موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 30 أغسطس 2013

إنها المقاومة العراقية الباسلة، أيها العرب

وجهات نظر
خضير المرشدي
من تابع تصريحات ومناقشات ومواقف قادة الولايات المتحدة الامريكية ودول الغرب، حول إتخاذ قرار الحرب ضد الشقيقة سوريا، سيجد ذلك القول الفصل بأن جميع ماصدر من بعد تلك المناقشات من مواقف، لا يخلو من الرعب والرهبة والخوف المترسخ في عقول وقلوب هؤلاء الساسة، بأن تجربة العراق يجب أن لاتتكرر، والدعوة لتجنبها أمر في صميم الاستراتيجية والفعل لتلك الدول،،، حتى باتت عملية إتخاذ القرارات المصيرية، عملية فيها من الصعوبة بمكان في قواميس الساسة الغربيين بشكل عام، والأمريكان منهم بشكل خاص.


ولعل المتتبع قد استمع خلال اليومين الماضيين الى بيانات البيت الأبيض، والى مناقشات مجلس العموم البريطاني حول سوريا، حيث لايخلو تعليقا او مداخلة من التنبيه بأن يجب أن لاتتكرر الورطة الغربية والامريكية في العراق.
رغم أن حيثيات ومقدمات ونتائج ماجرى ويجري في العراق، وعناصر الصراع وأطرافه،، يختلف تماماً عن تلك التي تجري في سوريا الآن وتطورات الموقف الميداني فيها، بين شعب ثائر، ونظام يرفض الثورة! مع مابينهما من قوى وعناصر ساهمت في تعقيد المشهد!
اذن ماهي التجربة التي يعاني منها المعتدون في العراق، وماهي تلك الورطة التي يتحدثون عنها؟
أليس هم من يدعي بأنهم قد جاءوا محررين! وبأن (النموذج الديمقراطي) بامتياز؟ كان إنجازا يتفاخرون به ويدافعون عنه، ويعملون جاهدين على تثبيت أركانه يائسين، وعلى حساب حياة ودماء العراقيين التي تجري أنهارا، بفعل تلك الجريمة الكبرى التي ارتكبوها باحتلال العراق والعدوان عليه.. وتحت ذرائع ومبررات كاذبة؟
اذن ماهي تلك الورطة في العراق؟
وماهي التجربة التي يجب أن يتجنبوها؟ والسيناريو الذي يجب أن لايتكرر؟
إنها الحقيقة الناصعة أيها السادة، التي لم يعترفوا بها كاملة، لكنها الالم الخفي المحفور في عقول وضمائر هؤلاء ليس صحوة في ضمير، أو ندم على عمل عبثي مجرم!!! بل إنها المكابرة على ماجرى من خسائر بفعل مقاومة شعب عظيم، مقاومة العراقيين الباسلة، وما زرعته من خوف في قلوب وعقول هؤلاء القادة والساسة والمخططين، وهو اعتراف جزئي أمام شعوبهم التي ضللوها واخفوا عنها تلك الحقيقة. 
إذن على أبناء الأمة في جميع أقطارها وأحرارها والصادقين فيها، بل والإنسانية جمعاء، أن يفخروا برجال مقاومة شعب العراق الاباة، كما هم دائماً.. نموذجا للعطاء والكرم والشجاعة والتضحية بالغالي والنفيس، في السراء والضراء... من أجل أن تعلو راية الأمة حقاً وعدلا وهداية وعزا وكرامة.
وإنه لمن الثابت قولا واحدا، لا يقبل التأويل أو التفسير،، وهو محط فخر وعز وشرف ورفعة، ومقاما عاليا للشرفاء من العراقيين ومعهم أحرار أمتهم والعالم، بأن المقاومة العراقية الباسلة، قد لقنت اميريكا وحلفاءها درسا لن ينسوه، واهانت الجيش الامريكي وقواتها المسلحة في تلك المنازلة التاريخية، والتي لازالت ذيولها ممتدة في العراق،،، والحقت بهم هزيمة منكرة، وتسببت لهم بازمة اقتصادية قاتلة هي الاخطر في تاريخ اميريكا والعالم، بسبب ماتكبدته القوات الغازية للعراق من خسائر بشرية ومادية وسياسية واخلاقية أمام ضربات رجال تلك المقاومة الأسطورية الحقيقية،،، خسائر لم تتعرض لها هذه الدولة العملاقة من قبل! وجعلتها تترنح وتتهاوى من تربع قمة العالم لتنحدر تدريجيا على مستوى السوق والسياسة والاستراتيجية معا، وتلجأ لتغيير استراتيجية الفعل خارج حدودها، وانكفأت تلعق جراحها! وأضحت تتردد حائرة في اتخاذ أي موقف تجاه أي قضية من قضايا العالم الساخنة، واصبحت تبحث عن حلول متعثرة، تقدم فيها قدم هنا، وتؤخر ثلاث هناك.....
 نعم ايها العراقيون هو فعل وانجاز اسطوري لمقاومتكم الباسلة، من حقكم أن تفخروا به، لأنه فضلكم الكبير على الأمة والإنسانية،،، ولا يمكن لنور الشمس أن يغطى بغربال، مهما حاول العملاء والجواسيس واسيادهم من التشويش عليها أو محاولة طمس فعلها الجسور، إنها مقاومة شعب وثورة وطن لايستطيع أن يصادر فعلها أو يزايد عليها أحدا من تجار السياسة وخطباء التحالفات الاقليمية المشبوهة والثابتة في عدائها للمقاومة الصادقة وأمة العرب،،، وستكمل المشوار مقاومتكم بعون الله لتصفية اوكار الخيانة والتجسس وذيول الاستعمار ومخلفاته... وحلفاءه!
قد بدا واضحا حيال نيتها في العدوان على سوريا الشقيقة.... تصرف الادارة الامريكية المتردد، كما هو تصرفها حيال العدوان على ليبيا الشقيقة من قبل!!
وكان التردد والتراجع طاهرا في تصريحات (الرئيس الاميركي باراك اوباما في حديث نقلته صحيفة تورنتو ستار الكندية، واطلعت عليه (المدى برس)، ان "الخطة الاميركية تجاه سوريا لن تكون تكرارا لما حدث في العراق"، مشيرا الى ان "اي اجراء عسكري من هذا النوع، سيكون محددا وفقا لما خطط له لضمان ان لا تنجر الولايات المتحدة في خضم حرب طويلة وتتعرض لما تعرضت له في العراق.
واضاف اوباما أن "الخطة التي ندرسها ستكون بمثابة ارسال ضربة سهم من خلال القوس، نقول فيها لهم بان يتوقفوا عن استخدام الاسلحة الكيمياوية مرة اخرى... ولفت اوباما الى أن "الولايات المتحدة ليس لها مصلحة بخوض حرب ليسي لها نهاية، ولكن علينا ان نؤكد بان هذا الامر يجب ان لا يمر بدون حساب").
كما تابعنا وسمعنا مناقشات مجلس العموم البريطاني التي اظهرت المناقشات رعبهم من تجربتهم في العراق، وكان قرارهم المتردد بالعدوان على سوريا، وآخرها تصريح وزير الدفاع البريطاني الذي قال بأن بريطانيا لن تشترك في ضربة عسكرية ضد سوريا.
إنها الحقيقة،،، والدرس البليغ، وهي إن اميريكا لاتستطيع المجازفة بحرب جديدة ولن تجرؤ على ان تبعث جيشا، بعد أن تعرضت لتلك الإهانة والخسائر بالأفراد والمعدات والمعنويات على ايدي أسود الرافدين.

ملاحظة:

نشر المقال هنا.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..