موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

إيران: أسبوع اختبار النوايا

اقتحام السفارة الأميركية في طهران عام 1979
وجهات نظر
الياس حرفوش
هذا أسبوع اختبار لما ستنتهي اليه مغامرة الغزل التي بدأت بين واشنطن وطهران، منذ استمات العاشق الملوّع باراك اوباما للحصول على تلك الفرصة التاريخية التي اتاحت له حديثاً هاتفياً مع رئيس إيران الموصوف بـ «المعتدل»، حسن روحاني.

بدأ الاسبوع أمس بمناسبة الاحتفال بالذكرى الرابعة والثلاثين لاحتلال «وكر الجواسيس»، الذي كان يدعى قبل 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1979، السفارة الاميركية في طهران. 52 ديبلوماسياً وموظفاً في تلك السفارة تم احتجازهم على مدى 444 يوماً. الناطقة باسم اولئك الذين احتلوا السفارة من دون اي اعتبار لمسؤولية طهران عن حماية تلك البعثة الديبلوماسية لم تكن سوى معصومة ابتكار، التي أصبحت اليوم من أبرز مساعدي روحاني والمقربين منه.
كان أمس فرصة لإثبات حسن نية الإيرانيين للتجاوب مع ما بات يوصف بالمناخ الجديد في علاقات البلدين. بدلاً من ذلك، تقول التقارير الصحافية إن الحشود التي اجتمعت تهتف «الموت لاميركا» أمام المبنى السابق للسفارة الاميركية كانت الأكبر منذ سنوات. بينما أكد رئيس لجنة الأمن الوطني في مجلس الشورى علاء الدين بوروجوردي في حديث عبر التلفزيون الحكومي ان هذا الشعار هو أبسط رد على الهيمنة الأميركية.
يأتي كل هذا في إطار التفاوض المستمر بين البلدين في جنيف حول الملف النووي والذي ستعقد الجولة التالية منه بعد غد الخميس. المرشد الايراني علي خامنئي استبق الجولة بالإعلان انه ليس متفائلاً بنتيجة المحادثات مع الأميركيين، ولكنه مستعد لاعطاء المفاوضين فرصة. وبعد ساعات تبعه حسن روحاني ليكرر الكلمات نفسها، مضيفاً «ان ذلك لا يعني انه لا يجب التسلح بالأمل لتسوية المشكلات».
والسؤال هنا: لماذا التشكيك الإيراني في نجاح المفاوضات، إذا كان الإيرانيون مقتنعين، كما قال نائب وزير الخارجية والمفاوض في الملف النووي عباس عراقجي، «ان هناك تغييراً ايجابياً في لهجة الطرف الآخر»؟
الجواب بوضوح وبساطة: لأن إيران ليست مستعدة للالتزام بالشروط التي يقتضيها التوصل الى اتفاق يقنع العالم أنها جادة في إثبات أن برنامجها النووي سلمي. إيران تدرك رغبة اوباما في التوصل الى تسوية معها. لذلك هي مستعدة لممارسة لعبة كسب الوقت. وتسعى للحصول على الشق الذي يفيدها من الاتفاق، أي رفع العقوبات التي تلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد الإيراني وتؤثر على صدقية النظام وشعبيته، وقد تكون هي الفتيل الذي سيشعل انقلاباً شعبياً عليه. وتراهن طهران في ذلك على حرص الرئيس الاميركي على عدم الدخول في اي مواجهة مع أي كان، لإثبات جدية القرار الأميركي، حتى لو كان هذا التراجع يضر بسمعة اميركا وبعلاقاتها الإقليمية.
ولأن طهران باتت تدرك حقيقة المعدن الرخو الذي تتشكل منه عضلات باراك اوباما، فهي تجد نفسها في موقع يسمح لها باستغلال التراجع الداخلي غير المسبوق في شعبية الرئيس الاميركي، لتعرض عليه صفقة تعزز وضعه الهزيل. هذا ما شرحه رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروز آبادي الذي تحدث عن «الديبلوماسية العقلانية» لإيران، واعتبر انها تشكل ورقة رابحة في يد اوباما. أضاف آبادي في حرص غير مسبوق على «انقاذ» رئيس الدولة الموصوفة بـ «الشيطان الأكبر»: هذه فرصة تاريخية كبرى، على الادارة الاميركية الامتناع عن التفريط بها... المعارضون في داخل اميركا لا يرغبون في استفادة اوباما من هذه الورقة الرابحة في العلاقات الداخلية والدولية. لكن عليه إنقاذ نفسه من الاستسلام امام خصومه.
إيران تنقذ باراك اوباما من ... خصومه. هذا ما انتهى اليه وضع الولايات المتحدة في ظل رئيسها الرابع والاربعين. قد تكون مناسبة للنحيب لما آلت اليه أحوال الدولة العظمى. لكنها يمكن ان تكون ايضاً درساً في مخاطر الاعتماد على صداقة هذه الدولة العظمى. ولا مانع ان يكون الدرس هذه المرة على لسان علي خامنئي: اي شعب أو دولة وضعت ثقتها في اميركا تلقت ضربة منها ولو كانت من أصدقائها.
وقديماً قيل: ربي نجّني من أصدقائي...

ملاحظة:

نشر المقال هنا.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..