موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 10 نوفمبر 2013

دور ايران في انتهاك سيادات الدول العربية

وجهات نظر
طارق شندب
بات مبدأ السيادة من المبادئ المسلَّم بها في القانون الدولي المعاصر بل ومن المبادئ الرئيسية التي يقوم عليها النظام الدولي الحالي، وتعتبر السيادة المعيار الحقيقي للدولة، أيضا نجد أن السيادة تعني عدم التبعية لأي كيان خارج الدولة، كما أنها تعني عدم التدخل في الشؤون الداخلية والخارجية للدول.

وهذا ما يقرره ميثاق الأمم المتحدة حيث نص في فقرته الأولى من المادة الثانية على انه (تقوم الهيئة على المساواة في السيادة بين جميع أعضائها) كذلك بنصه في الفقرة السابعة من نفس المادة على انه (ليس في هذا الميثاق ما يسوغ "للأمم المتحدة" أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي ‏لدولة ما).
السيادة في القاموس السياسي الدولي هي السلطة العليا للدولة في إدارة شؤونها في الداخل وفي علاقاتها الخارجية. وهذا يعني أن للسيادة وجها داخليا يتمظهر في امتلاك الدولة لأحادية القرار والسلطة، بمعنى أن الدولة هي وحدها صاحبة السلطة من دون شريك على كامل مساحة الوطن ووجها خارجيا يتمثَل في علاقاتها بغيرها من الدول ضمن حدود احترام استقلال كل دولة وعدم جواز التدخَل في شؤونها الداخلية.
وفقاً لما سبق يتضح أن التدخل فى الشئون الداخلية للدول عموماً غير مشروع دولياً تأسيساً على النصوص التى وردت فى المواثيق الدولية ، وما تبنته الأمم المتحدة فى قراراتها الصادرة عن الجمعية العمومية ، وما أستقر عليه العمل فى المنظمات الدولية ، والسوابق القضائية الصادرة عن المحاكم الدولية كمحكمة العدل الدولية ، ولاشك أن للفقه الدولى متمثلاً فى أراء كبار الفقهاء دوراً كبيراً فى منع التدخل فى العلاقات الدولية .
الى ما ذكرنا نجد ان ايران تعمل ليل نهار على انتهاك سيادات الدول العربية ،و تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، في الشئو الداخلية والخارجية لعدد كبير من الدول العربية عبر التهديد العلني او بواسطة ميليشيات وطنية ودعمها بالسلاح والمال او بالعمل على زعزعة الاستقرار لتلك الدول او محاولة تغيير أنظمة تلك الدول او غيرها من أشكال التدخل الخرى التي يمكن ان تشمل مجالات شتى لا يمكن ذكرها وتعدادها لكثرتها.
ولقد توسعت  انتهاكات ايران لسيادات عدد كبير من الدول منها سلطنة عمان والبحرين والسعودية والكويت واليمن والعراق والإمارات العربية وسوريا ولبنان وغيرها من الدول بالإضافة لاحتلالها المزمن للأحواز وامتد الخطر نحو أفريقيا وأميركا اللاتينية .
ان انتهاكات ايران لتلك السيادات يأخذ اطباعا شتى فهي أما من خلال المليشيات المسلحة وأمدها بالسلاح بهدف السيطرة والقتل والتمرد على سلطة الدولة كما هو الحال في اليمن مع الحوثيين و حزب الله في لبنان والميليشيات العراقية التي أنشئت في العراق وكان من مهام تلك العصابات قتل العلماء والمفكرين واستهداف كيان الدولة والسيطرة عليها وأحداث التفجيرات والقتل والخطف الطائفي والتخريب والسرقة وغيرها من الاعمال الموبقة، دون ان ننسى دعم الميليشيات أو خلقها في السعودية وتصريحات رجال الدين الإيرانيين بتكفير اهل السعودية وبضرورة نقل الكعبة وتقسيم المملكة وغيرها من الاعمال الإجرامية ، وكذلك احتلال الجزر الإماراتية والتدخل بعناصر حرسها الثوري لقتل الشعب السوري وتشجيع بل الطلب من ميليشياتها في العراق ولبنان بقتل الشعب السوري ، دون ان ننسى محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن  ومحاولة اغتيال أمير الكويت ، ودون ان ننسى ما حل بالعراق  ، وها هي الصورة تنتقل اليوم الى لبنان، عبر إنشاء شبكات القتل والمخدرات والأفيون عبر حزب الله والتي وصلت بهم الى امريكا اللاتينية ومعظم الدول الأفريقية . 
سأتوقف هنا لأعطي مثالا عن ما قامت به ايران وما تقوم به في لبنان عبر المليشيات التي زرعتها والتي تطلق على نفسها اسم (حزب الله) والذي استطاع خداع العرب والمسلمين والعالم طوال ٣٠ سنة على انه حزب مقاوم ضد إسرائيل ليتبين انه حزب طائفي مذهبي يهدف الى تنفيذ الأجنة الإيرانية الصفوية دون النظر الى الدين او المبادئ . 

في عام ٢٠٠٤ اراد فريق سياسي عدم التمديد لرئيس الجمهورية السابق أميل لحود الذي كان ينفذ تعليمات ايران بدعم حزب الله بالسلاح ، رفض رفيق الحريري دون ان يدري انه يحارب مشروع كبير في المنطقة ، صدر القرار ١٥٥٩ ، خالفوه، ثم قتلوا الحريري.
حاربوا إنشاء المحكمة قتلوا النواب عطلوا البرلمان عطلوا الساحات واحتلوها لمنع إقرار المحكمة ثم أقرت.ثم غزوا بيروت لحماية شبكتهم الخاصة ومراقبة المطار. 
ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في عددها الأخير أن المتهمين الأربعة باغتيال رفيق الحريري كانوا تلقوا التدريبات اللازمة للقيام بهذه العملية في معسكر "الإمام الخميني" بالقرب من العاصمة الدينية الإيرانية "قم".
خلقوا حرب تموز ٢٠٠٦ مع إسرائيل وأسهموا العالم بنصر وهمي لإكمال السيطرة على مقومات الدولة، لكي يضيعوا قصة مقتل الحريري.
في ٧ ايار ٢٠٠٨ اتخذت الحكومة قرارات ، هجموا بالسلاح على بيروت وانتهكوا البيوت وقتلوا الناس واعتدوا على النواب حتى أجبرت الحكومة على الرجوع عن قراراتها وبقي المطار تحت سيطرتهم .
بعد ذلك جاءت انتخابات ٢٠٠٩ صرفوا المليارات فلم ينالوا الأكثرية، استعملوا السلاح مرة ثانية كما حصل في العراق عندما منعوا اياد علاوي، ثم هددوا زعيم الأكثرية بالقتل وهو هارب خارج لبنان. الضباط الذين لم يتعاملوا معهم قتلوا. ولسخرية القدر ان الجهاز الأمني الذي كشف ٣٩ شبكة تجسس إسرائيلية حاربوه لانه وجد ان الكثير من شبكات التجسس لمصلحة إسرائيل هي من هذ الحزب ومن بيئته. ثم قتلوا رئيس هذا الفرع، هل هكذا تحارب إسرائيل (شبكات إسرائيلية داخل الحزب الله، وبعدها شبكات إسرائيلية في الجيش السوري) أغلقوا المجلس الدستوري أخيرا هددوا القضاة لإبقاء الوضع الحالي اسقطوا الحكومة السابقة بقوة السلاح . القمصان السود.
عدم التعاون مع المحكمة الدولية ومحاربتها ومنع تمويلها وقتل الوزراء والنواب وغيره  
القصير وسوريا، تذرعوا بالمقامات الدينية ثم أعلنوها صراحة بتدخلهم في سوريا.
غير خاف على احد ان ايران ذات مشروع عالمي تبشيري يمتد من اميركا اللاتينية الى الشرق الأقصى لكن عينها الدائبة مصوبة الى قلب الجغرافيا الإسلامية (شبه الجزيرة العربية).
بالرغم من اعمال ايران تلك هي اعمال إرهابية ومخالفة للقانون الدولي ولكافية التشريعات ومخالفة بالأصل لتشريع رب العالمين، الا انه يجب معرفة ان الخصومة الإيرانية للدول العربية لا تقوم على أسباب عقائدية وفكرية فقط ، ولا على أبعاد تاريخية وحدها ولا على مصالح مادية، انها كل لا يتجزأ او يفكك ومن الخطأ ان يدقق النظر في أحدها فقط، وتبن عليه نظريات واستراتيجيات وتكتيكيات محكوم عليها بالفشل منذ البدء ، يجب فهم ثلاثية الأبعاد للمسألة الإيرانية كما ذكرناها.
ان الأبعاد الاستراتيجية للسياسة الإيرانية في المنطقة تنكشف بمعرفة محدداتها العقائدية والتاريخية والمصلحية. فالانتقائية او التفرد بفهم بعض دون الآخر كفيل بإنقاص استيعاب الفهم الشمولي للمسألة الفارسية وأطماعهم في الهيمنة على المنطقة.
والسؤال المحوري: ما هي علاقة ايران مع الولايات المتحدة؟ وهل الولايات المتحدة تساعد ايران في تطبيق خطتها؟
- في الخليج ثمة تزاوج متعة بين ايران والولايات المتحدة الأميركية ، لا ندري من العريس ومن العروس فيه، لكن المتضرر حتما من هذا الزواج السفاح سيكون عرب الخليج والجزيرة العربية ويليها العرب عموما. 
الأمريكان مروا بتجربة سارة مع ايران، الأولى في إسقاط حكومة طالبان والثانية في إسقاط صدام حسين. وها هم الان ينسقون جهودهم لإبقاء نظام بشار الاسد .
لذا أينما وجدت اميركا ربح المخطط الإيراني 
مخطئ من بقي يفكر ان الولايات المتحدة الأميركية وإيران غير متفقين ، لكل مشروعه وهم متفقون على ما يقومون به.
إن ما تقدم يدفع بكل مواطن عربي وخليجي غيور لأن يتمعن ملياً في هذا الاستعراض ليراجع نفسه ويتساءل عن السبب الذي جعل إيران تقوم بكل ما قامت بها حتى الآن؟ وما العوامل والأسباب التي جعلت إيران تتمكن من تحقيق كل هذا النفوذ الذي تحول إلى خطر داهم يهدد أمننا وسلامة مجتمعاتنا ودولنا؟.. فهل السبب ضعف الأجهزة الأمنية العربية وعدم قدرتها على حماية أمننا القومي؟ (وهذا نشك فيه)، أم بسبب ضعف القرار السياسي لحكوماتنا الذي شجع إيران على التمادي والتدخل في الشؤون الداخلية لدولنا وتهديد أمن واستقرار مجتمعاتنا؟ أم بسبب غياب المشروع العربي (رسمياً كان أو شعبياً) القادر على التعامل مع إيران؟.. علماً أن هناك فئات كثيرة من المجتمعات العربية لا ترى في إيران خطراً على أمنها، خاصة عندما تتم مقارنة إيران بإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، فاعتقاد كون إيران دولة مسلمة وترفع شعار دعم القضية الفلسطينية، يسهل عليها اختراق المجتمعات العربية، وهذا ما هو حاصل بالفعل."
ان ما يواجه النخبة والعامة في فهم أبعاد اللعبة الفارسية هو التجزيء وتشرذم الفهم لكامل الصورة على خريطة الخليج العربي إذ يعتقد البعض ان مفتاح كله يكمن في الجانب العقائدي و يركز بحثه وعليه ، في حين يعتقد آخرون وهم الأكثر ان المسألة لا تعدو تصارع مصالح سياسية وينسى بعضهم ان نظام الجمهورية الإيرانية متعدد المراكز وكلا الطرفين العقائدي والمصالحي يأخذ ما يعزز وجهته من التاريخ الفارسي الحديث وتحديدا الصفوي. والحقيقة انه لايمكن مشاهدة الصورة مجزأة على النحو الانتقائي ، بل الأجدى ان تنظر كلها بأطرها الشمولية وأبعادها الكلية ضمن المسارات التاريخية للوضع الفارسي المختزن على هذا النحو الانتقائي ، بل الأجدى ان تنظر كلها بأطر الشمولية وأبعادها الكلية ضمن المسارات التاريخية للوضع الفارسي.
فالمسألة الفارسية لصيقة  بتاريخ المنطقة والتسارع العربي الفارسي تمتد الى العصر الجاهلي والاصطفاف مع الفرس او ضدهم مسألة تسبق الوجود الاسلامي.

التوصيات:
على مستوى الحكومات: وبخاصة الخليجية والعربية : ضرورة العمل على التنسيق العملي لمواجهة التدخل الإيراني ، وان تكون المواجهة السياسية مجتمعة أي ليس بانفراد ، بمعنى ان كل دولة لا تقوم بالتفاوض او المواجهة مع ايران  الا ضمن خطة عربية . وإلا سيكون مصير تلك الدول  مصير العراق، عندما تركوه للغزو الأميركي البريطاني الإيراني.
على صعيد مؤسسات المجتمع المدني والقانوني وغيره :
العمل على مجابهة المشروع عبر كشف أهداف ذلك النظام وعلى الإعلام ان يلعب دوره لما له من تأثير .
إثارة قضية انتهاكات حقوق الإنسان في ايران وهي انتهاكات كثيرة  وحقوق باقي القوميات .
المطالبة باستقلال الأحواز او بالأصح تحرير الأحواز من الاحتلال الإيراني .
دعم الشيعة العرب الأصيلين  في المنطقة الذين لا يقبلون بالطائفية ولا يقبلون بالقيام بما تقوم به ايران.
توثيق الجرائم التي ترتكبها ايران وميليشياتها في العراق وباقي الدول العربية وتقديمها للمنظمات الحقوقية الدولية وكذلك تقديمها للمجالس المختصة في الامم المتحدة.
مخاطبة المجتمع الغربي عبر الإعلام العالمي وتبيان خطر الاعمال التي ترتكبها ايران وعملائها في العراق وباقي الدول العربية وتبيان خطورة ثقافة القتل والإرهاب التي تنهجها ثقافة الفرس. 
نشر المدارس والعلوم لمواجهة الفكر التضليلي الفارسي الذي يحاول ان يسيطر على عقول الناس من خلال الخرافة وتجييش العاطفة ، وهذا الأسلوب جربه الوزير نظام الملك في الفترة السلجوقية وقضى على نفوذ البويهييون في الدولة العباسية ومن بعده نفذه نور الدين زنكي وصلاح الدين الايوبيفي نشر المدارس في التكايا والمدارس لنشر العلم الحقيقي وأبعاد الناس عن الخرافة.
العمل على دعم ثورة الشعب الثوري في سبيل نظام ايران في سوريا وهو نظام بشار الاسد الذي ان انتصر السمح الله سيكون آخر حلقة من الكماشة لتنفيذ مخطط ايران بالسيطرة على المنطقة والخليج العربي.
العمل على إخراج العراق من السيطرة الإيرانية، لأن العراق هو البوابة الشرقية وهو نقطة الانطلاق لمواجهة ذلك المشروع . 


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..