هذه هي الحلقة الثالثة، والأخيرة، من مقالة الاستاذ ضياء حسن، مستعرضاً فيها ملامح المخطط الأمريكي الذي سيجري تنفيذه في العراق، برعاية المسمى رئيس جمهورية العراق الفيدرالي، جلال طالباني، والحقائق الجديدة التي تواجه ذلك المخطط.
ثلاث حقائق في المشهد العراقي
نيات السقيفة بارت
ثورة الشعب ومقاومته تصاعدت
تاكل النظام بدأ وهزيمة المحتل والعملاء لاحت
ضياء حسن
هذا ما سنقف سنحاول قراته فيما تعكسه لنا تطورات المشهد العراقي الراهن لنحدد ما يوحي لنا من احتمالات لمواقف واهداف كارثية يسعى المحتلون وعملاؤهم تمريرها في النزع الاخير التالي, ولنقف عند ردود افعال اهلنا العراقيين المتحسبة المتدبرة وما يكتنفها من تصعيد في مواجهة شرور الاحتلال وطرده نهائيا من العراق ووقف طغيان الزمر الطائفية واسقاط الشلل السياسية المسلطة على البلاد ، وليس علينا الا ان نتابع المتوقع حدوثه بل الحتمي وقوعه ، استنادا لما اجمع عليه قادة الكتل وصرح به طالباني شخصيا ، ونقله الى السفير جفري اولا , ولشريكه في القسمة الموعودة مسعود بارزاني في قرار بوش بتحرير العراق من اهله (!!)
بداية نذكر في هذه الحلقة، وهي الاخيرة، باختصار ما نقله الرئيس طالباني للسفير الاميركي جيمس جفري من موضوعات كلف بطرحها على قادة الاطراف المشاركة بحكومة المحاصصة كمدخل يوصلنا الى وضع اليد على تفاصيل ما تسعى الدارة الاميركية تنفيذه في المرحلة المقبلة من مخططها التدميري الذي بدا بالغزو والحتلال وذهب لتدمير البنى التحتية وتفتيت الوطن , واغتيال اهله واجتثاث مناضليه ومقاتليه وعلمائه وكفاءاته الفكرية والثقافية والاعلامية والانسانية وعلى قياس اميركي سادي صهيوني صفوي , مطعم بخبث بريطاني ملحوظ مستمد من حس استعماري ماكر تميزت به فترة الاحتلال البريطاني للعراق في اثر خلاص العراقيين من ربقة التتريك التي فرضها (العصمليون )عليهم ردحا طويلا من الزمن .
مع ملاحظة ان الوالي التركي كان الحاكم المطلق الذي لا يرد له اي قرار او طلب او اتاوات تفرض ابتزازا ونيلا من ارادة ابناء البلد وتجاوزا على حقهم في الحياة الحرة الكريمة .
وليس غريبا ان يتوارث البريطانيون نفس اساليب الجور والظلم والارهاب وبث الفتنة والفساد ونهب الثروات والفرقة بين ابناء البلد الواحد (فرق تسد) كما فعلها الاتراك والصفويون قبلهم , وفعلها ويفعلها الاميركيون الان ,بايغال في تدمير البلاد وتصفية العباد وتفتيت وحدة العراق شعبا وارضا واقتدارا .
ولاسترجاع ما حدث في فترة الشهرين الماضيين وحتى الان وما عقد خلالهما من اتصلات ولقاءات متفرقة بين اطراف اللعبة وهم مجتمعون او لقاءات ثنائية بينهم تم التوصل الى اجماع مرض ومستجيب لرغبات واشنطن وكما اوصلها السفير الى طالباني عندما استدعاه الى السفارة استثمارا (شفافا) لتواضعه , لينشط بعد طول رقاد بدعوة القادة المشاركين بجدارة في صنع (ماسي) العراقيين في العهد الجديد , ليقولوا كلمتهم وقالوها جماعة , لاثبات بانهم ليسوا اقل شفافية من الرئيس في طاعة _الباب العالي_ وهو اميركي هذه المرة ؟!!
ولعلنا سندرك ايا من فروض الطاعة قدموا فيما اجمعوا عليه بشهادة صاحبهم ومن وراء ظهر الشعب وبخلاف ارادته الرافضة لوجود المحتلين وهذا ما اجمعوا عليه:-
اولا- بعد التسابق في اطلاق التصريحات الرنانة برفض التمديد لبقاء اي قوة اميركية في العراق بعد 2011- 12- 31 بحسب الاتفاقية الامنية التي وقعها المالكي مع بوش في تشرين ثاني2008 اجمعواعلى تخويل المالكي ايضا التوقيع على اتفاقية التمديد لبقاء القوات الاميركي في اثر ايحاءات لمسؤولين عسكريين اميركيين بدءا من وزير الدفاع السابق غيتس والجديد ليون بانيتا وغيرهما من القادة العسكرين الميدانيين الذين تناوبوا على التواجد مع قواتهم في العراق حيث اكدوا عدم جاهزية القوات الامنية على ضبط الامن في العراق فاوصوا بان يقترح على اصدقائهم في سلطة المحاصصة بطلب التمديد لقواتهم , بحجة الاستجابة (لحاجة عراقية ملحة) اكتشفت فجاة .
ولانجاح التكتيك وان قام على كذب مكشوف لان المسؤولين الاميركيين العسكريين وقادة البيت الابيض يعرفون جيدا :
1- من اي طينة متخلفة جمع قادة القوة الامنية الحالية ؟!
2-على وفق اية اسس قام تدريبهم لها , طوال السنوات التي اعقبت غزر العراق واحتلاله , وهل كان الدفاع عن الوطن وحماية الشعب من اعدائه ضمن اهداف تدريب هذه القوة- اشك في ذلك- لان تجربة السنوات السبع اثبتت العكس وها نحن نحاط بحالة من فقدان الامن وقد شارفنا على خاتمة السنة الثامنة من عمر الاحتلال ولم يسجل لهذه القوات سوى تطويق اماكن وقوع المجازر وادعاء مطاردة المجرمين وبدء التحقيق معهم .
ولكن دلونا على نتيجة واحدة كشفت عن اسم او اسماء متورطة في تلك العمليات من قبل المسؤولين العراقيين في الداخلية او في القوات التي تدعي النهوض بعمايات حفظ الامن والقانون . ولن نستثني القوات الاميركية التي تسرع في التواجد في مكان الحادث بحكم الرغبة في التعرف على تفاصيل الحوادث ليس الا في حين انها المسؤولة بموجب القوانين الدولية عن حماية العراقيين وليس قتلهم , والتغليس على الجرائم التي يرتكبها غيرهم علانية وبالمفرد والجملة ايضا عامة وبانتقاء وفق قوائم ترد من النظام الايراني الوسخ الحليف ؟؟
3 –وبحسب اعلان طالباني الذي باغت الجميع باكتشاف انه معني بالشان العراقي وبتمتين العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة بان الاجماع المتحقق بين قادة الشلل على الشراكة الحقيقية بينهم وبين واشنطن في امور كثيرة منها :-
ا-ضرورة اناطة مهمة تدريب وتسليح القوات العراقية المسلحة العراقية بالولايات المتحدة حصرا , على الرغم من ان العراق كان وما يزال يعتمد على السلاح الشرقي- السوفيتي سابقا- واصله روسي حتى ان اخر ما سمح له بشرائه من الدبابات كان من نوع T72 - -الروسية التي تمتلكها هنغاريا وهي من بقايا صفقات ابرمت مع السوفيت قبل طلاق النظام الهنغاري الجديد للشيوعية في اثر انهيار الاتحاد السوفيتي , اي ان تلك الدبابات هي من -عتيك - السلاح الهنغاري الروسي وكذلك الاسلحة العراقية الاخرى وكانت في الاغلبية روسية , وقد لعبت دورا رجحها على اسلحة ايران خميني الاميركية خلال معارك القادسية الثانية التي انتهت في 8-8 -1988 بدحر العدوانية الايرانية المعممة .
ترى على اي نوع من الاسلحة ستتدرب القوات المسلحة الجديدة التي يقودها _قائد عام_ لا يعرف من العلوم العسكرية شيئا وجاهل في الستراتيجات القتالية التي تعتمدها جيوش العالم ولا علم له ولا مهارة بسيطة مكتسبة من قريب ولا من بعيد بفنون وقوانين ادارة المعارك ,يساعدة عسكري من اقرباء السيد رئيس الاقليم ليس لكفاءته العسكرية بل نصب بموقع رئيس اركان الجيش (بحيلة المحاصصة) وهو لا يحمل هذه الصفة العلمية التعبوية بعد ان رقي الى رتبة فريق اعترافا بكفاءته النادرة والتي لا تتجاوز (الفرار) من الخدمة العسكرية وهو برتبة بسيطة ؟!!
ب-ونعود لنسال المالكي ومعه علاوي وطالباني والهاشمي والحكيم والجعفري والجلبي والرفيق عادل والنجيفي وطالباني والمطلك وجماعة الحزب الاسلامي من السامرائي الى التكريتي وبارزاني صاحب ورقة اربيل المدغمة بالتسعة عشر شرطا. ونسال معهم جميع ذيولهم من قتلة ومفسدين وسراق للمال العام على ماذا ستتدرب قواتكم المسلحة... هل على الاسلحة الروسية ام سيصار الى استبدالها بالسلاح الاميركي خصوصا وقد بدت النية واضحة في تحقيق ذلك من صفقة شراءالعراق طائرات فانتوم 16 الاميركية وان كانت غيرمتطورة كالتي منحت للكيان الصهيونية !!
ج- كم من الوقت سيستغرقه تغيير ذلك قياسا على ما استغرقه التدريب في السنو ات الماضية ولم يسفر عن ملمح يؤكد نجاح التدريب لا في اسلوب المدربين ولا في كفاءة المتدربين بشهادة الجانب الاميركي والرسمي العراقي معا؟!
وكان الامر مقصود ومرتب بهدف الوصول الى نتيجة مرسومة تعلن ان القوات المسلحة العراقية غير جاهزة للدفاع عن العراق وعن امن المواطنين ليقع اجماع الكتل على استمرار بقاء الاميركيين في العراق لما بعد الوقت المحدد لرحيلهم حسب تعهد الرئيس اوباما بان ينتهي وجودهم في 2011- 12- 31 تحت تبرير الحاجة لقيامهم بمهام التدريب؟!
د- هل بادر احد من المجمعين ومن باب الاستفسار البريء على الاقل بتوجيه سؤال قبل اعلان اجماعهم على هذه الاناطة حول جدوى التدريب على السلاح الاميركي غير المتوفر , ومتى سيشترى , وهل هو من فائض الاسلحة الاميركية المستخدمة في العدوانات التي شهدتها منطقفنا وخصوصا الاسلحة المستخدمة في العدوان على العراق , ام من المستخدم منها اطلسيا بعد الطلاء ّ!!
و-بهذا تحقق واشنطن اكثر من هدف عسكري واقتصادي الترويج لبيع اسلحة مستعملة الى العراقيين مباشرة وباسعار تناسبها و تصب في تعزيز البرنامج التسليحي للقوات الاميركية باسلحة بديلة , جديدة واكثر حداثة , ويجنبها خسارة مبالغ كبيرة هي تكاليف اعادة تلك الاسلحة الى قواعدها في الولايات المتحدة التي تمر بظروف اقتصادية خانقة الان , لاسباب كثيرة ابرزها اكده اعتراف الدوائر المالية الاوربية قبل الاميركية بان الاذي اللاحاق بالاقتصاد الاميركي جاء نتيجة التورط في غزو العراق الذي كلف واشنطن غالي الثمن .
ز- تسهيل مهمة البيت الابيض في اعادة طبيعة تسليح القوات العراقية وتغيير اساليبها التدريبية والقتالية التي اعتادت عليها منذ قيام ثورة 14 تموز1958 من المنهج الشرقي الى المنج الغربي- الاميركي بسلاسة بعد ان مهدت لذلك بتدميراسلحة جيشنا العراقي عن طريق شن الغارات على مواقع تجحفلها في الميدان بطائرات( (B 52الستراتجية والصواريخ المسيرة وفي غياب الغطاء الجوي واستخدام المنضب من الاسلحة المحرمة دوليا , وبالدرجة الاولى في ملحمة مطار صدام الدولي الكبيرة التي قادها الشهيد القائد العام للقوات المسلحة صدام حسين رحمه الله بنفسه .
كما عمد الاميركيون الى تكليف الخونة من عناصر امن الاقليم وبيشمركة حزبي طالباني وبرزاني والمهربين الناشطين في الشمال بنقل ما يمكن نقله من الاسلحة الثقيلة الى منطقة
كردستان والاماكن القريبة منها لتفكيكها وبيعها خردة عبر المناطق الحدودية من قبل المضاربين تفعيلا لقرار بريمر بحل جيش العراق البطل , وتمهيدا للخطوة الراهنة التي راهن عليها الاميركيون مبكرا واستوجبت تغيير طبيعة تدريب وتسليح هذا الجيش بسلاسة وبابسط جهد امني وباقل التكاليف !!
4- والمجمع عليه يبدو كان كثيرا وان اختزل التعريف به بجمل محددة , ولكنها تخفي الكثير من الكبائر في المقاصد , وعلى سبيل المثال :-
ا- بحث العلاقات الثنائية بين العراق واميركا وتعزيز الشراكة بين الجانبين , وجعل العلاقات بينهما قوية ومتجذرة!!!
ب- بحث مجمل تطورات العملية السياسية ؟؟
ج-بحث ما تم من اتفاقات ضمن ورقة اربيل ؟؟
د-بحث تسليح وتدريب الجيش العراقي وتزويده بالمعدات التي تتلائم وحجم التحديات المستقبلية هكذا يدعي الاميركيون ويصفق لهم الاتباع نفاقا وطمعا بما تدره عليهم المحاصصة من فتات ؟؟
واول ما يتبادر الى الذهن ان هذه المختصرات قصد فيها اعلام العراقيين ان المسؤول غير المتوج عن الملف العراقي امام البيت الابيض هو السفير الاميركي جيسي جيمس وهو مخول من السيدة هيلاري كلنتون التي ورثت حق التدخل في الشان العراقي بحكم انتقال الهيمنة على العراق من احتلال بالقوة المسلحة الى احتلال بقوة النفوذ والضغط الدبلوماسيين _المصحوب بقوة عسكرية وامنية_ كما عبر عن ذلك نائب الرئيس الاميركي بايدن في مقال تبشيري كتبه في جريدة
نيويورك تايمز في وقت مبكر من عام 2010 .
فلا غرابة وليست صدفة ان تتفتح قريحة السفير ليكون واضحا وهو يسمح لنفسه بان يخوض علانية وبلا حراجة في الشان العراقي لانه يدرك بحس لا يحتاج الى كثير من ذكاء ان( اللي اختشوا ماتوا) وان المرحلة التالية في العراق ما يزال يسودها احساس بنقص المناعة في التبعية للغير , فالتايع يتبع المتبوع في حساب المرجعيات !!
والا ما معنى الشراكة بين بغداد وواشنطن , وبماذا نشاركهم , وبماذا يشاركوننا , بعد نهبهم السخي لثرواتنا النفطية والغازية وبعد تعاملهم ( الشفاف )معنا في قتل وافقار اهلنا العراقيين او مشركتنا لهم باغماض العيون عن مضيهم في مخطط تفتيت العراق كما رسم دستور بريمر الوسخ او ان نسهل (جهودهم المخلصة جدا !!) لجعل العراق لاعبا رئيسا في بناء شرق اوسط
جديدا تابعا للولايات المتحدة الاميركية وراهنا ارادة العرب وشعوب المنطقة بما يخدم مصالح اميركا والغرب والصهيونية العالمية كما دعا لذلك المؤتمر الصهيوني المنعقد في سويسراعام 1893 .
وشهد العالم اولى خطواته التنفيذية في اتفاقية سايكس بيكو عام 1917 التي قسمت الوطن العربي الى دويلات .
وشهد نفس العام اصدار بلفور وزيرخارجية بريطانية وعدا يمنح يهود العالم حقا باقامة دولة لهم في الاراضي الفلسطينية التي كانت محتلة من قبل الاستعمار البريطاني .
ومن الموضوعات التي تسترعي الانتباه زج فقرة بحث ما تم من اتفاقات ضمن ورقة اربيل ويقصد بها الاشارة الى المطالب التسعة عشر التي مررها بارزني عبر ورقته الداعية الى الصلح بين الاطراف المتناحرة في السعي للهيمنةعلى السلطة المركزية والانفراد بالمواقع الامنية ,من شرطة وجيش ومخابرات ودوائر امن .
ويبدو ان تذكير السفير وطالباني بها رمى الى جعلها حاضرة في اذهان الاطراف الاخرى بدليل مسارعة السفير جفري لزيارة اربيل بعد ايام من قيام طلباني بزيارتها ليبلغ برزاني بتفاصيل ما اجمع عليه القادة ومن ثم ما تم بحثه مع جفري من موضوعات اخرى .
وبدا واضحا ان السفير اراد ايصال رايا مباشرا و مبشرا رئيس الاقيم بان واشنطن ستظل ساندة لمطابه بشان ما سمي بالمناطق المتنازع عليها , بين من ومن لا احد يدري ؟؟ بدليل ما تطرق الى ذكره البيان الرسمي الصادر عن رئاسة الاقليم من ان السفير بحث مع برزاني في اجتماع عقد في منتجع صلاح الدين بحضورقائد قوات التحالف الدولي في العراق الجنرال اوستن العلاقات الثنائية في ضوء انسحاب القوات الاميركية من العراق وتعزيزها الخ مع التوقف عند تاكيد شكر الجنرال اوستن لبرزاني على صبره على ما يجري في المناطق المتناوع عليها من تجاوز على المواطنين الكرد الذين يسكنون فيها كما يدعي المسؤولون في الاقليم وهو حكم مستعجل ومسبق وقافز على مبادرة مجلس محافظة ديالى الذي تجري تحقيقا في الامر بمشاركة من اللجنة التنسيقية التي تضم في عضويتها ممثلين عن الكرد وحلفائهم الاميركيين , فلماذاهذا الاستباق وعلام هذا التخصيص في زيارة بارزاني دون غيره من اطراف اللعبة التي تسمى بالسياسية ظلما وعدوانا !! للرد على هذين التساؤلين سيدي القارئ العزيز في فقرة لاحقة من هذه الحلقة .
ولم يتبق سوى الوقوف عند الاستنتاجات التي توحي بها مراقف وتحركات السفير وبقية اطراف الجوقة المجمعة على عزف لحن الوفاء للمحتل وهي كما نقرا :-
اولا – استمرارالتمسك بعهد احتلال البلاد ولكن بشكله الوردي المحدث , فقد حكمنا السفير البريطاني بعد احتلال بلاده للعراق و استمر يحكمنا حتى بعد الاستقلال مما حرص العراقيون على تسميته تندرا (بمختار ذاك الصوب) , حكمنا عبر سفارته في الصالحية التي اضحت مرجعية رؤوساء الحكومات بضمنهم اقواهم نوري السعيد والبلاط الملكي بوجود عبد الاله الوصي على العرش , ويومها كانت لهم ثلاث قواعد عسكرية رئيسة في البصرة جنوبا و(سن الذبان) الحبانية وسطا و (ايج ثري) في الانبار على مقربة من الحدود مع الاردن .
والان يتكرر المشهد في وجود سفارة اميركية واسعة الاطراف تضم حشدا الفيا من الدبلوماسيين المدنيين والعسكريين اضافة الى عناصر الحماية والمخابرات ووجود قواعد المفروض ان يتم التفاوض على تحديد عددها بين الماكي بتكليف من قادة الكتل والسفير بتكليف من حكومته حسب منطوق استبدال الوجود العسكري الاميركي بالوجود الدبلوماسي المصفح !!!
ثانيا-التمديد لبقاء القوات الاميركية في العراق حاصل على الرغم من جعجعات المالكي وغيره لان الحقائق على الارض اكدت ذلك ونجدها في الاتي:-
1- موافقة قادة الكتل بالاجماع على ذلك وتكليف المالكي الذي كان حاضرا الاجتماع ومؤيدا للاجماع الحاصل بالتفاوض مع الجانب الاميركي لتحديد مسالتين:-
ا- حجم القوات التي ستبقى , حتى ان بعض القادة الاميركيين سارعوا لاطلاق تصريحات مستعجلة تشير الى رغبات الجانبين في تحديد عدد القوات المطلوب ان تبقى , واستنادا لمسؤولين في واشنطن اعلنوا لصحيفة الحياة السعودية الصادرة في لندن وفي عدد من العواصم العربية والعالمية ان الاميركيين يرون ان مهمة التدريب وحجم التهديدات الامنية والاخطار الخارجية التي ستواجه العراق بعد الانسحاب لايمكن ل10 الاف عنصر او اقل التعامل معها حسبما يقدر الاميركيون في حين يقدر الجانب الحكومي العراقي ان مهمة الاميركيين لا تحتاج اكثر من هذا العدد حسب ما اعلن سعد المطلبي المقرب من المالكي, والقيادي في ائتلاف دولة القانون .
ويقول الاميركيون ان مهمتهم تحتاج الى ما لايقل عن 20 الف عنصر خصوصا وان الاتفاق قد تم على ابقاء اسلحة اميركية ثقيلة في العراق من بينها دبابات ومدرعات ومروحيات.
ب-عدد القواعد التي ستحتفظ بها القوات الاميركية الباقية في العراق والمقصود الرئيسة , وبحسب مصادر قريبة من الادارة الاميركية ان واشنطن وافقت على منح الحكومة العراقية ثلاث قواعد بكامل معداتها وتجهيزاتها مقابل احتفاظها بست من قواعدها لتتمركز فيها قواتها التي ستكون مهمتها تدريب القوات العراقية والتصدي للتهديدات الخارحية .
وعلى وفق مصادر اميركية مطلعة ينحصر اهتمام القيادة العسكرية الاميركية في العراق على استمرار الامساك بقاعدة البصرة والحبانبة والبكر في بلد قرب بغداد وقواعد كركوك والموصل والاقليم طبعا !!!
ومثل هذه المهمات تتطلب حصانة كما يقدر الاميركيون وستكون محط نظر المتفاوضين الذين استبقهم مؤيد الطيب المتحدث باسم التحالف الكردستاني باعلان ان تحالفهم لا يمانع في منح القوات الاميركية الحصانة ولكن محدودة .
ج-حصول موافقة العراق على التمديد اشار اليها وزير الدفاع الاميركي الجديد ليون بانيتا في تصريح سبق فيه جميع المسؤولين الاميركيين والعراقيين المعنيين بالتفاوض بالاعلان عن موافقة الحكومة العراقية على التمديد للقوات الاميركية .
ولابد ان نذكر هنا بتصريح سارع بالادلاء به المالكي عقب تكليفه بمهمة التفاوض مع الاميركيين لتحديد عدد عناصر القوات التي ستبقى في العراق لاداء هذه المهمة , ليؤكد ان تدريب قواته يحتاج الى 13 الف عنصر , ولاتعد تلك زلة لسان ولكنها تعبر على ان النية واقعة فعلا , بدليل انه خاض في تفصيلات يرى ممكنا ان يطرح على مفاوضيه رقما يكون مقبولا لدى الجانبين .
ومن جانبه اعرب الجنرال رايموند اوديرنو رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الذي تولى قيادة القوات الاميرطية في العراق حتى العام الماضي,اعرب عن انزعاجه من ابقاء قوة محدودة من قواته في العراق ,وقال للصحفيين في البنتاغون يوم الخميس الماضي ((دائما ما كنت اشعر انه يتعين علينا الحذر بشان ترك عدد قليل للغاية من الناس في العراق )) واضاف((ولكن ما اود ان اقوله هو انه سياتي وقت تصبح هناك نتائج عكسية لوجود عدد اقل مما ينبغي من القوات )) ومن امثلة المهام التي تقع على عاتق قواته , بحسب رايه هي الابقاء على السلام في المناطق المتنازع عليها !!! في حين ان
المهمة تفترض منهم على حد تصريحات العسكريين الاميركيين ان يشرفوا على تدريب القوات العراقية على الاسلحة الاميركية تحقيقا لهدف اميركي مغلف بتغيير طبيعة تسليح جيش العراق من الاسلحة الروسية ذات التعبئة الشرقية الى الاميركية بتعبئة مختلفة . مع ملاحظة ان خبرات وقدرات القوات العراقية الحالية متدنية الجاهزية لتولي مهمات قتالية في مواجهة التحديات الخارجية التي وصفها البيت الابيض بالخطيرة , ولا تستطيع اداء مهمات امنية ضامنة لسلامة العراق والعراقيين _ اتفق على ذلك المسؤولون العراقيون وحلفاؤهم الاميركيون_, لان معظم ضباطها من ضباط الدمج الدين لم يتخرجوا من المعاهد العسكرية المتخصصة , بل كانوا من منتسبي الميليشيات التابعة للاحزاب الدينية الطائفية وظلت تلك الاحزاب مرجعية لها وليس الجهة العسكرية المسؤولة عنها.
وهذان عاملان يشكلان مع تغيير نوعية السلاح في هذا الوقت اشكالية وعقبة مقصودة امام المدربين لانجاز مهمتهم التدريبية بوقت لا اطالة فيه ,وهي مهمة غضت واشنطن النظر عنها طوال سنوات الاحتلال الماضيات ولم تفصح عن اهميتها الا الان, في محاولة مكشوفة لجعل فترة التدريب التي ربطوها بمواجهة التحديات الخارجية غيرمحددة الزمن اي مفتوحة ! وترى من لم يمتلك الجاهزية طوال ثماني سنوات معتمدا على السلاح المجرب عراقيا كيف سيحسن التعامل مع اسلحة بتقنيات اخرى يجهلها بفترة اقصر؟!!
واليس في هذا ما يدعونا لان نطرح سؤالا مفاده الى ماذا يرمي الاميركيون من جعل امد التدريب عائما , الا يعني ذلك تلقائيا المد بفترة تواجد القوات العسكرية الاميركية في العراق الى اجل غير مسمى باجماع قادة التكتلات القادمين من وراء الحدود مع المحتل ولخدمة مخططاته , وان مهمة (المجمعين) على خدمته لم تنته بعد ؟!!
وما معنى ان يسارع مسؤولون اميركيون على عجل لزيارة العراق في هذا الوقت لاثارة مسالة حصول العراق على مقاتلات F16 بحسب الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري الذي اعلن بان مايكل دونلي قائد سلاح الطيران الاميركي يزور البلاد الان والتقى سعدون الدليمي وزير الدفاع بالوكالة وبحثا معا موضوع تزويد العراق بتلك المقاتلات اضافة الى طائرات مراقبة وانظمة دفاع جوي وهذا ( يفتح باب رزق جديد ) امام من سيبصم على هذه الصفقة الدسمة قبيل تعيين وزير الدفاع الاصيل , وهذا لا يهم الان , وياتي بالدرجة الثانية بعد الاستفسار عن الزمن الذي يستغرقه تسلم المقاتلات المطلوبة وطائرات المراقبة للاجواء العراقية وكذلك انظمة الدفاع الجوي وكم هي تكلفتها وكم من الوقت يستغرقه تسليمها وتدريب العراقيين على استخدامها ؟؟!
ويسعفنا في ادراك الاجابة على هذه التساؤلات تصريح حديث ادلى به بحسب التسمية الرسمية قائد سلاح الجوالعراقي الفريق الركن انور حمد امين اكد بان ”القوات الجوية العراقيةلا تزال فتية,وان حماية الاجواء بحاجة لسنوات طويلة كونها تتطلب تدريبا قويا واموالا طائلة وهوامرغير متوفر في الوقت الحالي” والتصريح في معناه وتوقيته يتوافق مع وجود مسؤول سلاح الجو الاميركي في العراق فكل شيء يصب في صالح العم سام ورغبته في اطالة امد بقاء قواته في بلاد الرافدين !!
اما ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز من ظهور توجه في واشنطن يؤيده وزير الدفاع الجديد تقليل عدد القوات الاميركية
في العراق الى حدود يتراوح بين 3 الاف الى4 الاف في حين اكد الخبر ان وزارة الدفاع –البنتاغون- اقترحت مؤخرا واستنادا لاقتراح الجنرال اوستن قائد القوات الاميركية في العراق ان يكون عددها بين15 الفا و18الفا لان مايبدو بين الجانبين هو بمثابة تراشق بالارقام الذي يسبق المفاوضات !!
ثالثا- الاستمرار في العمل على شرذمة العراق وتفتيت وحدته,شعبا وارضا وبث الفرقة بين اهلنا المتوحدين جذرا واصلا , ليسهل لهم تشديد الهيمنة على البلاد وبالتالي ابتلاعه عن طريق :-
1-مضاعفة الجهد الاميركي للمضي اكثر واسرع في الترويج للنزاعات الطائفية وللفدرلة التي اسس لها دستور بريمر المبصوم عليه اميركيا في التبني والترويج بالضغط واسترضاء الموقعين عليه بمنحهم حصصا في المشاركة في سلطة الحكم وبالرشا المقدمة من الحزبين الكرديين الانفصاليين وصهيونيا لان صائغ مسودته الكاتب الصهيوني نوح فيلدمان .
2-ادامة اجواء الفساد في جسد الدولة وهي اساسا متنفسحة بفعل اميركي منظم والمفسدين باتاحة فرص اكبر لنهب المال العام وتخريب ذمم الناس , اضافة لما فعلوه حتى احتل العراق في اخر تقرير اصدرته منظمة الشفافية الدولية قبل ايام المرتبة الرابعة بين الدول العشر الاكثر فسادا من بين 178 دولة في العالم واظهر تصدر الصومال لهذه الدول بينما احتل السودان المرتبة الخامسة !!!
رابعا- انحياز المحتل الاميركي وبيته الابيض بكلتا ادارتيه الجمهورية والديمقراطية لحزبي برزاني وطالباني اللذين لا يجمعهما جامع سوى ادامة سطوتهما على اهلنا الكرد الذين ينتشرون في محافظاتهم الثلاث , السليمانية واربيل ودهوك .
وما يعنينا اليوم هو التوقف عند مستجدات ترويج المحتلين للنزعة الانفصالية والتشجيع عليها على الرغم من معرفتهم المسبقة بانها لا تخدم مصلحة الشعب العراقي بعربه وكرده وباقي اقلياته , بل تخل بوحدة الوطن المحتل وسلامة الشعب الذي فرض الاحتلال على اهله بجميع اطيافهم .
ودلالات التوجه التوجه الاميركي يؤكده تناغم تصرفات ومواقف عسكريهم مع اطماع الانفصالين وهم يمارسون ادوارهم بكثير من الخبث المعجون بالادعاءت الباطلة ويمكننا ان نلخصها بالاتي : -
1- اصرار الاشخاص الذين تناوبوا على مسؤولية قيادة القوات الاميركية في عموم العراق او من تواجد منهم في المحافظات الشمالية واربيل وفي بغداد العاصمة بترديد ادعاءات بعائدية اراض في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين وواسط ومحافظة التاميم وبما فيها مدينة الذهب الاسود على انها تابعة للكرد وهي متنازع عليها مما دفع هؤلاء القادة للتصريح مبكرا بان قواتهم ستعمل على ايجاد قبل التوصل حل لهذا التنازع قبيل مغادرتها اليلاد , واردفت هذه التصريحات باعلان يقول يان جزءا من القوات الاميركية التي ستبقى في العراق ستنتشر في الاماكن المتنازع عليها فلا استغراب في ذلك , فهم يعكسون فصلا من فصول مهماتهم في العراق وهو دعم التوجهات الانفصالية , وهذا ما نلمسه في :-
أ- تحرك مريب عملت على تنفيذه قيادة الاقليم في تجميع المسيحيين غيرالكلدان حول مشروع لاقامة اقليم مسيحي في سهل الموصل لقرضه من محافظة نينوى بعد ان واجهوا اعتراضا قويا من اهالي السهل على الانضمام الى اقليم كردستان .
واليوم يواجهون نفس الاعتراض لا بل اشد منه صدر عن قيادة التجمع الوطني الكلداني اعلن رفضه استحداث محافظة للمسيحيين معتبرة انه يشكل مدخلا لتقسيم العراق .
وقال البيان ان التجمع الوطني الكلداني يستنكر بشدة استحداث محافظة مسيحية ضد ارادة المكون الكلداني الاصيل والاكبر بين المكونات المسيحية الاخرى .
داعيا المسؤولين في السلطة المركزية وسلطة الاقليم الى رفض هذا الطلب غير الدستوري المناهض لارادة الكلدان.
لافتا الى ان جميع العراقيين لا يقبلون بمصادرة هوية العراق الوطنية تحقيقا للمطامع ومدخلا لتقسيم العراق الواحد .
ويلاحظ ان هناك تحركا حثيثا من مسؤولي الاقليم لاستحداث هذه المحافظة التي يسكنها مسيحيو الموصل العرب وشبك ويزيديون والحمدانيون وهم عرب, في توجه الهدف منه ان تكون خطوة على طريق ضمها الى الاقليم لاحقا , بعد فشلهم في سلخ سهل نينوى بادعاء انه من المناطق المتنازع عليها بحسب ادعاء الانفصاليين المسنود من واشنطن والكيان الصهيوني .
وقد مهد لهذا التحرك بالمسارعة لاستقبال اربيل العوائل المسيحية التي تعرضت لتفجيرات ارهابية ولاغتيلات في الموصل , كان لبيشمركة الاقليم الدور الملحوظ في ممارسة ضغوط عليهم لترك الموصل واللجوء الى اربيل من خلال تواجدهم في مناطق مختلفة من نينوى ومنها السهل الذي يعرف بسهل الموصل وليس بسهل اربيل او سهل دهوك التي كانت جزءا من الموصل قبل ان تصبح واحدة من ثلاث محافظات شكلت بقرار عراقي وطني قابل للبقاء والتطور الاقليم الكردي الذي اعلنته قيادة البعث اقليما خاصا في اطار اعتراف قانوني ددستوري صان الحقوق القومية لاهلنا الكرد وشهد اوسع الخطط لنهوض وتطور الاقليم من جميع الوجوه والمجالات , وتعزيز امنه والتصدي لمن يحاول التجاوز عليها بعكس ما يشهده الان من قصف لئيم من قبل ايران وتركيا الاسلاميتين , بينما نجدالقوات الامنية وقوات البيشمركة تتفرج على ما يجري الان والقوات المركزية لا تتدخل وكان مهمة قوات الاقليم والمركز لا علاقة لها بحماية مواطنين كرد عراقيين بل اضطهادهم كما تدين المعارضة الكردية سلوك حكام الاقليم التي يعرضونها لاسوا انواع الَاضطهاد والملاحقة والاعتقال والسجن والطرد من الوظائف .
وتبرير قيادة الاقليم في الترويج بادعاء حما يتهم من استهداف الارهابيين لهم وهذه القيادة تدرك قبل غيرها بان اهلنا في نينوى كانوا دائما مشمولين جميعا بالتصفيات والمجازر وعلى راس من شملهم الدمار بالكامل حي النجيفي الشعبي كما شملت جوامع المسلمين ومساجدهم وحسينياتهم في الموصل تماما مثل ما شملت الكنائس, وكان اهلنا من العرب وباقي الاطياف من سكانها عرضة لعمليات اغتيال منظمة شارك فيها الارهابيون والاميركيون وقوات المالكي المركزية وكانت للبيشمركة (مشاركة) شجاعة في هذا الجانب التصفوي المريب !!
فاين هم قادة الاقليم من ابناء نينوى عموما ومدينة الموصل فلم يرف لهم جفن ازاء ما جرى ويجري ولو من باب المجاملة والتضامن الشكلي على الاقل ؟!
ب-المضي في مسلسل اشاعة الادعاءات الكاذبة التي تطلقها جماعتا البرزاني وطالباني بترويج ( فرية ) ان هناك تنازعا بين الكرد واهلهم في العراق حول اراض عراقية لم تكن محل نزاع بين احد سوى ما يدور في دواخل الانفصاليين من اطماع في مناطق محاذية للاقليم يسعون لضمها اليه بدعم من الاميركيين والمستشارين الصهاينة التابعين لسلطة الاقليم وعلى نحو مشابه لما جرى ويجري في فلسطين المحتلة منذ العام1948 وحتى الوقت الحاضر من ضم للاراضي الفلسطينية الى الكيان الصهيوني وبما فيها القدس الشريف الذي تعرض لاوسع عمليات الضم وشملت احياء مسكونة من قلسطينيين هدمت لتنشا عليها احياء يهودية انتزعت بالهدم من اهلها الفلسطينيين .
وعلى الرغم من فشل هذا التوجه حتى الان نلاحظ من الاشارات التي كانت تصدر عن بارزاني وطالباني التي تذكربذلك , عبرالدعوة لتنفيذ المادة 140 من دستورهم الملغوم باعتراف المالكي المشارك في لجنة صياغته , فانهما يصعدان من حملة الحصول على هذه الاطماع لدرجة لم تمنع طالباني من اعلان رغبته في سلخ مدينة كركوك من الوطن الام العراق وضمها الى الجزء الخاص به في الاقليم معبرا بكل اسف عن ذلك عبر تصريح اعلن فيه انها تمثل بالنسبة له قدس الاقداس !!
والتطور الجديد في موقف رئيس الاقليم نلمسه في تصعيد
لغته مؤخرا وهو يشير الى ما يسميه بالمناطق المتنازع عليها واخيرها وليس اخرها عند استقباله للسفير الاميركي في منتجع صلاح الدين مؤخرا صحبة الجنرال اوستن قائد القوات الاميركية في العراق حيث بحث مسعود والسفير جملة من القضايا المتصلة بالشان العراقي الداخلي التي لا يجوز بحثها مع الاجانب للاستقواء.
واضاف بيان لرئاسة الاقليم ان برزاني والسفير بحثا الاوضاع في المناطق ((المستقطعة))وهي ما كانوا يسمونها بالمناطق
((المتنازع عليها)) وخصوصا كما يدعي بارزاني في جلولاء والسعدية وقزرباط التابعة لمحافظة ديالى الذي ادعى من باب تحريض السفير انه لايمكن باي شكل من الاشكال السكوت على الممارسات التي يتعرض لها الكرد في تلك المناطق منذ العام 2003 وهو عام الاحتلال وحتى الوقت الحاضر , مما دفع القائد العسكري الاميركي لتوجيه الشكر له على صبره على ما ادعى وقوعه كما ورد في تظلم بارزاني المفتعل , وكانه قد حدث فعلا ؟!
وهي محاولة استهدف منها استدرار تضامن واشنطن فيما طرحاه دائما من ضرورة حل ما اسموه بقضايا عالقة بين الاقليم والحكومة المركزية , وتكررت مثل هذه الدعوة في الاجتماع نفسه وخصوصا وهم يدعون لان يتم ذلك بوجود القوات الاميركية في العراق قبل انسحابها .
وعلى هذا الاساس نعي مبررات التصعيد الذي جعل المتنازع عليه مستقطعا !! والتصريح الاخير لبارزاني وهو يحذر فيه من نشوب حرب اهلية في العراق في حال انسحبت القوات الاميركية من البلاد التي تراهن سلطة الاقليم على وجودها لتمرير لعبة ضم ما ادعت انه مستقطع ولا يدري العراقيون من كيان اي اقليم استقطع , هل قبل قيام اقليم كردستان اوبعده ومن الذي استقطعه ؟؟
فكل الذي يعرفه العراقيون ان الكرد انشاوا في الثلاثينات من القرن الماضي في مهاداد الايرانية جمهورية لم تدم طوليا شغل فيها الشيخ المرحوم مصطفى برزاني منصب وزير الدفاع , قبل ان تطاردها القوات الشاهنشاهية لتسقطها , وتسلمت هذه المهمة من بعدها حكومة الملالي وهي ماضية فيها حتى الان؟؟؟
والا يجدر بجماعة الاقليم ان يحرروا ما استقطع منهم تاريخيا بدلا من الاساءة للعلاقة العميقة التي تربط بين الكرد وابناء شعبهم العراقي كما يبغي حلفاؤهم ومستشاروهم الصهاينة .
رابعا :-ادامة نهب الولايات المتحدة الاميركية ومن يستجيب لها و يتحالف معها في تنفيذ مخططاتها وخصوصا من شاركها العدوان على العراق للثروات النفطية الهائلة والغازية البكر لمديات طويلة وعلى حسب العقود المبرمة فعلا مع كبريات الشركات الاحتكارية العالمية وامدها ربع قرن قابلة للتمديد .
مما يبقي ثروات العراق حبيسة الارادة الاجنبية وفي الدرجة الاولى خضوعها للقيد الاحتكاري الاميركي - الغربي.
فقد اجمع خبراء نفطيون عراقيون على ان قانون النفط والغاز الذي عطل تشريعه الى ان تم تمرير الصفقات التي ابرمتها حكومة المالكي وبتعامل سخي مع الشركات الاحتكارية , وقد قدمت لها مسودة سيئة الى البرلمان ولكنها استبدلت بالصيغة التي اقرها مجلس الوزراء مؤخرا , وهي اسوا من سابقتها السيئة بحسب تقدير وزير النفط العراقي الاسبق السيد عصام الجلبي الذي ارسل ملاحظات الخبير النفطي العراقي احمد موسى جياد الذي يقيم الان في النرويج ويراس مكتبا للتطوير والبحوث هناك ولخص تلك الملاحظات بالاتي :-
1- القانون اسوا بكثير من مسودة القانون التي قدمت للبرلمان وسحبت لتطرح مسودة القانون الجديد .
2- يشلّ القانون شركة النفط العراقية وينهي الجهود الوطنية في تطوير النفط في قطاع التنقيب والاستخراج والانتاج.
3- يعزل شركة النفط العراقية (والشركات الحكومية الاخرى ذات العلاقة بالنفط) من مجلس النفط والغاز الاتحادي، بينما وضع القانون المقترح لشركة النفط العراقية ذات الشركة تحت سيطرة المجلس الاتحادي فعليا، لان جميع القرارات المتخذة من قبل ادارة شركة النفط العراقية ينبغي ان يصادق عليها المجلس الاتحادي. ويُعد هذا نقصا كبيرا اذ ان لبّ الصناعة النفطية في التنقيب والاستخراج والتوزيع فليس لها تمثيل في المجلس الاتحادي !
4-يعطي القانون الكثير جدا من السلطة والصلاحيات لمجلس غير منتخب، وغير خاضع للمساءلة من احد. وعلاوة على ذلك، فان قرارات المجلس الاتحادي سوف يتخذها مستشارون اجانب في "مكتب المستشارين المستقلين" من الناحية الفعلية.
5-يضفي الشرعية على جميع عقود النفط الموقعة من المالكي والشهرستاني بطريقة المتاجرة السياسية من قبل بضعة افراد .
ان نتيجة سنّ هذه الصيغة من القانوستكون كارثية كما يتوقع الخبير جياد كار على قطاع التنقيب والاستخراج في الصناعة النفطية وعلى مجمل اقتصاد العراق، وقد يولّد العديد من النزاعات بين المحافظات، الامر الذي يسبب صراعات اضافية .
ولذلك يدعو جميع خبراء النفط العراقيين الى تدقيق مشروع القانون كليا وجديا ويقترح على لجنة النفط والغاز في البرلمان عدم مناقشة مسودة القانون قبل االاطلاع على وجهات نظر الخبراء العراقيين المتخصصين بالشان النفطي .
1- القانون اسوا بكثير من مسودة القانون التي قدمت للبرلمان وسحبت لتطرح مسودة القانون الجديد .
2- يشلّ القانون شركة النفط العراقية وينهي الجهود الوطنية في تطوير النفط في قطاع التنقيب والاستخراج والانتاج.
3- يعزل شركة النفط العراقية (والشركات الحكومية الاخرى ذات العلاقة بالنفط) من مجلس النفط والغاز الاتحادي، بينما وضع القانون المقترح لشركة النفط العراقية ذات الشركة تحت سيطرة المجلس الاتحادي فعليا، لان جميع القرارات المتخذة من قبل ادارة شركة النفط العراقية ينبغي ان يصادق عليها المجلس الاتحادي. ويُعد هذا نقصا كبيرا اذ ان لبّ الصناعة النفطية في التنقيب والاستخراج والتوزيع فليس لها تمثيل في المجلس الاتحادي !
4-يعطي القانون الكثير جدا من السلطة والصلاحيات لمجلس غير منتخب، وغير خاضع للمساءلة من احد. وعلاوة على ذلك، فان قرارات المجلس الاتحادي سوف يتخذها مستشارون اجانب في "مكتب المستشارين المستقلين" من الناحية الفعلية.
5-يضفي الشرعية على جميع عقود النفط الموقعة من المالكي والشهرستاني بطريقة المتاجرة السياسية من قبل بضعة افراد .
ان نتيجة سنّ هذه الصيغة من القانوستكون كارثية كما يتوقع الخبير جياد كار على قطاع التنقيب والاستخراج في الصناعة النفطية وعلى مجمل اقتصاد العراق، وقد يولّد العديد من النزاعات بين المحافظات، الامر الذي يسبب صراعات اضافية .
ولذلك يدعو جميع خبراء النفط العراقيين الى تدقيق مشروع القانون كليا وجديا ويقترح على لجنة النفط والغاز في البرلمان عدم مناقشة مسودة القانون قبل االاطلاع على وجهات نظر الخبراء العراقيين المتخصصين بالشان النفطي .
وهذا ما يجب ان يتصدى له جميع المعنيين بحاضر ومستقبل الثروة النفطية و الغازية العراقية التي تتعرض لاخطر تحد دولي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة نشطة للشركات الاحتكارية في عموم دول الغرب الاستعماري ويستهدف شرعنة المنهوب منها وجعل الهائل المتبقي من البحور النفطية بحقولها المنتجة وغيرها الواعدة بمكامنها غزيرة الموجود , والاوسع منها مكامن الثروة الغازية البكر المتوفرة في الحقول المكتشفة وغيرها الكثير التي لم يبدا الانتاج فيها بعد, جعلها مشاعة للاحتكاريين الذين يمولون العدوانات على الشعوب وفي المقدمة منها عدوان واشنطن التدميري للعراق مما فتح الباب على مصراعيها امام المحتكرين دون ادنى حساب لمصلحة الشعب العراقي وحقه في ادارة انتاج الثروات واستثمرها وطنيا بعيدا عن تاثيرات الشركات الاحتكارية وخضوصا الشركات التي كانت مشمولة بقرار التاميم الخالد .
ومما يسترعي الانتباه ان الوثائق الرسمية البريطانية التي نشرها –موفع عشتار العراقية- كشفت بان وزراء في الحكومة البريطانية ناقشوا خططا لاستغلال احتياطيات النفط العراقي مع الشركات النفطية الكبرى في العالم ,قبل مشاركة بريطاميا في غزو العراق.
وذكرت جريدة الاندبندنت البريطاية ان الوثائق التي يعود تاريخها للفترة ما بين تشرين اول-اكتوبر- وتشرين ثاني –نوفمبر- 2002 اظهرت ان البارونة سيمونز وزيرة الدولة لشؤون التجارة الخارجية ابلغت في اذار –مارس-2001
شركة النفط البريطانية ( برتش بتروليم) بان حكومتها تعتقد ان
الطاقة اليريطانية ينبغي ان تحصل على حصة من نفط العراق الهائل كمكافاة علي مشاركة بلير بتغيير النظام في العراق .
وفعلا حصل فقد كانت لهذه الشركة ليس حضة واحدة في الاتفاقيات الي وقعها مالكي – شهرستاني بل حضة نفدية اولى
حصة مغرية في حصول شركة -شل- البريطانية- الهولندية على امتياز استخراج الغاز من عموم حقول نفط جنوب العراق البكر الغنية وتسويقه , وهي الخطوة الاولى لتقسيم المكافات التي بشرت بها البارونة العفيفة ولايعرف حتى الان كم تقاضت هي وبليرعن التبليغ بهذه البشرى التي ستدرعلى الشركات ارباحاهائلة تمتد لربع قرن قادم ؟؟
5- لعل ما يراد تمريره من مخطط وهو مرادف للسعي الاميركي الصهوني للتواجد في العمق الاجتماعي العراقي عبر مشاريع مغلفة تتظاهر بالاهتمام بالجوانب الترفيهية والاجتماعية تيس لوجه الله تعالى بل تسعى للتاثير على عقول النشا عبر تعميم اندية من نمط خاص في عموم الريف العراقي لمحاكاة عواطف واهتمامات اطفال العراق تطبيقا لشعار (خذوهم صغارا) حيث تتوفر فيها جميع وسائل اللعب واللهو والتغذية التي تعجزعن توفيرها لهم المؤسسة العراقية الغارقة في جب فساد دائم عود عليه نفس المحتل بهدف حبس التوجهات التربوية المعرفة للطفل بوطنه ولارتباطاته بشعبه ومحيطه و اشغاله بقضليا لا تمت بصلة للاعراف والقيم العربية والاسلامية , بل ترمي الى اضعاف احساسه بالواجب الاجتماعي والانساني ازاء وطنه واهله واظهارالاميركي صغيرا ام كبيرا نموذجا انسانيا مخلصا للبشرية ومدافعا عن الطفولة ومنصفا لها لا يجارى؟!!
ومثل هذه الاندية بدات خطوتها التاسيسية الاولى في الانبار بجوار الفلوجه التي شهدت مقتل الاف من ابناء هذه المدينة المجاهدة بالاسلحة الاميركية المنضبة باليورانيوم المحرمة دوليا , بينهم المئات من اطفال الفلوجة , وكانهم يرمون احتواء ردود افعال ابناء المحافظة الغاضبة على المجازر الاميركية بحق الفلوجيين واطفالهم , ولكن هيهات ان يستطيعوا ذلك ابدا .
بقي ان نعرف وهنا تكمن الخطورة ان هذ النهج شامل جميع اطفال العراق اينما تواجدوا , وصحيح انه بدا بالفلوجة ثم انتقل الى ريف المحمودية ومن هناك امتد الى انحاء اخرى من البلاد حيث هجاوز عدد الاندية المؤسسة اربعين ناديا ومهمة كل طفل عضو فيها بالتباري على تربية الحملان على انها غاية ما مطلوب من اطفال في هذا الوطن المنكوب بالاحتلال والقتلة من الميليشيات والارهابيين .
والمخطط نفسه مرتبط بخطوات اخرى تخدم هدفا اخطر يتصل بالتاثيرعلى قناعات الشباب ايضا من خلال استقطابهم في مدارس ومعاهد وجامعات اميركية خاصة تؤسس في العراق وقد سبقته جماعة الاقليم الاخرين بتاسيس ذلك في السليمانية احرف انتباه الشباب عن قضايا تتصل بمستقبل بلادهم .
فقد اسست جامعة اميركية هدفها تبعا لما اشلرت لذلك جهات تربوية عراقية ايجاد طبقة وستفيدة من الاحتلال تتحدث بلغته لا تدرس ما يفيد البلاد فهي تركز على تدريس مواد تنصب على ادارة الاعمال واستخدام الحاسوس وحفظ التاريخ الاميركي والتبشير واجراء بحوث لكيفية فتح الواب دائمة امام الشركات العملاقة التابعة للمحتاين في الهيمنة على ثروات العراق عبر تخريج تلك الجامعة وغيرما في المدن العراقية الاخرى رجال اعمال راسمالها يكمن في خدمة الشركات الراسمالية الكبيرة !!
ولكي نتعرف على طبيعة مثل خذه الجامعة نورد هنا اسماء مجاس ادرتها في اخر تحديث له وهم : جلال طالباني رئيسا , عادل عبد المهدي عضوا , حاجم الحسني عضوا , اياد علاوي عضوا , نجرفان برزاني عضوا , زلماي خليل زاده عضوا
اما مجلس امناء هذه الجامعة ف قد تراسه برهم صالح وضم في عضويته جون اغريسو المبشر بالفكرة اضافة الى بعض الشخصيات اللبرالية العراقية والعربية ومنهم كنعان مكية ورجاء الخزاعي وعبد الرحمن الراشد وعزام علوش وغيرهم.
ونعتقد ان الاسماء التي اشرناها تفصح عن حقيقة ما بنهضون به في اطار مهمة اميركية لغزوالعقل العراقي وهي خطوة لا تنطلي على شعب صبر امام المجازر والتدمير ونهب الثروات وتعالى على الجراحات طويلا وانطلق يسترد عافيته ليتصدى للمحتل ولاعوانه, رافعا راية الخلاص المحتم من جميع اعدائه .
ووقفة متملية للوقائع الجارية على الساحة العراقية والاخنتاقات السائدة فيها بسبب من سياسات حكامه الخرقاء المستجيبة لرغبة المحتل للمضي في منهج الغاء ارادة العراق الحرة واستمرار الافساد وتجويع وقتل ناسه وتصفية مناضليه وعلمائه والمدافعين عن حياضه نلاحظ انها بدات تعكس اشارات تؤكد اقتراب اجل الاحتلال وعملائه من خلال :-
1- ظاهرة تاكل نظامهم من داخله .
2 – بروز التناقض والتقاطع في مواقف المؤسستين الاميركتين العسكرية والدبلوماسية عشية تبادل الاشراف على سلطة الحكم في العراق بين السفيرجفري وقيادة القوات العسكؤية
3-افعال المتنفذين في السلطة وردود افعال غرامائهم في الطائفة وفي بغداد المركز والاقليم والتي عكست التنابز بين اطرافه في حرب الهيمنة على سدة الحكم في العراق استنادا للقوة التي توفرها للمالكي الان هيمنته على المؤسستين الامنية والعسكرية وانفراد التصرف بالثروات النفطبة وبعائداتها الكبيرة وبما يبقي الجائع جائعا والعطشان يزداد عطشا في وقت يتصرف فيه هو نفسه , وكانه الحاكم المطلق بتهميش مقصود لادوار الخونة الاخرين , وبموازنة بين خدمة واشنطن التي جاءت به لاحتلال موقع رئيس الوزراء وبين طهران كمرجعية رديفة , يستقوي فيها لمزاحمة خصومه اصدقاء الامس ,
مع ملاحظة ان سقيفة كاكه جلال والسفير لم تعد تنفع في رتق التاكل الذي اتسعت رقعته لتشمل جميع اطراف الجوقة السياسية التي تلتقي على خدمة المحتل . ولكنها تختلف في التسابق لجني ثمار خيانة الوطن بالتواطؤ مع المحتلين والارهابين والميليشيات الطائفية وهي تمارس جرائم القتل والتصفية بحق المواطنين و في عدم التصدي لمخطط الاتفصاليين الرامي الى اقتطاع اجزاء من اراضي عدد من محافظات مجاورة للاقليم بضمنها كركوك مدينة الذهب الاسود , في وقت تصاعدت فيه انتفاضة شعبنا العراقي المطالبة برحيل الاحتلال واسقاط الحكومة العميلة , في توافق رائع مع خطى المقاومة الوطنية الباسلة وهي تطارد المحتلين اينما ظهروا واختفوا في ارجاء الوطن.
ويعدو ذلك تطورا نوعيا في توحيد وتفعيل وقفة العراق الجهادية المناهضة لجميع اشكال الاحتلال , ولكل مشاريع الهيمنة والتقسيم والفدرلة التي روج ويروج لها المحتلون وهم يغزون بلاد الرافدين الشامخة ابدا في مواجهة العدا وهي تصنع اليوم مفردات نصرها القادم القريب , بثقة واقتدار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق