وجهات نظر
صالح الجبوري
لايخفى على القارىء الكريم ان الشعوب هي نبض الشارع في كل دول العالم على حد سواء.
هنا لابد من القول ان المسؤول الاول بالبلاد عندما يتجاهل او يسخر من ان يصغي لذلك النبض بالشكل الامثل، دون شك سيضع المسؤول نفسه عاجلا ام اجلا بموقف لايحمد عقباه !
كيف نستطيع ان نؤكد بشكل قاطع لاغبار عليه ان المسؤول العراقي قد اتبع خيط سراب واهم رسمه له الشيطان كي يظل طريقه ولايبصر .. ولايرعوي لما يحصل للمواطن العراقي بالوقت الحاضر. نستطيع ان نلتمس تلك الحقيقه من خلال مايحدث بالعراق من انهيار امني وصل لدرجة لاتطاق حيث نشاهد ونسمع قتل العشرات يوميا من العراقيين الابرياء وبمختلف الطرق والمناطق، اقصد الطرق بدءاً من العبوات والمتفجرات حتى الكاتم وماشابه ذلك، ونجد المسؤول العراقي لايكترث اطلاقا بمصير اولئك الضحايا ومعاناة ذويهم بشكل يصعب وصفه بكلمات، يعني عندما يطلق النار بالشارع من قبل مجموعة ارهابية محسوبة على طرف مؤثر ذو نفوذ دون شك ويتم قتل رب اسرة وهو يقود سيارته ومعه زوجته واطفاله بوسط بغداد في وضح النهار يوم 28-8-2013 قرب جامعة البكر، طبعاً أمثال ذلك كثير جداً، هنا ليتصور القارىء الكريم حالة عائلة الضحية وهم يشاهدون هذا الموقف الدراماتيكي، الاب يقتل وهو يقود السيارة .. والسيارة تنحرف عن الطريق والزوجة والاطفال يصيبهم الهلع والذعر، والقاتل يختفي عن الانظار دون اي متابعة ودون اي تصريح من اي مسؤول ازاء الحادث وكأن الامر طبيعي! هذا مايسمى بالاستخفاف والتجاهل لحقوق المواطن! ولو اننا ندرك الابعاد لمثل هكذا عمليات اغتيال متكررة، ولونتحدث عن موضوع مسلسل الاغتيالات والتجاوز على حقوق المواطن ومن جهات مختلفة احيانا يكون من ارهابيين ان صح التعبير واحيانا اخرى تكون من سلطات حكومية مثل الاعتقالات العشوائية التي تحصل كل حين بالعراق ككل مما تسبب حالة الذعر والخوف وعدم الاستقرار لدى المواطن العراقي، هنا سيطول الحديث.
السياسة لم تكن يوما سلعة او مادة نستطيع ان نشتريها ونمتلكها ونتصرف بها كما نشاء كأي مادة اخرى، انما السياسة حرفة تصقل في شخص وكيان السياسي المثقف المتمرس حيث ان الجانب الثقافي دائما يسبق الحرفة، نعم ان خريج كلية القانون أو العلوم والسياسية او خريج الحقوق الصادق مع ضميره لايستوى مع جاهل قاتل محترف لايمتلك شهادة الدراسة المتوسطة حين يشغل منصباً ما او يرأس وزارة، النقل والمواصلات مثلا، انطلاقا من باب المحاصصة! بديهي هذا العنصر سوف يسيء للمؤسسة التي ينتمي اليها ولنفسه كذلك بذات الوقت سواء كان يشعر بالاساءة ام لم يشعر، لماذا؟ لانه غير متعلم وغير مثقف وسوف يبدأ من الصفر على حساب مصالح الدوله والمواطن. فكيف عندما يكون الامر متعلق بأمن البلاد وسلامة المواطنين؟
الامر صعب للغاية ومعقد ويتحمل مسؤوليته مباشرة كل مسؤول بالدولة وكل ضمن اختصاصه دون شك.
هل هناك عاقل يمكن ان يصدق ان كل مايتم من عمليات قتل وخطف وسرقات منظمة على مستوى كبير، لم يتم ولو لمرات قليلة القاء القبض على الجناة ويتم اخبار المواطنين عبر وسائل الاعلام عن هوية القتلة واصدار الاحكام وتنفيذها بحقهم. لم نسمع يوما وبعد اي عملية قتل ان حضر المكان مسؤول امني رفيع كي يوضح الموقف للمجتمع ويجعلهم يشعرون بمكانتهم الطبيعية لدى السلطة الحاكمة.
ولايبرر للمسؤول ان يصدر قرارات بين الحين والاخر كي يعفي عددا من رجال الامن والشرطة من مناصبهم بسبب اهمالهم الواجب كما يعلن في كل مرة! حيث ينبغي ان تكون هناك ضوابط وشروط يجب ان تتوفر برجال الامن والشرطة قبل التعيين، دون اتباع مبدأ المحاصصة وماشابه عند التعيينات.
الشعب العراقي دمه يغلي هذه الايام حيث ان مسلسل القتل وصل حد السخرية من السلطة الحاكمة حاليا على حساب حياة وكرامة ودم المواطن العراقي ذلك عندما تعلن بعض الاطراف التي تنفذ عمليات القتل بحق المواطنين العراقيين، انها ستجعل اهدافها يوم ضد الشيعة ويوم ضد السنة! تصورا هذا الاستخفاف لأي حد قد وصل.
التناحر البليغ الملموس الذي يجري بين المسؤولين العراقين بشكل عام سواء من الوزراء او اعضاء برلمان والتباين الجسيم بتصريحاتهم واقوالهم المتذبذبة يضعف الحال الامني ولايدل الا عن غباء سياسي!
والاعلامي القديم حسن العلوي صرح يوم الاربعاء 28-8-2013 ضمن برنامج الساعة التاسعة على قناة البغدادية قائلا: سوف اسافر الى المانيا لأبحث عن رئيسي المفقود! بالله عليكم هل هذا منطق يقبله انسان مثقف عاقل؟ في حين ان العلوي غالبا مايصف نفسه بالمتمرس بمجال السياسه والاعلام!
القصد ان السياسة ليست عباءة يرتديها كل من يشاء، واذ كان هناك بعض الساسة بالعراق يعتبرونها عباءة ميسورة الاقتناء، عليهم ان يجعلوها بالشكل الذي يستر العيوب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق