في زيارة سابقة للسعودية |
وجهات نظر
مثنى عبدالله
لم
يعد سرا ذاك الطرق السياسي المتواصل على البوابة السعودية من
قبل طاغية العراق.
كانت
شواهده العلنية كثيرة عبر وسائل الاعلام، منها زيارة زعيم ‘البيت الشيعي’ ابراهيم
الجعفري للرياض، على رأس وفد للتعزية بوفاة الامير سطام بن عبدالعزيز، حينها قالت
المستشارة السياسية للمالكي، بأن الاحداث أثبتت أن السعودية تعمل على استقرار
المنطقة، وأنه آن الاوان لان تأخذ العلاقات العراقية السعودية مداها الطبيعي.
كذلك
التقى الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية مع وزير الداخلية السعودي، لاستكمال
الاطر الفنية واللوجستية لاتفاقية تبادل السجناء بين البلدين، ولنفس الغرض زارها
وزير العدل العراقي.
أما الطرق السري للبوابة السعودية، فقد بدأه الطاغية حينما زار عمان بداية العام الحالي، طالبا من المسؤولين فيها توسطهم لدى السعودية للضغط على ساحات الاعتصام في الانبار، ثم محاولة دفع الحكم الجديد في مصر للتوسط لدى المملكة، وآخر محاولة كانت أثناء زيارته الى الولايات المتحدة الامريكية طالبا منهم القيام بدور الوسيط لحث الرياض على اقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع العراق، بدلا من سفير غير مقيم يمثلها، عسى أن يجد في ذلك حلا لساحات الاعتصام التي باتت تؤرقه، مدفوعا بما قاله وزير الخارجية السعودي، في وقت سابق، من أن العراق لا يمكن أن يتخلص من مشاكله من دون الخروج من المعضلة الطائفية، وأن السعودية ليست في وارد التدخل في حل هذه المشكلة اذا لم يطلب منها. فهل فعلا يتوسل الطاغية تدخلا سعوديا للحل في العراق، خاصة مع اشتداد الانهيار الامني في الاشهر الاخيرة، أم أنه يريد السعودية سوطا لكبح الانتفاضة الشعبية في المحافظات الست؟
هنالك حقيقة أساسية في النهج السياسي للمالكي، هي أن التزاماته تجاه ايران تفوق حتى التزاماته تجاه الامريكان، لاعتبارت ذاتية، مثل الانتماء المذهبي وتأثيرات المرجعييات الدينية، واعتبارات موضوعية يدخل فيها القرب الجغرافي الايراني، وقوتها الاقليمية القادرة على الحماية في وقت الضيق، كما حصل مع بشار الاسد، وقوة التأثير الاستخباراتي الذي ليس بالضرورة أن يكون مسلطا عليه شخصيا، بل على من حوله فيحد من استقلالية فعله. في ضوء هذه المعطيات يصبح من المؤكد انعدام الرغبة المبدئية الحقيقة لدى المالكي في الوجود العربي عموما، والسعودي خصوصا في العراق، خاصة أن السعودية تعتبرها ايران النقيض الاساسي لها في المنطقة. لكن المراوغة والتناقض بين الاقوال والافعال والتوقيع على الاتفاقات، ثم التنصل من الالتزام بها، هي الصفات الاساسية التي يتمتع بها طاغية العراق، وأثبت فيها جدارة كبرى على المستوى المحلي مع الشركاء، وعلى المستوى العربي أيضا في مؤتمرات المصالحة الوطنية في القاهرة والسعودية سابقا. عليه فان الرغبة بانفتاح المملكة عليه وانفتاحه عليها في حسابات مرحلية قد تراوده، خاصة في الفترة الحالية التي تشهد انهيارا أمنيا كبيرا وبداية التحشيد الانتخابي، مما يعطيه فرصة كبرى للجم وكسب أصوات قوى الاسلام السياسي السني بالتزكية السعودية.
اذن لماذا لا يستخدم الورقة السعودية ضد منافسيه بلونيهما السياسي الطائفي (سنة وشيعة) كي يدخل الى ولاية ثالثة؟ ألم يزر الحكيم والصدر والجعفري وعلاوي والنجيفي وبارزاني الرياض طلبا للدعم السياسي كل حسب غاياته؟ ألم تدعم المملكة بعضهم أيام المعارضة ولازالت على علاقة معهم؟ اذن ما خوف المالكي من هذه الخطوة؟ لن نكلف أنفسنا بالبحث عن اجابة على هذا السؤال، لان واثق البطاط قائد ما يسمى بـ’جيش المختار’ هو الذي أجاب عليه عمليا وليست تصريحات شفوية، حيث كانت القذائف الست التي سقطت على الاراضي السعودية موجهة لرئيس الوزراء العراقي بالدرجة الاولى، وهي ليست فعلا شخصيا قام به البطاط، بل هو تحذير قامت به الجهات التي تقف خلف البطاط والتي سبق له أن أعلن ولائه لها في ايران.
فتصريحات المالكي من أنه على استعداد لاستقبال أي مسؤول سعودي أو قيامه هو بزيارة السعودية لحل الخلافات، جاء في وقت غير مناسب وتجاوز الخطوط الحمراء الايرانية على الاقل في المرحلة الراهنة، التي يجب أن يتوحد فيه موقف السائرين على الخط الواصل من طهران حتى بيروت مرورا بالعراق وسورية، حتى يتم القضاء على الثورة. فكيف له أن يصرح بذلك وطهران والرياض في مواجهة مباشرة في الاراضي السورية حاليا؟ طهران تعلم جيدا أن رفض الرياض اقامة علاقات طبيعية مع المالكي كان بسبب عدم ثقتهم به، واذا ما أقدموا اليوم على ذلك نتيجة الضغط الامريكي وبعض دول الخليج، فلن يكون ثمنه قُبلات يطبعها المالكي على خد هذا المسؤول السعودي او ذاك، بل سيكون بشروط قاسية تؤدي الى وضع مكابح حقيقية أمام التزام المالكي تجاه ايران وهذا ما لا ترضاه. اذن فان قذائف ‘جيش المختار’ أنتجت حقيقتين في الساحة السياسية التي يلعب بها المالكي تحديدا. أولاهما قد تكون قضت نهائيا على أحلامه بأن يتجه الى السعودية كي تحشد خلفه أحزاب ‘الاسلام السياسي السني’ فيدخل الى ولاية ثالثة من بوابة الرياض، وثانيتهما قد تكون القذائف بوابة له يدخل منها الى المملكة قائلا لهم، هذا ما قلناه لكم بأن الارهاب سيصل اليكم من أراضينا، وبالتالي كما هم أعدائي فانهم أعداؤكم أيضا فلنضع يدا بيد من أجل ولاية ثالثة نقضي بها عليهم. حينها سيواجه رد فعل حاسم من حلفائه وايران معا يغيّبه عن مسرح السياسة ويأتي بسياسي آخر من نفس الطائفة يمحو خطيئة المالكي.
ملاحظة:
نشر
المقال هنا.
هناك 12 تعليقًا:
السؤال هل اغلق البطاط البوابه السعوديه بوجه المالكي
نعم هذا هو السؤال المهم في الموضوع، ربما
بقى ان نعرف لمصلحة من ؟
وهذا سؤال مهم آخر
بقيت الاجابة استاذ مصطفى
تحياتي
ليس المسؤول بأعلم من السائل..
هي أسئلة يجيب عليها المعنيون بها..
تحياتي
اعتقد ان المالكي انتهى ولا يمكنه الحصول على ولاية ثالثة
القشة التي قصمت ولاية المالكي الثالثة هي ظهوره امام اوباما والكونغرس بأنه ايراني اكثر مما هو امريكي
اكيد ميحصل ولاية ثالثة
كما اعتقد ومن سياق مجريات الامور ومانعرفه من سياسات السعوديه الحذره من امثال المالكي وبطانته ومعرفتها الكامله والدقيقه بارتباطات المجرم نوري المالكي بنظام الملالي فقد اوجدت تلك الامور مناعة قويه لدى الادارة السعوديه ضد اكاذيب ومراوغه هذا العميل القذر.. هي تعلم جيدا ان هذا المجرم يجد الدفئ في احضان خامنئي وعصابته وان ارتباطه به ارتباط اللقيط المجهول الابوين بالشخص الذي رباه ورعاه في طفولته.. تاريخ المالكي مع النظام الفارسي المجوسي ليس خافيا على احد فهو ملتصق بايران التصاق حشرة القراد بجسم البعير لذا لم يحظى هذا العميل بمصداقيه فصاحب بالين كذاب وهو كما عرفناه عميل مزدوج لأميركا وايران .. اكاذيبه لم تنطلي على الحكومة السعوديه رغم محاولات البعض التوسط لرأب الصدع بين الحكومتين من خلال غزل تبادل المحكومين وزيارات بعض المسئولين مثل الباكستاني ابراهيم اشيكر او هوش يار زيباري يبقى التحفظ السعودي سيد الموقف .. المسئولين السعوديين لديهم تاريخ هذا المجرم وكيف نصبه اسياده الامريكان والفرس وهم يعلمون جيدا انه مسير لامخير وهو ليس اكثر من حجر شطرنج ينقله الولي الفقيه على الرقعه لذا لايمكن للقيادة السعوديه ان تثق بهذا الكذاب المخادع لان المثل يقول : صديق عدوي عدوي .. وايران الخمينيه معاديه لكل العرب من المحيط للخليج ولاتريد السعوديه ان تأمن من نظام يقوده شخص بهذه الازدواجيه.
كما قرأنا عن محاولات المأبون المجوسي البطاط جر السعوديه الى مهاترات قد تصب في مصلحه ممن دفعوا بهذا الغلام المجهول الساقط وهي ايران لجس نبض السعوديه واستفزازها وطبعا بعلم واطلاع حكومة المالكي وغض نظرها عن تصرفات هذا اللقيط العمايرجي لابلاغ السعوديه بأن الارهاب قد وصل الى حدودها لكن سياسة تلك الدوله تعتمد على طول النفس وعدم الانجرار خلف تحرشات سببها كلب عقور ايراني الهوى اسمه البطاط .. كان في الامكان حينها وخلال اطلاق هذا العميل قذائفه ان تقوم الطائرات السعوديه بمطاردة هذه العصابه المارقه داخل الاراضي العراقيه وتدميرها لكنها كما يبدو فضلت اتباع سياسة طول النفس لئلا تفتح المجال لامثال تلك العصابات العميله لتدعي انها استفزت السعوديه وجرتها الى مجابهة غير محمودة العواقب وقد قرأنا تصريحات المسئولين السعوديين لخرجنا بنتيجه هي ماقاله الشاعر:
لو كل كلب عوى القمته حجرا لأصبح الصخر مثقالا بدينارِ
من متابعة الاحداث على الساحة العراقيه وعلاقات حكومة المالكي العميله مع دول الجوار نجد ان هناك حذرا واضحا في التعامل الجدي والمثمر مع حكومة اقل مايقال عنها حكومة ازمات على المستويين الداخلي والخارجي فحكومات دول الجوار وبالذات الدول الخليجيه لاتشعر بالطمأنينه لحكومة تدار من حليفين في واشنطن وطهران وتسلك اسلوب الطائفيه السياسيه فرغم الاعلان عن تشكيل مجموعه من الاحزاب الطائفيه لحركة واحده حملت المالكي لسدة الحكم لامن منطلق سياسي واضح او كفاءه لهذا الرجل لكن لتعزيز المحاصصه الطائفيه وبمرور الوقت واعادة انتخاب نوري المالكي لدورة ثانيه استطاع هذا العميل المزدوج الى اخراج حلفاءه من الحكومه وتعيين اعضاء من حزب الدعوه العميل كتكريس لسياسة الحزب الواحد واكتفى بمنح هولاء مناصب وزاريه هامشيه للترضيه كمن يلقي عظام طعامه الى كلابه.
في عهد المالكي المشئوم توالت النكبات وتضاعفت معاناة المواطنين وجرت عمليات نهب وسرقة لثروة العراق بصوره لم يشهدها هذا البلد المنكوب وتوالت مظاهر الفساد والافساد حتى طالت رؤوس الحكومه الكبار ووصلت الى فراشي الدوائر وصغار موظفيها ..هرب وزراء بمئات الملايين من الدولارات وعلى مرأى ومسمع من المالكي شخصيا المتورط اساسا بانتشار الفساد فقد هرب وزير الكهرباء وحيد بمئات الملايين ومثله عبدالفلاح السوداني وزير التجاره وعضو حزب الدعوه الذي عاد لبريطانيا كونه يحمل الجنسية البريطانيه ولهذا نظرة دول الجوار لهذه الحكومة نظرة حذر وترقب لان الذي يسرق ثروة بلده ويستغل منصبه لايؤمن جانبه.
يتبع رجاء
2
المالكي ترك الحبل على الغارب لاعضاء حزبه العميل يطلقون التصريحات الناريه ضد دول الجوار لابل يشارك مسئولي الحكومه بأمور تثير حساسيات خطيره اذ حينما تخرج المظاهرات المشبوهه تندد باجراءات سموها قمع واستهداف احرار البحرين كما يزعمون ويبادر مجرم وعميل مثل احمد جلبي بشحن باخره محمله بالادويه والاغذيه لمساندة ثوار البحرين الذين يقدمون الحلوى البحرينيه والهامبورغر والطعام الفاخر في ميدان اللؤلؤه وينصبون الخيام الفخمه حتى ازدانت تلك الخيام بقمصان النوم الحريريه وواقيات الحمل الذكوريه .. مظاهرات التأييد للمعارضة البحرينيه المدعومه من ايران لم يجري التعامل معها بالحزم المطلوب نظرا لسياسة ملك البحرين في تجنب مواجهات داميه اذ أنه جرد رجال الشرطه من اسلحتهم واكتفى بالهراوات والغازات المسيله للدموع بينما الغوغاء مسلحين بزجاجات المولوتوف والاسلحه البيضاء وقاموا بقتل رجال الشرطه ودهس جثثهم بالسيارات .. وقوف حكومة المالكي من احداث البحرين اثارت استياء دول الخليج التي ابعدت نفسها تماما عن التدخل في الشأن العراقي .
السعوديه كما نعلم امتازت سياستها الخارجيه بطول النفس والابتعاد عن المهاترات التي نقرأها ونشاهدها في اجهزة الاعلام التي تسير بالفلك الايراني المعادي اذ سمعنا وشاهدنا كيف يصرح مسئولي حكومة ابن جناجه بأن السعوديه هي التي تساند الارهاب في العراق وان القاعده هي اليد الضاربه للسعوديه مع ان جميع الادله تظهر بوضوح ان الدعم والتسليح وتسهيل عبور الافغان العرب من باكستان للعراق يتم عبر ايران
وان الاف السيارات المفخخه ومتفجراتها تأتي من ايران لان السعوديه نفسها تعاني من تطرف القاعده وتطارد اعضائها الذين يفرون الى اليمن ودول الجوار اما الذين القي القبض عليهم وتم اعدامهم كسعوديين فليس معناه تورط السعوديه كنظام في الشأن العراقي المتردي.
المالكي كشخص وماضي تاريخي في السياسه يعتبر جاهلا وكل مايملكه انه كان عضوا في حزب عميل شرب من مستنقع الخيانه حتى ارتوى وقاتل اعوانه مع العدو الايراني طيلة سنوات الحرب ونصبه الايرانيون وحلفائهم البراغماتيين الامريكان رئيسا للوزراء مستفيدين من جهله وضألة خبرته في مضمار السياسه ليحيل هذا البلد الحضاري الى مجاميع من الامعات والجهله فبدلا من تحسين العلاقات مع دول الجوار القى بكل ثقله في الحضن الايراني مما اثار المخاوف في دول الخليج من منطلق صديق عدوي عدوي ..وبدلا من طمأنة تلك الدول وفتح سبل الحوار الجدي والبناء نظرا لان تلك الدول تمثل عمقا استراتيجيا للعراق نجد ان مسئولي الحزب العميل يزيدون الاوضاع سوءا بتصريحاتهم اللا مسئوله وخير دليل على ذلك سكوت حكومة المالكي على قصف المراكز الحدوديه السعوديه من قبل غلام يقود عصابة من شذاذ الافاق ورغم تصريحات المسئولين الامنين من ان اوامر اعتقال هذا المجرم العميل الا انه تطاول على حكومة المالكي وسفه امر القاء القبض عليه بقوله السفيه الذي يدل على انحطاط اصوله العائليه المشبوهه : خلي يبلونها ويشربون مايها ..هل بللها المالكي وشرب مائها ؟
الاحداث جعلت الدول المحيطه تنظر لحكومة المالكي بحذر اذ ان رئيس وزراء يملك اداره عدة وزارات حساسه امنية وعسكريه واستخباراتيه ولايستطيع تأمين الامان للمواطنين دليل واضح على ان فشل هذه الحكومه لايقتصر على الداخل بل ينعكس على علاقاتها في الخارج لان مسئولي دول الجوار يعلمون جيدا ان هذه الحكومه لاتسير بالقدره بل بالقندره .. والعضته الحيه يخاف من جرة الحبل .. والحليم تكفيه الاشاره
إرسال تعليق