وجهات نظر
لا أزعم ان مجتمعنا العراقي، قبل الاحتلال، كان معصوماً من أي خطأ، فهو مثل أي مجتمع آخر فيه ظواهر اجتماعية غير مرغوب فيها وأخرى مستهجنة تماماً، وفيه، وهو الأغلب، ظواهر اجتماعية حسنة، تعبر عن أصالة أهله وطيب معدنهم.
ولكن المجتمع بقي، في مسيرته العامة، مجتمعاً نظيفاً من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تؤثر على صورته ومكانته وبنيته الداخلية بشكل عام، ولاشك ان الأكاديمين المتخصصين بالدراسات الاجتماعية والنفسية أقدر مني على تحليل ذلك والتفصيل فيه.
ولكن مرحلة مابعد احتلال العراق شهدت انتشاراً خطيراً في الأمراض الاجتماعية وسعياً حثيثاً من قبل جهات شتى على نشر تلك الأمراض، وفي مقدمتها البغاء والسرقة والاتجار بالبشر والخطف والابتزاز وانتشار المخدرات، وهي ظواهر خطيرة كان العراق خالياً منها إلى حد شبه مطلق قبل احتلاله.
لقد كان النظام الوطني العراقي، على مدى عقوده الثمان، بقوة حازمة ومنهج تربوي رصين، حمى المجتمع من تسلل الأمراض الخبيثة إلى بنيته، فكان ذلك واحداً من عوامل تمتين البنية الاجتماعية في مواجهة كل التحديات التي واجهها العراقيون ودولتهم الوطنية.
لقد كان النظام الوطني العراقي، على مدى عقوده الثمان، بقوة حازمة ومنهج تربوي رصين، حمى المجتمع من تسلل الأمراض الخبيثة إلى بنيته، فكان ذلك واحداً من عوامل تمتين البنية الاجتماعية في مواجهة كل التحديات التي واجهها العراقيون ودولتهم الوطنية.
اليوم، وفي ظل الانهيار التام للدولة ومنظومة القيم الاجتماعية المرعية من قبلها، وفي ظل الانفتاح غير المحسوب على العالم، وفي ظل الترويج المتعمَّد لثقافة الانحلال، بكل أنواعها، وفي ظل غياب فكرة الأمن الحامي للمجتمع، تنتشر في العراق ظاهرة الاتجار بالبشر وممارسة البغاء بشكل خطير، وعبر وسائل شتى، بل ان منها مايستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الفيس بوك، لأغراضه الشيطانية، كما تنتشر مراكز التدليك والمساج، وهو مالم يكن مسموحاً به على الإطلاق في العراق (الديكتاتوري)، ولكنه في ظل (الديمقراطية) البائسة التي جلبها المحتلون، صار متاحاً لكل من يرغب.
ولاشك ان الاحتلال الأميركي غرس في الشارع بعضاً من أمراضه التي نقلها إلينا عن قصد، كما فعل الاحتلال الإيراني بنشر ثقافة زواج المتعة وانتشار المخدرات ترويجاً وتعاطياً وتهريباً.
والأسوأ في كل القصة ان من يقوم على إنشاء مراكز البغاء بكل أشكالها، هم (الساسة) و (القادة) الأمنيون وعناصر الحمايات الخاصة وموظفو مكاتب المسؤولين الكبار في سلطة العملاء، حيث يتولون حمايتها وتقديم التسهيلات لمرتاديها، وهو أمر كان يكلف صاحبه حياته لو انه جرى قبل احتلال العراق. والذي يتصفح مواقع الانترنت يجد العجب العجاب من المعلومات التي يشيب لهولها الولدان في هذا الصدد.
ولا تقتصر هذه الظاهرة على مناطق بعينها، بل ان هناك سعياً منظماً وجهداً دؤوباً لنشرها في كل مكان، لذا نجدها تمتد على خارطة العراق كله، شمالاً ووسطاً وجنوباً، في توزع يكشف وجود أيادي شريرة تعمل بقوة على ذلك.
وإليكم هذا الفيلم للإطلاع على واحدة من تلك الظواهر الشريرة التي باتت تهدد العراق في صميم نسيجه الاجتماعي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق