وجهات نظر
شاكر الجبوري
لم يعد هناك من خيار شعبي غير اعلان الحرب "السلمية" على الحكومة والنواب والمرجعيات ومجالس القضاء وكل اليافطات التي لم تنتصر لاستقرار العراق وكرامة شعبه، ونعم لتحشيد كل الطاقات والخروج من عنق زجاجة الخوف من حكومة "الويط واط"، المحاصرة بالخنادق الخلفية، فهي تجيد التبرير والتخوين وتحميل الآخرين فشلها على قاب قوسين أو أدنى من مواكب "مهيبة" بالعدة والعدد لحماية مسؤول خائف!!
لا يمكن وصف تفجيرات بغداد الا بالمجزرة السياسية، فلا يوجد سياسي بريء ولم يتحمل اي رجل دين مسؤولياته في مسرح يتبادل فيه الممثلون الأدوار رغم انطفاء كاميرة التصوير، شعب ينحر بشكل رهيب وحكومة تفشل حتى في تقديم حصيلة دقيقة للضحايا، فهي تختفي وراء سياج كونكريتي والشعب ينتظر مجهول فشلها المريب، بينما لم تخرج المرجعيات عن لغة الادانة والتنحذير وكأن بقاء الحال قدرا محتوما، فيما الصحيح أن الايمان بالله قولا وعملا يفرض واجب الوقوف مع الشعب لردع الظلم ونصرة الحق على الباطل.
يقولون بلا قطرة حياء ان هذه التفجيرات كانت متوقعة ولها علاقة مباشرة بتسارع الأحداث في سوريا، دون المرور على تسريبات تتحدث عن غرق باخرة ايرانية محملة بمئات السيارت المفخخة الى العراق من نوع "سايبا"، ولا يستحون ايضا من تكرار نفس التبريرات والتخريجات التي حفظها العراقيون عن ظهر قلب فيه من الوجع ما تنوء الجبال بحمله، فيما "يتمنطق" سياسيون بعبارات تكشف عن جهل بكل شيء غير السلب والنهب والكذب المزمن.
لن يعقد مجلس النواب جلسة طارئة ولن يستقبل وزيرا ولا شرطيا، ولن تعلن المرجعيات الحرب على الحكومة بتهمة "الخيانة العظمى" بعد مسلسل طويل وممل بأحداث وتخمينات وتحذيرات لا تغني عن حزن مفتوح ولا تؤسس لمستقبل آمن، فهي تعيش بالماضي وتتحدث عن المستقبل بدون فواصل تاريخية، لذلك من غير المستبعد اتهام حكومة المالكي بالتقاعس عن مسؤولياتها "الانسانية" في نقل تجربة العراق بمكافحة الارهاب لحماية الشعوب العربية والاسلامية، ووضعها تحت تصرف حكومات الهند والصين وجنوب افريقيا، ولمساعدة أمريكا على حفظ أمنها القومي بوجه مخططات الجماعات المسلحة!!
متى تعترف حكومة العراق غير المكتملة النضوج أنها سقطت في الامتحان الوطني ويجب أن ترحل، بعيدا عن هواجس الحساب والعقاب، ومتى يعرف القائد العام للقوات المسلحة أنه ظلم الشعب بقيادات أمنية لا تجيد قراءة "منضدة الرمل" وتجهل سياق الأوامر العسكرية وتجتر سيناريوها النصر "المؤزر" على سطع المريخ، ومع هذا يراهن على عبقريتها "القيادية" في انهاك الشعب ماديا ومعنويا وبعث القنوط في النفوس للاحتفال في غرفة مغلقة على بقايا جثث الضحايا، مثلما هو الحال منذ اشهر واسابيع!!
لانجد سببا يبرر لرئيس الوزراء نوري المالكي دفاعه "المستميت" عن بطولات قادة الأمن "المفقود" غير نجاحهم في اقناعه بأنهم الأكثر وفاءً وقدرة على التضحية والصمود واعتبار غيرهم " اشد الأعداء" بعد أن رسم "المزايدون" صورا مشوشة عن الولاءات والقناعات من باب المحافظة على عروش ينظرون اليها من الأسفل، ويتعاملون مع التحديات بملامسة سطح جلد الواقعية، لأنهم ببساطة أميون في ادارة شؤون البلاد والعباد! ويتناسى المالكي أن قتل المواطن بغاز الخردل لا يختلف عن المفخخة والعبوات الناسفة ، انها جريمة حرب بكل قرائن الادانة!!
وفي مرحلة انتقالية دقيقة جدا فان امام شعب العراق فرصة تاريخية لاستعادة لحمته الوطنية التي جزأها الاحتلال وحكومات اللاوعي المتعاقبة، ذلك من خلال انتفاضة شعبية تغرد خارج المحاصصات والطوائف والتوافقات، يجمعها شعار واحد "نحن عراقيون وهم غرباء" مستمدين العزم من تاريخ يزهو بالتضحيات الوطنية الجليلة ومزاج شعب يأنف من ذكر العملاء والمرتشين والسراق، أصحاب الأقدام "المفلطحة" والجيوب المثقوبة والعقول المجمدة!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق