موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 3 نوفمبر 2013

هكذا كُنا وهكذا يريدونكم أنْ تكونوا!

وجهات نظر
نوري غافل الدليمي
لم تعرف المؤسسة العسكرية العراقية منذ تأسيسها في 6\1\1921 أي ممارسة طائفية على الاطلاق، فلم يَسأل أحد عن مذهب أو عرق أي من كبار  الضباط المؤسسين، ولم تشهد الحروب التي خاضها الجيش العراقي أية تعيينات على اساس عرقي أو طائفي.



جعفر العسكري
معيار الكفاءة والاخلاص والنزاهة هو الذي أوصل الفريق الركن جعفر العسكري الى موقع وزير الدفاع وهو من قرية عسكر القريبة من كركوك (يقول البعض انه كردي فيما يقول اقرباءه انهم من قبيلة النعيم)، وأوصل بكر صدقي (الكردي) من قرية عسكر ايضاً إلى رئاسة اركان الجيش، والفريق الركن عبدالجبار الأسدي (الشيعي) الى معاون رئيس اركان الجيش ثم وزيرا للمواصلات، والفريق أول الركن سعدي طعمة عباس الجبوري (الشيعي) إلى رأس وزارة الدفاع ، والفريق اول ركن عبدالواحد شنان آل رباط (الشيعي) إلى رئاسة اركان الجيش، والفريق الركن يالجين عمر عادل (التركماني) الى قائد فيلق، والفريق الركن نجيب ابتر عمر (الكردي) الى منصب معاون رئيس اركان الجيش.
بكر صدقي
شاركتُ شخصيا في بعض لجان اختيار الطلاب في الكليات العسكرية وكلية الاركان والايفاد الى خارج العراق، وللتاريخ لم يُسأل أي ضابط أو طالب عن طائفته أو مذهبه أو عرقه أو محافظته  للقبول في المؤسسات العسكرية أو الايفاد الى الخارج.
كان هناك معيار واحد هو النجاح في امتحان القبول والمقابلة الشخصية والفحص الطبي والنفسي، وتوضع اسماء المتقدمين حسب نتائجهم دون أي اشارة الى المحافظة التي جاء منها المعني أو الدين أو المذهب أو العرق الذي ينتمي إليه، وتقوم الجهة صاحبة القرار بتحديد اعداد المقبولين بوضع خط احمر تحت العدد المطلوب وبعبارة (الى هنا).
أما في المؤسسة العسكرية خلال الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 وما بعده، فقد أصبحت المحاصصة الطائفية والعرقية الاساس في الاختيار والتعيين، وبدأنا نسمع ونلمس مصطلحات المحاصصة والاقصاء والتهميش.

الفريق أول الركن سعدي طعمة عباس الجبوري
فكَّ الله أسره
فقد رأيتُ بأم عيني الناطق باسم وزارة الدفاع على شاشة التلفزيون قبل سنوات وهو يشرح اعداد المقبولين في كلية الاركان ويقول: عدد كذا (شيعي) وعدد كذا (سُني) وعدد كذا (كردي) وعدد كذا (تركماني أو مسيحي). وسمعتُ من ضباط صادقين عن عمليات إقصاء لمكونات معينة من اجهزة الاستخبارات والقيادات العليا وسمعنا عبارات من بعض الطائفيين نترفع أن نذكرها هنا.
أعود إلى كيف كُنا... واسمحوا لي أن اكتب بالاسماء، فلم يقل صاحب القرار في السبعينات والثمانيات لـ (ناجي راضي) لا تذهب إلى ساند هيرست لأنك شيعي، ولم يُسأل (مازن عبدالرزاق) إن كان سُنيا أم شيعيا، ولم يُسأل (علي نجم عبود) و(أياد عريبي فليح) و (وصفي حبش عودة) و (عباس محمد فزع) الذين تم ايفادهم الى ساند هيرست عن مذهبهم وكلهم من الشيعة، ولم يعترض أحد علينا عندما ارسلنا (رعد هاشم العامري) و (هاشم الخالدي) و (علي شواي بداي) الى الكلية العسكرية الملكية الاردنية وكلهم كانوا من الشيعة، ولم يحاسبنا أحد عندما ارسلنا الطالب الكردي (فرهاد مامند) إلى الكلية العسكرية الهندية، والطالب المسيحي (اعتذر عن نسيان اسمه) الى ساند هيرست.
ولم يسأل احد لماذا تم اختيار (نوري غافل الدليمي) و (حميد عباس الدليمي) إلى ساند هيرست والأثنان سُنة ومن محافظة الأنبار ومن قبيلة الدليم. ولم يسأل أحد عن ارسال (عبدالجليل محسن) إلى كامبرلي و محسن عبد الحسن لازم الكعبي و (حسين زاهي حمزة) و (عباس محمد فزع) إلى كلية الاركان الباكستانية وكلهم من الشيعة، ولم يسأل أحد عن مذهب (نوري غافل وسحبان ابراهيم ووصفي حبش) في ايفادهم إلى الباكستان (كويتا)، ولم يعترض أحد على ارسال (عباس فاضل الجشعمي(الشيعي) ونوري غافل (السُني)) الى كلية الاركان الملكية الاردنية.
كان المعيار واحداً ولا يتدخل فيه أي شخص أو جهة أنه معيار الكفاءة والذكاء... أي نتيجة الامتحان لا غير.
لم ولن تبنوا دولة مدنية مُحترمة ولا مؤسسة عسكرية مُحترمة ومُحترفة إنْ لم تغادروا الطائفية المقيتة والمميتة وتتركوا المحاصصة الطائفية والعرقية وتبتعدوا عن الإقصاء والتهميش.
لعن الله الطائفية ومَنْ جاء بها ومَنْ يؤمن بها... ولعنةُ الله على الطائفيين.


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..