وجهات نظر
بمناسبة الزيارة المشؤومة للعميل المجرم نوري المالكي إلى واشنطن وجَه عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، عرضوا فيها رؤيتهم لمسيرة المالكي في السنوات الماضية وتصورهم لمستقبل مسيرته.
ورداً على تلك الرسالة وجَّه السيد طارق الهاشمي رسالة إلى السيناتور جون ماكين وزملائه عرض فيها وجهة نظر مقابلة لماجرى ويجري في العراق في ظل حكم المالكي، وهو في الحقيقة خلاصة لما جرى في ظل مشروع الاحتلال الأميركي/ الإيراني العسكري والسياسي المشترك في العراق.
وتنشر وجهات نظر صورة عن الرسالتين لأغراض الاطلاع والتوثيق..
رسالة أعضاء الكونغرس الأميركي
رسالة السيد طارق الهاشمي
ترجمة عربية لرسالة السيد الهاشمي
السيد جون مكين المحترم
عضو مجلس الشيوخ الامريكي
واشنطن
تحية طيبة وبعد،
اشارة الى رسالتكم الموجهة الى الرئيس الامريكي بتاريخ 29 تشرين الاول 2013 بشان العراق اثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، يسعدني في البداية ان اعبر عن خالص شكري وتقديري لك ولزملائك الشيوخ الاعضاء المحترمين الذين شاركوا معك في كتابة هذه الرسالة والتي عبرتم فيها عن قلقكم العميق حول تدهور الوضع في بلدي. لقد كان وصفكم دقيقا جدا لما يحدث الان وكيف ان المالكي جعل من العراق جحيما لشعبه.
نعم اؤيد كلامكم في الرسالة ان معظم القادة السياسيين في العراق يتفقون على ان المالكي اضطهد السنة وهمش الاكراد وابعد عنه الشيعة المعتدليين. على النقيض من رؤية المالكي المهيمنة على السلطة، فان لدى جميع هؤلاء رؤية مشتركة مبنية على تاسيس دولة ديمقراطية ومتعددة ويشارك الجميع في صناعة القرار.
ومن اجل تهميش شركائه السياسيين قام المالكي باتهامهم اما بالارهاب او الفساد. ان صراع المالكي للاستحواذ على السلطة صنع مناخا للازمات المستمرة. فبعد اعاده انتخابه رئيسا للوزراء لدورة ثانية عام 2010 ولحد هذا اليوم فهو يشغل، بالاضافة الى منصبه كرئيس للوزراء، مناصب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية ووزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات.
ومع ذلك كنت اتمنى ان تتضمن رسالتكم قضايا مهمة اخرى والتي تعيق عملية بناء دولة ديمقراطية في العراق. فعلى سبيل المثال لا الحصر انتهاكات حقوق الانسان والفساد. بصراحة يصعب على العراقيين فهم كيف ترغب الولايات المتحدة بتسليح حكومة المالكي بالاسلحة ومنها طائرات اف 16 وطائرات مقاتلة بدون طيار، بينما منظمات حقوق انسان دولية تتهم حكومة المالكي بادارة فرق للموت ومعتقلات سرية وتمارس التعذيب والمحاكمات غير العادلة. وتعرفون جيدا انه حاول عدة مرات التحرش بل وحتى قتال اخواننا الكورد في الشمال وزعزعة اقليمهم الآمن بحجة محاربة الارهاب.
لقد حدث تدهور كبير في الامن خلال العامين الماضيين وهو ما ورد صريحا في رسالتكم القيمة. فقد اسفرت التفجيرات والاغتيالات عن مقتل اكثر من 5740 شخصا وجرح الاف خلال هذا العام حسب الاحصاءات الرسمية. والكثير من العراقيين اما هاجروا الى خارج البلد او اصبحوا نازحين داخليا. وتمتلك وكالات الامم المتحدة احصائيات مهولة حول هذا الموضوع.
خلال السنوات السبع الماضية وفي ظل سياسة حكومة المالكي الخرقاء، تردت سمعة العراق دوليا والى حد كبير في مجال انتهاكات حقوق الانسان. هل نسيتم ما فعلته الاجهزة الامنية التابعة للمالكي ضد المتظاهرين السلميين في مدينة الحويجة/كركوك في شهر نيسان الماضي، والذي اسفر عن استشهاد اكثر من 91 شخصا وجرح المئات. وحسب التقارير الرسمية فان جميع من قضوا كانت اصابتهم باطلاقات اما بالراس او الجزء العلوي من الجسد وكان الكثير منهم مكتوفي الايدي. ولا بد نكم اطلعتم على تقارير المنظمات الدولية ذات الصلة والتي اكدت فيها ان هذا الهجوم كان بمثابة مجزرة كبيرة ويعد (جريمة ضد الانسانية).
ورغم ذلك ما زال المالكي يغض النظر عن جميع مناشدات الامم المتحدة والولايات المتحدة للالتزام بالقانون والمعاهدات الدولية. فقد قامت قوات المالكي بارتكاب عدة مجازر ضد معسكر اشرف الذي يضم لاجئيين ايرانيين. وكان اخر هجوم قد حدث في الاول من شهر ايلول من هذا العام والذي اسفر عن مقتل 52 شخصا وجرح المئات. وزادت حكومة المالكي من استخدامها لعقوبة الاعدام بعد ان قامت باعدام 65 شخصا في شهر تشرين الاول الجاري ليصل العدد الى 140 شخصا في هذا العام. تجدر الاشارة الى ان احد الذين تم اعدامهم مؤخرا حصل على قرار من المحكمة ببراءته من التهم الموجهة اليه قبل ايام من اعدامه. نحن نؤكد ان هذه الاعدامات والمحاكمات غير العادلة لن تزيد الوضع الا سوءا. وكانت رئيسة المفوضية السامية لحقوق الانسان نافي بيلي قد انتقدت بشدة مؤخرا النظام الجنائي العراقي واتهمت السلطات العراقية بانتزاعهم اعترافات من المتهمين بعد تعذيبهم واساءة معاملتهم واكدت ان معظم الاجراءات القضائية بعيدة عن المعايير الدولية.
ومن ناحية اخرى يلعب الفساد دورا كبيرا في استمرار تدهور الوضع الامني والتنمية في العراق. فمنذ عام 2003، انفق العراق اكثر من 630 مليار دولار بالاضافة الى اكثر من 30 مليار دولار من الدول المانحة، بينما ما يزال هناك اكثر من 30 بالمائة من الشعب العراقي يعيش تحت خط الفقر ويقضي الملايين لياليهم في الظلام بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي والاف الطلبة يدرسون على الارض في مدارس مبنية من الطين وكذلك يعيش الملايين في العديد من المحافظات بدون ماء صالح للشرب. وحسب تقرير منظمة الشفافية العالمية (2013)، فان العراق يحتل المرتبة 175 ضمن اكثر الدول فسادا المكونة من 182 دولة.
تجدر الاشارة الى ان المالكي يسعى خلال زيارته هذه الى واشنطن ان يحصل على دعم الادارة الامريكية لضمان ولاية ثالثة في السلطة. واستطيع القول بسهولة ان هنالك رفضا وطنيا قاطعا لهذا الامر. العراقيون ليسوا على استعداد لتكرار التجربة الكارثية والرعب الدموي لحكم المالكي في الدورتين السابقتين. لقد جعل المالكي من العراق دولة فاشلة في جميع المجالات الامنية والخدمات العامة وحقوق الانسان وحقوق الاقليات وادارة الحكم وحقوق المراة وحرية التعبير والمصالحة الوطنية والتنمية والسياسة الخارجية ... الخ.
واخيرا اتمنى ان تجد نصائحكم القيمة طريقها في صياغة استراتيجية مستقبلية تعتمدها الولايات المتحدة في تعاملها مع العراق. كما اعتقد ان هذه الرؤية والمقترحات المقدمة للرئيس اوباماتستحق المتابعة من قبلكم شخصيا.
وفي الختام اكرر شكري وامتناني لكم ولكل زملائكم السادة اعضاء مجلس الشيوخ المحترمين الذين ساهموا في صياغة هذه الرسالة القيمة واخص منهم بالذكر: كارل ليفن وجيمس انهوف وروبرت مينيديز وبوب كروكر ولندسي غراهام.
مع اسمى اعتباري
طارق الهاشمي
نائب رئيس جمهورية العراق
30 تشرين الاول 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق