وجهات نظر
برهان إبراهيم كريم
هل
تغير العالم، أم أنه سيتغير في المستقبل المنظور، أم أنه شق طريقه نحو التغيير؟
سؤال
تطوع مركز الدراسات الاستراتيجيGrand Strategy بالإجابة عليه بتقرير جاء فيه:
لا
نستبعد مع النظام الدولي الجديد الذي يتبلور حالياً، أن نجد تحالفات وعلاقات دولية
جديدة، لم نعهدها من قبل. كتنامي العلاقة بين واشنطن وطهران وتراجعها
مع الرياض وأنقرة وبعض دول الخليج. ونشوء مظلة من التعاون الروسي الأميركي في
الشرق الأوسط، وانتقال إسرائيل للتعاون مع روسيا، والبدايات ظهرت مع تعهيد حقل غاز
إسرائيلي لروسيا. كل شيء يتغير في المنظومة الدولية بما لم يعتد من قبل. هذا
التغيير الذي شق العالم طريقه إليه، بات الشغل الشاغل لوسائط الإعلام، والتي أنبرت
للتحليل بخصوص هذا التغيير، وتحديد معالم هذا التغيير. وهذا بعضاً مما
قالت عنه:
فمعهد
واشنطن ، حذر من التداعيات الناجمة عن وقف المساعدات الأميركية لمصر. وحذر صناع
القرار السياسي من المضي فيما هو بعيد عن الواقعية لنشر الديمقراطية في الخارج، إذ
أن نتائجها على الأرجح ستكون كارثية على مصر وعموم المنطقة، وخاصة على المصالح
الأمريكية هناك. وأعاد إلى الأذهان جواب جمال عبد الناصر لأيزنهاور جملته الشهيرة
بإغراق أي شروط أميركية تفرض على المساعدات في النيل.
والبنك
الأفريقي للتنمية، نشر تقريره، وجاء فيه: سبع دول أفريقية تملك احتياطات
ضخمة من الغاز الصخري، أكبرها في جنوب أفريقيا وليبيا والجزائر ،واستخراجها سيؤدي
إلى هبوط أسعار الغاز عالمياً. وأنه يمكن استخراج الغاز الصخري في كل من جنوب
أفريقيا وليبيا والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا. وهذا سيعدل من لعبة الطاقة.
وصحيفة
إيزفستيا الروسية، نشرت خبراً جاء فيه: ستعمل ميركل بولايتها
الثالثة لتحقيق الولايات المتحدة الأوروبية.
وصحيفة
الوطن السعودية، نشرت خبر جاء فيه: الأزمة السورية هي نقطة تحول
لدبلوماسية دولية جديدة في المنطقة، فلم تعد الولايات المتحدة الأميركية قطب
العالم الأوحد، والأمم المتحدة انهارت سياسياً، وعلى هذا الأساس ينبغي
لأنظمة المنطقة أن تبني سياساتها في المستقبل. (ما يعني أن تتصرف السعودية دون
العودة لواشنطن).
ومركزGrand
Research نشر
تقريره، وهذا بعض مما جاء فيه: في بطرسبورغ لم يولد نظام عالمي
جديد كما يشاع تسرعاً على خلفية وقف الحرب على سوريا، ولا تعددية قطبية . إنما
ولدت موازين قوى جديدة في المنظومة الدولية بحسب القوة الحقيقية لكل منها: إيران
كقوة رادعة، ومنظومة البريكس كقوة صاعدة بالإعلان عن سلة عملات وصندوق مواز للبنك
الدولي وصندوق النقد. وهو ما سيقلب الوضع الساكن الاقليمي، خشية اختراق مجال
روسيا الجيوسياسي في سوريا، وتهديد مصالحها بالقوقاز.
مركز
الدراسات الاستراتيجيGrand Strategy، نشر تقارير، جاء فيها:
1. لقد
تغيير العالم. وكل من يحلل بناء على تصوراته التي حصلها من العالم الذي
عرفناه قبل 70 عاماً يرتكب خطأ عدم متابعة المتحولات. فعالم الغد هو عالم محورين
يتحرك حولهما أقطاب. ولا عداء فيه بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وثمة
تصالح بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. وتراجع لدور إسرائيل والخليج وليس
نهاية لهما. ومظلة روسيا بتعاون أميركي ستظل الشرق الأوسط. والمعركة الكبرى ستكون
في محيط الصين بين الولايات المتحدة الأميركية والصين.
2. لا
نبالغ عندما نتوقع حدوث شيء من تغير العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية
وإيران، فالعداء كان لزمن دولي يرحل، والمرحلة القادمة ستعني تحولاً بكل شيء. لا
يعني هذا تحالفاً بينهما ولكن قلة العداء أو تحييده سيعني سحباً من حسابات دول
الخليج ودورها الإقليمي. وفي واقع الحال يصعب تكيف الدول مع تغييرات لغة العالم ما
يحتاج إلى وقت طويل جداً أحياناً، وتكاليف مرة للتعلم والتكيف. فالعالم يتغير كما
لم يعهد من قبل.
وصحيفة
نوفيل أوبسرفاتور، نشرت خبراً جاء فيه: هل يمكن للعالم أن يستغني عن
القيادة الأمريكية؟ إذ أظهرت سوريا حدود هذا النموذج الجديد، فقد وجدت كل من
الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا نفسيهما غي عزلة عندما دعتا إلى التدخل العسكري
في سوريا. وتوجب عليهما التراجع، ومؤخراً كانت الحكومة الأمريكية غائبة عن العديد
من المفاوضات الدولية، بسبب فضيحة وكالة الأمن القومي التي سببت ضرراً جذرياً في
صورة شرطي العالم، الذي ألقي القبض عليه وهو يغش ويخون حلفائه.
العالم
يتغير بهدوء أحياناً، وبصخب وضجيج تارة أخرى. ومعظم دول العالم تعرف جيداً حدود
مصالحها وحدود أمنها القومي. وتسير على الطريق الذي يوصلها لتحقيق سياساتها
وأهدافها وأمنها وسعادة ورفاهية شعوبها. أما معظم الأنظمة العربية والإسلامية
فتسير على غير هدى، وتظن أنها تحسن صنعاً. وتنهمك في رسم سياسات لا معنى ولا
طعم لها ولا تفقه منها شيئاً، أو تلتزم بتنفيذ ما رسم لها، وتهدر أموال شعوبها على
منشآت تنهار أمام زلزال أو سيل ناجم عن تساقط المطر. وتتوسع
في بناء صروح إعلامية لتستوعب كل إعلامي نبذه الاعلام
الغربي لأنه كذكر النحل لا يفيد ولا ينفع. أو تبني المدن الفنية لتكريم
كل فنان همه حصد المال والنجومية، وما خدم بلاده ولا قضايا
أمته بقشرة بصلة. وبعض الأنظمة تسعى لتحقيق بعض
الأهداف التالية:
إيقاظ
الفتن الطائفية والمذهبية والعشائرية، ولعن الله الفتنة وكل من أيقظها.
تعميق
الصراعات في المجتمعات العربية والاسلامية لخدمة مصالح دول.
تكريس
انظمة الوراثة في دول وحشد جهودهم لمحاربتها في بعض الدول.
شد
الرحال لمقابلة بعض الرؤساء والوزراء في بعض الدول ومناقشتهم بما لا ينفع الناس
وقضايا أمتهم، والهدف هو ألتقاط الصور التذكارية فقط. أو لبناء علاقات شخصية، أو
لقضاء الوقت بزيارات خاصة تقدم فيه الهدايا الثمينة.
تباكيهم
على العروبة أو الاسلام، وهم من يطعنونهما بمدية وموس أو خنجر..
الدفاع
عن الطغيان والديكتاتورية والعبودية في دولهم، وجهادهم لنشر فيم الحرية
والديمقراطية في بعض الدول.
توظيفهم
الاعلام وبعض رجال الاعلام لتزوير الحقائق بهدف تشويه صور رموز فادت حركات التحرر
الوطني والقومي، وتصدت لقوى الاستعمار والصهيونية.
فتح
أراضي دولهم لتكون قواعد عسكرية لدول حلف الناتو، وتسهيل مهمات دول الناتو أو
القوات العسكرية الأميركية لاحتلال أو تدمير بعض الدول.
الدفع
ببعض قواتهم العسكرية لتدافع عن قوات الناتو التي تحتل بعض الدول.
العالم
يتغير ويتطور نحو الأحسن. وبعض الدول تنتقل من ربوة إلى ربوة وأو من منجع إلى
منتجع ،وتتصدر مكانة متقدمة بين باقي الدول. ودول العالمين العربي والاسلامي
تنتقل من فقر إلى فقر، ومن منحدر إلى منحدر، ومن جرف هاو إلى جرف أخطر، ومن
مأزق إلى مأزق، ومن أزمة إلى أزمة أعمق وأخطر، ومن مستنقع إلى مستنقع.
النظام
العالمي الجديد بدأت معالمه تتضح، وكما لم يكن للعالمين العربي والإسلامي مكان في
النظام الحالي، فكذلك لن يكون لهما من مكان في النظام العالمي المنتظر. فالعالمين
العربي والإسلامي مشغولين بصراعات المعارضة مع الموالاة، وصراع قوى المعارضة،
وصراع قوى النفوذ، والصراع بين أمراء الحروب، والصراع بين رجال الدين،
والصراع بين زعماء الدول، والصراع بين من يعتبرون أنفسهم نخبة أو طليعة.
هناك 3 تعليقات:
نعم شق العالم طريقه وللاسف هذا حال الامة .. الا ان كاتب التقرير اعطى لأيران اكثر من وزنها الحقيقي وأغفل رياح التغيير الداخلي المتوقع حصوله مستقبلا فيها
التغير من سيئ الى اسوء بسبب امريكا الشر !!!
كما اشار الاستاذ خليل الونداوي الى ان كاتب التقرير اعطى لايران اكثر من وزنها والسبب في رايي وحسب قرائتي لمقالات اخرى لهذا الكاتب انه محسوب على "الحلف الايراني الموءاويم والمومانيع" . طبعا لو كان لهم بعض من حياء لما روجوا لهذا كونه يناقض كل "المبادئ" و"الاسس" التي قام عليها نظام ملالي العهر والرذيلة في ايران في عدائه ل"الشيطان الاكبر" امريكا كما اسماه الامام الفاطس خميني (لع).
بس ميستحون !
إرسال تعليق