موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 26 أغسطس 2013

الفوضى والديمقراطية!

وجهات نظر
أمير البياتي
الى أين تسير المنطقة؟ وماذا سيحصل؟ ولماذا؟
هذه أسئلة تدور في أذهان الناس في اقطارنا العربية المختلفة دون فرق بين مختص وغير مختص، وهذه الفوضى ونسمات "الديمقراطية" التي تهب على عالمنا العربي دون غيره من بلدان الدنيا مستمرة بالهبوب جالبة معها الموت والدمار وقتال الشوارع... كل هذا ومايزال السؤال قائماً: لمـاذا؟


هناك حقيقة وهي بالتأكيد ليست بمصادفة أن الفوضى الآن والقتل المجاني والمستمر يعم ثلاثة أقطار عربية هي العراق وسوريا ومصر. وماذا يجمع هذه الاقطار العربية الثلاث؟ أنها كلها أول من حمل لواء القومية العربية ومنها انطلقت وفيها ترعرت أفكار التحرر والثورة. وأنها، ثلاثتها، قدمت من الشهداء الكثير على مذبح مقاومة المستعمرين والغزاة. نقول هذا دون التقليل من شأن ماقدمه أشقاؤنا في الأقطار العربية الأخرى من تضحيات وما سجلوه من مآثر وبطولات على نفس الطريق، غير أن العراق وسوريا ومصر كانت هي الرائدة والقائدة والتي ضربت أعلى المُثُل في التضحية والمطاولة.
ولكن الأهم من هذا أنها هي ثلاثتها أهم الدول العربية التي دافعت عن كرامة الأمة وشرفها ووقفت بشكل أو بآخر وفي أوقات متفاوتة في وجه التوسع الصهيوني وقاومت النوازع العدوانية التي يغذيها ثالوث الشر أمريكا واسرائيل وإيران. وجيش مصر وجيش العراق اذاق العدو الصهيوني مرارة الهزيمة والخذلان في أكثر من مرة وعلى أكثر من جبهة، وصمدت جيوش هذه الدول- وبغض النظر عن نوايا بعض قياداتها السياسية- في وجه الأعتداءات الصهيونية المتكررة على الأراضي العربية.
فماذا حصل وماهي نتائج هذه الفوضى؟
· أن هذه الدول باتت مشغولة بشأنها الداخلي، ولم يعد من اهتماماتها ولا من أولوياتها التصدي للمخططات الصهيونية في المنطقة، وهذا يعطي الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية فرصة ذهبية لترتيب الأوضاع المتعلقة بما يسمى بعملية السلام في المنطقة والأنفراد بالطرف الفلسطيني الذي فقد عمقه العربي الفعال والحقيقي،
·  التمهيد للبدء بمخطط تقسيم هذه الدول الى دويلات أصغر ضعيفة وتعتمد في بقاءها وديمومتها على المساعدات الخارجية وعلى أستمرار النفس الطائفي والعنصري المقيت منتشراً بين أفراد شعوبها،
·   أن تكفر شعوب هذه الدول بالديمقراطية!
إن أمريكا لم تجلب الديمقراطية الى العراق وإنما جلبت عملية سياسية عقيمة أفرزت حكومات عميلة وهزيلة وغير كفوءة وفاسدة، وذاق العراقيون منها الويل والثبور وعانوا ومايزالون من انعدام الأمن والأمان والخدمات، ومن شيوع الفساد واستشرائه وضياع ثروة البلد.
 أمّا في مصر، فقد كان للإخوان المسلمين دورهم المرسوم في إشاعة التخلف وانتشار الظواهر الشاذة والغريبة في المجتمع، واستهداف الكنائس، وخرق الدستور والاستهانة به وبالحريات الصحفية والشخصية، اضافة الى انتشار الفساد وضياع الأمن وانتشار السرقات. (ملاحظة من الناشر: بتقديرنا هذه امراض اجتماعية مصرية مزمنة منذ عقود لا علاقة لعام الاخوان المسلمين بإشاعتها)
وفي سوريا ذاق السوريون "طعم" الديمقراطية حتى قبل أن يشاهدوها! وما فعلته القاعدة أو بعض فصائلها فاق في وحشيته وعنفه وبشاعته جرائم النظام السوري التي ثار شرفاء سوريا ليتخلصوا منه، وما يحصل في سوريا الآن لا يحتاج الى توضيح أكثر.
·  وماذا بعد الكفر بالديمقراطية؟ إن الناس ستصل الى القناعة أن الديكتاتورية أرحم من الديمقراطية، وهي قناعة باتت سائدة الآن في أوساط واسعة من عموم العراقيين، وما فعله المصريون في 30/6/2013 كان تعبيراً عن هذه الحقيقة وتجسيداً لها، فحكم العسكر أفضل من حكم الذين جاءوا عبر صناديق الاقتراع. والسوريون الآن سيقبلون بالسخونة بدل الموت، وكفروا بالتغيير الذي جلب الخراب لبلدهم والقتل لشبابهم والتشرد لمن استطاع ذلك منهم.
·  وماذا بعد؟ ستاتي أمريكا بديكتاتوريات مصممة خصيصاً للمهمة وسيتقبلها الشعب العربي في هذه الأقطار وذلك بعد أن تم القضاء على جيل كان يحمل بقايا من الثورية والأفكار القومية وتمت تصفية هذا الجيل فكرياً وبدنياً، وسيحل محله جيل لا أرضية له يستطيعون أمركته وصهينته وفق الهوى وبدون خسائر كبيرة.
فهل نحن واعون للمخطط؟ وهل أعددنا له وسائل المقاومة؟


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..