موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 23 ديسمبر 2012

مشاهدات من الرشيد.. الشارع

شارع الرشيد أيام كانت في العراق دولة..
هذه رسالة بعث لي بها الصديق العزيز صالح علي، الذي هاله منظر الرشيد، الشارع البغدادي، بعد أن قدم إليه من مدينته، إثر فراق دام سنوات..
لنقرأ ولنبكِ معاً على شارع اختزل تاريخ العراق المعاصر..


مشاهدات


صالح علي
قُدِّر لي، وبعد سنوات تسع، ان ازور شارع الرشيد، الشارع الذي ارتبط بكثير من الاحداث التي اثرت كثيرا على الوضع في العراق من جميع النواحي.
وانا في السيارة، الميني باص، المعروفة باسم (الكيا) كانت تراودني افكار عن شكل الشارع، حيث لم تزل في الذاكرة الكثير من شواهده الدالة على عراقته واهميته عبر تأريخ العراق المعاصر.


حين تطأ قدماك نهاية جسر الاحرار تباغتك الفوضى والازبال المنتشرة بين اعمدة الشارع وخلف الكتل الكونكريتية التي اغلقت الشارع اغلاقا تاما، الا لعدد محدود من السيارات العسكرية، او تلك التي تنقل الاموال الى جيوب الفاسدين، كي تغسل بطريقة او بأخرى، وتتحول الى اموال خاصة في بنوك العالم لحساب السياسيين وقادة الاحزاب.


هوية الشارع تغيرت بالكامل وغاب عنه كل تنظيم فعربات الباعة الجائلين انتشرت بطريقة فوضوية داخل الشارع والبنايات التراثية ، التي بناها امهر المعماريين في العراق، تحولت الى خرائب غاب عنها اللون تماما واصحبت مقفرة مكفهرة، حتى المقاطع الحديدية في شرفات مباني الشارع نال منها الصدأ فتآكلت واهترأت واصبحت ذات منظر مقزز، يزيد المشهد سوءا وقبحا.


التفت يسارا كي ارى تمثال الغريري واذا به اصبح عبدالكريم قاسم الذي احتل المكان وتوجه صوب الشارع  كأنه يومئ الى العراقيين بأن عصر الشعوبية واللعب على الحبال عاد هذه المرة بقوة مدعوما بشعارات دينية زائفة.
وعلى اليمين بحثت عن مطعم العمار الذي كنا نقصده خلال فترات الاستراحة في العمل ونبقى ننتظر في الممر لحين ان نحصل على مكان وسط العشرات من قاصديه دون ان تفرق بين مذهب وهذا وذاك او انتماء س او ص واذا بالزقاق المؤدي الى المطعم اصبحت كومة من النفايات لاغير.


كلما تقدمت الى الامام باتجاه السوق العربي الذي اقصده تزداد الدهشة والوحشة مع احساس بالغربة عن كل شيء هنا حتى الوجوه قد تبدلت واصبحت مكفهرة خربة كالحة وقد غابت عنها اية مسحة للانسانية .
وانت في الشارع فان احاديث الناس عن الحكومة لاتتعدى الكلام عن انجازاتها في مجالات الفساد بكل انواعه واشكاله ورجاله وتسمع فيها السب واللعن والشتم يطال الجميع بلا استثناء، وهناك تسمع الناس يذكرون (نظام صدام) بخير، حينما يشيرون الى ان تلك السلعة الاصلية كانت تدخل البلد في زمن صدام، زمن الخير.
فجأة تبدأ الشرطة والجيش بفتح الطريق امام سيارات مصفحة تحت حراسة مشددة تغادر البنك المركزي العراقي وتبدأ معها عبارات السخرية عن مصير تلك الاموال وعن من ستصرف، واي الارصفة والجزرات الوسطية سيتم (اعمارها) بطريق ارصفة (الشكر لمه) سريعة التهشم.


حين وصلت السوق العربي لم يدلني عليه الا طابقه الثاني الذي رأيته من بين عشرات من السقائف والخيم التي تغطي مقدمته التي تفصله عن شارع الرشيد.
ارصفة الشارع هي الاخرى نالها من التخريب المنظم مانالها واختفى منها الطابوق التراثي (الفرشي) الذي كان علامة متميزة للشارع ودالة على قدمه وتأريخه.


لم أشأ ان اكمل مشواري باتجاه الرصافي بعد ان رأيته لم يزل شامخا من بعيد يرفض ان يرجم بانتمائه (السني) ويصبح سبة عليه ويترك عرضة للاهمال والازبال التي ستظل تلاحق ساسة العراق الجدد لأنهم قادمون من منها.


في طريق عودتي شممت رائحة القهوة في الشارع اقتربت منها كان ذلك المحل الصغير (بن الضيافة) لم يزل يفوح برائحة قهوته المعطرة بالهيل، تعبق في زوايا الشارع رغم الازبال والاوحال وكأن صاحبها يقول:


سيبقى الرشيد عابقا بشذاه مادامت رائحة قهوته تفوح، وفنجانها عامراً لايشربه الا الاصلاء.

هناك تعليقان (2):

Anonymous يقول...

وقيس على ذلك جميع شوارع العراق

ابو ذر العربي يقول...

انه الحقد على الرموز التاريخية في عراق العرب والمسلمين وفي بغداد العباس والرشيد وهو مقصود به اهانة كل ما يمت الى الخلافة العربية الاسلامية وخاصة العباسية التي بنت حضارة العرب وازدهرت واصبحت درة في تاريخ الاسلام ولحد الان
الفرس وما ادراك ما الفرس
ولكم تحياتي

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..