وعنِدَ جلوسهم في مكتبهِ وأثناء تبادل أطراف الحديث، رن جرس الهاتف فتلقفه وفيق وإذا بمأمور البدالة على الطرف الآخر يخبرهُ بأن  حسين كامل يطلبهُ على الهاتف، يقول صديقي (ن) [ان وفيق وقفَ على قدميهِ تاركاً كُرسيهِ وبحركة مُخزية وهو يقول لهم كالأطفال بصوتٍ هامس وفرحٍ غامر!!! انه حسين كامل يريد التحدث إلي فاخفضوا أصواتكم!!، وحال ربط حسين كامل بوفيق قال وفيق للمتصل ما نصه: نعم سيدي الله يبارك بيك أنا خادمكم وأبقى أخدمكم، الله وفقني بجهودك وخليتني بهذا المكان حتى أخدمكم والله راح أبقى جنديك المُطيع ولا تعتبرني مدير إستخبارات أنا أبقى  خادمك المخلص، يقول صديقي (ن) عندما سمعنا طريقة كلام وفيق مع حسين كامل وكأنه جندي بسيط يتحدث مع ضابط كبير ضحكنا عند خروجنا من مكتبهِ على ما قام بهِ وتصرفهِ المستهجن المليء بالمذلة والمهانة والتي لا تليق بضابط برتبتهِ ومنصبهِ، وقال أخي رحمه الله : بالله هذا كلام مدير إستخبارات لو مراسل؟ اكو ضابط يحترم نفسه يقول لحسين كامل أني خادمك.
يشهد الله عزوجل انني أروي هذه الحادثة نقلتها كما سمعتها من صديقي ومن المؤكد ان وفيق يتذكرها جيداً.
إستمر وفيق في سلسلة إجراءاتهِ التعسفية بتهديم هيكلية المديرية بنقل وطرد الضباط الكفوئين والكتابة الى الرئاسة مطالباً بتشكيل اللجان التحقيقية بحق الضباط  الكفوئين بحجة عدم جديتهم في مكافحة أحداث الشغب وثبوت عدم ولائهم وإخلاصهم للرئيس القائد لغرض تهديم أركان المديرية وتصفيتها تقرباً لحسين كامل، أو تنفيذاً لأوامر أعداء العراق!!! وهذا ما لاحظتهُ رئاسة الجمهورية من خلال تقاريره ومقترحاتهِ الهدامة، فقد قدّمَ عدة تقارير تصُب في تضييق الخناق على ضباط المديرية في وقت الحصار الظالم وتطعن بالمدير العام السابق المعروف بنظافة اليد والقلب واللسان، وأذكر منها تقريراً يقول فيه إن المدير العام السابق كان قد أمر لضباط المديرية بمخصصات طعام 10 دنانير، وانهُ قد بحثَ في ميزانية الدائرة ولم يجد صلاحية لمدير الاستخبارات لصرف هذه المخصصات! أي أن المدير العام قد تجاوز صلاحياتهُ بهذا الاجراء! فهل يستمر في صرف مُخصصات الطعام لضباط المديرية أم يقوم بإيقافها؟! فجاء أمر الرئاسة بوقف صرف مخصصات طعام الضباط لانتفاء الحاجة لها وزوال الظرف الاستثنائي الذي كانت تعيشه المديرية كون ضباط المديرية خلال فترة قادسية صدام المجيدة وأم المعارك كانوا يتواجدون بصورة مستمرة في مقر المديرية طوال اليوم أما بعد انتهاء ظروف المعارك، فقد أصبح تواجدهم في أوقات الدوام الرسمي فقط..
وغير ذلك من التقارير التي حاول من خلالها الطعن بمديرهِ السابق والذي صبَّ عليهِ الأفضال صباً.
وبعد مُضي 35 يوماً فقط فوجئنا بورود أمر الرئيس صدام حسين بطرد وفيق السامرائي من الاستخبارات العسكرية والقوات المسلحة في أقصر مدة قضاها مدير عام للاستخبارات على رأس المديرية، حيث بقي الفريق أول الركن عبدالجواد ذنون والفريق الركن ماهر عبدالرشيد واللواء الركن محمود شكر شاهين والفريق الركن صابر عبدالعزيز الدوري بمنصب مدير الاستخبارات العسكرية وعضو القيادة العامة للقوات المسلحة في فترات زمنية تتراوح بين السنتين والخمس سنوات، ولكن ما هو السبب لطرد وفيق وعلى أي أساس اتخذ؟
بعد أن تنبّهت الرئاسة إلى دور وفيق القذر في إضعاف الاستخبارات العسكرية العامة من داخلها بمقترحات نقل الضباط الكبار الكفوئين بحجة الطائفية وعدم ولائهم للرئيس (!) وبهذهِ الأعداد الكبيرة وإستخدام صلاحياتهِ كمدير للاستخبارات في نقل الضباط الأقل رتبة خارج الاستخبارات وتعويضهم بضباط عديمي الكفاءة والخبرة في ظروف العراق الصعبة في ذلك الوقت والتي تتطلب المُحافظة على الكفاءات والخبرات المُتراكمة اللازمة لكي تبقى الاستخبارات العسكرية مَنيعة امام قوى الشر، لذلك قررت الرئاسة إعفاءه من هذا المنصب الذي أتى إليه بواسطتين:
الأولى: ثقة المدير العام السابق بهِ، من خلال تملقهِ وإظهاره الولاء والإخلاص المُطلق في العمل.
والثانية: قُربه من حسين كامل الذي كان طوال سنين يُلمّعْ في صورة وفيق أمام السيد الرئيس، رحمه الله، والذي كان الدافع الأكبر الذي جعل الرئيس يوافق على تعيينهِ بهذا المنصب على مضض، إيماناً منهُ بإخلاص حسين كامل ومعرفتهِ بوفيق وسعيهِ الدؤوب على أمن الرئيس الشخصي من خلال تقاريرهِ التي يرفعها إلى الرئاسة منذُ ان كان ضابطاً صغيراً في الاستخبارات، وهو ما إعترف به وفيق في كتابيه.
أما التقرير والمُقترح الأخير الذي رفعهُ وفيق عبجل السامرائي إلى رئاسة الجمهورية والذي ثبّتَ عليه الرئيس صدام حسين أمرهُ بطرده من الاستخبارات والقوات المسلحة والذي يبدو أن الرئيس فقد الثقة به بصورة كاملة بعد قراءته لهذا التقرير، حيثُ كان ينص على:
"نظراً لقلة الكفاءة الاستخبارية للرائد الركن عامر عبدالعزيز الدوري وعدم إلمامه بمفردات العمل الاستخباري وتسنمه منصباً مهماً في المديرية كونه الأخ الأصغر للمدير السابق نقترح نقله خارج الاستخبارات العسكرية".
تخيلوا يا إخوتي، وفيق يطلب هذه المرة من الرئاسة نقل الرائد عامر عبدالعزيز خارج الاستخبارات العسكرية!! والذي قامَ هو أمام ضباط المديرية، أثناء تسلمهِ مَنصب المدير العام، بالطلب من أخيه الفريق الركن صابر الدوري بإصدار أمر تعيينهُ سكرتيراً لهُ قبل مغادرتهِ المديرية  ليشم رائحتهِ فيه صباح مساء!!!!
إذن هذا هو خبث ودناءة وفيق الغادر بأهلهِ وأصدقائهِ وأصحاب الفضل عليه، علماً إن الرائد عامر عبدالعزيز، رحمه الله، من ضباط الاستخبارات العسكرية العامة الأكفاء وقد عمل خلال الحرب العراقية الإيرانية في معاونية إيران التي كان وفيق مسؤولها وشغل عدة مناصب آخرها مدير شعبة الخدمة السرية في الاستخبارات العسكرية قبل احتلال العراق ويشهد له بالكفاءة كل ضباط الاستخبارات العاملين معه، وأنا أولهم.
كان رد الرئاسة هذهِ المرة على مُقترح وفيق بنقل الرائد الركن عامر عبدالعزيز خارج مديرية الاستخبارات العسكرية بخط يد الرئيس صدام حسين، رحمه الله، شخصياً وثبّتَ عليه بقلمهِ وكما يلي:-
1.   يطَّلع الفريق صابر!
2.   ينقل الرائد عامر عبدالعزيز من مقر الاستخبارات إلى المنظومة الشمالية.
3. ينقل وفيق السامرائي خارج الاستخبارات العسكرية والقوات المسلحة (من لم يكن حريصاً وفياً لولي نعمته لا يحرص على العراق العظيم).
4.   يتولى وزير الدفاع والفريق صابر ترشيح البديل...
إذن كانَ درساً بليغاً مِن الرئيس صدام حسين الذي إكتشفَ وفيق منذُ وشايتهِ وتجنيه على ضباط المديرية وادعائهِ عدم جدية المعاون الأول لمدير الاستخبارات وضباط معاونيتهِ بتزويد القيادة بالمعلومات الدقيقة عن الحلفاء!!! إلا أنه عينهُ مُديراً للاستخبارات وكالة، في ظرف حرج، وفي هذهِ المرة أصبحَ في تماس مُباشر معهُ!! فجاء أمر الرئيس بطرده من الاستخبارات العسكرية والقوات المسلحة وبهذه الكلمات البليغة وبخط يده
(من لا يحرص على ولي نعمته لا يحرص على العراق العظيم)
لقد أراد الرئيس صدام حسين كشف معدن وفيق أمام من انخدع بهِ من ضباط الجيش وأصدقائهِ ليكون درساً بليغاً لكل المُنافقين والغادرين من أمثاله ولكل من يضع كامل ثقتهِ في غير محلها وبأشخاص لا يستحقونها!
اذن بعد 35 يوماً فقط طُرِدَ وفيق من القوات المسلحة كافة، وعُيِّن محلهُ أحد الضباط الشُجعان، والذي كانَ يشغل منصب أمين السر الأقدم خلال الحرب العراقية الإيرانية وحرب الكويت، اللواء الركن خالد الجبوري، الذي كان المُرشح الاول الذي قدمهُ الفريق الركن صابر الدوري ليكونَ بديلاً عنهُ، ألا أن استبعادهُ بادئ الأمر كانَ بسبب تمسّك حسين كامل بوفيق، أداتهِ الطيعة، ولكنه طردَ شر طردة، وتخلصت المديرية من أقسى وأبشع من شوَّه سمعتها وسمعة ضباطها.
وبعد إحتلال العراق عام 2003 امتدت يد الغدر (الوفيقي) لتطال العميد الركن عامر عبدالعزيز الدوري، حيثُ تم إختطافهِ مِن منزلهِ في الكاظمية بدلالة وفيق وأغتيل ورُميت جثتهُ الطاهرة في أحد الطُرقات، حيثُ قال شهود عيان بعد الحادث أنهم شاهدوا وفيق قبلَ إغتيال الشهيد عامر بيومين يتردّد أمام منزل الشهيد بصحبة عدة سيارات همر أمريكية وعدد من الأفراد حيث قام بالدلالة على منزله في الكاظمية ليُختَطَف ويُغدَر به من قبل وفيق وزبانيته في رئاسة جمهورية مهاباد التي يفتخر بها هذا الغادر.
ويبقى سؤال آخر وعدتُ السادة القُراء الأفاضل بالإجابة عنهُ وهو: كيفَ حَصَلَ وفيق على مُخاطبات وتقارير الاستخبارات السرية والشخصية ووثائق مَكتب تنظيم الشمال والتي نشرها في كتابهِ، ولا يوجد عليها اي تذييل أو توقيع مِن قِبلهِ بالرغم من انهُ معاون شؤون إيران وترتبط شعبة الشمال به مباشرة؟!!!!
إن إسلوب العمل المُتبّع في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، كان يقتضي أن يُعدْ التقرير الاستخباري ويُذيّل ويوقّع مِنْ قِبل ضابط القسم المُختص ثم مدير الشعبة المُختص ثم المُعاون المُختص، ومِن ثم أمانة السر، التي إستحدثها المدير العام الفريق الركن صابر الدوري لتكون السيطرة والمُتابعة دقيقة على كُل الكُتب الواردة من شُعَبْ ومُعاونيات المديرية،  ليكونَ التقرير أمام المدير العام موقع من السلسلة التي ذكرتُها ومُثبّتْ عليها رأي أمانة السر قبلَ عرضهُ على المدير العام ورفعهِ إلى المَراجع العُليا: رئاسة الجمهورية، وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش.
بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية وتحديداً في العام 1989، أمرَ الفريق الركن صابر عبدالعزيز الدوري، مدير الاستخبارات العسكرية العامة أن تقوم معاونية إيران، معاونها وفيق، مع مجموعة من الاختصاصيين بتوثيق وكتابة دور الاستخبارات العسكرية العامة في قادسية صدام المجيدة، وبالفعل قُمنا بتجميع وكتابة مسوَّدة لدور الاستخبارات ومديرها وضباطها، ودور الاستخبارات العسكرية العامة في حسم النصر على إيران وخصوصاً في معارك التحرير الكبرى، ومنها تعليقات السيد الرئيس القائد على تقارير الاستخبارات وإشادتهِ بمديرها وضباطها، وكانت مسوَّدة هذا الكتاب تحدّد كل الأشخاص والأدوار التي اضطلعت بها الاستخبارات العسكرية في الدفاع عن العراق من خلال معلوماتها الدقيقة عن العدو والتي كانت تحتوي على نسخ من المُكاتبات والمُخاطبات الرسمية وتقارير الاستخبارات، وتم حفظ مسودة الكتاب لدى وفيق، كونه معاون المدير العام لشؤون إيران والشمال، ولم ير هذا الكتاب النور لتسارع الأحداث بعد العام 1989 بإستعادة الكويت وما تلاها من أحداث جسيمة مرّت بالعراق، ونُسيَ الأمر بين طيات تلك الأحداث.
وبعد طرد وفيق من الاستخبارات بفترة، جاء أمر الرئاسة بتشكيل مجلس تحقيقي في مديرية الأمن العسكري للتحقيق في حادثة سرقة مسوَّدة الكتاب المذكور، بالإضافة إلى سرقة التسجيل الصوتي ومحضر إجتماع خيمة صفوان والذي سلمهُ الفريق أول الركن سلطان هاشم احمد معاون رئيس أركان الجيش، في ذلك الوقت، الى مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، بعد عودته من الاجتماع، وتشكّل المجلس التحقيقي وأجري التحقيق مع وفيق واثنين من المراتب، واعترفَ عليهِ اثنان من السواقين العاملين معهُ حيث أقرّوا أنهم نقلوا وثائق خاصة بالاستخبارات مع الأغراض الشخصية لوفيق بعد نقلهِ من المديرية، إلا أن تدخل حسين كامل وزير الدفاع لصالح وفيق عند الأمن العسكري أدى إلى غلق التحقيق معه وعدم إدانته، ودارت الأيام وهربَ وفيق خارج القطر وظهرت صحة جريمتهِ وسرقتهِ لتلك الوثائق السرية الخاصة بالاستخبارات العسكرية العامة، حيثُ نَشَرَ جزءاً منها في كتابيهِ المُلفقين وقامَ بتسليم المجموعة كاملة إلى المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية التي يعمل لحسابها، فاستُغلّتْ بعد أن جُزّأتْ وسُحِبَ منها جميعها بطريقة فنية إسم وتذييل وتوقيع وفيق، وإستخدمت كدليل إدانة لقادة الجيش العراقي العظيم والاستخبارات العسكرية العامة.
فإن كان وفيق يدّعي انهُ المُحرّك لحرب الثمان سنوات ضد إيران وانهُ صاحب الفضل الكبير في إنتصار العراق:
فلماذا إذن لا يوجد  تعليق أو تذييل في صفحات الكُتب الرسمية التي كان يُعدّها بنفسهِ قبلَ رفعها إلى المدير العام؟! والتي نُشِرَت في كتابيهِ وبتوقيع مديري منظومتي الاستخبارات الشمالية والشرقية؟
ألم ترتبط هذه المنظومتين بهِ؟
أم أن مديريها كانا يخاطبان المدير العام مباشرة؟!
هذا ما صرّحَ به وفيق مِن خلال فضائية العهر الأمريكية، الحرة، حيثُ تبرأ من إرتباط المنظومتين الشمالية، والشرقية التي حُكِمَ على مُديرها اللواء الركن الأسير فرحان مطلك الجبوري، أحد شجعان الاستخبارات وعقولها النيرة بالسجن مدى الحياة من قبل محكمة الاحتلال الأمريكي/ الإيراني بسبب اجتزاء وفيق لتلك الوثائق وتقديمها لمحكمة الاحتلال، بينما معاون شؤون إيران والشمال والتي ترتبط بهِ المنظومتين من خلال شعبة الأكراد –الشعبة الثالثة، فإنه يعمل بذات الوقت مع الحكومة العميلة كمستشار لرئيس زمرة عملاء إيران، طالباني، ويُصرّح مِن المنطقة الغبراء ومن خلال شاشات الفضائيات بعدم علمهِ بعمل المنظومات وشعبة الشمال!
هذهِ الحادثة تـُـثبت خِسة ودناءة وفيق الذي غدرَ بدائرتهِ وضباطها بتحميلهم مَسؤولية الأخطاء والجرائم التي كان يُقترفها ويصوغها بنفسه ويُخطط لها مُتجاوزاً مُديرهُ ودائرتهِ عن طريق من كان يُحركهُ بالخفاء، فأُضيفت كلمة اللص، سارق الوثائق وأسرار العراق  لوفيق، مع أوصاف العمالة والجاسوسية والغدر الذي كان يمتهنها واستحقها بجدارة، ولكن هل يحق لنا أن نتعجب؟
الخاتمة:
وحدهُ تاريخ المَلاحِم الحقيقية قابل للكتابة، وما عداه تاريخ باطل يصادره المنافقين والكذابين .... هناك أحداث ووقائع لا يمكن لأي كاذب تزويرها.... فهناك مئات بل آلاف الرموز الوطنية ستبقى تنطق بالحقائق على مر الأجيال.... أما غيرهم من الخونة والعملاء فسيتلاشى ما كتبوه تحريفاً وكذباً وتزويراً،، وسيتلاشى ذكرهم ولن يحصلوا الا على سخط الله عزوجل ولعنة شعبهم وجيشهم كلما ذُكِرتْ أسماؤهم، ونتيجتهم أنهم سيغادرون هذه الدنيا الفانية، غيرَ مأسوفٍ عليهم، إلى مزابل التاريخ وخانة الجبناء الغادرين كما غادر قبلهم أبو رغال والعلقمي وآخرون ...
أكثر المُحرّفين والكذابين يكتبون بذكاء مُهذب، أما وفيق فأنهُ رغم احترافه الكذب والتلفيق، فقد كتبَ بغباء وحقد دفين، ليس على مُدراء الاستخبارات العسكرية العامة الذين كانَ يشعر بغيرة وحقد وعُقدة نقص تجاهُهم، بل أنصبَّ حقدهُ على الجيش العراقي الباسل كلهُ وقادتهِ الإبطال ونظام الحكم الوطني الشرعي، والأكثر إثارة للدهشة أن وفيق عبجل كانَ يتمتع بامتيازات لا يتمتع بها غيرهُ، و لا حتى من اقرأنه! إلا أن الرذيلة والخيانة تسري بدمهِ مثلما تجري كريات الدم في عروقهِ!
فلماذا لم يهرب وفيق من العراق ويعترض عندما قال أن الرئيس صدام حسين أخبرهُ بنيتهِ إستعادة الكويت بعد عودته من البحرين، إن كان فعلاً مُعارضاً للنظام؟ 
خصوصاً علِمَ بنية الرئيس قبل قادة الجيش المُكلفين بالمهمة، كما يدعي!
ولماذا قال للرئيس صدام حسين وأمام مجموعة من ضباط الاستخبارات وبحضوري "سيدي نحن جنودك ونموت تحت حذاءك"!
ولماذا كان يحاول، وحاول فعلاً، أن يكسب رضا مدراء الاستخبارات ويتملقهم وبشتى الأساليب، ثم يطعنهم ويلفق عليهم الأكاذيب بدفع من أسيادهِ مقابل شقة وفيلا وسيارة وأرصدة في بنوك لندن؟
فها هو الآن يصوّر للناس انهُ يُدافع عن ثورة سوريا وهو أقرب الأشخاص إلى النظام السوري وأجهزة مخابراتهِ التي عملَ لحسابها طيلة السنين الماضية، بعد أن هربَ من شمال العراق وإستقر في سوريا على ضيافة الحكومة السورية العميلة لإيران هو وعائلتهِ، حيناً من الزمن!
ألم يكن وفيق هو المُنسق بين حسين كامل بعد هروبهِ، والمُخابرات السورية؟
ألم يسعى وفيق لاستحصال الموافقات الخاصة من جهاز المخابرات السوري للسماح لحسين كامل بزيارة سوريا والإقامة فيها؟
ألم يكن وفيق المدافع عن النظام السوري قبل ثورتهِ العظيمة؟
هذا هو وفيق الباحث عن الجاه والمال والسلطة التي لا يشبع منها حتى بعد أن وصل إلى أرذل العمر!!
لقد إرتضى وفيق أن يكون عميلاً خائناً لوطنهِ وشعبهِ ورفاقهِ وأصدقائه، ليسِ مِن أجل أن يمنحهُ الأجنبي حفنة من الدولارات أو شقة أو سيارة .... الخ، فكل هذه الأشياء كانت عندهُ ولم تبخل القيادة بها عليهِ ولا على أقرانهِ وكانَ المُفضَّل على إقرانهِ في تلك المَكرمات... هو فعل لأنه ولِدَ والخيانة والعمالة في دمهِ...
وقد يتصَّور وفيق عبجل أن قصتهُ ستنتهي بانتهاء الحلقات التي كشفنا فيها مَعدنهُ الحقيقي أمام الله عزوجل والوطن والشعب،  لا أبداً ... فلقد نذرتُ نفسي وما تبقى من عمري لتفنيد أكاذيبهِ وتلفيقاتهِ وخداعهِ لشعب العراق العظيم وللشعوب العربية..
بعد أن إنتهيت من هذهِ الحلقات، التي كلما طالعتُ في تفاصيل ما كتبهُ فيها، أشعر برغبة بالتقيؤ، فواهم من يتصور أن وفيق يمكن أن يتوب إلى الله العلي القدير على ما إقترفت يداه بحق ضباط الجيش والشعب والوطن، فهو ولد وتربى على الخيانة والغدر وان من يخون والده ويغير إسمه ويشعر بالعار من ذكرهِ ويتنكر لهُ وهو الذي كان لهُ الفضل الأول بوجودهِ من العدم، لن يتوان عن بث سموم حقدهِ حتى في ساعات الموت، الآتي لا محالة!
ألم يدخل الى سامراء الحبيبة وأصبحَ دليلاً للأمريكان على مُقاومتها وضباط الجيش فيها وإستشهد أو ألقي القبض على عدد من أبنائها بوشايات منهُ، وأصبح مَنزلهُ مَرتعاً للمُحتل يُقيمُ لهم فيهِ حفلات ماجنة ؟
فأي دم خياني يسري في عروقه؟!  
ستشاهدون وفيق قريباً يردُ على قراءتنا بكتاب جديد أو صفحات معدودة رغم كذبهِ على الناس بالقول انه لا يقرأها أبداً، فهو قد راسلني على موقعي الشخصي وهددني إن واصلت الكتابة عنهُ وفضحه، ولكنني لم استسلم لتهديدهِ رغم مَعرفتي بغدرهِ، فقد غدرَ بالكثير من ضباط الجيش بعد دخولهِ مع المُحتل، والحمد لله بأنني احتفظ بتلك التهديدات والرسائل ومعها صورتهُ الشخصية وهو يكتب لي حتى بعد ان قامَ بإلغاء صفحته الشخصية على موقع الفيس بوك وإعادتها بعد فترة قصيرة، وسأقوم بنشرها قريباً.
وسيحاول وفيق من خلال ردهِ القادم تغيير التاريخ الناصع لقادة الجيش الذي ذكرناه وفضحنا دور وفيق مزور التاريخ، ولكن مَن سيُصدّقهُ هذه المرة إلا المُنتفعين والجبناء والذين على قلوبهم أقفال؟!!
ولكن هل اكتملت الصورة؟!
وهل اكتُشِفَتْ كامل الحقيقة؟!
وهل أزيحت المسؤولية الأخلاقية والتاريخية والوطنية عن عاتق قادتي وأخوتي ضباط الجيش العراقي، وتحديداً ضباط وقادة الاستخبارات العسكرية العامة، بعد هذه الحلقات؟
بالطبع لا، فبعدَ هذهِ الحلقات ازدادت المُسؤولية المُلقاة على عاتق القادة والضباط الأحرار وتحديداً ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، وأخص منهم بالذكر ضباط أمانة سر مقر مديرية الاستخبارات العسكرية، الذين شهدوا الأحداث التي ذكرتها وتلفيقات وفيق التي صحُحتها تاريخياً، والتي أساءت إلى قيادات عليا في الدولة وصنوف القوات المسلحة والتي اختزل فيها لنفسهِ إنتصارات الحرب العراقية الإيرانية الاستخبارية التي كانت ناتج عمل مُضنِ متواصل من جميع مفاصل المديرية مدراء ومعاونون وضباط ومراتب.
يا تُرى هل سيقتفي الأثر أولئك الضباط الشجعان الذين خاضوا غمارها وخَبَرَ العالم شجاعتهم في تلك الحرب الضروس والأيام الخوالد؟
وهل سيكتبون لشعبهم وجيشهم جُزءاً من تاريخهم المضيء ويصححون ما قام بتشويهه وتزييفه وفيق في كتابيهِ، وينفضون الغبار عن تلكُم الأيام التي لا يزال وفيق مُستمراً في تزييفها وتشويهها رغم تغييرهُ بعض المُفردات في أطروحاتهِ بمُغازلة هذا الطرف أو ذاك؟
أم أنهم سيقبضون على جمر السكوت حتى يُعيد الخالق جل وعلا أمانتهُ ويضيع ذلك التاريخ في سجلات المُنافقين والمُزيفين بحجة عدم مُلاءمة الوقت لسرد التاريخ؟!
هذا ما ستكشفهُ الأيام القادمة ونحنُ بانتظار مذكرات القائد العراقي الكبير والشهم الغيور، اللواء الركن محمود شكر شاهين، الذي انتفض لنصرة جيشه وتاريخه...
ولنا عودة إن شاء الله على ما راسلنا بهِ وفيق ورسائلهِ الخاصة التي هددنا بها وباسمهِ وصورتهِ الحقيقية وهو يدّعي كذباً أمام الناس بأنهُ لا يقرأ ما نكتب ولا يتصل بنا مُطلقاً...
وفي الختام أتوجّه بالشكر الجزيل للجهود المَبذولة الى كل من ساهم في إنجاز هذه الحلقات الرائعة وبالذات السادة الضباط القادة والأخوان الضباط كافة والاخوان المراتب والجنود من اللذين كانوا مُطلعين على الاحداث وبالاخص الإخوة والأصدقاء ورفاق السلاح ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

*احد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة 

هناك 3 تعليقات:

ابو البنين العاني يقول...

عاشت الايادي اخي مصطفى بارك الله فيك

Muhammad Abo Emera يقول...

شكرا لك استاذ مصطفى بافادتك الغاليه لانني ولله الحمد لم يتسرب لقلبي ذرة شك في واشنطن وعملائها ومنهم اضافه للسامرائي وامثاله الجلبي والمالكي وغيرهم ولكن لزم البحث عن الحقيقه التي قدر لي المولى ان اتلقاها من شرفاء العراق امثالك

صقر الرافدين يقول...

بارك الله بكاتب الحلقات وتنويرنا بامور كنا نجهلها حول فوقي ابن عبجل ,,,كنا نعلم ببخسته ودنائته وغدره ولكن ان يغدر باقرب المقربين له هذا مالم نكن نعرفه ولما لا فمن يغدر بالعراق العظيم يهون عليه ان يغدر باهله ورفاقه...اي زمن اغبر نعيش....فالنذل والخسيس مطلقة يداه وابن الخير والمروءة والعفة معتقل في غياهب السجون ...مرةاخرى بارك الله بك اخي ناشر الحلقات .....

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..