وجهات نظر
مصطفى كامل
مصطفى كامل
لا يهم ان تقتل أو تسرق، أو تحرق البشر احياءً، بل لا بأس ان تفعل كل ذلك، مادمت تعطِّر فمك بالصلاة على (محمد وآل محمد)!
قد تبدو العبارة غريبة جداً، وقد أتعرض لهجوم عارم من قبل كثيرين، يجيدون قراءة السطر الأول فقط، ولكن مع ذلك، سأمضي في كتابتي للفكرة.
هذا الفيلم يصور جريمة ارتكبتها ميليشيات عصائب اهل الحق المدعومة من قبل رئيس الحكومة نوري الماكي شخصياً.
شاهدوا هذا الفيلم (هنا) بكل بشاعته وبكل السادية الوحشية التي يحتويها، ولاحظوا كيف يعطِّر القتلة المتوحشون أفواههم بالصلاة على (محمد وآل محمد)!
لكن قبل ذلك أود أن أقول لكن إن محمداً المقصود، ليس محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، نبي الرحمة وصاحب الخلق العظيم، ذلك الذي خاطبه ربه من فوق سبع سماوات قائلاً له "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وزكّاه قولاً وفعلاً بقوله، جل وعلا "وانك لعلى خلق عظيم"، وأكَّد ذلك بما لا يقبل شكاً، فوصفه سبحانه وتعالى بقوله "حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم".
محمد المقصود شخص آخر، وآل محمد المقصودون ليسوا أولئك الذين نعرفهم، باعتبارهم كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم.
كلا..
(محمد وآل محمد) عند هؤلاء الوحوش، ساديون قتلة لا يرتوون من الدماء، وبإمكان كل الوحوش الضارية أن تفعل مثلهم، بكل سهولة، ما دامت تقتدي بهم وتعطر أفواهها بالصلاة عليهم!
هذا مجرد تشابه بالأسماء، تشابه بالأسماء فقط...
تماماً مثل المهدي المنتظر الذي يقتل عشرات الألوف ويغوص بالدماء حتى الركب!
تشابه أسماء لا أكثر.. وأشدد على ذلك.
قد يقول قائلون: ان هذا الشاب، الذي يجري حرقه، إرهابي قام بتفجير سيارتين في منطقة جسر ديالى، جنوب شرق العاصمة العراقية. هذه هي الرواية المعتمدة من قبل الذين يصلون على (محمد وآل محمد)، الذين تحدثنا عنهم قبل قليل، ولا يوجد ما يؤيدها أو ينفيها.
ولكن، ماذا لو كان الشاب ضحية للفتنة الطائفية التي تعبث بالعراق وأرض الاسلام؟
وماذا لو كان كل ذنبه انه مقاوم مطلوب من عملاء الاحتلال؟
ماذا لو كانت التهمة زائفة، وتزييف الاتهامات امر طبيعي في العراق الجديد، والشواهد لا يمكن ان تعد ولا أن تُحصى، وكل ما يستلزم لذلك مخبر سري، وصلاة على (محمد وآل محمد)!
ماذا لو ظهر أنه بريء، لاحقاً، وهذا ممكن جداً؟
ماذا لو جاء (إرهابيون) من الطرف الآخر وفعلوا جرائم بشعة في المنطقة التي شهدت هذه الجريمة، وقتلوا العشرات من أبنائها انتقاماً لحفلة الشواء التي مارسها رعاعهم؟
حينها ستخرج الألسنة العفنة مولولة نادبة داعية بالويل والثبور، لتستمر حفلات الرعب المتتالية!
طيب لنفترض انه إرهابي، وانه يستحق عقاباً على شنيع فعلته ورادعاً لأمثاله، هل يجوز أن يكون التعامل معه هكذا؟ أم ان ذلك جائز في شرع الذين يصلون على (محمد وآل محمد)!
أين حقوق الانسان يا أصحاب حقوق الانسان؟
أين القانون في دولة القانون؟
والمفارقة، كما قد يراها البعض وبالنسبة لي طبيعية جداً، أن يجري هذا المشهد المهول بحضور من يفترض أنهم أدوات تطبيق القانون وإنفاذه، وأدوات حماية البشر، حيث يظهر بوضوح عدد من عناصر الجيش أو الشرطة المالكية في العراق الجديد الفيدرالي الديمقراطي، وهي تحضر حفلة الشواء السادية هذه وتنظم التفرج عليها!
انها الوحشية التي لا نظير لها، والتي تجعلنا نصدِّق أن طفلاً عراقياً تم تقديمه لعائلته مشوياً، لأسباب طائفية، وهو خبر كنت أدفع بتكذيبه، فما المانع مادام كل ذلك يجري بالصلاة على (محمد وآل محمد) ولا بأس أن نزيد على ذلك بأن (نلعن عدوهم) فهذا سيجعل الأمور أسهل!
لو كان هذا الشاب إرهابياً مسؤولاً عن قتل أبرياء، فأنا مع إعدامه في محل تنفيذ جريمته وبنفس الطريقة التي نفَّذ جريمته بها، ردعاً لكل من يسفك دماً بريئاً، ولكن بعد محاكمته في قضاء عادل، غير مسيَّس ولا مطوأف (إذا أجاز لنا اللغويون هذا الاشتقاق) أما أن يحكم عليه من قبل صبية رعاع أو ضباع متوحشة مهووسة، بالدفاع عن (ربعنا) كما يقولون بكل وضوح، ويحرق في الشارع، ثم نمضي وكأن شيئا لم يحصل، ما دمنا نصلي على (محمد وآل محمد) فهذا أمر مرفوض، لا يقبله انسان ولا يمكن أن قبل به حتى تلك الضباع القادمة من أميركا المتوحشة!
لعنة الله على أميركا المتوحشة التي سمحت لهذه الضباع بالظهور في العراق. لعنة الله عليها وعلى أتباع (محمد وآل محمد) الصفوي اللعين.
..
لكنني قبل أن أختم أقول لك ياسيدي رسول الله، أيها الصادق الأمين الذي هو بالمؤمنين رؤوف رحيم، عذراً لك ياسيدي وحبيبي وشفيعي يوم القيامة..
عذراً لك، وحاشاك، أيها النبي الكريم، أن يكون هؤلاء من أتباعك، حاشاك وحاشا أتباعك.
اللهم صل على محمد، عبدك ورسولك، العربي الصادق الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، عدد ذرات الماء والهواء والتراب، وعدداً لا ينتهي بحد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق