وجهات نظر
أثير الشيخلي
حصل
المشهد الخرافي التالي في كوكب آخر، وأي تشابه في الأحداث والمواقع والأسماء فانه
تشابه مقصود:
مباراة بكرة القدم
بين الفريقين الأشهر في دولة ما ، الملعب يغص بالجماهير عن بكرة أبيه، وهي تشجع
بجنون احد الفريقين على حساب الآخر، الملعب محاط بقوى امنية وبقيادة ضابط ذي رتبة
كبيرة، تبدأ المباراة، واللعب سجال، الجمهور يبدأ بإتهام الحكم الحائز على جائزة
افضل حكم في البلاد، بأنه يحابي الفريق الآخر، تبدأ الشتائم، يبدأ القاء الحجارة
والزجاجات الفارغة على الحكم وتبدأ محاولات لاقتحام الملعب، الجمهور يحرض القوة
الأمنية بإبعاد الحكم عن الساحة، الضابط المكلّف بحماية امن الملعب والفريقين
وطاقم التحكيم، وبدلاً من كبح جماح الجمهور، يأمر قواته بإقتحام الملعب، وخطف طاقم
التحكيم، عندها قام لاعبو الفريق الآخر بالطلب من الضابط وقواته الأبتعاد عن الحكم
وتركه ليكمل مهمته الى نهاية المباراة، قامت القوة الأمنية بفتح النار على
اللاعبين فقتلت من قتلت واعتقلت من اعتقلت وأكملت مهمتها بخطف الحكم وطاقمه الى
جهة مجهولة، الغريب في الأمر ان الضابط عاد ومعه رجال آخرون يلبسون زي الحكام وطلب
منهم اكمال تحكيم المباراة وأخبر الجمهور انه بناء على رغبتهم فقد جاءهم بطاقم تحكيم
بديل من اختياره هو، لكن المباراة أصبحت بفريق واحد فقط، ومع ذلك فإن طاقم التحكيم
الجديد وبإشراف ذلك الضابط وعلى ايقاع فوضى تشجيع الجمهور الذي يحركه بعض فناني
تلك الدولة واعلامييها من الغوغائيين المتواجدين في الملعب، لا يزال يقود تلك
المباراة الجارية بجانب واحد فقط والغريب في الأمر انها مستمرة الى حد الآن!!
والأغرب انه لا الإتحاد المحلي ولا الإتحاد الدولي لكرة القدم في ذلك الكوكب اتخذا
اي اجراء حقيقي بحق ذلك الضابط وقوته الأمنية ولا بحق من يقود ويحرك ذلك الجمهور
من الغوغائيين!
السؤال، لو حصل هذا
في اي مباراة في اي دولة على كوكبنا المتحضر ماذا كان سيقول العقلاء لو اقتحم
الجمهور الملعب، او قامت قوة امنية بخطف الحكم وطاقمه مهما بلغت انحيازات ذلك
الحكم او كان غير كفؤ، واستبدلته بطاقم تحكيم آخر؟! ألم تكن الدنيا لتقوم ولن تقعد
ولقلنا جميعاً ان المباراة يجب ان تستمر الى النهاية حتى لو ظلم الحكم فريقا على
حساب آخر، ثم هناك قوانين و لوائح هي التي تحاسب ذلك الحكم وطاقمه وربما تعاقبه
لاحقا او تمنعه من ممــــــارسة التحكيم مدى الحياة …الخ لكن كله وفق القانون
واللوائح، وأن ما حصل هو بعيد عن الروح الرياضية ومخالف لكل القوانين والأنظمة ولا
شك فأن الضابط وقوته الأمنيــة سيحاسبون امام القانون حساباً عسيرا وكذلك كل من
ارتضى ان يكون بديلاً لطاقم التحكيم ولاتهموا بالتواطؤ ولتدخل الأتحاد الدولي ربما
لايقاع اشد العقوبات الكروية على تلك الدولة !
اذا كان لا يتجادل
في ذلك اثنان على مباراة في كرة القدم، تبقى في النهاية مجرد مباراة رياضية! كيف
بربكم لا يستوعب البعض أن ما حصل في مصر وفي واقعها المرير، وليس مجرد في
مباراة ،هو عين الشيء، لكنه حرام حرام في اللهو، حلال حلال في الجد، ولله المشتكى
والأمر !
ملاحظة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق