كيف يموِّل جعجع نفسه؟

كيف يموِّل سمير جعجع قائد ميليشيا القوات اللبنانية، نفسه، بعد انحسار دعم مموليه الرئيسيين؟

سؤال ربما فات على كثيرين، لكن وثيقة من وثائق ويكليكس، حفظه الله وأدامه ذخراً، تنبئنا عن جانب من تفاصيل مخطط جعجع التمويلي.

تعالوا معنا نقرأ هذه الوثيقة.

تحكي الوثيقة الصادرة من السفارة الأمريكية في بيروت بتاريخ 10 يوليو/ تموز 2006، والموقعة من السفير، حينها، جيفري فيلتمان، قصة لقاء جرى بين السفير الأمريكي وجعجع في مقر الأخير ببيروت.

المقابلة، كما ترويها الوثيقة، طويلة وهي تتحدث عن جملة من القضايا اللبنانية الداخلية، من بينها دفاعه، على استحياء، عن حزب الله، مؤكدا ان لحزب الله فعلياً حيز من الاستقلالية في السياسة الاستراتيجية عن طهران، وهو أمر تنكره عشرات الشواهد والاعترافات الموثقة لقادة حزب الله.

وفي شكل فاجأ السفير الأميركي، حدث تطور خلال اللقاء، إذ جاء في الوثيقة "انحنى جعجع في اتجاه السفير وخفض صوته، قائلاً إنه يريد أن يخبره شيئاً بسرية مطلقة".

وكان الموضوع السري الذي شاء جعجع إطلاع السفير عليه، سعيه مع سعد الحريري للإطاحة بقائد الجيش.

ووفق جعجع، فإنه وسعد الحريري يبحثان عن آلية دستورية لفرض استبدال قائد الجيش الجيش العماد ميشال سليمان.

لكن مايهمنا أكثر في هذه الوثيقة، هو تأكيد جعجع على مساعيه المقبلة في تمويل ميليشياته من خلال بعض الأعمال (التجارية) في العراق.

فقد تحدث جعجع عن نقص في التمويل تعاني منه حركة 14 اذار، وهو من أبرز رموزها، مؤكداً سعيه الى الاستثمار في العراق لتأمين التمويل لميليشا القوات اللبنانية، شارحاً انه كجزء من السعي الى بناء القاعدة المالية لحزبه بدأ بالاستثمار في شركات اللوجستيات والبناء ويأمل في تطوير عقود عمل في العراق.

طبعا كثير منا سمع عن وجود لبنانيين يعملون مع القوات الامريكية المحتلة في العراق، أو بشكل أدق يعملون في خدمة المشروع الاحتلالي الإجرامي في العراق، ولكن أياً منا، نحن المتابعون، لم يجد دليلاً أوضح من هذا الاعتراف الذي تقدم به جعجع.

كما ألفت نظر القراء الكرام الى ان وفداً من الحزب الديمقراطي الكردستاني، لصاحبه بارزاني، زار لبنان بتاريخ 29-5-2011، والتقى بالميليشياوي جعجع، الذي أكد رغبة حزبه في التعاون والتنسيق مع الكردستاني.
ونتساءل عن ماهية ذلك التنسيق وأسراره؟
ويمكن الاطلاع على تفاصيل أكثر عن علاقة الميليشياوي جعجع بالمليشياوي مسعود بارزاني، في التحقيق الممتاز الذي أعدته الكاتبة، عشتار العراقية، ونشرته في غار عشتار هنا.
كما يمكن الاطلاع على الوثيقة الأصلية هنا