وجهات نظر
خلال الأيام القليلة الماضية وصل إلى بريد وجهات نظر عدد من الرسائل التي تقدم شهادات ميدانية عن واقع الأسرى الأحرار في السجون السرية والعلنية في العراق.
ولأهمية المعلومات الواردة ننشر مقتطفات منها، كما وردت إلينا، علماً انها عبارة عن شهادات ميدانية من داخل تلك المعتقلات الرهيبة..
الشهادة الاولى:
بلغني ان سلطات العملاء فرضت اجراءات قمعية انتقامية لا انسانية ضد الاسرى من قادة الحكم الوطني في سجن الكاظمية. فقد منعت ذوي الاسرى من إدخال المواد الغذائية الى الأسرى وفرضت عليهم تناول الاطعمة الرديئة التي لا تصلح للبشر. وهذه الاجراءات تأتي امتداداً للإهمال المتعمد للعناية الصحية والعلاجية مما أدى إلى تدهور الحالة الصحية ووفاة عدد من القادة مثل الشهيد حكمت العزاوي والشهيدان غازي العبيدي وخميس المحمدي اللذين توفيا مباشرة بعد إطلاق سراحهما متأثرين بامراض أصيبا بها خلال الأسر.
الشهادة الثانية:
الاخوة المعتقلين في سجن الناصرية يعانون الأمرَّين، وكلمة الأمرَّين قليلة لما يذوقونه يوميا من تفتيش وتعذيب وامتهان يومي، طعامهم صباحا قطعتين من الجبن المثلث مع كسرة خبز اما غداءهم فلا يعرف اما عشاءهم فقطعة طماطا او بطاطا، ملابسهم الرثة البالية عليهم منذ ثلاثة اشهر او اكثر لقسم اخر لم تغير، وصودرت بقية القطع.
سوات تداهم بين مدة واخرى بالضرب والتعذيب وتكسير اغراض السجين، ولاتسأل عن مقابلات السجناء لأسرهم، ففيها الإذلال للأهالي وذوي المعتقل بالتفتيش ولا يسمح لأهل السنة بإدخال اي شيئ للمعتقلين اما الشيعة فلهم الصلاحيات وادخال مايريدونه لذويهم..... بل ان التشميس للمعتقل يتم بتكبيل يديه وعصب عينيه، وهو يجري على فترات متباعدة، في حين كان مرتين يوميا.
اخي العزيز
الاخوة في الناصرية سحبت منهم المصاحف ومنعوا من صلاة الجماعة حتى لو اثنين وكذا من صلاة التهجد.
اخي الكريم
ارى ان المناداة بحقوق المعتقلين من قبل الحراك قد ضعفت وكذا صوت الاعلام.
عذرا اخي الحبيب فهذه نفثة صدر وألم قلب وزفرة قلم.
الشهادة الثالثة:
وردنا من داخل معسكر التاجي ان منتسبي سجن التاجي يعرّون المعتقلين السنة من جميع ملابسهم، حتى الداخلية ويزجّون بهم في قاعات مظلمة ويعتدون عليهم بالضرب الشديد والسب والشتم بألفاظ طائفية.
الشهادة الرابعة:
تأكد لدينا ان ادارة سجن الكاظمية في بغداد وخلال الشهرين الاخيرين منعت إدخال الادويه الخاصة بالامراض المزمنة مثل ضغط الدم والسكري والقرحة النازفة وغيرها من الامراض الخطيرة، والتي لا توفرها ادارة السجن لذلك تضطر عوائل الاسرى الى جلبها لهم، اما الادوية التي توفرها ادارة السجن فهي عبارة عن جرع ناقصة لاتكفي لانها اقل من المطلوب للعلاج الطبي، علما ان نقص الأدوية عملية متعمدة هدفها قتل الاسرى عن طريق عدم توفير دواءٍ كافٍ لهم، رغم ان الاتفاقيات الدولية للاسرى والمعتقلين والسجناء حتى العاديين تنص على توفير الدواء والعلاج لهم.
والاكثر مدعاة للقلق هو ان ادارة السجن تحرم الاسرى والمعتقلين من الطعام الصحي الخاص بالمصابين بهذه الامراض وتقدم لهم طعاما سيئا جدا وبعضه يضر بالمرضى .
وزادت ادارة السجن الامر سوءاً بمنع الزيارات العائلية الشهرية والاتصال التلفوني الشهري على الرغم من الدقائق القليلة التي تعطى لهم، وعليه قرر الاسرى الاضراب عن الطعام التي تقدمه ادارة السجن والذي لا يتناسب مع الامراض التي يعانون منها وكبر السن، واعتبروا منع الدواء والغذاء عنهم بمثابة الاعدام مرضا وجوعا .
ومما يقلق ايضا ما تسرب من معلومات نشرتها الكثير من اجهزة الاعلام والتي تقول بأن حكومة المالكي قررت اعدام اسرى مدنيين وعسكريين بعد الانتخابات.
ان ما يجري في سجن الكاظمية امور خطيرة وتتناقض مع ابسط حقوق الانسان والاسرى والمعتقلين والسجناء لذا نهيب بكافة المعنيين بحقوق الانسان وغيرهم التدخل الفوري لإيقاف عملية الاعدام السري البطيء لهؤلاء الأسرى عن طريق منع الدواء والغذاء عنهم بصورة مبرمجة هدفها القتل والتخلص منهم. كما ندعو رجال الاعلام الى شن حملات كبيرة لفضح هذه الخروقات الخطيرة والمساهمة في انقاذ الاسرى في العراق .
وندعو بشكل خاص ممثلي الامم المتحدة في العراق والصليب الاحمر الى القيام بزيارة فورية الى سجن الكاظمية للتأكد من صحة ما نقوله وينشر على نطاق واسع فتلك هي احدى اهم مسؤولياتهما، وعليهما القيام بها في اقرب وقت لتجنب مضاعفات الحالة المزرية للاسرى والمعتقلين في سجن الكاظمية .
الشهادة الخامسة:
تشير التقارير الواردة من داخل العراق بتعرض السجناء والموقوفين العراقيين الى ابشع انواع المعاملة والظروف القاسية من قبل ادارة السجون والمعتقلات، حيث اكدت اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين في ندائها العاجل هذا اليوم الى منع هذه السلطات تزويد المرضى الذين يعانون من الامراض المزمنة كالسكر وضغط الدم والقرحة وغيرها بالادوية وتوفير العلاج اللازم وحرمانهم من الغذاء الصحي بقصد تعريضهم للموت البطئ. وبما ان هذه الممارسات تتناقض مع ابسط مبادئ حقوق الانسان المنصوص عليها في القانون الدولي الانساني، لذا ندعو اللجان المعنية الى التدخل الفوري وارسال مندوبيهم للاطلاع على احوال المسجونين والمعتقلين وخاصة سجن الكاظمية السئ الصيت واتخاذ ما يقتضي من اجراءات قانونية لإيقاف هذه الجرائم واجراء التحقيق فيها واحالة مرتكبيها الى القضاء الجنائي الدولي لينالوا جزائهم العادل.
ملاحظة:
وردت هذه الشهادات من قبل أشخاص من داخل معسكرات الأسر، حيث تعرضوا لهذه الممارسات الإجرامية ومن عوائل الأسرى الأحرار، كما وردتنا من منظمة عيون الشعب العراقي وجمعية الحقوقيين العراقيين– المملكة المتحدة.
هناك تعليق واحد:
حسبي الله ونعم الوكيل
إرسال تعليق