موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 30 مارس 2012

زنا (المحارم) في قمة بغداد!

المقال التالي الذي كتبه الأستاذ صلاح المختار، يطرح قضية مهمة جداً، لا تتعلَّق بقمة بغداد التي عقدت أمس فقط، وإن كانت القمة مدخلاً للمقال، الذي بعث بها كاتبه، مشكوراً، إلى بريدي الإلكتروني، انه يطرح قضية خيانة بعض التيارات والشخصيات والزعامات المتستِّرة بغطاء الإسلام، وهو مقال يعيد إلى الذاكرة، الدراسة التاريخية المهمة التي كتبها الرئيس الشهيد صدام حسين عام 1988، عن الحركات السياسية الدينية والحركات المغطَاة بغطاء الدين.




زنا (المحارم) في قمة بغداد!

كثيراً ما نرى الاشياء على غير حقيقتها لأننا نكتفي بقراءة العنوان
مثل أميركي



صلاح المختار
تعمَّدت ان لا اكتب عن قمة الجواسيس قبل انعقادها لكي لا يقال اننا نستبق الاحداث رغم علمنا بتلك الاحداث مسبقا ، لأن للشيطان اسم واحد وهو الشيطان مهما بدل ملابسه ومكياج وجهه، وسواء رقص بعصا عمر البشير او بسيف امير قطر فهو يبقى كما كان شيطانا رجيما. 
ولعل ابرز الجواسيس خونة الشعب والامة هو عمر حسن البشير الذي تعمد حضور القمة في حين ان الاغلبية الساحقة من الملوك والامراء والرؤوساء لم يحضروا وارسل بعضهم سفيرا الا ان البشير حضر شخصيا القمة في خطوة لا يمكن فصلها عن تاريخه وخياناته الوطنية والان يرتكب الخيانات القومية .
البشير خائن مزدوج : خائن للامانة حيث غدر برفاقه بخسه واهان معلمه ومربيه حسن الترابي ، فقدم مؤشرا على انه مستعد لفعل اي شيء يحقق له الفائدة وليس للسودان ، وخائن للامة لانه قبل ان يبيع العراق بحضوره قمة العار.
باع جنوب السودان بموافقته المسرحية على الانفصال رغم انه ربط شرعيته طوال سنوات طويلة بالمحافظة على وحدة التراب السوداني . فمن يخون السودان ويغدر بمعلمه ورفاقه لا يمنعه شيء من الغدر بالابعدين . واشكر الله انني لم انشر مقالا كتبته دفاعا عن البشير حينما طلبته المحكمة الجنائية الدولية لانني كنت وقتها متشككا بدوره وميالا الى الاعتقاد بانه دمية امريكية صهيونية ولكن بدون حسم ، اما بعد انفصال الجنوب وبمباركته الشخصية وحضورة الشخصي احتفالات الانفصال فانني تيقنت انه جاء للسلطة بدعم امريكي وصهيوني ليحقق واحدا من اهم اهداف اسرائيل وهو فصل جنوب السودان ثم بعد ذلك يلعب دوره الخياني على المستوى العربي .
الان علينا ان نعيد النظر بتقويم كل ماحصل في الوطن العربي في ضوء ما يجري الان من احداث اذ ليس من الحكمة ان لا نقوم بتحليل ما حدث واستخلاص الدروس خصوصا وان العدو لا يتورع عن الاعلان رسميا عن خططه وخطواته ، والبشير وكما اكدت مواقفه خصوصا الموافقة على فصل جنوب السودان لم يكن الا حصان طروادة مدعوم امريكيا وصهيونيا من اجل تمزيق السودان اولا ثم اداء دور تخريبي في الوطن العربي .
ولذلك لم يكن غريبا ان ينفرد هو دون غيره من كل الرؤساء والملوك بحضور قمة العار في بغداد المحتلة ، فبالرغم من ان غيره رفضوا الحضور ، مع ان بعضهم اقدم من البشير في العمالة لامريكا والصهيونية ، فانه بصلافة من يريد ان يثبت انه بيدق بيد امريكا حضر القمة ولم يتابعه اوكامبو الذي كان يهدد باعتقاله كلما سافر ، ولكن هذه المرة لم نسمع اي صوت لاوكامبو وهو يطلب من حكومة المالكي تسليم البشير لسبب معروف حتى للجاهل وهو ان البشير حقق ويحقق الكثير من اهم اهداف امريكا واسرائيل وفي مقدمتها فصله لجنوب السودان والان توسع نطاق خيانته الوطنية لتصبح خيانة قومية بحضوره لمؤتمر الزنا بالمحارم في بغداد .
مع رفع شعارات دينية في السودان والمطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية على جنوب السودان غير المسلم بدأت مؤامرة تقسيم السودان تتحول الى عمل ممكن التنفيذ بعد ان كانت هدفا بعيد التحقق، فقط عندما اصبح الجنوب تحت التهديد بأسلمته بالقوة ونفذ التهديد بحرب ضروس تحولت حركة الجنوب من الحالة المطلبية الاصلاحية ضمن حدود السودان الى المطالبة بالانفصال لتجنب الاسلمة .
هذه حقيقة تاريخية لا مجال لإنكارها ، وتحت غطاء اضطهاد اهل الجنوب من غير المسلمين تحولت قضية الجنوب الى قضية عالمية مدعومة من اطراف عديدة وليس من قبل اسرائيل فقط .
والسؤال المهم هنا هو التالي: من حقق هذه التحول الخطير؟ انه وصول الاسلامويين للحكم في السودان بانقلاب دبره احد اقدم (رجالات) الغرب والصهيونية حسن الترابي وتلاميذه وعلى رأسهم الضابط عمر حسن البشير، فهؤلاء حالما وصلوا للسلطة بدأوا بمحاولة اسلمة الجنوب بالقوة ، وسالت الدماء واحرقت الثروات وارتكبت مجازر كانت وظيفتها الاساس هي جعل بقاء الجنوب ضمن السودان امرا مستحيلا .  
الاسلامويون بقيادة الترابي هم مهندسوا تقسيم السودان، ورغم توزيع الادوار بين الترابي وتلاميذه بعد الانقلاب الذي قاده البشير ضد الترابي وعزله عن الحكم ، الا انهم حققوا تكامل ادوارهم ، فالترابي اخذ يدعو لدعم الانفصال نكاية بالبشير تلميذه العاق ، والبشير قبل بالانفصال للحصول على المباركة الامريكية والاسرائيلية وتجنب اسقاط نظامه ، وهكذا راينا البشير والترابي يعملان سوية ومن موقعين مختلفين لاجل ضمان فصل الحنوب . هنا لابد من التذكير بان فصل جنوب السودان هو احد اركان المخطط الصهيوني القديم ، فقد كانت اسرائيل منذ تاسيسها تعمل على فصل جنوب السودان ، ولكن هذا الهدف لم يتحقق في ظل الانظمة غير الدينية في السودان التي كانت وبغض النظر عن طبيعتها لا تميز بين مسلم ومسيحي ووثني ، ولذلك كانت مطاليب اهل الجنوب هي المساواة مع اهل الشمال لا غير ، وهنا جاء دور الاسلامويين لتحقيق الهدف الاسرائيلي عبر ممارسة ضغوط شديدة باسم تطبيق الشريعة الاسلامية على اهل الجنوب ، فوجد من ارتبط باسرائيل الحجة والسبب للانتقال من مطلب المساوة ضمن السودان الى مطلب تقسيم السودان ، اذن لولا حكم الاسلاموييين لما حصل هذا التحول الخطير، ذلكم هو الدرس الكبير وتلك هي الحقيقة المرة المدمرة .
هل يذكرنا هذا بشيء خطير اخر ؟ نعم انه يذكرنا بان الفتن الطائفية في الاقطار العربية لم تظهر وتتفجر وتكبر الا بعد وصول خميني للسلطة واصراره على نشر ما اسماه ب ( الثورة الاسلامية )  التي تسببت في اشنع حرب بين بلدين اسلاميين هما العراق وايران ، ثم نشرت الفتن الطائفية من خلال اصرار ايران الملالي على نشر التشيع الصفوي بكافة الوسائل ، مما قدم كل المبررات للطرف الاخر ، وهو الطرف الطائفي السني ، لخوض صراع طائفي الطبيعة والهدف ، وهكذا دخلت الامة العربية مرحلة التورط في صراعات ثانوية بين الطوائف والاديان وغيب ذلك الصراع الحقيقي والرئيس بين حركة التحرر الوطني العربية والاستعمار الغربي والصهيونية .  وبعد غزو العراق توفرت ادلة عملية ووثائق ومواقف تثبت بان التيارات الاسلاموية كانت خيول طروادة للاحتلال بعد ان قامت بدور الداعم الرئيس للاحتلال في العراق ومنها تشكلت كل حكومات الاحتلال ، وبميليشياتها دعم الاحتلال واستمر طوال التسع سنوات الماضية وابيد اكثر من مليوني عراقي وشرد اكثر من سبعة ملايين عراقي من ديارهم بعد ان بدا القتل على الهوية الطائفية والعرقية في العراق .
ان محاولة تقسيم العراق ونشر الفتن الطائفية كانت من عمل التيارات الاسلاموية سنية وشيعية بدعم وتشجيع امريكيين واضحين جدا ، وان فصل جنوب السودان ما كان له ان يحصل وتتوفر البيئة التي تدعمه لولا وصول الاسلامويين للسلطة في السودان بقيادة حسن الترابي ، وهذه حقائق لم يعد احد يستطيع انكارها او القفز من فوقها ، وهي تقدم لنا الدليل الحاسم على ان امريكا واسرائيل لهما مصلحة اساسية وستراتيجية في وصول الاسلامويين للسلطة في الاقطار العربية لس لانهم عملاء ، فهذا موضوع اخر ، بل لان تكوينهم الفكري وتربيتهم الطائفية تجعلهم اسرى نزعات متطرفة دينية وطائفية تتغلب على المصلحة الوطنية والقومية وتدفعهم لتصفية اي طرف اخر ينافسهم وتوفر لديهم الاستعداد لقبول دعم اي طرف يعدهم بدعم وصولهم للحكم ، كما حصل ويحصل في مصر وتونس الان .  
بعد كل هذا هل نطلب من البشير الذي كان ومازال اداة تقسيم السودان الرئيسة ان يكون حريصا على العراق وشعبه وهويته ؟ ان البشير بعقلية المرعوب من المحكمة الجنائية الدولية بعد وضعه تحت تهديد كبير اصبح يريد باي طريقة استبعاد التهديد بما في ذلك تقديم تنازلات كان لا يتوقع انه سيقدم عليها حتى في الكوابيس ، لكن شبح اوكامبو وتهديدات امريكا واوربا حركت في البشير الاحساس بضرورة الحفاظ على النفس حتى لو كان ذلك على حساب الوطن والدين .
والبشير بموقفه الخياني في السودان وبموقفه الخياني على المستوى العربي يؤكد بان الاسلام يستخدم غطاء لتقسيم الاقطار العربية ودعم غزوات اعداء العرب والمسلمين بكافة الونهم واشكالهم .
ان الدرس الاكبر لخيانة البشير والترابي اللذان تغير كل شيء فيهما الا الخيانة والاصرار على تمزيق السودان ، هو ان التيارات الاسلاموية بغالبتها تشكل الاحتياطي الستراتيجي الاهم لامريكا والصهيونية . لذلك على الاسلاميين الوطنيين، وهم الاغلبية الساحقة، تبني موقف يميزهم عن الخونة من الاسلامويين عن طريق اختيار سياسات واضحة في وطنيتها وقوميتها دون التخلي عن الاسلام، وهذا ما تفعله فصائل مجاهدة في العراق التي تقاتل الاحتلال وتصون وحدة العراق الوطنية وهويته القومية تحت الراية المشتركة والثنائية راية العروبة والاسلام التوأمان اللذان لا يمكن فصلهما ، وان فصلا اصطناعيا بدأ مسلسل الكوارث . 

هناك 3 تعليقات:

ابو ذر العربي يقول...

اعتز بكتابات الاستاذ المناضل صلاح المختار وبجراته وصراحته التي تشبه وضوح الشمس في رابعة النهار
وارى انه من الضروري فضح كل القوى الانتهازية والعميلة ووضع الحقيقة في متناول القارىء العربي كي لا يكون اخر من يعلم
واذا سمح لي الاستاذ صلاح ان اضع ملاحظة بسيطة قد تكون مهمة من وجهة نظري
وهي انه الى جانب فضح المتامرين والعملاء وسياسات القوى المعادية للامة
ارى ان التركيز في هذه الاونة على تشجيع ودعم الاتجاه العروبي الاسلامي وعلى مستوى الامة من مغربها لمشرقها ضرورة تحتاج الى تقريب الشعور العام لدى القوى الوطنية والقومية والاسلامية عن طريق طرح المشتركات والناي عن المختلف عليه مؤقتا وليس تجاهله او عدم معالجته
ولهذا يمكن تعزيز وتقوية صف القوى المناهضة لقوى الاحتلال والاستعمار الجديد
ولكم تحياتي

أبو يحيى العراقي يقول...

أستاذنا الفاضل مصطفى كامل سلامي و تحياتي و شكرنا الجزيل نحن قراء هذا الموقع العراقي الوطني الاصيل المتوشح بأفكار العروبة و الاسلام و الذائد عن مبادئها و قيمها ... الشكر الجزيل على هذه المقالة الطيبة و الرائعة لأستاذنا المناضل و الثائر و المقاوم صلاح المختار. لقد طغى على هذه المقالة إحساس المرارة من تصرفات بعض المحسوبين على العروبة و على الاسلام و هم يمعنون في طعن أمتهم و العبث بأحشائها إذ يقبلوا بمصافحة جلاديها و سارقها. المدعو عمر حسن البشير هو تلميذ مخلص لمبادئ أستاذه السياسية و الدينية التي على رأس مبادئها القاعدة الفقهية المشهورة الضرورات تبيح المحظورات و التوسع في فقه الواقع الى حد غلبة ميكافيلي فيه. من المعروف حجم إنخراط حسن الترابي بمشروع ما يسمى تجديد الفكر الإسلامي و الذي ينحو نحو لبرلة الشريعة و القيم الاسلامية و إلباسها اللبوس الغربي. عمر البشير في ظني و رأيي المتواضع و حين أنقلب على أستاذه قد إستفاد من حراجة موقفه شعبياً في دعاواه الشاذة التي أراد بها التقرب الى الغرب و نزع الجوانب غير المرضي عنها في الشريعة الاسلامية حيث مكن ذلك البشير من حبس الترابي و مطاردة أنصاره الذين بدأت تقل أعدادهم. لقد حاول البشير اللعب على جميع حبال السياسة حيث حاول تارة أن يظهر بمظهر الوفي لبعض الشعارات و العناوين التي تعلمها من مدرسة أستاذه الترابي أمثال الاستقلالية و الخصوصية (و التي تنكر لها الترابي فيما بعد تحت دعاوى التجديد و الإصلاح) فيما كان تارة أخرى يحاول أن يظهر بمظهر المنفصل و المتميز عن التيارات الاسلامية و بناء دولة ذات طابع مدني. الموقف الوحيد الثابت له و الذي كان يستند فيه إلى جذره الإخواني هو في تحالفه الوثيق و العميق مع النظام الإيراني و هذا الجانب لا أعرف سبب عزوف أستاذنا الكبير الاستاذ صلاح المختار عن التنويه عنه و تركيزه بدلا من ذلك على علاقة البشير الخفية مع الولايات المتحدة و الصهاينة مع أن علاقة البشير بإيران علنية و صريحة و واضحة و موثقة و هي بتقديري الجانب الأهم في القصة و ما يفسر حضور البشير لبغداد أمناً مطمئناً حيث تجسد بغداد بساستها و حكامها صلة الوصل بين الشيطان الاكبر و إيران الاسلامية. الصلة الوثيقة و المتينة و القديمة بين البشير و تهران ربما تلقي لنا بعض الضوء على ملف نقل الطائرات العراقية الى إيران و كيف تم ترتيبه و من ساهم فيه. فيما يلي بعض الروابط عن البشير و عن علاقاته الوثيقة بإيران لمن أراد الاستزادة في هذا الموضوع مع خالص محبتي و تقديري.
http://www.fnoor.com/fn1257.htm
http://www.realite-eu.org/site/c.9dJBLLNkGiF/b.2552051/k.DB60/157516041589160115811577_15751604158515741610158716101577.htm

منيرة ابو ليل يقول...

كيف لا يكون زنا لانهم السبب وراء سقوط بغداد وياقى الوطن العربى واليهود استفحلوا بنا كمان

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..