موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

السبت، 15 ديسمبر 2012

في ذكرى جريمة تفجير السفارة العراقية في بيروت!

وجهات نظر
 تفجير السفارة العراقية في بيروت في مثل هذا اليوم من عام 1981، واحدة من جرائم حزب الدعوة الشيطانية، ورغم أنها حدثت قبل 31 عاماً، لكن ذكراها ماتزال حية، تنتصب كواحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها هذا الحزب العميل، الغارق في دماء الأبرياء الطاهرة.

عن هذه الجريمة يكتب الصديق الأستاذ نواف شاذل طاقة، هذه المقالة، مستذكراً في جانب منها عمه الشهيد حارث طاقة، وشهداء تلك المجزرة المروعة التي شهدتها بيروت في تلك الظهيرة الكانونية الأليمة...

المحرر
.........



في ذكرى جريمة تفجير السفارة العراقية في بيروت

وجهات نظر
نواف شاذل طاقة
في مثل هذا اليوم، في الخامس عشر من كانون الأول/ ديسمبر 1981، وعند حوالى الساعة الثانية عشر ظهرا، اقتحمت سيارة محملة بالمتفجرات والكراهية مبنى السفارة العراقية وسط العاصمة بيروت لتنفجر بكامل حمولتها وسط المبنى. وقد تسبب هذا الحادث الغادر بتدمير مبنى السفارة واستشهاد أكثر من 60 دبلوماسياً وموظفاً عراقياً، فضلاً عن عدد من المراجعين اللبنانيين الذين كانوا في المبنى ساعة وقوع الانفجار.
المرحوم حارث طاقة
كان الصحافي حارث طاقة، الذي لم يكن قد بلغ الخامسة والثلاثين من عمره، قد باشر عمله قبل بضعة أشهر من الحادثة كمستشار صحافي في السفارة العراقية في بيروت. وشاءت الصدف أن يقع الانفجار تحت مكاتب الدائرة الصحفية حيث كان حارث موجوداً فتناثر جسده ولم يتم العثور عليه إلاّ بعد أيام طويلة، فيما كانت زوجته وأطفاله يتابعون عملية البحث من شقة في عمارة مطلة على مبنى السفارة.
وكان حارث قبل تلك الحادثة بوقت قصير في العراق، قد تحدث إلى أكثر من قريب وصديق متنبئا بقرب موته، حتى أنه رجا واحدا من أقاربه في إحدى الليالي أن يعتني بأسرته بعد وفاته. وكان حارث قد شعر بالخطر الذي يداهم العراقيين في بيروت، وتوقع اغتياله هناك بأياد أجنبية. وعندما سأله أكثر من قريب وصديق لماذا لا تطلب العودة إلى العراق، كان يرد بالقول أنه يكره أن يوصف بالجبان. لقد رأى حارث أن العمل الصحافي ليس ترفا بل مهمة وطنية تعرض صاحبها للخطر وللموت في كثير من الأحيان لا سيما عندما يكون هدفها نبيلا، ولهذ السبب لم يتراجع ولكنه كان مدركا بأنه مقبل على الموت فاستقبل مصيره بكل شجاعة.
المرحومة بلقيس الراوي
لقد زُهقت في تلك الجريمة أرواحُ العديد من الأبرياء العراقيين، ومن بينهم، السيدة بلقيس الراوي، زوجة الشاعر العربي الكبير نزار قباني، التي كانت تعمل في الدائرة الصحفية ذاتها في بيروت كمساعدة لحارث. كانت السيدة بلقيس، هي الأخرى، شجاعة ومتفانية، فقد كانت من المفترض أن تغادر السفارة في وقت مبكر من ذلك اليوم لتعود قرب أطفالها الذين تركتهم لوحدهم لكنها لم تفعل ذلك لأنها وجدت أن عملها يتطلب البقاء لفترة أطول في مبنى السفارة، رغم ادراكها لحجم الأخطار المحيطة بواقع عملها.
لقد وقع تفجير السفارة العراقية في بيروت بعد مرور أكثر من سنة على اندلاع الحرب العراقية-الإيرانية، وكان نظام الرئيس السوري السابق حافظ أسد قد تحالف مع النظام الإيراني بزعامة آية الله الخميني، وكانت إيران وحلفائها في المنطقة يحاولون فتح جبهات متعددة ضد العراق لاضعافه وتحجيم دوره العربي ، مما جعل من المدنيين العراقيين في لبنان هدفا سهلا لكل من ناصب العداء لبغداد. ورغم أن السلطات اللبنانية في حينه، وبسبب خضوعها للضغوط الخارجية، لم تتقدم بأية معلومات مؤكدة ولم تلقِ القبض على أي مشتبه به في الجريمة، إلاّ أن أصابع الاتهام كانت قد توجهت إلى نظامي الخميني وحافظ الأسد. كما رجحت الأوساط الرسمية العراقية في حينه أن تكون أحزاب عراقية متطرفة وميليشيات لبنانية محسوبة على إيران قد ساهمت في تنفيذ العملية.ويذكر أن العاصمة السورية دمشق كانت قد ساندت وآوت أحزابا مدعومة من إيران، وسهَّلت نشاطاتها التخريبية، وفي مقدمتها حزب الدعوة الذي يحكم العراق حاليا. وتعد عمليات اقتحام وتفجير السفارات والبعثات الدبلوماسية من الأعمال التي تدخل في إطار النشاطات الارهابية، وفي هذا الصدد يذكر أن العاصمة اللبنانية كانت قد شهدت تفجيرات لمبان بعثات دبلوماسية أجنبية مثل السفارة الأمريكية، إذ سرعان ما أجريت التحقيقات وتم تحديد هوية الفاعل، ووضع منفذوها في قائمة الجماعات الإرهابية. غير أن السفارة العراقية وأرواح عشرات العراقيين واللبنانيين الذين استهدفوا في تفجير بيروت ظلت نسيا ًمنسياً ولم تسارع أية جهة إلى إثارة موضوعه. ورغم تورط أحزاب وشخصيات سياسية عراقية متطرفة، تتقلد اليوم مواقع هامة في العراق، بهذه الجرائم الإرهابية ، فقد تحالفت عواصم غربية عديدة مع هذه الأحزاب والشخصيات، فيما غضت أطراف اقليمية ودولية فاعلة الطرف عن تلك الجريمة مراعاة لمصالحها مع نظامي حافظ الأسد والخميني.واليوم، بعد مضي واحد وثلاثين سنة على وقوع تلك الجريمة البشعة، ما برح العديد من أسر الضحايا ينتظر الكشف عن ملابسات الجريمة، وعمن وقف وراءها، ومن خطط لها ومولها ونفذها، لغرض محاسبتهم، وتأمل هذه الأسر أيضا بأن تسهم التطورات التي تجري حاليا في المنطقة في الكشف عن تفاصيل ذلك الاعتداء الجبان
* * *
من قصيدة الشاعر نزار قباني في رثاء زوجته بلقيس
شكراً لكم .. 

شكراً لكم .. 
فحبيبتي قتلت.. وصار بوسعكم

أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت..
وهل من أمـةٍ في الأرض- إلا نحن - تغتال القصيدة ؟
بلقيس ... 

كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل 
بلقيس .. 
كانت أطول النخلات في أرض العراق 
كانت إذا تمشي.. 
ترافقها طواويسٌ.. 
وتتبعها أيائل.. 
بلقيس.. يا وجعي.. 
وياوجع القصيدة حين تلمسها الأنامل 
هل يا ترى من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟ 
يا نينوى الخضراء .. 
يا غجريتي الشقراء .. 
يا أمواج دجلة .. 
تلبس في الربيع بساقها أحلى الخلاخل .. 
قتلوك يا بلقيس .. 
أية أمةٍ عربيةٍ .. 
تلك التي تغتال أصوات البلابل ؟

 * *
ماذا يقول الشعر، يا بلقيس .. 

في هذا الزمان؟ 
ماذا يقول الشعر؟ 
في العصر الشعوبي .. 
المجوسي .. 
الجبان.
والعالم العربي 
مسحوقٌ..
ومقموعٌ .. 
ومقطوع اللسان .. 

هناك 10 تعليقات:

ابو ذر العربي يقول...

حادثة تفجير السفارة العراقية في بيروت كان قد سبقها تصفيات جسدية عديدة لشخصيات لبنانية وطنية وقومية كان لها تاثيرها الجماهيري اللبناني في محاولة لفك التلاحم الوطني اللبناني مع المقاومة الفلسطينية من جهة واعادة فك وتركيب الجبهات الوطنية اللبنانية المتماسكة لصالح النظامين السوري والايراني
وقد كانوا خيول الفتنة في هذه المرحلة هم حركة امل والسفارة الايرانية في بيروت واجهزة النظام السوري العاملة في لبنلن بقيادة العميد غازي كنعان
وقد استشهد الكثير من المقاتلين الابطال في السفارة عدا عمن ذكر في المقال وهم جنود مجهولين
وكان الهدف من التفجير هو افراغ الساحة اللبنانية من الصوت العروبي القومي المقاتل تمهيدا للتحكم بها من النظامين السوري والايراني
ولكم تحياتي

الدكتور فاروق الفتيان يقول...

رحم الله الاخ والصديق حارث طاقة فقد فقدناه وهو في عز شبابه وعطائه.
اتذكر انه وقبل حادث التفجير بيوم كان معي في اثينا الاخ بدر العداي وطلب مني ان اتصل بالمرحوم حارث لانه كان ينوي السفر الى بيروت بعد يومين ،تحدثت اليه وكم كان على عادته فرحاً ومتفائلاً ودعاني لزيارته في بيروت.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته، والاسف ان قاتليه اليوم يتحكمون بمصير العراق وشعب العراق واضافوا الى جريمتهم تلك الاف الجرائم.
الدكتور فاروق الفتيان

صباح يقول...

في حينها كان يعتبر الارهاب من هذا النوع (جهادا) وإلا ما هو الكسب العسكري الناجم عن قتل موظفي ومراجعي سفارة؟؟

Anonymous يقول...

التفخيخ وصناعة المفخخات ايرانية وبامتياز فقد سجلت هذه الجريمة سابقة للمخابرات الايرانية في استخدام السيارات المفخخة وماتلاها بعد من عمليات قامت بها جرذان ايران ( حزب الدعوة العميل ) في العراق وقد استهدقت مبنى الاذاعة والتلفزيون بسيارة مفخخة كانت قد نفذت من ايد الاجهزة الامنية وعيون الجهات المختصة ووصلت المبنى وقتذاك في حين وقعت اثنتان في كمين نصبته الاستخبارات العرافية قبل وصول اهدافها حيث كانت وزارة الدفاع والفصر الجمهوري ...
شاهد عيان

Anonymous يقول...

من قام بهذه العملية الخائنة هم عملاء سوريا في لبنان بمساعدة بعض الشيعة والاسماء والتحقيقات ما زالت موجودة وحتى الاشخاص النفذين ومنهم : حسين صالح حرب وحن حرب وسامي الحجة
نرجوا من القضاء اللبناني متابعة هذه القضية ونصرة الحق

على مصطفى ياسين يقول...

والمدن الأخرى هو نفسه الذي قام بتفجير السفارة وهو نفسه الذي قاد موجة اغتيالات ضد شخصيات عراقية وعربية لمجرد انها (غيرموالية) للولي الفقيه!! فبوركت كل الاقلام التي تفضح وتوثق لهذا التأريخ الاجرامي الاسود لبؤر الارهاب هذه التي تهيمن على السلطة الآن في بلدنا العزيز وتفتك بابناء شعبنا العظيم....انها جرائم حزب الدعوة، ثم المجلس الاعلى وجناحه الارهابي قوات بدر....ان العالم يجب ان يعرف تأريخ هذه الاحزاب وجرائمها فلا يكفي ان نظل نكتب لبعضنا البعض لا يدّ من الكتابة عن هذه الحوادث بلغات اجنبية ـ الانكليزية ـ خاصةويمكننا نحن ـ اصدقاء وجهات نظر ـ ان ننشرها ونوزعها على اوسع نطاق

نور الدين احسان يقول...

رحم الله اشراف العراق ممن قضوا في سبيل عزه ورفعه ، وما كان للغدر يوما ان يبيضَّ مسود او ينزه سارق ، فالافعال بمضامينها واهدافها ، والحقد المجوس ترك بصماته على كل ما لحق بالعراق من اذى ، وما الجريمة الغادرة حينها الا محاولة لتحجيم صوت الحقيقة التي كان للسفارة العراقية في بيروت حينذال دورها المهم والحاسم في اشاعتها . لا نبكي الشهداء والحال ، ولكن علينا الانتقام من القتلة وجار الفضيلة والدين وهم في قذارتهم لا تجد شبيه

اسماعيل جليل السعدي يقول...

رحمك الله ياابا شيبان .. لقد دخلت الجنة بامتياز ..
والفاعلون المجرمون في نار جهنم خالدون..

Ghazi Faysal Alsikoty يقول...

رحمة الله وغفرانه

Sami Sadoun يقول...

رحم الله الزميل ابا شيبان وجميع شهدء تفجير سفارتنا في بيروت ومنهم السفير عبد الرزاق محمد لفتة وبلقيس الراوي ( زوجة المرحوم نزار قباني ) والزميل الدبلوماسي الشاب خالد الدوري واخرين منّ الله عليهم برحمته وفسيح جنانه

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..