وجهات نظر
صلاح المختار
في كبرنا نكتب بقلم رصاص، لأننا تعلمنا ان الكتابة بالحبر ليس سهلاً محوها
حكمة من يريد تجنب الخطأ
6 – المحطات
النهائية للكوارث العربية : ربما مر كثيرون منا مرور الكرام بأطروحتين خطيرتين قرأ
عنهما لكنه اعتبرهما مجرد حملات اعلامية عابرة او تهديد اجوف مع ان الامر ليس كذلك.
الاطروحتان الواجب تدقيق الهدف من استخامهما هما الاطروحة الاولى الدعوات
المتكررة في امريكا لقصف الكعبة، والاطروحة
الثانية الدعوة في ايران لجعل قم بديلا عن مكة ! اذا لم تفكروا بالهدف النهائي
والمخفي من ذلك عليكم الان ان تعيدوا النظر، والاهم ان تكتشفوا الرابط بين
التهديد الامريكي المتصهين وبين الدعوة الخمينية لجعل قم بدلا عن الكعبة والتي
اكدها لا ريجاني صراحة بجعل قم ام القرى وليس الكعبة . عليكم الان ان تفكروا بذلك قبل
ان تجدوا انفسكم بلا رؤوس . ما اصل الحكاية ايها السادة ؟
كما قلنا سابقا وكررنا القول تؤكد كل الادلة والمؤشرات ونتائح
تطورات الاحداث خصوصا منذ عام 2011 بان ما يجري ليس مجرد خطة اسقاط انظمة ولا هي
مجرد ما يعقبها من تقسيم الاقطار العربية ، كما انها ليست مجرد محاولة فرض
ايديولوجيات جذرية جديدة على المنطقة كديانات جديدة او طائفة على اخرى ، ولا هي
حملة استعمارية مثل الغزو البريطاني الفرنسي للوطن العربي ، ان ما دشنه غزو العراق
امر اخطر وابعد بكثير من كل ما تقدم وهو يتعلق بمصير الكرة الارضية كلها وبما يسود
فيها من معتقدات دينية وغيرها والاهم من يسيطر على ثرواتها .
ان الذين خططوا لما يجري وينفذون خطوات منه امام نواظرنا لديهم اهداف بعيدة جدا عن تصورنا
العام وبعضها اقرب الى الخيال المستحيل لكن الحقيقة التي تفرض نفسها رغم انف من لا
يريد ان يرى حقيقة ما يجري هي ان الحلف الثلاثي الاكثر شرا ووحشية في تاريخ
الانسانية المشكل من امريكا وايران واسرائيل ومن يدور في افلاكهم ، يريد اعادتنا
لما قبل عشرة الاف عام ، اي قبل بدء الهجرات العربية من جنوب الجزيرة العربية الى
شمالها ( العراق والشام ) قبل 12 الف عام تقريبا ، في اواخر العصر الجليدي الاخير
او بعد انتهاءه ، ثم تواصل الهجرات ووصولها الى شمال افريقيا والتي اصبحت قبل
الاسلام ( المغرب العربي الكبير ) ، وانتقال
العرب منها الى وسط وجنوب اوربا قبل الاسلام بالاف السنين بل وصل اجدادنا الى
اسكندنافيا عندما كانت اوربا كلها عبارة عن غابات بدائية .
هل
هذه دعاية قومية عربية ؟ كلا انها حقيقة علمية اعترف بها الغرب مؤخرا بعد ان بدأ
حل رموز الجينوم او المورثات الجينية وليس منا
، فالاكتشافات الجينية في بداية القرن الجديد اكدت ان الجينات العربية تشكل
حوالي 80% من المورثات الجينية الاوربية ، كما يؤكد التقرير في المرفق رقم واحد مع
هذا المقال الصادر عن علماء غربيين .
هل تعلمون ما هو الهدف البعيد جدا هذا ؟ انه اطروحة
اعادة العرب الى وطنهم الاصلي وهو الصحراء
التي خرجوا منها قبل حوالي 12 الف عام وهي اطروحة بدأتها الصهيونية وتبناها الغرب ، والان ايران
ومنذ وصل خميني للحكم تتصدر مع الصهاينة موجة الترويج لاعادة العرب لمناطقهم
الاصلية في الجزيرة العربية ! كيف ذلك ؟ ولماذا ؟ اعيدوا قراءة كل ما مر عليكم من تقارير
وتصريحات من رموز حلف الشر المطلق ( امريكا وايران واسرائيل ) خلال العقود الثلاثة
الماضية سترون ما لم تكونوا تفكرون انه ممكن ولم يخطر ببالكم حتى عندما يقول العدو
ذلك علنا لشبه استحالته عمليا كما يبدو الامر ظاهريا .
ولكن ما كان يعد مستحيلا
عمليا اخذ يقترب من التحول الى امكانية عملية في ضوء ما نراه خصوصا منذ غزو العراق
وما بعده ، فما يجري الان يقدم لنا صورة عن الطريقة التي يمكن ان تكون ناجحة في
اعادة العرب الى الصحراء وحصرهم فيها واستيلاء الفرس والغرب والصهاينة والاتراك
وغيرهم على الارض العربية من موريتانيا الى اليمن بكل ما فيها من رموز دينية
وحضارية وثروات وموقع جيوبولتيكي !!! دعونا نقرأ الواقع الحالي والتاريخ
والمعلومات الحية :
أ– نبش المقابر : ان
القوى الثلاثة الاساسية المشتركة في المخطط ورغم وجود تناقضات بينها حول تقاسم
الغنائم الا انها تتفق بلا غموض وبصورة رسمية وفعلية على ضرورة انهاء الامة
العربية عبر تقسيم اقطارها واحياء الاصول القديمة لشعبها العربي الواحد والتي ماتت
منذ الاف السنين ودفنت في مقابر النسيان ، بكافة اشكال تلك الاصول العرقية
والدينية السابقة للاسلام ربما بالاف السنين ( مثل الاصول الاثنية السومرية
والبابلية والفرعونية والاشورية والفينيقية والبربرية والتركية والفارسية الخ ، والدينية
مثل الاسلامية بكافة طوائفها والمسيحية بكافة طوائفها والزرادشتية والاديان
القديمة جدا والتي انقرضت او كادت ، الخ ، ودعم هذه الاصول المفترضة والصحيحة لتفرض نفسها الان ويعلن كل منها هوية بديلة له بدل
الهوية الجامعة والموحدة وهي القومية العربية . ان خطط الصهيونية والغرب
الاستعماري وايران عندما تحلل علميا وواقعيا تقدم لنا على طبق من ذهب هذه النتيجة
. وللتذكير فقط هل سمع منكم احدا مصطلحات مثل ( الشعب المسيحي ) او (الشعب السومري
) او (الشعب الشيعي ) او ( الشعب السني )
...الخ ؟ هذه (الشعوب ) المفبركة عبارة عن جثث اخرجت من مقابر ماض غابر او انها
جثث منحت هوية غير هويتها مثل (الشعب المسيحي ) وهي عبارة لم تستخدم حتى في اوربا
المسيحية لان المسيحية ديانة وليست قومية وهذا ينطبق على كافة الاديان والطوائف .
ب – ازالة القداسة وتحليل
المحرمات : ان التهديد ، الصادر من اكثر من جهة امريكية ، بتدمير الكعبة والذي بدأ
منذ سنوات في امريكا ليس مجرد حماقة رجال دين او ساسة منعزلين او ضباط متطرفين بل
هي عمليات اعداد لعمل قادم حتما في يوم ما اذا تواصلت عمليات تدهور اوضاعنا وعجزنا
عن ردع ادعاءنا ، لذلك فمن يظن ان التهديدات المتكررة بين فترة واخرى بقصف الكعبة
مجرد تهديدات اعلامية جوفاء ليعلم ان تفكيره خاطئ لانه لا يعرف كيف يخطط الاعداء
الثلاثة ولا كيف ينفذون خططهم . فالان تجري عملية منظمة وخطيرة وانجر اليها الكثير
من العرب السذج وهي الازالة التدريجية لقداسة وحرمات اهم رموز الاسلام النبي محمد
( ص ) ، ويتم ذلك كالاتي :
اليد اليمنى الفرس : الفرس
وعبر عمائمهم السود يتولون مهمة تدمير قدسية وحصانة النبي من خلال الطعن بصحابته
وبزوجته واهله ، فبما ان المسلم لا يقبل الطعن المباشر بالنبي فان خير وسيلة
متدرجة لجر الناس الى التعود على هذا الطعن ثم قبوله هي الطعن بزوجته واقرب صحابته
، على اساس منطق بديهي وهو ان اختيارك لزوجتك واصحابك يعبر عن هويتك الحقيقية ،
لذلك يجب اولا ووفقا لمنطق الفرس التشكيك باختيارات النبي الشخصية : زوجاته ، والدينية صحابته ، وعندما يتم ذلك يمكن في مرحلة لاحقة الطعن
بالنبي شخصيا وتحميله مسوؤلية (اخطاء) اختيار زوجته واصحابه . انه التفكيك
التدريجي للقداسة وترك المقدس مكشوفا .
فاذا وصل الامر الى هذا الحد لا سامح
الله فان مسألة تدمير الكعبة او استبدالها بقم تصبح مسالة سهلة نسبيا لان من ثقف
على تلك القداسة انتهكت قداسته ومن ثم لا يواجه حلف الشر مقاومة شعبية عنيدة
ودموية لانتهاك القداسة .
اليد اليسرى الصهاينة : الصهاينة
خصوصا المسيحية الصهيونية تنفذ منذ سنوات خطة الطعن المباشر بالنبي وتعمل على تجريده من هالة القدسية المحيطة به عبر
اعادة تفسير الاسلام وفرض وترويج معلومات مضللة لم تسمع من قبل في العالم الاسلامي
خصوصا في الوطن العربي ، كلها تطعن بالنبي وافكاره وشرفة وسيرته ، ويمكن مراقبة
القنوات التلفزيونية التي تبث بالعربية منذ بداية القرن الجديد والتي تتولى هذا
الامر علنا وبلا تردد ، مستخدمة في بعضها كلاما جارحا وخطيرا يصدم الانسان العربي
، وهدف هذه الطريقة الازالة التدريجية لقدسية وحرمة النبي محمد (ص) وتحويله الى
انسان عادي يمكن ان ينقد او تناقش افكاره ورسالته والاسلام بالذات ، بعيدا عن اي تقديس
او محضورات .
هذه ظاهرة لم تكن موجودة قبل القرن
الجديد الافي في بعض الاوساط الغربية والصهيونية اما في القرن الجديد فقد اصبحت
تطرح بلغتنا وفي اجواءنا وتدخل غرف نومنا وحجرات جلوسنا كل ساعة . واطفالنا الذين
يستمعون الى شتم النبي والطعن بشرفه وليس بافكاره فقط سوف ينشأون بلا رادع او
تقديس للنبي وهذا هو احد اخطر الاهداف : تجريد الانسان العربي عموما والمسلم خصوصا
من رد الفعل القوي على شيطنة النبي .
الادوات الاسلاموية : ان الشيطنة الاخطر
للاسلام منذ عقود ابتدأت بوصول خميني للحكم وصعود النزعة التكفيرية الاسلاموية
السنية ، وتقوم بها الجهات التالية :
الاداة الاسلاموية اليمنى : ان فتاوى رجال دين
شيعة وسنة التي تصدر منذ سنوات تتسم بانها خالية من المنطق والعقل بل ان بعضها
يثير الاشمئزاز والقرف والرفض المطلق ! ومع ذلك تصدر باسم الاسلام وتفرض على
الاتباع . هؤلاء بتلك الفتاوى يسقطون تدريجيا قدسية وحصانة الاسلام ويشيطنونه بنظر
الاجيال الجديدة من شعبنا . ومن بين اخطر تلك الفتاوي تلك التي تحلل طلب التدخل
الاستعماري كما فعل السيستاني والقرضاوي ، اما اقذرها فهي التي تحلل اكل بول وغائط ( اهل البيت )،
وتصويرهم بطريقة تنفر الناس الواعين منهم ، او الفتاوى المتعلقة بالجنس وتحليل
الدعارة تحت اغطية اسلاموية مثل زواج المتعة او زواج المسيار او غيرهما . ان وظيفة
هذه الفتاوي سواء علم من اصدرها بذلك او لم يعلم هي انزال مرتبة الاسلام من علوه القدسي
الى ارض قذرة تعاف النفس حتى النظر اليها !
الاداة الاسلاموية اليسرى :
ان الاساليب التي تتبعها تنظيمات اسلاموية والتي تقوم على اقسى اشكال العنف
والقسوة ورفض التسامح والاعتماد على السيف فقط تشكل عاملا جوهريا وخطيرا في زرع
فكرة ( ان الاسلام دين عنف وكراهية وتخلف ) كما تروج الدعاية الغربية والصهيونية ،
لذلك فان من يشاهد عمليات القتل في العراق وسوريا مثلا والتي تقوم بها تلك الفئات
باسم الاسلام تقدم وجبات دسمة من السموم التي تقتل الاسلام تدريجيا في داخل
الاجيال العربية والناس العاديين من جهة ، ثم تعبأ الرأي العام غير الاسلامي ضد
المسلمين وتجعل هدف ابادتهم مقبولا او على الاقل عدم ادانته من جهة ثانية .
بترابط وتكامل دور رجال
الدين المنفّر من الاسلام بفتاويهم ، وبجعل القتل والابادة والقسوة والجهل تحت اسم
( الجهاد ) وسيلة الاسلامويين ، نجد انفسنا امام عمليات منظمة ومدروسة لشيطنة
الاسلام داخل الوطن العربي والعالم الاسلامي لتنفير الناس منه من جهة ، وتقديم
كافة مبررات محاربة الاسلام والقضاء على المسلمين لكافة الامم والشعوب غير
الاسلامية من جهة ثانية .
7– طرح البدائل : ان انتزاع او محو قدسية النبي مقدمة لابد منها
لنسف الاسلام كدين وعندها سوف يكون ممكنا اعلان ولادة ديانات جديدة او احياء
ديانات قديمة والتخلي عن الاسلام ، ولعل ما يجري في كل الوطن العربي خصوصا في
المغرب العربي يقدم لنا دليلا حاسما على وجود تلك الاهداف التأمرية ، فالمغرب
العربي كان مسلما بكامله قبل القرن الجديد ولم تكن المسيحية موجودة فيه اما الان
فهناك موجات تنصيرية في الجزائر والمغرب وتونس ودخلت الى ليبيا بعد غزوها من قبل
النيتو ، فاذا كان المغرب العربي البعيد والمحصن ضد التنصير قد اخترق فان المشرق
مخترق اصلا بوجود الكيان الصهيوني ، وشبكات التجسس الغربية . لذلك فان الجدل
المحتدم بطريقة منظمة والقائم على لغة الطعن والكلام البذي غالبا بالرسول محمد
وبعيسى وبطريقة لا يمكن فهماه الا على انها متعمدة لكي تتشرذم الامة بكافة اقطارها
وتسقط قدسية كل دين .
8 –استبدال مكة بقم : تكرار التهديد بقصف الكعبة يكمل معناه وهدفه
قيام النخب القومية الفارسية المتبرقعة الان باسم التشيع الصفوي في ايران بالدعوة
للحج في ايران ! او اعتبار قم وليس مكة ام القرى ومركز الاسلام ومصدر اشعاعه ! كما
قال لاريجاني ( انظر المرفق الثاني ) وغيره ! ويلفت النظر تكرار الحديث عن ان الحج
الى قم وكربلاء اهم من الحج للكعبة ! وهذا الترويج ليس سوى تكتيك لازالة قدسية مكة من قبل مسلمين
هذه المرة وليس من قبل صهاينة (يهود ومسيحيين) فقط ! لقد نشرت معلومات كثيرة مع
صور عن تنفيذ الحج داخل ايران وبني شكل يشبه الكعبة اخذ البعض يقوم بالحج اليه ! ،
وتلك عملية اعداد نفسي لخطوة اكبر وهي اعلان ان مكة في ايران ، ولذلك لا يجوز ابدا
اهمال ما ورد في الستراتيجية الخمسينية للنخب الفارسية من ان ام القرى يجب ان تكون
قم وليس مكة !
9– اعلان ديانة جديدة : ان
احلال التشيع الصفوي محل التسنن في بعض الاقطار العربية ، بحمامات دم كتلك التي
قام بها اسماعيل الصفوي في ايران والتي تقوم بها ايران الان في العراق ، وهذه
الخطة الايرانية تحظى بدعم امريكي صهيوني اصبح الان مباشرا هدفه التمهيد لاعلان
ديانة جديدة في ايران تتجاوز الاسلام ، ومن يقرأ كتب خميني وامثاله يجد في ثناياها
طعنا بالنبي وبالاسلام بطريقة واضحة جدا ، وذلك مجرد زرع لافكار جنينية سوف تنمى
تدريجيا . ولذلك نرى ان التشيع الايراني الصفوي فيه تناقضات جوهرية مع اصل الاسلام
بكافة مذاهبه بما في ذلك مع التشيع العلوي الاصلي .
10– متى تقصف الكعبة ؟ عندما
تهتز صورة الاسلام وتتشوه صورة نبي الاسلام يصبح كل شيء ممكنا وسهلا فلن يدافع عن
الاسلام المشوه من يجب ان يدافع عنه ، وعندها تبدأ عمليات اخرى من بينها قصف
الكعبة من جهة واعلان ايران ان الكعبة في قم من جهة ثانية .
11– خطوات الاعداد المتعاقبة
: ان ما تردد بشكل معزول ومحصور من طروحات حول اعادة العرب الى مناطقهم الاصلية في
الصحراء واخراجهم من العراق وبلاد الشام والمغرب العربي و مصر والسودان ليست مجرد
دعاية مؤقتة بل هي عمل منظم متدرح الخطوات ، وما يكتب عن انشاء ثلاث دول في العراق
احداها دولة سومرية في الجنوب وليس (شيعية) فقط واخرى في غرب العراق للعرب وثالثة للاكراد ،
وما يكتب عن دول في مصر قبطية ونوبية وسنية وفاطمية ، وما يكتب عن دول بربرية في
المغرب العربي خصوصا في الجزائر والمغرب ، وما يكتب عن دول في سوريا ولبنان سنية
وشيعية ودرزية ومسيحية ، واما يطالب به في اليمن الان من دولة حوثية ودولة حضرموت
وغيرها ، وما يجري حول الاعداد لتسليم
البحرين الى ايران ، كل ذلك وغيره كثير ليس مجرد اصوات ترتفع ثم تزول بل هي خطط
تنفذ بثبات وتواصل مدعومة بقدرات مادية واعلامية وسياسية ونفسية هائلة بالاضافة
للجيوش والمال ، والقاسم المشترك بين جميع هذه الدعوات والخطط هو التبرؤ من الامة
العربية والطعن بالعرب والتمسك بهوية زالت وقبرت رغم انها مقبورة ! فهل يجوز لمن
يمتلك ولو ذرة عقل ان يتجاهل كل هذه الدعوات المتفجرة والمتصاعدة ويقول انها حالة
طارئة وستزول ؟
12– وعود توراتية متطرفة : ان
اعادة العرب الى الصحراء ليست مجرد هوس سياسي او احقاد طارئة بل ان جذورها العميقة
والقوية موجودة في العهد القديم من الكتاب المقدس او التوراة وغيرها من الكتب التي
نسبت لليهود والنبي موسى ، وما يعد اقوالا لانبياء بني اسرائيل يدعو لابادة
الجوييم ، وهم العرب في هذه الحالة ، واحتلال ارضهم واعادتهم للصحراء . هل تعلمون
ما خطورة هذه النصوص ؟
ان صعود (المحافظون الجدد )
والمسيحية الصهيونية ووصولهم الى الحكم في امريكا ممثلين بدميتهم بوش الابن وهيمنتهم على الاعلام ليست لعبة
سياسية عادية بل هي خطوة على طريق تغيير طبيعة حروب العالم لتكون حروبا دينية –
حضارية ( تذكروا مفهوم تصادم الحضارات لهنتنغتون ) هدفها تحقيق نبوءات العهد
القديم ، والعمل من اجل ذلك لم يعد واجب احزاب اليمين الاسرائيلي المتطرف ، كما
كان الحال حتى سبعينيات القرن الماضي ، بل ان قوة الغرب الاساسية تقع الان تحت
تأثير الصهيونية المسيحية ، لذلك فان اعادة (الجوييم ) الى الصحراء هدف جوهري
مرتبط برؤية توراتية يسخر صعود هذه الطغمة الفاشية لاستخدامها ، وبأدوات مختلفة
لتحقيق تلك النبؤات ، وبعد فشل انموذج بوش
الغبي نتيجة بسالة المقاومة العراقية استبدل باوباما بطريقته المختلفة ولكن لتحقيق
نفس الهدف : نبؤات التوراة ،هذه الحقيقة يجب ان لا تغيب عن البال ابدا لانها تهدد
وجودنا الانساني برمته .
هل تريدون المزيد من الادلة
على صحة ما نقوله ؟ فقط ابحثوا عن السبب الذي دفع امريكا للقيام بما يلي ستكتشفون
ما لا ترونه الان :
أ – انتخاب شخص ساذج
ووصف في امريكا ذاتها بانه (اغبى رئيس في تاريخ
امريكا ) وهو جورج بوش الابن ، هل كان ذلك خطأ ام انه عمل مدبر لاستخدام صلاحيات
الرئيس من قبل من صنعوه ونصبوه واخضعوه لسيطرتهم التامة عبر بوابة الاسطورة
الدينية ؟ انه عمل مدبر ومقصود لان المطلوب في الرئيس الامريكي في مرحلة احلال الميثولوجيا
والثيولوجيا محل العلم ان يكون عبدا لهما ، كي تمرر الخطط الموضوعة مسبقا عبره ، فبوش
الذي يعتقد بان الرب يتحدث معه ويؤمن ايمانا قاطعا بما ورد حول الارميجادون ويريد
خوضها هو افضل رئيس لامريكا يمكن استخدامه لتغيير انماط حروب العالم وتغيير
اهدافها .
ب – لماذا كان من بين اول
خطوات امريكا عند احتلال بغداد الذهاب الفوري الى مقر المخابرات العراقية وبصحبتها
فريق من الموساد والاستيلاء على مخطوطات قديمة منها التوراة الاصلية ؟ هل يمكن
لعلماني رسمي مثل حكام امريكا ان يقوم
بعمل مثل هذا في ذروة حرب خطيرة الا اذا كان يعتقد بان ما يقوم به له اصول ومدعوم
وضروري جدا ؟
ج – لماذا قامت القوات
الامريكية في اول يوم دخولها بغداد بتطويق المتحف الوطني العراقي بالدبابات وادخال
مجاميع بقيادة احمد الجلبي سرقت اثارا بعينها كان مطلوبا سرقتها ، وبعد اكمال هذا
العمل دفعت مجاميع من الغوغاء اعدت مسبقا لدخول المتحف وتخريبه وسرقة الاف القطع
النادرة والتي تعود لالاف السنين ؟ هل كان ذلك عملا لصوصيا فقط ؟ ام ان العمل
اللصوصي استخدم لتغطية عمل سياسي وديني ؟
د – لماذا قامت القوات
الامريكية بعد السيطرة على بغداد بالتوجه الى بابل واور واحتلالهما واعلانهما
منطقتان عسكريتان محرم دخولها حتى عل شركاء امريكا في الغزو ؟ ولماذا استمر الحفر
والتنقيب في بابل واور اكثر من خمس سنوات كانت خلالها تلك المناطق الاثارية القيمة
تحت جنازير الدبابات التي دمرت الكثير من معاملها التي لن تعوض ابدا ؟ هل هو انتقام من بابل فقط ام انه ايضا سعي قديم وطويل
وجامح وراء العثور على معلومات او ادلة على صحة ما ورد في العهد القديم وغيره ؟
التنقيبات بقيت سرية حتى الان ولم تكشف الغاز احتلال بابل واور وسرقة المتحف
العراقي وتدميره واحيطت بصمت مفروض من قبل
قوة غامضة جدا لكنها خطرة جدا .
ان من قام بذلك قوات
امريكية وليس اسرائيلية ، فما مصلحة امريكا بالقيام بعمل يتعلق بالاثار والتراث
اثناء تنفيذ عمليات غزو معقدة وصعبة جدا وسط مقاومة شرسة من قبل الجيش العراقي
اولا ثم من قبل المقاومة العراقية ؟ ان هذه الوقائع والاسئلة تضعنا امام حقيقة
تؤكد ما نقوله وهو ان ما يجري الان ليس سوى خطوات في اكبر مؤامرة تتعرض لها امتنا
العربية منذ عشرة الاف عام سمتها الابرز سعي جامح لتحقيق نبواات التوراة واعادة
كتابة تاريخ العالم برمته من خلال اعادة كتابة تاريخ الوطن العربي وفقا لرؤية
صهيونية . ومن مازال الشك يداخله نذكر بما يجري في القدس من حفر وتنقيبات منذ
احتلت بحثا عن ادلة تثبت صحة ما ورد في الكتب اليهودية .
ان اهم سؤال يجب طرحه الان
وليس غدا هو : هل تدمير بابل واور مرة ثانية بعد غزو العراق مقدمة لتدمير الكعبة في
اكبر عملية انتقام تاريخي مضمر طوال الاف السنين ؟ ولتقديم المزيد من الادلة على
الشراكة الستراتيجية والتاريخية العميقة والعضوية بين الصهيونية ونخب الفرس
القومية قديما وحديثا لابد من الاشارة الى ان تدمير بابل اول مرة وقع على يد امبراطور الفرس كورش الذي هاجم بابل ل(تحرير)
اليهود من الاسر البابلي . هنا ندخل في صلب موضوع مستقبل السعودية . يتبع .
Almukhtar44@gmail.com
13-11-2013
ملحق 1 _ تقرير التلفزيون
البريطاني BBC: آخر تحديث: الخميس, 21
يناير/ كانون الثاني, 2010, 14:59 GMT
دراسة: رجال الشرق الأدنى اجتاحوا اوروبا قبل 10 الاف
عام
قالت
دراسة جينية ان اصول معظم الرجال الأوروبيين تعود إلى مزارعين هاجروا الى القارة
العجوز من الشرق الأدنى.
ولكن
علماء آخرين يعتقدون أن الجينات الأوروبية تعود إلى رجال هاجروا الى القارة
الأوروبية خلال العصر الجليدي الأخير أو قبله.
ويعتبر
النشاط الزراعي (الفلاحي) أهم تغير ثقافي عرفه الإنسان الحديث.
وكان
هناك جدل واسع حول حول ما اذا كان انتقال النشاط الزراعي من الشرق الأدنى إلى
أوروبا قد تم عن طريق الهجرة البشرية أو انتقال الأفكار فقط.
وإذا
كانت الهجرة قد حصلت فان أصول الذكور والإناث في أوروبا تعود الى بدايات العصر
الحجري (قبل ما بين 10 آلاف الى 40 ألف سنة)
فقد
اظهرت دراسة لكروموسوم Y الذي ينتقل من الاباء الى الابناء بدون تغييرات تذكر، لدى حوالي
2500 رجل من مختلف انحاء القارة الاوروبية ان قوة هذا الكروموزوم تزداد مع
الاقتراب من منطقة الأناضول.
ويستخدم
التنوع الجيني للاستدلال على عمر فئة سكانية معينة، فكلما طال العمر الزمني لفئة
ما كلما كانت جيناتها أكثر تنوعا.
وحين فحص
هذا العامل لدى سكان القارة الأوروبية تبين أن عمر السكان ما بين 5 آلاف الى 10
آلاف سنة.
أما
الدراسات السابقة فقد توصلت الى أن اصل سكان القارة يعود الى العصر الحجري (من 10
آلاف-40 ألف سنة)، وتبقى هناك خلافات حول الطريقة الأمثل لتقدير عمر السكان.
وقالت
الدكتورة باتريسيا بالاريسك من جامعة ليستر البريطانية والتي شاركت في البحث المذكور
ان سيطرة القادمين من الهلال الخصيب قد يعود لكونهم من المزارعين الذين كانوا اكثر
جذبا للنساء.
وقالت
بالاريسك ان دراسة الحمض النووي لهؤلاء الرجال اظهر لنا ان اصولهم الوراثية تعود
الى المزارعين المهاجرين عن طريق التركيز على كروموسوم واي الاكثر شيوعا في القارة
الاوروبية الذي يحمله حوالي 110 مليون من الرجال في اوروبا.
واضافت
ان 80 بالمائة من كرموسوم واي الموجود لدى الرجال في اوروبا يعود الى المزارعين
الذين هاجروا الى القارة.
وفيما
يتعلق باصول النساء في القارة الاوروبية اوضحت دراسات اخرى جرت على سلاسل الحمض النووي
ميتوكورديال الذي ينتقل من الام الى الابنة دون اي تغيير ان اصولهن يعود الى جنوبي
القارة الاوروبية وكن يقمن باعمال الصيد عقب الحقبة الجليدية.
ولفتت
بالاريسك الى ان هذه الدراسة "تدل على ان الذكور العاملين في الزراعة كانوا
اكثر قدرة على النسل والتكاثر من الرجال الاصليين الذين كانوا يعملون في الصيد
والجمع خلال مرحلة التحول الى المجتمع القائم على الزراعة".
وقالت
بالاريسك لبي بي سي نيوز إن من الملاحظ أن النساء أكثر خصوبة من الرجال، وأن 40 في
المئة من الذكور لا يتركون خلفهم اي نسل، مما يعني أنه لا يتركون أثرا جينيا.
--
ملحق 2:
قصف مكة والمدينة :
اللواشنطن ـ احمد عبدالله
أثار الكشف عن تفصيلات برنامج للتدريب معاد للإسلام والمسلمين في
مدرسة عسكرية في نورفولك بولاية فيرجينيا ضجة كبيرة في الولايات المتحدة اول من
امس وذلك على الرغم من ان البرنامج توقف في الشهر الماضي بعد ان قدم طلاب المدرسة
شكوى رسمية الى الپنتاغون اتهموا فيها معد البرنامج بالعنصرية. وكان الضابط ويدعى
ماثيو دولي قد وضع البرنامج في منتصف يوليو الماضي. وفي نوفمبر الماضي أصدرت وزارة
الدفاع الأميركية تعليمات بمراجعة برامج التدريب وبفتح الباب أمام الطلاب
لانتقادها اذا ما كانت تتضمن ما يرونه مواد «مخالفة للقيم الأميركية» حسب نص تعميم
الوزارة. وصدر ذلك التعميم بعد ان وصلت الى الإدارة معلومات تفيد بأن بعض دورات
اعداد كوادر مكافحة الإرهاب في وزارة الأمن الوطني يتلقون محاضرات من خبراء ينتمون
الى منظمات متطرفة في عدائها للإسلام. وقد اصدر الرئيس باراك اوباما امرا اداريا
بوقف تلك المحاضرات فورا وبتشكيل مكتب في وزارة الأمن الوطني ومكتب التحقيقات
الفيدرالي لمراجعة المناهج. وصدر بعد ذلك امر آخر بتعميم المعنى ذاته على وزارة
الدفاع مما ادى الى صدور تعليمات الپنتاغون برصد اي انتقادات توجه الى برامج
التدريب في المدارس العسكرية.
وقام بعض الطلاب بتقديم توصيف لبرنامج الكولونيل دولي باعتباره
عنصريا. بل ان بعضهم سرب قدرا من تفصيلاته الى نشرة اميركية معنية بالشؤون
الدفاعية. وفي خلال ذلك أوقفت وزارة الدفاع البرنامج بتاريخ منتصف ابريل الماضي اذ تبين انه يبدأ بمقدمة تقول ان على
الطلبة افتراض ان الولايات المتحدة تعرضت لهجوم ارهابي كبير من عناصر إسلامية
متشددة وانها سترد على ذلك الهجوم. وتقول مقدمة التدريب انه يجب استخدام «اسلوب
هيروشيما» في الرد وان من الضروري افتراض ان المعاهدات الدولية قد عطلت في ضوء
الهجوم وان الرد سيتضمن محو مكة والمدينة من الخريطة.
وقال الطلاب في شكواهم ان الكولونيل دولي ينتمي الى جماعة دينية بالغة التطرف وانه
خلط معتقداته الشخصية وكراهيته للإسلام بنقاط البرنامج التدريبي. وطالبت منظمات
حقوقية وإسلامية ومسيحية معتدلة ببدء تحقيق شامل وفصل الكولونيل دولي من الخدمة.
واصدر رئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي بيانا ادان فيه محتوى البرنامج، مشيرا
الى انه اوقف منذ الشهر الماضي بالفعل. وركز الجنرال على ان ما تضمنته ورقة
التدريب لا يمثل موقف القوات المسلحة الأميركية على اي نحو.
صحيفة الانباء الكويتية يوم الأحد 13 مايو 2012
--
ملحق 3 : من مقال في صحيفة الرياض السعودية اعتمادا على ما نشر من
وثائق ايرانية :
نعم لقد اتضح من نظرية «أم القرى» التي تبناها نظام الملالي في طهران
كخارطة طريق أن
حقيقة الطريق إلى القدس التي يتزين بها النظام الإيراني ما هي في الحقيقة إلا الطريق
إلى مكة والمدينة عبر التوسع الإيراني الذي يسعى إلى محاولة تقليل دور هاتين المدينتين
وتحويل قم وطهران كبديلين لهما..
ولعل من أهم بنود تلك النظرية على الأقل المعلن منها ما يلي:
* إن
إيران ممثلة ب «قم وطهران» مركز عليها مسؤولية وواجبات تجاه العالم الإسلامي تتمثل
في أن يخضع الجميع لولاية الفقيه وأن تصبح قم (إيران) هي أم القرى، أي هي دار الاسلام،
وهذا حسب السياق المضمر لا يتحقق إلا بالسيطرة على مكة والمدينة وهذا ما يعملون على أمل تحقيقه من خلال بناء جيش قوي وتدخل سافر
في دول الخليج وجمع معلومات من خلال تجنيد الجواسيس ومد النفوذ من خلال بذل المال،
والحصول على موطئ قدم في البحرين واليمن ولبنان وسورية، ناهيك عن مد نفوذها في دول
الربيع العربي التي لا زالت تعاني من عدم الاستقرار الذي ينسب جزء منه للتدخل الإيراني
والإسرائيلي والخارجي، ناهيك عن عملائها في الداخل.
* إن ولاية الفقيه في معتقدهم ركن من أركان الإسلام يسبق في أهميته أركان
الإسلام الخمسة، ولهذا يجب الالتزام بها وبالتالي يجب أن يعمم ذلك على كل بلاد الإسلام،
كما يحرم الخروج على ولاية الفقيه بأية حال من الأحوال مهما كانت المبررات لأن ذلك
أهم أركان الإسلام وبدونه يعتبر إسلام المرء غير مكتمل!
* إن نظرية أم القرى الإيرانية المزعومة تقبل بالحدود السياسية القائمة
حالياً لأنها مجبرة على ذلك لكنها تعمل بكل ما أوتيت من قوة من أجل إزالة تلك الحدود
حتى لو أدى ذلك إلى استخدام القوة في الوقت المناسب، وهذا بالطبع ضمن البنود السرية
التي ينبئ بها الواقع المشاهد للسياسة الإيرانية والممارسات على أرض الواقع.
* كما أشرت سابقاً أن ولاية الفقيه هي أساس قيادة العالم الإسلامي وهو
سوف يكون خليفة النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا تعتبر إيران الخميني نقطة البداية
والمنطلق نحو تحقيق الوحدة الإسلامية، ولهذا فإنها هي أم القرى في الوقت الحاضر وعليها
تحمل تلك المسؤولية، وهذه المسؤولية يتحملها الآن ولي الأمر سماحة آية الله خامنئي،
ولهذا فإن المحافظة على مكانة أم القرى (دار الإسلام)، وهي إيران الآن كما يزعمون،
تتطلب اتباعا استراريجيا خاصا لتعميمها ونشرها وهذا ما تسعى إيران لتحقيقه وقد وضع
هدفاً زمنياً لتحقيق ذلك خلال خمسين عاماً في الظاهر، ولكن ربما تكون المدة المستهدفة
أقل من ذلك بكثير.
* هناك هدفان مترادفان هما المحافظة على أم القرى، وتحقيق مقولة تصدير
الثورة الإيرانية لتعزيز المقولة الأولى وضمان امتدادها والتي تعتمد من أساسها إلى
رأسها على ولاية الفقيه، وهذه الأمور أو الحقائق كما سطرها بنيت عليها السياسة الخارجية
والدفاع والإعلام والتبشير العقدي الإيراني، ولهذا فهي تحظى بالتطبيق جنباً إلى جنب
مع التعديل والتحوير حسب مقتضيات الحال وطبقاً لمتقضيات التقية وعدم الوضوح والنفاق
السياسي.
* إن هذه النظرية لا تكاد تخلو خطبة جمعة في أية مدينة إيرانية من الإشارة
إليها من قريب أو بعيد، بالتصريح أو التلميح حسب متقضى الحال.
* إن نظرية أم القرى لم تعد نظرية بقدر ما أصبحت مشروعاً قومياً فارسياً
إيرانياً رسمياً غير معلن، لكن إرهاصات تنفيذ أجندته على أرض الواقع بارزة للقاصي والداني
خصوصاً على الأرض العربية في الخليج ولبنان وسورية واليمن ومصر والسودان وحدث ولا حرج..!
وبعد، فإن إيران اليوم ومن منطلقات هذه النظرية التي أصبحت مشروعا تحارب
إيران بمقتضاه في سورية وتقف إلى جانب الأسد في قتله للشعب السوري مستخدمة حزب الله
ذراع الحرس الثوري الإيراني في لبنان، وتدعم الحوثيين في اليمن تسعى من أجل أن يكون
لها موطئ قدم على الحدود من الجنوب، وتتدخل في البحرين من أجل السيطرة عليها أسوة بالعراق
الذي يحد المملكة من الشمال وتتمركز في الجزر الاريترية في البحر الأحمر وتدرب فيها
الكوادر الموالية لها سواء أكانوا من تنظيم القاعدة أم من المخدوعين بها من شيعة الخليج
وغيرهم من أجل تخريب بلاد العرب والمسلمين ومن أجل التجسس لها أو تقديم خدمات أخرى
مثل تشكيل ركائز نائمة تستفيد منها وقت الحاجة واللزوم.
إن إيران اليوم وفقاً لأجندتها المعلنة والسرية تشكل خطراً استراتيجياً
داهماً له أطماع توسعية مبنية على طموحات فارسية تستغل المذهبية والتشيع كوسيلة من
أجل تحقيقها، والدليل ما يعانيه العراق من فلتان أمني وعدم استقرار وفساد في ظل سيطرة
النفوذ الإيراني هناك، فالشيعة والسنة هناك يعانون الأمرين بنفس القدر بغض النظر عن
القيادات الحاكمة التي تتمتع بالامتيازات، أما البقية من سنة وشيعة فلهم الويل والثبور.
نعم، مرة أخرى إن إيران تسعى بكل طاقاتها لمحاصرة دول الخليج بصورة عامة
والمملكة بصورة خاصة بقواعد ومراكز موالية لها مثل الحوثيين والقاعدة في اليمن من الناحية
الجنوبية، والعراق من الناحية الشمالية وتمركز البحرية الإيرانية في الجزر الاريترية
في البحر الأحمر ومحاولة زعزعة الاستقرار في البحرين والتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة
من خلال خلايا التجسس والتغرير ببعض المخدوعين ببهرجة وطروحات النظام الإيراني الذي
لن يعيرهم أدنى أهمية بمجرد تحقيق أهدافه كما هو حاصل في العراق حيث الكل يعاني على
الرغم من تبعية حكومة المالكي لطهران.
وفي المقابل لا بد من العمل على محاصرة إيران بقواعد ومراكز موالية لدول
الخليج وللمملكة من القوى والدول المحيطة بإيران مثل باكستان وأفغانستان والأكراد وتركيا
والمعارضة الإيرانية في الداخل والخارج بالإضافة إلى المقاومة في عرب ستان (الأحواز)
المحتلة ناهيك عن استعداد دول الخليج لكل الاحتمالات والسيناريوهات المحتملة على قاعدة
«وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» الآية. وفي نفس الوقت مد يد التعاون معهم ما وسعنا
إلى ذلك سبيلاً على قاعدة «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله» الآية.
وأنا هنا أتحدث عن هذا الكتاب وأفكاره من باب اعرف عدوك كما تعرف صديقك..
المصدر صحيفة الرياض السعودية 30-8-2013
وكذلك كتاب لا ريجاني ومنه ما يلي :
التعريف بنظرية أم القرى الإيرانية
التعريف بنظرية أم القرى الإيرانية (3)
د. حامـد الخلـيفة
...... معلوم لكل مسلم أنّ (أم القرى) تعني مكة
المكرمة، لا خلاف في ذلك بين اثنين ذلك أنّ هذا الاسم اختصت
به في القرآن الكريم قال تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ
الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)
"92الأنعام" وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا
لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ
فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) "الشورى الآية
7" ومع ذلك فإن الثورة الإيرانية الرافضية تريد أن تناطح القرآن الكريم
وترفض نصوصه وتقول إن قُم هي أم القرى على الرغم من أنها مدينة مستحدثة في العصر الإسلامي
وهذا ما لم يقل به أحد من الأولين ولا الآخرين!
وهذه النظرية
صاغها ونظّر لها د. محمد جواد لاريجاني كما اتضح ذلك في التعريف بلاريجاني، وقدّمها
إلى القارئ العربي د. لبيب المنور، في الكتاب الذي أسماه "إيران والإمبراطورية
الشيعية الموعودة" الصادر عن مركز الدراسات العلمية في مكة المكرمة عام (1429هـ
2008م) وتتلخص هذه النظرية في أنها محاولة لبناء نظرية دينية وفق رؤية شيعية رافضية
خالصة تصوغ العلاقات المتبادلة بين الجمهورية الشيعية الإيرانية والعالم العربي خصوصاً
والإسلامي عموماً، مفترضاً فيها أنّ إيران هي مركز العالم الإسلامي سياسياً ودينياً,
وأنّ إيران هي التي تملك مركز مقاليد الوصاية والقيادة لمسلمي العالم جميعا، وقد أطّر
لاريجاني نظريته لتكون القاعدة التي يوفر لها المنهج الرافضي غطاءً دينياً وشرعياً،
ويجعل منها النظرية الموجِهة لإيران وسلوكها الخارجي في العالم الإسلامي المحيط بها،
على اعتبار أنّ دول العالم العربي ستصبح بمثابة المقاطعات التي تدين بالسمع والطاعة
للولي الفقيه الرافضي على أنّه "ولي أمر المسلمين" المتربع على عرش طهران،
وأنّ من لا يخضع لهذا الولي خارج عن الطاعة! وبالتالي فهو مستباح! ومقاصد هذا النظرية
في حقيقتها ليست إلا امتداد للفكر الرافضي المشبع بالكراهية والبغض لأهل السنّة عرباً
وعجماً ولكن الهدف الأول لها هم العرب لأنهم مادة الإسلام، ولغتهم هي عنوان شموخه ووحدة
أهله!
ونظرية أم القرى الإيرانية وفق منهج لاريجاني مبنية على:
- أن الخميني قدوة له في تبني
المشروع المقدس المتمثل في تأسيس الحكومة الشيعية ومن ثم المحافظة عليها ورعايتها وأنّ
هذا واجب كل شيعي، وواضح أن هذا لا يتحقق إلا بالمزج التام بين السياسة والفلسفة والشريعة
ويظهر ذلك في قوله: "هل يمكن تقديم نظرية فلسفية تتضمن تصورا منطقيا لهيكل الحكومة
وجوهر (العمل السياسي)؟ يجب القول إن الفلسفة السياسية المعاصرة تتمايز بهذا.
ويرى لاريجاني أنّ السياسة متحدة بالدين وأنّ على الفرد أن لا يجعل عمله
السياسي مهنة إدارية، بل عليه أن يجعل من مهنته وزواجه وتنزهه وغير ذلك جميعها سياسة
ففي هذه الحالة فقط يتحد الدين بالسياسة ويكون ذلك متوافقا مع أداء الواجب المقدس.
- أن الولاية ركنا من أركان الدين
وبدونها فالصلاة والزكاة والصيام غير تامة وينسبون للرضا قوله: بأن الإسلام من غير
الولاية غير تام، وحين يؤكد الرافضة على الولاية والإمامة فإنما قصدهم هدم الخلافة
وإسقاطها ليعبثوا بتراث الأمة وهويتها كما يريدون، وأهم واجب شرعي في نظرية أم القرى
هو المحافظة على الحكومة الإسلامية –الشيعية- وأيّ دولة تعارضها يجب بذل الجهد للقضاء
عليها! ويرى لاريجاني أنّ الخميني يعتبر المحافظة على النظام الشرعي - الشيعي- بعد
استقراره من أهم الواجبات" قال لاريجاني: وهذا من الأصول التي تشتمل عليها النتائج،
وقد أسميتها قبل عدة سنوات بـ (نظرية أم القرى) ولب الموضوع في نظرية "أم القرى"
أنه إذا أصبحت دولة من بين البلاد الإسلامية أم القرى دار الإسلام على نحو تعد فيه
هزيمتها أو انتصارها هزيمة أو انتصارا للإسلام كله، فإن الحفاظ عليها يأخذ أولوية على
أي أمر آخر، حتى إنه في حال الضرورة يمكن تعطيل الأحكام الأولية، للحفاظ على حيز الدولة
الجغرافي والسيادة والنظام الحكومي الخاص "ولهذا السبب أصبح هذا النظام أم القرى"
قال لاريجاني: عندما طرحتُ هذا الرأي في ذلك الوقت، قام البعض بهجوم شديد عليه، واعتبروه
معادلاًً للبراغماتية الكاملة في العمل السياسي، ويقول: صحيح أنه في بعض الوقت من أجل
المحافظة على أم القرى يجب أن يكون هناك تصرف معتدل مع بعض الدول على الرغم من فسادها
وجورها، لكن من أجل المحافظة على أم القرى الإيرانية يمكن شرب كأس السم! فالمحافظة
عليها أولوية على كافة الأمور، ويقول أيضا:" وطبقاً لرؤية الخميني فإن الواجب
الرئيسي لكل فرد مسلم في الدرجة الأولى هو المحافظة على إيران الإسلامية، إيران التي
هي دون أدنى شك أم القرى في العالم الإسلامي". ص 43 (فالإستراتيجية الوطنية) يجب
أن تكون فوق "إستراتيجية السياسي" فلا تتأثر بتغير السياسيين، ويقول: الإستراتيجية
الوطنية للجمهورية الإيرانية في العقد الثاني من حياتها المليئة بالفخر والعزة، أرى
أنّ هناك ثلاث قواعد أساسية تمثل المصدر لجميع القضايا المتعلقة بإستراتيجيتنا الوطنية:
الأولى: موقع إيران في العالم الإسلامي (إيران أم القرى) .
الثانية: الأمن الإيراني (الدفاع المؤثر) .
الثالثة: تعمير إيران (التنمية (ويتم ذلك من خلال بيان الآراء الآتية:
- رأي يقول: نعمل فقط على إعمار
إيران وأن نقويها، وهذا أفضل دعاية للثورة الإسلامية الشيعية الإيرانية .
- والرأي الثاني يقول: إن إيران
الإسلامية ليست إحدى الدول الإسلامية فحسب، فهذا تجاهل للوضع التاريخي للشعب الإيراني
فإيران هي (أم القرى) وانتصار أو هزيمة إيران هما انتصار وهزيمة الإسلام، وإيران هي
مهد الإسلام الحقيقي والخالص – أي الرافض للخلافة الراشدة وللسنة المشرقة- فهل هناك
حكومة في أي مكان من العالم الإسلامي همها الأساس هو (الإسلام) كما هو حال الحكومة
الإيرانية؟! ويقول لاريجاني: إننا نُحمل رسالة دينية ومسؤولية إسلامية بأن نحافظ على
إيران بصفتها أم القرى! لا أن نتنازل عن إيران لمنطقة جغرافية، وبعد ذلك نجتهد في المحافظة
عليها. إذا كان هناك تكاليف مالية لأم القرى فليس هذا مهماً، أليس انتصارنا انتصاراً
للإسلام؟ لذلك يجب أن يطرح الدفاع عن العالم الإسلامي في إستراتيجيتنا الوطنية كركن
أساس، ويجب أن يكون مد نظرنا قيادة العالم الإسلامي، وإنني أعرف الرأي الثاني بشكل
صحيح؛ لذالك وضعته أحد أركان الإستراتيجية الوطنية. ص 67-79.
فالنقطة الثانية تعني المحافظة على (الأمن الوطني) أو (أمن الدولة الإيرانية)
وهذا يعني أننا أولاً: أزلنا أي تهديد بالقوة على كينونة النظام، أو بدلناه بتهديد
بالقوة .ثانياً: أننا نقلنا التهديدات بالقوة أيضاً من المستقبل القريب إلى أوقات احتمالية
بعيدة جدا،ً ثالثاً: لمواجهة التهديدات بالقوة البعيدة قمنا أيضاً بإعداد التحضيرات
اللازمة.
والنقطة الثالثة: (التنمية الوطنية) التي يجب عليها أن تهيئ الطريق لتحقيق
الأهداف المثالية للنظام، أي بصرف النظر عن الأمن الوطني الذي يكمن في الأزمة الناشئة
من مشاكل التنمية، يجب على النظام أن يستطيع التحرك نحو أهدافه المثالية، ومن خلال
معرفة أهداف نظرية أم القرى هذه يتضح جليا خطرها التحريضي على الدين والوطن ويتأكد
واجب مواجهتها بكل السبل المتاحة دفعا لشرورها وحماية للأمن والاستقرار ولهوية الأمة
وعقيدتها.
النظريات السابقة لنظرية أم القرى في إيران!
تعد هذه النظرية امتدادا لأفكار الثورة الخمينية الرافضية وتتلخص أهدافها
في تجسيد الرؤية التوسعية الإيرانية من خلال تطوير فكر تصدير الثورة ونشر التشيع الصفوي
مقروناً بثقافة وراثة العالم العربي والإسلامي، ولهذا الهدف يؤسسون لنظريات تتبنى هذه
الثقافة التي تجعل إيران دولة القلب فيها، وتمنحها سلطات خارج حدودها على اعتبار أنها
دولة "الإسلام الحقيقي" التي تمثل مركزه القيادي، ولتحقيق هذه الأهداف آمنوا
بفكر النظريات الآتية:
أولاً : نظرية القومية الإسلامية الرافضية، التي وضعها "مهدي بازركان"
لتحمل فكرة الإيمان بمهدي الرافضة المنتظر حامل راية العدل والحرية بزعمهم الذي يجب
على إيران في زمن غيبته توظيف مختلف الثورات والسياسات في العالم من أجل تحقيق الأهداف
القومية الإيرانية الشيعية الصفوية المتخفية بلبوس الإسلام ظاهرياً.
ثانيا: نظرية تصدير الثورة الخمينية الإيرانية واعتبارها أهم وظائف الدولة
الإسلامية الإيرانية، لإقامة الحكومة العالمية العادلة.
ثالثا: نظرية الولي الفقيه الذي يرون أنه المرجع الواجب الطاعة في العالم
الإسلامي.
رابعا: نظرية أم القرى، أو دولة أم القرى التي تقوم على مفهوم أنّ إيران
هي مركز الإسلام العالمي، وأنّ الولي الفقيه هو قائدها الأوحد، وأن قُم هي البديل لمكة
المكرمة، وأن المنامة تابعة لإيران حكماً، وبحسب هذه النظرية فإن أهدافها تتحقق من
خلال:
- نشر التشيع الرافضي الصفوي
في العالم الإسلامي، والسعي لإقامة حكومات صفوية تدين لإيران بالولاء التام، واستعمال
كافة الوسائل لتحقيق ذلك، سواء كان بانتخابات، أو استفتاءات، أو انتفاضات أو اغتيالات،
أو استخدام المغريات الاقتصادية وغيرها، أو بتشجيع الرافضة على نشر الفوضى في البلاد
التي يعيشون فيها! أو بالتحالف مع أي غزو خارجي! أو بالتدخل المباشر أو غير ذلك، فهم
يستبيحون كل شيء في سيبل نظريتهم الشعوبية التي تسعى بكل الوسائل لإحلال الرفض محل
السنّة المشرفة! وجعل إيران الصفوية هي المهيمنة على العالم الإسلامي!!
المصدر : منتدى المحجة 11-11-2012
يتبع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق