موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

دولة عربية لا تعرفونها!

وجهات نظر
كاظم فنجان الحمامي
إذا علمت أن العاصمة الفرنسية باريس على الرغم من تشابك طرقها وتداخل شوارعها وتفرعاتها وأزقتها ودروبها، توجد فيها علامة (قف) واحدة، فمن هي الدولة العربية، التي صارت فيها علامات الوقوف الاختياري، والتوقف الإجباري أكثر من الشوارع نفسها، وربما صارت من الملامح الفوضوية المربكة، باستعمال كل أنواع المعرقلات والحواجز والمطبات من أجل ضمان التوقف الكلي عن الحركة؟

إذا علمت أن شعوب (26) بلداً في العالم لا يملكون سواحلاً يطلون منها على بحار الله الواسعة، فمن هي الدولة العربية، التي انكمشت سواحلها شيئاً فشيئاً حتى ضاقت عليها الدنيا بما رحبت، وكادت أن تكون بلا سواحل؟
إذا علمت أن الفيل عندما يموت وهو واقف، فإنه يظل واقفاً مكانه لبضع ساعات قبل أن يسقط على الأرض من دون أن يعلم المروض بموته، فمن هي الدولة العربية، التي مات فيها آخر فيلتها منذ بضعة شهور، ولم يعلم الناس حتى الآن أنهم فقدوا فيلهم الضخم؟
إذا علمت أن هولندا قررت إغلاق معظم سجونها ومعتقلاتها، وذلك لانعدام وجود المجرمين تقريباً، فمن هي الدولة العربية التي صار فيها المجرمون الهاربون من السجون أكثر من المجرمين القابعين في منتجعات السجون ؟
إذا علمت أن قانون نيوتن الثالث يقول: لكل فعل ردة فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه، فمن هو الشعب العربي، الذي انفرد بردود أفعاله العشائرية العنيفة حتى قبل وقوع الأفعال نفسها.
إذا علمت أن السويد هي الدولة الأولى، التي تميزت بإعادة تدوير نفاياتها لإنتاج طاقتها البديلة، حتى نفذت نفاياتها كلها عام 2012، فتحولت نحو استيراد النفايات من النرويج بكميات هائلة، فمن هي الدولة العربية التي صارت فيها مكبات النفايات أعلى من أعلى مبانيها، وأوسع من أوسع ملاعبها الرياضية؟
إذا علمت أن فنلندا تميزت بنظامها التعليمي المتطور، الذي مهد لها الطريق لإحراز المراكز الريادية الأولى على الصعيد العالمي، فمن هي الدولة العربية التي ازدحمت فيها المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، فتكدست في بناية واحدة، حتى صار من المألوف ارتباط ثلاث مدارس في بناية قديمة مشتركة؟
إذا علمت أن مدراء الشركات والمؤسسات اليابانية يرفضون الهدايا، ويصرون على رفضها مرات عدة قبل أن يأخذونها على مضض، فمن هي الدولة العربية، التي صارت فيها الهدايا والكومشنات والإكراميات من الثوابت المادية التي يصعب تجاهلها أو التنازل عنها، حتى عندما ينحصر التعامل مع أقرب الناس؟
إذا علمت أن الناس في بلجيكا لا يرسلون باقات الزهور الكبيرة لأصدقائهم وأحبائهم، ولا يتعاملون إلا مع الورود الطبيعية، وباقاتها الصغيرة الرشيقة، فالورد الكثير يذكرهم بالجنائز في حين تكفي وردة واحدة كهدية رمزية، فمن هي الدولة العربية التي صارت فيها مكاتب المدراء والمسؤولين تغص بأكداس من الورود والأزهار الاصطناعية المغلفة بالبلاستك الشفاف؟
وصدق الذي قال (علج المسودن ترس حلكه)..


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..