موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 21 أغسطس 2013

إضحكوا معي ...

وجهات نظر
عبدالرحمنالعبيدي
ضحكت على خبر نشر على احدى الفضائيات مفاده:
((رئيس الوزراء نوري المالكي هاتف رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي وأبلغه استعداد حكومته ووضع كل إمكاناتها في دعم مصر حكومة وشعبا لمواجهة الارهاب)) ولأن الخبر كان موجودا على إحدى الفضائيات التي غالبا ماتصفها الحكومة العراقية بالداعمة للارهاب أو المروجة للفتنة، فقد تأكدت أن المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي قد أعلنه لعدد من وسائل الاعلام.


الخبر يشكل طرفة (نكتة) بطعم الحزن (لان شر البلية مايضحك) وحسرة لقلب كل عراقي غيور يسمع بهذا الخبر وهو يرى بلده سيد الاوطان ومهد الحضارات ومنبع العظماء صناع التاريخ بات بيد أنصاف المتعلمين .
الخبر المنشور يشير الى:
أولا: استعداد الحكومة ووضع إمكاناتها! القاصي والداني يعرف إمكانات الحكومة الفاشلة وهي لاتتعدى إجراءات بائسة تكمن في عزل الاحياء وإحاطتها بالكتل الكونكريتية ضمن سياسات العزل الطائفي وانتشار السيطرات في الشوارع وخنق الحياة، وفنيا استخدام أجهزة السونار أو كشف المتفجرات الفاشلة بشهادات المختصين والكلاب البوليسية اختراعهم الجديد، أما بشريا فهم ضباط وعناصر الدمج من الاميين، فأين هذه الإمكانات التي يتحدث عنها المالكي، والعنف يضرب المحافظات والمدن العراقية الآمنة يوميا ويحصد أرواح الأبرياء، ويدمر ممتلكاتهم ويخرب مدنهم، وعصابات القاعدة والميليشيات الطائفية هي من تتحكم بأمن واستقرار العراقيين.
بل حتى رئيس الوزراء المهاتف وفريق ادارته راحوا يتسورون ويزيدون في تحصيناتهم داخل المنطقة الخضراء خوفا من العنف، وإذا كانت للحكومة إمكانات كما تدعي حقا، فلماذا تطلب من الحكومة الامريكية مستشارين وطائرات مسيرة بدون طيار لمكافحة الارهاب؟
ثانيا: شاهد العالم ويشاهد ارهاب القوات العسكرية والاجهزة الامنية الفاسدة حد النخاع التي يترأسها المالكي وهي تمارس الجرائم المروعة ضد المتظاهرين المدنيين العزل في الفلوجة والحويجة وجامع سارية، وما حصل في مجزرة الزركة ويحصل حاليا في مناطق حزام بغداد من مداهمات عشوائية واعتقال الابرياء وانتهاكات صارخة لحرمة البيوت والاعراض.  فهل من يرهب الناس يكافح الارهاب؟
كما أن موقف الحكومة هذا يمثل انقلابا (جقلمبة أو دقلة مالكية) فالحكومة العراقية كانت قد طبلت وزمرت لزيارة رئيس الوزراء المصري السابق هشام قنديل لبغداد في شهر مارس – آذار الماضي على رأس وفد ضم عدد من الوزراء وابرام عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين.  
مايحصل في مصر حاليا هو أزمة داخلية ولم تتدخل لحد الان حتى الدول التي لديها علاقات ومصالح ستراتيجية مع مصر، وكان الاجدر بالحكومة العراقية أن تبدي قلقها أزاء مايحصل من أحداث عنف وتعلن موقفها المؤيد أو المعارض للحكومة المصرية الحالية بدون إعلانها المساعده في مكافحة الارهاب الذي تزعمه.
إن المواقف السياسية التي تتخذها الحكومة العراقية حول الازمات التي تحصل في دول المنطقة لاتنم عن وعي سياسي ناضج ودراية موضوعية كاملة ومعلومات دقيقة وافية حول الازمات من سياسيين من خبراء سياسيين، بل هي سياسات عبثية ارتجالية  تفتقر الى الحكمة والاستراتيجية. وردود أفعال غير محسوبة من مراهقين في علوم السياسة على طريقة البغدادي خلف ابن أمين، قائمة على الادعاء الكاذب فقط، ولاشيء سواه.


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..