وجهات نظر
أحمد صبري
لايخفي على أحد الكارثة التي حلت بالعراق بعد غزوه واحتلاله، والتي مازالت تداعياتها متوالية أدخلت العراق في خانق من صعوبة الخروج منه.
وتركة الاحتلال، بالاضافة نظام نظام المحاصصة الطائفية والعرقية في الحياة السياسية، تسببت أيضا في ايقاع أفدح الخسائر بارواح العراقيين وممتلكاتهم.
وبعد مرور أكثر من عقد على احتلال العراق تنكشف للرأي العام، الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال التي تحصنت بقوانين تحميها من المساءلة القانونية والأخلاقية ، وماخلفته من آثار تدميرية مازال المجتمع العراقي يعاني من وطأتها.
والجرائم التي نتحدث عنها، كشفها لمسؤول عراقي جنرال أمريكي كان مشرفا على احد المعتقلات في بغداد.
واعترف الجنرال الأمريكي، أن العشرات من المعتقلين العراقيين جرى تحويلهم الى اهداف شاخصة في ميدان الرمي، في اطار سعي القوات الامريكية لتدريب القوات العراقية على اصابة الهدف.
وطبقا لرواية الجنرال الامريكي فأن ميدان الرمي تحول الى مجزرة انسانية بعد مقتل عشرات المعتقلين الابرياء.
ويكشف المسؤول العراقي السابق، ان المعتقلين الذي جرى سوقهم الى ميادين الرمي في بغداد، وتحويلهم الى اهداف شاخصة، هم من مكون معين ومن المقاومين للاحتلال ويتحدرون من مناطق عدة في بغداد والانبار وصلاح الدين ونينوى.
ويبدو أن قوات الاحتلال بفعلتها هذه، ارادت تطبيق نظام المحاصصة الطائفية في عملية القتل العمد.
ان تحويل المعتقلين العراقيين إلى أهداف شاخصة في ميادين الرمي، هي جريمة بشعة تضاف إلى جرائم الاحتلال، غير ان مخاطر هذه الجريمة تعكس نزوع القوات الغازية إلى إحداث الفرقة والانقسام بين العراقيين، بالاضافة إلى الاستهتار بارواح المعتقلين بصفة بشعة وتنفيذ احكام الاعدام بأيادٍ عراقية وعلى الطريقة الامريكية.
ان هذه الجريمة ينبغي أن لاتمر من دون عقاب ومساءلة مرتكبيها من المسؤولين الامريكان المشرفين على المعتقلات وملاحقتهم اضافة إلى منفذي عملية القتل العمد التي نفذت ضد معتقلين ابرياء جرى سوقهم الى ساحات الاعدام القسري.
والمعتقلون الذين جرى تحويلهم الى اهداف شاخصة في ميادين الرمي وبحسب ما كشفه الجنرال الامريكي، هم من أشد المقاومين للاحتلال الذين رفضوا التعاون مع ادارة السجون الامريكية في محاولة للتخلص منهم بأي طريقة.
وعلى الرغم من الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال واولها غزو العراق واحتلاله وقتل العراقيين وترويعهم ، خارج السياقات الإنسانية وماجرى في معتقل أبي غريب شاهد على همجية قوات الاحتلال ، الان ان تحويل المعتقلين الى اهداف للتدريب عليهم في ميادين الرمي، هي جريمة لا ينبغي السكوت عليها والمطالبة بكشف اسماء الشهداء الذين نفذت بحقهم احكام الاعدام في ميادين الرمي، وكذلك كشف اسماء الذين قاموا باطلاق الرصاص على المعتقلين وقبل ذلك الكشف عن المتورطين في تنفيذ هذه الجريمة، سواء اكانوا امريكان أم من العراقيين .
هذه الجريمة ليس لها مثيل الا في القاموس الامريكي حيث جرى توظيف (الادوات العراقية) لاستخدامها في تنفيذ عمليات القتل والتصفية الجسدية .لتدريب العراقيين على قتل العراقيين!
من هنا تكمن أهمية الشروع بحملة قانونية وسياسية لجلب مرتكبي هذه الجريمة وغيرها وسوقهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل جراء قتل معتقلين أبرياء بصفة همجية وكشف المتواطئين في تنفيذ اطلاق الرصاص عليهم في ميادين الرمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق