هل سيتكرر المشهد قريباً؟ |
وجهات نظر
علي الحمـداني
عاد أحمد أبو ريشة الى وكره الطبيعي في حضن نوري المالكي والعود أحمد كما يقال، ولكن أحمد هنا يمكن صرفها أيضا لغويا الى أحمد المالكي الشهير بحمودي!
عاد بعد تاريخ حافل بدأه قاطع طريق على الطريق الدولي بين الأنبار والحدود العراقية غربا. ثم رأساً من رؤوس صحوات الذلة والعار بعد عام 2006 . وحين بدأ المالكي بتجفيف منابع الدولار عن أبو ريشة وصحواته وأدار ظهره لهم بعد وعود بتوظيفهم، وجد أبو ريشة أن (التهريج) الوطني هو سلاح ضغط ممتاز فمكر وخادع وانخدع به مَن انخدع وخصوصا عندما بدأ يطل على الجماهير الشريفة والمناضلة والثائرة في ساحات إعتصام الأنبار الأبية وذلك من على منصات هذه الساحات.
ونجحت خطته أكثر بدعم فضائية عراقية "وطنية" له وذلك بعقد اللقاءات المتكررة معه وإجراء الحوارات على الستلايت والهاتف لكي يعقب على الأخبار ويحلل لنا الأحداث سياسيا! في وقت كانت أحداث ساحات الإعتصام تطغى على الخبر في العراق .
بعد مقالي الأخير الذي كتبته من واقع الحدث، لاتجنيا ولا مبالغة، وذلك عندما سمعت وشاهدت حوار نفس الفضائية مع أحمد أبو ريشة عن موضوع ترؤسه لقوات الصحوة وخططه "المونتغمرية " للقضاء على القاعدة والإرهاب في الأنبار (!!!) يبدو أن الإعلام (الشريف) بدأ ينقلنا الى خطوة جديدة أخرى .
فاليوم ولم تمضِ على أخبار أبي ريشة إلا ساعات .. حتى بدأت أخبار الحلقة الثانية من مسلسل الخيانة ، وبطل هذه الحلقة هو: رافع العيساوي! ولكن أحداث المسلسل هذه المرة تختلف عن حلقة أبو ريشة كما يبدو من توجيهات وخطط المخرج!!
ولو سألتموني من هو المخرج.. سأقول لكم إنه أكبر سمسار في حكومة العراق ويستحق عن جدارة لقب "قواد العملية السياسية".. إنه: عزت الشابندر !!
تسربت أخبار لقاء الشابندر بالعيساوي، ولكن ليس قبل أن يظهر العيساوي على شاشة نفس الفضائية ليرد على الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي الذي ظهر على الشاشة الإخبارية قبله يزبد ويرعد ويتحدى كل من يقول أن هناك معتقلة واحدة من النساء في محافظة الأنبار.
فكان جواب العيساوي على ذلك أنه قد وصلته للتو، وهو على الهواء ، قائمة من أربع صفحات تتضمن أسماء أكثر من 100 معتقلة .
بعد هذا الحوار الحماسي بين مَن يمثل سلطة المالكي وهو عدنان هادي الأسدي وبين من يُفترض أنه من المعارضين لها وأنه إبن الأنبار البار رافع العيساوي وزير مالية المالكي (غيابيا أيضا!)
بدأت الأخبار مباشرة تنسل على الشريط الإخباري :
· العيساوي يقول أنه قابل عزت الشابندر بحكم الصداقة التي بينهما .
· الشابندر يصرح أن مقابلته للعيساوي مبادرة شخصية وليست بتوجيه من المالكي .
يعني، خلاصة السالفة، أن العيساوي والشابندر التقيا في الأنبار !! وعلينا أن نصدق أن الشابندر ذهب الى هناك ليتعانق مع العيساوي ويسأل عن الصحة والأحوال .. وبعد (الله بالخير) وملحقاتها .. تناولا "المنسف" أو "الدليمية" سوية .. وعاد الشابندر الى بغداد ..!!
أكتب بتاريخ 10/11 ، وانتظروا قريبا إنتهاء الفصل الثاني ولنسمه: العيساوي- المالكي، بعد أن إنتهى وحسم الفصل الأول: أبو ريشة- المالكي .
هكذا هي سمسرة العملية السياسية في العراق اليوم .
وهكذا سيعمل قوادها عزت الشابندر على جمع رأسين في "الحرام" من أجل عيون المالكي وحملته الإنتخابية القادمة .
ولهفي عليكم شباب إنتفاضة العراق وأبطال ساحاتها .
ولن ينظف البيت العراقي إلا بعد أن يتم تنظيفه من الداخل .
وأستودعكم الله..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق