حفلة (خيرية) لثوار سوريا!

تتصاعد كل يوم الجرائم المرتكبة ضد الشعب العربي السوري، وآخرها، إن صحَّت الصور المنقولة، ماجرى يوم أمس، الأحد 11/3/2012، في حمص وأدلب، وقبلها في منطقة بابا عمرو ومحافظات حماة ودرعا وغيرها، وهي جرائم لايمكن تبريرها ولا استمرار غض النظر عنها، لأنها لاتخدم سوريا ولا وحدتها وأمنها واستقلالها، ونحرص عليها كل الحرص.

وهالني فعلاً منظر ذلك الجندي البائس، وهو يصوِّب سلاحه على هدفٍ بشري، بدا متحركاً، بعد أن ظلَّ سلاحه الاستراتيجي حبيس المستودعات، ولم يخرج إلا في لبنان وحفر الباطن وتل الزعتر، فيما بقي العدو الحقيقي آمناً طيلة أكثر من 40 عاما ناعماً بعدم تحقق التوازن الاستراتيجي!
واللافت للنظر، أن الحكومة السورية اعترفت، فعلاً، بحدوث هذه المجزرة، مُلقية التهمة على (جماعات إرهابية مسلحة) ومع انها حجة لم تعد تنطل على أحد، ولا أصدقها شخصياً، إلا انني أتساءل عن مسؤولية الحكومة السورية في حماية شعبها من بطش وإجرام تلك (الجماعات الإرهابية المسلحة)؟
كما أتساءل: كيف تغوَّلت تلك (الجماعات الإرهابية المسلحة) في ظل السيطرة الأمنية والاستخبارية المعروفة في سوريا، طيلة حكم الأسد الأب والابن؟
تماماً كما أتساءل عن صلة عناصر أساسية في منظومة الحكم والأمن والعائلة والطائفة المسيطرة ، أو الحاكمة، سمِّها ماشئت، بتلك (الجماعات الإرهابية المسلحة) ومسؤوليتها الأساسية في إنشائها ودعمها وتجهزيها استعداداً ليوم كهذا، مستذكرين أدوار وجرائم سرايا الدفاع سيئة الصيت، للمجرم رفعت الأسد؟
ومع تصاعد هذه الجرائم المُخزية، فإن هناك من يسعى إلى تشويه صورة هذا الشعب الثائر، ومن بين ذلك الإصرار الصهيوني على دعم (ثوار) سوريا بحفلة خيرية يذهب ريعها لصالحهم!

وجاء في الأنباء، ان وزارة الخارجية الصهيونية، تدرس،بموجب تعليمات من الوزير اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، اقتراحاً طرحه المغني الصهيوني أركادي دوخين يقضي بتنظيم مهرجان غنائي يرصد ريعه لدعم المعارضة والمتمردين في سورية.

وقالت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر يوم أمس، الأحد 11/3/2012، إن دوخين توجه إلى ليبرمان قبل عدة أيام طالبا مساعدته في تنظيم مهرجان لموسيقى الروك أند رول في الكيان الصهيوني، وأن يتم تحويل ريعه إلى "المتمردين في سورية لغرض شراء مواد غذائية وأدوية".

ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الصهيونية قوله "إن ليبرمان وكبار المسؤولين في الوزارة يدرسون الفكرة بشكل إيجابي وكجزء من حملة أوسع للتعبير عن دعم صهيوني معلن "للتمرد ضد الحكومة السورية والتنديد بما يحدث في سورية.

وبادر دوخين إلى الاتصال بمكتب ليبرمان في أعقاب قرار الوزير بالتوجه إلى الصليب الأحمر للمطالبة بأن ينقل كيان الاحتلال مساعدات إنسانية إلى الشعب في سورية، واقترح المغني تجنيد مجموعة من الفنانين الصهاينة لمهرجان داعم للشعب السوري!

وقالت الصحيفة "إن مكتب ليبرمان لم يرفض الاقتراح الذي تم تحويله لعناية الجهات المهنية في الوزارة التي تتابع الموضوع السوري".

وقال المصدر في الخارجية الصهيونية إنه "يجري البحث في الفكرة لناحية الإيجاب في هذه الأيام سوية مع أفكار أخرى لمساعدة الشعب السوري"!

 وأكد دوخين للصحيفة أنه توجه إلى ليبرمان بهذا الخصوص وقال إنه لم يتم بعد تعيين موعد لإقامة المهرجان وأن الموضوع ما زال في بدايته "وقد قدمت الاقتراح من موقع إنساني".

...
التعليق:

مع ان المعارضين السوريين لم يجروا، بحسب علمي، أي اتصال مع العدو الصهيوني حتى الان، مؤكدين ان قبول المساعدة من (إسرائيل) سيؤكد، فقط، أقوال الرئيس بشار الأسد بأن إسرائيل والغرب كانت وراء الثورة ضد نظامه، إلا ان هناك اصراراً صهيونياً على تشويه حقيقة مايجري في سوريا، وحرفه لصالح العدو الصهيوني، عسى أن يفهم المعنيون ذلك ويتحسَّبوا له!