موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

السبت، 9 نوفمبر 2013

وعادَ (الشيخ) إلى صباه

وجهات نظر
علي الحمــداني
بالأمس ظهر "الشيخ" أحمد أبو ريشة على شاشات التلفزة بعد أن تم "تنصيبه" رئيساً لصحوات الأنبار .. وتيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي!
يقول الشيخ أنه وربعه "النشامى" من قوات الصحوات سيقاتل ويطرد القاعدة من الأنبار، وجعل من صياغة هذا الخبر إنجازا يفاخر به ويستغفلنا به أيضا، وهو أن قوات الجيش ستخرج من مدن الأنبار الى الصحراء لحماية المدن من تسلل أفراد القاعدة ، وأن الشرطة المحلية هي من ستقوم بحماية المدن في الأنبار!

أبو ريشة، كان قبل أشهر قليلة يقف على منصات ساحات الإعتصام في الأنبار بزيه العربي المشيخي وشاربه المصبوغ بالأسود ليزيده نضارة ، ليخطب في جموع المعتصمين ويرفض أية تنازلات ويلعن الحكومة وقواتها وميليشياتها.
ثم اختفى الشيخ.. وظهر على أعتاب المالكي.. وقلنا يومها أن الرجل عاد الى أصله كعودة الشيخ الى صباه.. وكذبنا البعض وقال إنها إشاعات مغرضة ليس إلا!
واليوم عاد.. وبراءة الأطفال في عينيه- والمعذرة لنزار قباني ونجاة الصغيرة- لكي يبعث في قوات الصحوات الأنبارية الروح من جديد. ولا تسألوني كم قبض من أجل ذلك، وكم هي ميزانية السحت الحرام التي خصصت له لدعم أنشطتها ودفع رواتب منتسبيها؟
مئات الملايين من الدولارات من أموال الشعب العراقي لاشك في ذلك!
كل ذلك كان متوقعا، والغريب أن يأتي توقيته مع ذكرى معركة الفلوجة الثانية، وخيانات بعض شيوخ السوء وصحواتهم خلالها لأبناء العراق الأصلاء أبطال المقاومة ورجالها.
وكل ذلك يمكن قبوله وفهم أسبابه، إذا ماعلمنا أن أحوج الناس اليه هو نوري المالكي تحديدا لتهيئة نفسه وتحسين صورته إستعدادا للإنتخابات القادمة وذلك بعد عودته من زيارته المخزية لواشنطن، وأن ما سيقوم به أبي ريشة وصحوته يصب في هذا الإتجاه ويدعمه. فكيف تكون الخيانة؟
الذي نعرفه ونعرف الغازه وألاعيبه أن في العراق المُبتلى اليوم، جهارا نهارا، ميليشيات وتنظيمات أخرى- وليس فقط القاعدة- تقوم بالقتل والإرهاب والتخريب، ويستعمل قادتها ومنظريها علنا ومن على شاشات التلفزة أيضا التهديد والوعيد بحق مدن وساكنيها من المكوّن المغضوب عليه، منها عصابات الخزعلي والبطاط والمهدي وغيرها من المتسترة وراء أسماء أخرى، ولا تحرك جرائمها أو تصريحات قادتها شعرة واحدة من شعرات نوري المالكي.. وهذه كلها بما فيها بعض الفصائل مما يسمى القاعدة تعمل كلها بإمرة قاسم سليماني وقوات القدس وتوجيهات الولي الفقيه في قم . فإذا كانت الصحوات هي من أجل قمع ودحض "الإرهاب" والعمل على إستتاب الأمن، فلماذا ياترى يتم إنشاؤها ودعمها من أبناء مكوّن مذهبي واحد في العراق؟ وفي محافظاتهم ومناطقهم؟
ولنفترض جدلا أن المالكي يريد فرض القانون بواسطة الصحوات من أبناء المحافظات. فلماذا يسكت عنها ولا يعمل على إنشاء صحوات من الجنوب والوسط ويسلم قياداتها لشيوخ من أهلها وما أكثرهم؟ 
الصحوات تم إستحداثها أول مرة وقامت بدورها القذر في طعن المقاومة العراقية الشريفة تحت إمرة بعض الشيوخ العملاء ومنهم أبو ريشة، ولم يكن إستحداثها من أجل ضرب القاعدة كما يدّعون فلا تصدقوهم فهي مجرد دعاية ليست أكثر من أي من الدعايات المضللة تماما كما بدأ يحدث اليوم في الأنبار على يد ابي ريشة. إنها عصابات أخرى من المكوّن المغضوب عليه من قبل حكومة المالكي ليضربوا بعضهم بعضا وينهوا موضوع الإعتصامات والإنتفاضات الشعبية في مناطق العراق وبحسب ما تقرره عمائم السوء والفساد.
قبل عدة أيام وفي مدينة الموصل في جانبها الشرقي وفي حي البريد قرب مستشفى الزهراوي، تحديداً، قام رجال غيارى بقتل ثلاثة جنود مرتزقة من جنود المالكي في نقطة سيطرة وهم الذين يحتلون مدينة الموصل ويسيمون أهلها سوء العذاب.
يوم أمس 8/11، وقرب نفس المنطقة التي قتل فيها الجنود، في شارع تجاري مكتض في منطقة المجموعة الثقافية، تم تفجير إجرامي أمام مطعم شعبي ذهب ضحيته 58 مدنيا بريئا بين قتيل وجريح.
أسألكم بالله: هل أن المقاومة أو حزب البعث أو التكفيريين أو غيرها من الأسماء التي توردها أبواق المنطقة الخضراء يمكن أن يفعلوا ذلك؟ ولماذا؟
لقد قتلوا جنود ومرتزقة المالكي فكانت النتيجة الإنتقام و "الثأر" وبعد أيام فقط وفي نفس المنطقة، ولكن ممن؟ من مدنيين أبرياء رجال ونساء وأطفال في شارع تجاري!!
إن القتلة هم ميليشيات المالكي ومّن يقول غير ذلك فقد فقد عقله.
عاد أبو ريشة وصحواته.. ورجال العراق بانتظارهم. وسيعلم الذينَ ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون .


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..