سرور ميرزا محمود
قدم محمد البرادعي نائب الرئيس المصري المؤقت للعلاقات الخارجية، يوم الثلاثاء الفائت، استقالته من منصبه احتجاجاً أو اعتراضاً على ماقامت به السلطة المؤقتة من فض عنيف لإعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي.
لقد ظل البرادعي مثيراً للجدل حتى وهو يقرر الاستقالة من سلطة انضم لها ومن ثم قرر الانسحاب منها، وباعتقادي المتواضع فانك يا دكتور البرادعي أنهيت مستقبلك السياسي لأسباب عديدة ومنها استشرافك المعطيات التي أبرزت نجماً عسكرياً وهو وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي الذي بدأت كثير من مراكز الدراسات تدرس شخصيته واتجاهاته المستقبلية لا سيما دوائر الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ اضمحلال حلمك في رئاسة الجمهورية الذي لن يصل الى مبتغاه،.
هل هذه الإستقالة هي لتبرئة نفسك من أعمالك المشينة؟ أشك بذلك! أو لتلميع صورتك وقد تناسيت بأن لمعانها مخدوش ومضروب جداً! فأين أنت يا دكتور برادعي، إن كنت مصريا صادقا وتدعي الوطنية وحقوق الانسان وعدم الموافقة عن إراقة الدماء فلماذا لم تستقل من إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عند غزو العراق؟
بل ان الذي حصل هو العكس، الكل يعلم أن البرادعي وبشكل عجائبي غير مفهوم، عمل باستماتة منذ الايام ألأولى من أجل قتل ووأد أية مبادرة لحل مشاكل الشارع المصري، وأنت نائب رئيس الجمهورية، لابد وأنك كنت على علم بتوقيت فض إعتصام المعتصمين ويجب عليك أن تعلم بالخطة وتوقيتها، وبالتأكيد كانت تحتاج الى إعتمادك عليها، ألم يكن من الأجدى لك أن تستقيل قبل أن تبدأ المجزرة لمحاولة تعطيلها؟
أنت مشهور بالخداع ومشهور بمواقفك المتخاذلة والمتواطئة، باستقالتك هذه وكأنك عصا بيد من يكره مصر واستقلالها، بل أكثر من ذلك أنك بهذا العمل شجعت العنف وشجعت التمرد وشجعت الارهاب، فهل هذا ما كان مطلوبا منك أن تفعله؟
والسؤال الذي يطرح بقوة ويحتاج الى إجابة موضوعية عن توقيتك للاستقالة وتهربك من المسؤولية وهي في بدايتها؟ وهنا رغبت للفائدة أن أنقل مقالتي التي نشرتها قبل فترة طويلة لتكون في ذاكرة كل من يريد أن يعرف البرادعي على ما كان عليه سابقا ويربط بما أوضحته أحداث استقالته، المقالة كانت بعنوان (كسرت الجرة يا دكتور البرادعي، بعد أن فضحك أيضاَ زميل لك كان يعمل معك في الوكالة الدولية للطاقة). تجدونها هنا.
كنت من ضمن الأوائل الذين كتبوا عن الدكتور البرادعي قبل أن يرشح نفسه لرئاسة مصر، ليس بدافع الحقد او الثأر الشخصي وإنما لمواقفه الهلامية والضبابية وتأثير أصحاب القرار على الوكالة، ولمسؤوليته بإطالة أمد التفتيش والحصار وتقاريره الى مجلس الأمن، والتي ساهمت بدورها بزو واحتلال العراق، كما إنه لم يتخذ أي موقف شجاع أو بحكم الأمانة والمسؤولية عندما صدر تقرير ريتشارد دولفر عام 2004 أي بعد الحرب والاحتلال والذي سمي في حينه (مجموعة دراسة العراق) الذي كان يضم 1700 من الباحثين المدنين والعسكريين والتي أفادت دون أدنى شك بأن العراق كان يفتقر الى القدرة على إنتاج أسلحة الدمار الشامل منذ حرب الخليج عام 1991 وإنه قد غادر البرنامج النووي في حينها، وحتى إستقالة ديفد كي من ترؤس اللجنة أيضاً 2004 وقال قولته المشهورة وهي إعتراف علني (إننا على خطأ) بما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، كل هذا ولم يصدر منك غير الأسف وحتى الندم لم ينطقها لسانك إلا بعد أن تقاعدت من الوكالة، وعندما تطوع الدكتور هانز بليكس للإدلاء بشهادته أمام لجنة التحقيق البريطانية برئاسة السيد جون تشيلكوت والتي سميت لجنة تشيلكوت للتحقيق في أسباب الحرب على العراق، فكان أول شخص غير بريطاني يمتثل أمام اللجنة وهي مراجعة وصحوة ضمير، وفي حينها ناشدناك مع الآخرين لإتخاذ موقف شجاع ومسؤول للتطوع والمراجعة للمثول أمام اللجنة المذكورة، أليس هذا هو المفترض والمتوقع منك؟ ولكن مالذي حصل نتيجة سكوتك وصمتك، والعراقيون وبمختلف شرائحهم يقتلون ويشردون بدم بارد، ألم تقم ببيع العراق سابقاً بتقاريرك، وحتى مصر لم تسلم منك ومن أفعالك!
كذلك كتبنا حين أعلن عن ترشحه لرئاسة مصر واصفين صورته غير الأمينة ومشاركته اللامسؤولة من خلال إعطاء الإنطباع للمجتمع الدولي بأن العراق لم ينفذ قرارات مجلس الأمن كلياً ونصحناه بعدم الترشيح، ومن فاتته مقالاتنا المنشورة ندرجها وكما يلي :
عندما تتصفح الشبكات العنكبوتية والمواقع الاجتماعية ترى كثير من الأقلام ولأسماء معروفة كتبت عن البرادعي قليل منهم من كان إيجابياً معه والكثير إتهمه بالعمالة والخيانة، فضلا عن مطالبة لجنة جائزة نوبل بسحب الجائزة منه، وإنه من المسببين بقتل العراقيين، وإنه لم ينتقد (إسرائيل) ولا مرة واحدة عن برامجها النووية، لا بل إنه يطلب من العرب محاورة (إسرائيل) لإقناعها بوضع منشآتها النووية لضمانات الوكالة والتوقيع على معاهدة حظر إنتشار الأسلحة النووية وبعد وبعد..، ولكنني هنا سأتطرق لشهادة من كان يعمل معه في الوكالة حيث أبرز نقاطاً عديدة لابد من التوقف عندها، وبل ثمة ضرورة لكل مصري وعربي التأمل في دلالاتها ومضامينها ليأخذ موقفه من البرادعي، وأختمها بواقعة أخرى لها أيضاً لها دلاتها بسطحية البرادعي لمكونات شعبه.
الدكتور يسري ابو شادي: رئيس قسم في دائرة الضمانات التابعة للوكالة الدولية للطاقة والمعنية بالتحقق والتفتيش، إلتحق بالوكالة عام 1984 في نفس فترة إلتحاق البرادعي لها، تعرفت عليه عام 1982 عندما كان يعمل في وكالة الطاقة الذرية الليبية وكنا في لجنة الوكالة التي تدرس إمكانية إستفادة الدول النامية من المحطات الكهروذرية الصغيرة والمتوسطة الحجم لإنتاج الكهرباء، التحق في منتصف التسعينات بعمل لجنة التفتيش على العراق وزار العراق ضمن فريق التفتيش عام 1994 وكان مهنيا بتعامله ومتعاطفا مع مشاعر العراقين مثل زميله، الدكتور أحمد أبو زهرة، الذي كتبنا عنه في إحدى مقالاتنا والذي كان متعاونا بالشكل الذي لا يحب إيذاء العراق، والذي هو كذلك يمتلك معلومات كثيرى عن الوكالة ودور مسؤوليها بضمنهم البرادعي.
شهادة د. يسري جاءت متأخرة لكنها تضيف تأكيداً على مايعرفه قادة البرنامج وكادره وما كتبوه وهم الذين عاصروا وتعايشوا وعملوا بتفاني لكل المناقشات والمباحثات وحقيقتها وكيف تصرفوا لإبعاد أي أذى مضاف لما يعانيه العراقيون نتيجة قرارات مجلس الأم،ن وما ترتكبه آلات المخابرات الأمريكية والبريطانية ومن معهما، ودور كل من أساء من المسؤولين الدولين وفرق التفتيش لما حصل للعراق وهذا ما أكدناه في إستخدام كلمة (أيضاَ) في عنوان مقالتنا فيما يخص العراق، ولكن هناك الجديد بما يتعلق بمصر وموقف البرادعي منها، لننقل ماصرح به د. يسري أبو شادي لصحيفة البلد بتاريخ 21-4-2010 مقابلة بعنوان (ما لا يعرفه المصريون عن البرادعي) وتناقلته مواقع كثيرة:
1- إن خلافه مع البرادعي فني متهما إياه بتوقيعه على تقارير مغلوطة وهي تحمل ضرراً لدول عربية وفي صالح أمريكا والغرب، وهذا ماحدث في مواقع كثيرة بداية الحرب على العراق الى أزمة كوريا وسوريا ومصر..
2- في عام 1998 كتبت التقرير العراقي وذكرت فيه إن العراق إنتهى من الناحية النووية وإن الوكالة أوصلت البرنامج الى مرحلة الصفر وطالبت وزملاء لي برفع العراق من البند السابع، وبسبب ما ذكره البرادعي من أنه ليس متأكدا كلياً من خلو العراق لأسلحة الدمار وطلب إعطاء الوكالة مهلة ثلاث أشهر للتاكد من عدم إحيائها للبرنامج النووي مما دخلت أمريكا الحرب بسبب إعتراف البرادعي بعدم التأكيد إن العراق أحيا البرنامج النووي أم لا. لذا فإنه ساهم بإعطاء الأمريكان حجة للحرب.
3- بسبب عدم توقيع مصر على البروتوكول الإضافي لإتفاقية حظر إنتشار الأسلحة النووية مما أدى للبرادعي بكتابة تقرير يدين مصر، وأصبح الملف المصري مفتوحاً في كثير من الأحيان، وفي عام 2009 رفع تقرير يؤكد إرتكابها لمخالفات جسيمة في مجال الضمانات النووية، بالإضافة لفقرة تقول إنه تم إكتشاف يورانيوم عالي التخصيب مما يتيح ممارسة ضغوط عليها وكل ذلك علمه البرادعي ويعلم إنه غير دقيق ولم يتخذ قراراً لصالح مصر، حتى لم يعتذر لها رغم خروجه من المنصب.
4- أمريكا عينت البرادعي مديراَ للوكالة وأصعدته والآن يترشح لرئاسة مصر.
د. يسري أبو شادي لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية بتأريخ 30-5-2011: إتهم د. البرادعي بعرقلة مشروع مصر النووي من خلال تقريره الذي يذكر فيه إن مصر تسعى لإمتلاك تكنولوجية نووية مما سبب في تعطيل البرنامج النووي المصري لبناء محطات لإنتاج الكهرباء وعدم تنفيذه لحد الآن مما سبب الأضرار بمصالح مصر العليا خلال رئاسة الوكالة، وإنه يبذل قصارى جهوده لمنع البرادعي من الترشيح لرئاسة مصر.
أصدر د. يسري كتاباً عن حقائق المفاعل النووي السوري عن طريق الأهرام العربي يبين فيه دور المخابرات الأمريكية والاسرائيلية لما حدث للموقع السوري، بعد أن قصفته الطائرات الاسرائيلية، وملابسات ما حصل داخل الوكالة الدولية للطاقة، كما إنه يعكف الأن على تأليف كتاب (مبنى بدون نوافذ) ويعني الوكالة الدولية، وحقيقة الأمر والواقع لأن الوكالة تشبه مبنى بلا نوافذ فلكي تعلم كيف يتم إختراقها لا بد أن تعلم إن التقارير السرية التي تصدرها الوكالة يتم تسريبها بعد ساعتين فقط من كتابتها وتحصل عليها من المواقع الأمريكية، إذاً فهناك إختراق كامل للوكالة وقراراتها.
" أنا والبرادعي" مقالة كتبتها أماني الوشامي، ناشطة أمازيغية، في موقع إبن البلد، تقول انها قابلت البرادعي وبينت له إنها أمازيغية وسألها هل أنت من الجزائر؟ فقلت له إني مصرية وحينها تعجب، بحيث قال في أمازيغ في مصر.. فقلت نعم وعددنا 25 الف، كان يظن ان الأمازيغ في الجزائر فقط ويظهر إنه ضعيف بالـتأريخ ولا يعرف بوجود الأمازيغ في ليبيا والمغرب وإنه لا يعرف إنهم ساهمو ببناء أهرامات مصر.
نستكشف بما ذكره د.يسري بأن البرادعي باع عروبته وباع العراق وباع بلده مصر وما نستكشف من السيدة أماني أنه ضعيف في التاريخ وثقافة بلده المتنوعة، ومثلها نقول إنه لم يكن أمينا وصادقاً في موقعه الدولي ولم يكن نزيهاً بتطبيق القوانين والأهداف التي تعمل من أجلها الوكالة فقد خان العراق وما حصل لهذا البلد العظيم، فلا يوجد مايمنعه من خيانة مصر فهو مغترب عن بلده ومغترب فكراً ومغترب ثقافةً، فكيف نضع البرادعي يا مصر في صفوف المخلصين من رجالات مصر الذين يدافعون ويضحون في سبيل مكانة مصر عربياً ودولياً، ومن الله التوفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق