كتب الأستاذ فائز محمد عبدالله، دراسة تاريخية قيِّمة، استعرض فيها تاريخ الاحزاب العراقية، بكل توجهاتها، في مسح دقيق شامل، غطّى الفترة التاريخية الممتدة من العام 1908 حتى العام 2008.
ويشير الكاتب في مقدمة دراسته إلى حقيقة أن الاحتلال والغزو الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003، أحدثا زلزالاً عميقاً أعاد المجتمع العراقي إلى الوضع الذي كان عليه قبل تشكيل وتأسيس الدولة الوطنية الحديثة سنة 1921، حيث تدفقت نواة المقموعات والمحرمات كافة، الفكرية منها والحزبية، فضلاً عن التشكيلات الموجودة أصلاً تحت الأرض.
وأكثر هذه التشكيلات بروزاً بعد الزلزال هما "المؤسسة" الدينية" و"التجمعات العشائرية"، حيث أن هذين التشكيلين ينتعشان مع تراجع الدولة ومؤسساتها ونظمها الإدارية والقانونية، لذا فهما يتراجعان وجوداً وتأثيراً كلّما نمت مؤسسات الدولة المدنية الحضرية وهيكليتها الإدارية، وتطورت المنظومات الاجتماعية والسياسية وبخاصة الأحزاب وجماعات الضغط الناشئة نتيجة التطور الاقتصادي والصناعي والاجتماعي الذي يوّلد مدارس فكرية وسياسية جديدة.
أعتقد ان قراءة المقالة والاحتفاظ بها، من قبل الباحثين والكتاب السياسيين، ضروري لكل من يريد الاطلاع على واقع الأحزاب والحركات السياسية في العراق خلال 100 عام، والدراسة المهمّة منشورة على موقع دار بابل للدراسات والإعلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق