وجهات نظر
علي الكاش
ملاحظة:
أينما وردت كلمة شيعة فالمراد هو التشيع الصفوي.
عود على بدء!
لا أحد يجهل من قتل الإمام علي ولماذا وكيف؟ ولا يخفى على احد أين قتل الإمام؟ وما هو مذهب من قتله؟ وكلنا يعلم كيف تصرف الإمام مع قاتله والجملة الشهيرة التي قالها "لقد فزت وربٌ الكعبة". وأمره أولاده بمعاملة قاتله معاملة حسنة، لحد معرفة مصيره.
مع هذا سنأخذ ملخصا مقتضبا للموضوع إستذكارا له من جهة، ولإرتباطه بمجريات الأمور الحالية ومبحثنا من جهة أخرى. وسنعتمد كالعادة روايات الإمامية حول الموضوع. فقد ذكر الشيخ المفيد الرواية التالية والتي نقلها الشيخ جعفر النقدي "من الأخبار الواردة بسبب قتل الإمام علي (عليه السلام) ما رواه جماعة من أهل السير، منهم: أبو مخنف، وإسماعيل بن راشد الرفاعي، وأبو عمرو الثقفي، وغيرهم: إن نفراً من الخوارج اجتمعوا بمكة، فتذاكروا الأمراء، فعابوهم، وعابوا أعمالهم، وذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم! وقال بعضهم لبعض لو انا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلال، فطلبنا غرتهم، فأرحنا منهم العباد والبلاد واخذنا ثار إخواننا الشهداء بالنهروان، فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك! فقال عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله: أنا أكفيكم علياً، وقال البرك بن عبدالله التميمي: أنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكر التيمي: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، وتعاقدوا على ذلك، وتواثقوا على الوفاء، واتعدوا الشهر رمضان في ليلة تسع عشرة منه، ثم تفرقوا. فاقبل ابن ملجم لعنه الله، و كان عداده في كندة حتى قدم الكوفة، فلقي بها أصحابه، فكتمهم امره مخافة ان ينتشر منه شئ، فهو في ذلك إذ زار رجلا من أصحابه ذات يوم من تيم الرباب فصادف عنده قطام بنت أخضر التيمية، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) قتل أباها وأخاها بالنهروان، وكانت من أجمل النساء، فلما رآها ابن ملجم لعنه الله، شغف بها،واشتد إعجابه، فسأل في نكاحها وخطبها! فقالت له: ما الذي تسمى لي من الصداق؟ فقال لها: احتكمي ما بدا لك؟ فقالت له: انا محكمة عليك ثلاثة آلاف درهم ووصيفا وخادما وقتل علي بن أبي طالب!
قال: فانىّ لي بذلك. فقالت: تلتمس غرته فانْ أنت قتلته شفيت نفسي، وهناك العيش معي، وانْ قتلت فما عند الله خير لك من الدنيا. فقال: انا والله ما أقدمني هذا المصر، وقد كنت هاربا منه لا آمن من أهله إلا ما سألتيني من قتل علي بن أبي طالب فلك ما سألت! قالت: فأنا طالبة لك بعض منْ يساعدك على ذلك ويقويك!، ثم بعثت إلى وردان بن خالد من تيم الرباب، فخبرته الخبر وسألته المعاونة لابن ملجم، فاحتمل ذلك لها. فخرج ابن ملجم فاتى رجلا من أشجع يقال له شبيب بن بحرة فقال له: يا شبيب هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قال: وما ذاك؟ قال: تساعدني على قتل علي بن أبي طالب، وكان شبيب على رأي الخوارج، فقال له: يا بن ملجم هبلتك الهبول، لقد جئت شيئا إدا، وكيف نقدر على ذلك؟ فقال له ابن ملجم: نكمن له في المسجد الأعظم، فإذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به! فانْ نحن قتلناه شفينا أنفسنا، وأدركنا ثارنا! فلم يزل به حتى اجابه! فاقبل معه حتى دخل المسجد على قطام، وهي معتكفة في المسجد الأعظم قد ضربت عليها قبة! فقال لها: قد اجتمع رأينا على هذا الرجل. فقالت لهما: فإذا أردتما ذلك فأتياني في هذا الموضع، فانصرفا من عندها. فلبثا أياما ثم أتياها ومعهما الآخر ليلة الأربعاء لتسع عشرة ليلة خلون من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، فدعت لهم بحرير، فعصبوا به صدورهم، وتقلدوا سيوفهم، ومضوا، فجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين (ع) إلى الصلاة! وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) فواطاهم على ذلك. وحضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه. وكان حجر بن عدي (ره) تلك الليلة بائتا في المسجد، فسمع الأشعث بن قيس يقول لابن ملجم: النجا النجا لحاجتك فقد فضحك الصبح؟ فأحس حجر بما أراد الأشعث فقال له: قتلته يا أعور، وخرج مبادرا ليمضي إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيخبره ويحذره من القوم، فخالفه أمير المؤمنين (عليه السلام) فدخل المسجد، فسبقه ابن ملجم لعنه الله فضربه بالسيف! فأقبل حجر، والناس يقولون: قـُتـِلَ أمير المؤمنين(ع)". (راجع الأنوار العلوية/366).
وروى الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في أماليه بسنده إلى الأصبغ بن نباتة" لما ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام غدونا عليه نفر من أصحابنا: انا، والحارث، وسويد بن غفلة، وجماعة معنا فقعدنا على الباب فسمعنا البكاء من الدار". وذكر محمد بن السائب بأنه اخرجت جثته ليلا من قبل" الحسن والحسين وابن الحنفية وعبدالله بن جعفر وعدة من أهل بيتهم فدفن في ظهر الكوفة. مخافة أن تنبشه الخوارج أو غيرهم (موسوعة شهادة المعصومين1/379).
لا إختلاف في الروايات إلا قليلا لأن مصدرها أبي مخنف. المهم إن من قتل الإمام علي هو عبدالرحمن بن ملجم، قتله وهو في طريقه للمسجد وليس أثناء الصلاة، ودفن سرا في الكوفة خشية من إخراج جثته والعبث بها من قبل الخوارج.
ومعذرة عن الإطالة فالغرض منها التوضيح فقط.
والآن من قتل الحسين؟
ذكر الشيخ محسن الامين "بايع الحسين من أهل العراق (120000) وغدروا به وخرجوا عليه، وبيعتهم في أعناقهم، وهم قتلوه". (أعيان الشيعة1/41). ويضيف كاظم الاحسائي النجفي بأنه "الجيش الذي خرج لحرب الحسين (300000) كلهم من أهل الكوفة". وحذر الفزدق الإمام الحسين من أهل الكوفه بقوله "قلوبهم معك وسيوفهم عليك". (عاشوراء/ 89).
وتشير مصادر الإمامية بأن سنان بن أنس النخعي هو الذي قتل الحسين. وأجهز عليه، كما قام خولي بن يزيد الأصبحي بحزٌ رأسه. وفي روايات اخرى الشمر بن الجوشن. أما الذي قتل العباس بن ابي طالب فهو زيد بن رقاد الجبني وحكيم السنبسي من طي. اما الذي قتل جعفر وعبدالله اولاد علي بن أبي طالب فهو هاني بن ثبيت الحضرمي. وكانت طرق قتلة الحسين أسوأ من طريقة قتله. فعبيدالله بن زياد قُتل وحُز رأسه وأرسل الى المختار الثقفي مع رؤوس حصين بن نمير ووشرحبيل بن ذي الكلاع واعيان اصحابهم. كما قتل عمر بن سعد وحُز رأسه وتأسف إبنه حفص على قتله وتمنى لو كان مكانه! فالحقه المختار بأبيه قائلا" عمر بالحسين، وحفص بعلي بن الحسين". وجاء في بحار المجلسي بأن المختار طلب شمر بن الجوشن وأرسل نفرا لقتله وقد التقاهم الشمر في البادية فقاتلهم قتالا شديدا حتى أثخنته الجراح فأخذوه أسيرا الى المختار فحز عنقه، ورماه في قدر مغلي من الدهن. وفي رواية أخرى رميت جثته للكلاب.
ذكر المجلسي عن الشمر "هو من قبيلة بني كلاب ومن رؤساء هوازن، كان رجلا شيعيا شجاعا شارك في معركة صفين الى جانب أمير المؤمنين (ع) ثم سكن الكوفة ودأب على رواية الحديث". (سفينة البحار1/714). وأضاف محسن الأمين الحسيني العاملي "كما شهد صفين شبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن الضبابي، ثم حاربوا الحسين (ع) يوم كربلاء وهم من شيعة أمير المؤمنين علي، فكانت لهم خاتمة سوء". (في رحاب ائمة أهل البيت1/9).
وذكر الشيخ المفيد "ثم حدثت خيانة الشيعة المجرمينالذين بايعوا الحسين ثم قتلوه". (الإرشاد2/95). كما قطع الاشتر أيدي وأرجل أبحر بن كعب وأحرقه بالنار. كذلك قتل الاشتر ابو الاشرس وكان من أعيان جيش عبيدالله بن زياد وحز رأسه وارسله إلى المختار. وقتل المختار أسود الأوسي واحرق جسده بالنار. وكانت جريمة الاوسي إنه نهب نعال الحسين بعد موته فقط!
كما قتل المختار أسود بن حنظلة، واحرق جسده بالنار. وكان أسود قد اخذ سيف الحسين. وقتل بجدل بن سليم الكلبي بقطع رجليه ويديه بدعوة نهبه خاتم الحسين. وقتل بحير بن عمرو الجرمي بقطع رجليه ويديه بدعوة اخذه سروال الحسين. وقتل عثمان بن خالد ويسر بن ابي سمط وكانا قد اشتركا بسلب الحسين. كما قتل ابن حوشب وابن ضبعان وابن مالك، وكانوا من أعيان جيش عبيدالله بن زياد، كما قتل اياس بن مضارب وحز رأسه. كما قتل عدد هائل من جيش عبيدالله. ويضيف الدينوري "استمر المختار في الطلب بثأر الحسين وتتبع قتلته فقتل عبيدالله بن زياد، وعمير بن الحباب، وفرات بن سالم، وشمر بن الجوشن، وكثير غيرهم". (الأخبار الطوال/293). وذكر المجلسي عن الطوسي في أماليه "كان شمر لعنه الله في جيش أمير المؤمنين (ع) يوم صفين". (البحار4/492). وقال إبن حجر "كان زياد قوي المعرفة، جيد السياسة، وافر العقل، وكان من شيعة علي، وولاَّه إمرة القدس، فلما استلحقه معاوية صار أشد الناس على آل علي وشيعته، وهو الذي سعى في قتل حجر بن عدي ومن مع". (لسان الميزان2/495).
عرفنا الآن من قتل الإمام علي ومن الذين قتلوا الإمام الحسين ولأي مدينة وقبائل ينتمون، وأي مذهب يعتقدون، ومن هم خلفهم. وإنتهى موضوع "ثارات الحسين" بقتل من شارك في قتله أو سرق متاعه او تفرج على مقتله.
من المعروف إن الشيعة الصفويين يمقتون أسماء عبدالرحمن وشمر وزياد ويزيد ومعاوية ولا يتسمون بهذه الأسماء. وفي نفس الوقت يكرهون اسماء بكر وعمر وعثمان ولا يتسمون بها.
السوال الذي يحيرني حقا ولم أجد له جواباً شافياً لا في (التهذيب) ولا في من (من لا يحضره الفقية) ولا في (بحار المجلسي) ولا في أصول الكافي ولا في بقية مصادر الإمامية: إن من قتل الإمام علي هو عبدالرحمن بن ملجم، وإن من قتل الحسين هو الشمر بن الجوشن وبقية الجوقة. حسنا من هو الأوجب فرضاً باللعن والسب- مع رفضنا اللعن والسب رفضا باتا لأنه يعارض أخلاقية المسلم وقيمه واقوال الائمة انفسهم؟ هل هم عبدالرحمن بن ملجم والشمر بن الجوشن وعبيدالله بن زياد والبقية، أم عائشة وأبي بكر وعمر وعثمان؟
لماذا لا يسب الشيعة من قتل الأئمة ويسبون غيرهم من الصحابة؟
سؤال إلى أخواني وأهلي الشيعة وليس إلى المراجع، كفانا الله تعالى شرهم.
وما علاقة أم المؤمنين و أبو بكر وعمر وعثمان بمقتل الأئمة لكي يشتموا ويلعنوا؟
هل السبب لأن من قتل الإئمة هم من شيعتهم؟ لذلك يحرفون إتجاه بوصلة اللعن والشتم من جماعتهم الى غيرهم ممن لا علاقة بالفاجعتين؟ حتى يزيد الذي لم تثبت أمهات كتب الشيعة مسؤوليته المباشرة عن مقتل الإمام الحسين فهو بعيد عن لعنهم وشتمهم! مع إنهم يرددون شعارا متعارف عليه بينهم "سب يزيد ولا تزيد!". إذن لماذا يزيدون؟
ولو إفترضنا جدلا- وهو باطل بالطبع- بأن عمر قد كسر ضلع الزهراء كما يزعم الصفويون، فهل يعقل أن يسبوا من كسر الضلع ويتسامحون مع من قتل غيلة وغدرا زوج صاحبة الضلع المكسور؟ ألا يعني هذا الأمر بأنه لا يتعلق بمقتل الأئمة وإنما بإثارة الفتنة والشقاق بين المسلمين لا أكثر؟ وإن موضوع اللعن ذو سمة شعوبية واضحة!
الخليفة الفاروق قُتل من بين بين الخلفاء الثلاث في المحراب أثناء الصلاة، والإمام علي أختلف الرواة والأكثر منهم يشير أثناء طريقة للمسجد. فلماذا يسمون الإمام علي شهيد المحراب وهو غير ذلك؟ فشهيد المحراب هو الفاروق فقط؟ بل إنهم اطلقوا الصفة (شهيد المحراب) على محمد باقر الحكيم وقد قتل خارج المحراب أيضا! حتى الصفات سرقوها من أصحابها وأضفوها على الإمام وهو في غنى عنها!
لماذا يعظِّم الشيعة أبو لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة الثاني، في حين يحتقر أهل السنة قاتل الخليفة الرابع وكلاهما خليفة للمسلمين وقتلا على أيدي الأشرار؟
لو قامت المملكة العربية السعودية بكتابة جدارية على ضريح سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تقول "لعن الله أمة قتلتك" هل يسكت الشيعة ويمررونها كما مررها أهل السنة؟ حيث توجد جدارية على ضريح الحسين رضي الله عنه في كربلاء تقول "لعن الله أمة قتلتك". (أي الأمة العربية والإسلامية).
لو قامت السعودية- على سبيل الفرض- ببناء مزار لعبدالرحمن بن ملجم كمزار أبي لؤلؤة في إيران والبادئ أظلم! كيف سيكون موقف الشيعة؟
90% من المسلمين السنة يراعون مشاعر 10% من الشيعة. فلماذا لا تراع الأقلية مشاعر الأكثرية بالمقابل؟ هل هو التحدي أم سماحة أهل السنة، أم إستضعافهم؟
قبل فترة صرَّح شيخ الأزهر بأن أهل الشيعة اخواننا ونصلي خلفهم وهم فعلا كذلك. هل يستطيع أي من المراجع الأربعة في النجف واسيادهم في قم أن يصرحوا بتصريح مماثل لشيخ الأزهر؟ هل يستطيع المراجع أن يصدروا فتوى صريحة بلا تقية، تّقِرُّ بأن اهل السنة مؤمنون وليسوا كفارا، وتعترف بجواز التعبد على مذهب اهل السنة والجماعة؟ وإن الخلفاء الثلاثة ليسوا ظالمين ولم يغتصبوا الخلافة؟ وإن الصحابة لم يرتدّوا عن الإسلام وليسوا بكفار؟ وتسمح بتدريس المذاهب الأربعة في الحوزة إسوة بالأزهر؟
الجواب معروف مسبقاّ والأسباب معروفة أيضا.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي الجميع إلى طريق الإيمان الصحيح والصراط المستقيم، ويعزز من الأخوة الإسلامية، ويدحر فلول الصفويين والشعوبيين، وكل من يضمر الشر للمسلمين ويعلن خلافه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق