موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 18 يوليو 2014

دفاع جوي لحماية الثورة والمناطق المحررة

وجهات نظر
يحيى العراقي
مع تطور أوضاع الثورة التحررية المسلحة في العراق وسوريا وخروج مناطق واسعة عن سيطرة السلطات الإجرامية العميلة التابعة للإمبرياليات العالمية وللصفوية الإيرانية، على وجه الخصوص، ومع تركيز السلطات الطائفية الفاشية المجرمة على إستخدام سلاح الجو سواء لدعم عمليات ميليشياتها المنهارة في الجبهات أو لشن غارات إنتقامية تحاول عبرها النيل من المدنيين الأبرياء المسالمين في المناطق المحررة تنفيساً عن حقدها الدفين وللتغطية على عجزها وفشلها في مواجهة الثوار في سوح القتال، فقد أضحى من الضروري أن تتطور أساليب تعبئة الموارد والقوات وسبل إدارة العمليات وتكتيكات القتال وبالأخص في مجال الدفاع الجوي للإنتقال من صيغة حرب العصابات والكر والفر إلى صيغ جديدة تتجاوز الإقتصار على أساليب الدفاع الجوي الميداني المحدودة المبعثرة والمعبأة ضمن المجموعات القتالية الثورية في الجبهات فقط والعمل جدياً على إنشاء قيادة مركزية وتشكيلات متخصصة للدفاع الجوي تكون رداً سوقياً فعالاً على تطاولات الأعداء الإجرامية في هذا الميدان.

بلاشك فإن هذه القيادة والقوات المتخصصة المنتظمة بإمرتها لن تكون في يوم وليلة بمستوى الطموح من ناحية القدرة على صد كافة التهديدات وذلك بسبب فقر الإمكانيات في المراحل الأولية الحالية، إلا أن تشكيلها لاشك أضحى ضرورة في هذه المرحلة للحاجة لها لملء الفراغ الكبير في هذا الميدان، ولما يمكن أن تؤديه من أدوار من خلال حشد وتنظيم الإمكانيات البسيطة المتاحة، وأيضاً لما يمكن أن يتيحه إستحداث هذا الكيان من فرصة لتأسيس قاعدة يمكن البناء عليها لتحقيق تطورات هامة في هذا المجال الحيوي الحساس والحرج.


يستهدف إنشاء هذه القيادة من جملة ما يستهدف:
1-          توفير إمكانية لبناء منظومة إنذار مبكر عن هجمات العدو الجوية تعتمد على المراصد البشرية، بما يوفر الفرصة المناسبة للمدني وللمقاتل في المناطق المحررة وعلى الجبهات لإتخاذ تدابير دفاعية تجاه التهديدات الجوية المعادية تمنع أو تقلل من الخسائر البشرية والمادية التي يروم العدو إحداثها.
2-          توفير معلومات إستخبارية فنية ومعرفة متخصصة للقيادات المقاتلة للثورة عن قدرات العدو الجوية وإمكانياتها وأساليب عملها والأساليب المناسبة لمواجهتها وإبطال تأثيرها.
3-          إنشاء عقد وكمائن دفاع جوي متخصصة متنقلة وثابتة تتصدى للجهد الجوي المعادي على خطوط تقربه نحو أهدافه بناء على جهد إستخباري ودراسات لأساليب العدو في تنفيذ هجماته بما يؤمن مقاطعته وتحقيق المفاجأة في إختيار مناطق واساليب الإشتباك معه قبل وصوله إلى أهدافه. فمن المعروف أن العمليات الجوية عادة ما تنفذ وفق طرق تقرب مدروسة ومعدة بناء على محددات وشروط تقيد العدو بأطر محددة يمكن للدفاع الجوي المدروس توقعها وتصميم كمائن دفاع جوي على اساسها.
4-          توفير الأرضية والموارد لتهيئة كادر هندسي متخصص وإمكانيات ومعرفة بما يؤمن قيام صناعة عسكرية متخصصة في ميدان إنتاج وسائط دفاع جوي وعلى وجه الخصوص مدفعية مقاومة الطائرات (بالنظر لصعوبة الحصول على منظومات دفاع جوي صاروخية)، ويفضل الإهتمام بإنتاج مدفعية مقاومة الطائرات من عيارات كبيرة (57 ملم فأكبر) تؤمن وصول القذائف إلى إرتفاعات عالية مع معدل رمي مرتفع لتحقيق نسبة إصابات كبيرة في الطائرات وخصوصاً العمودية منها والتي تشكل العمود الفقري للجهد الجوي المعادي.
إن عملية تحرير مناطق واسعة من الأرض أتاحت بما تحتويه من مساحات جغرافية شاسعة يتحقق فيها الأمن نسبياً وبما تزخر به من أنواع من الموارد والثروات إلى جانب وجود الكوادر والخبرات التخصصية مما إمتلكه العراق قبل الإحتلال من قاعدة صناعة عسكرية قوية وفعالة، كذلك إمتلاك قوى الثورة السورية لقدرات إبداعية وخبرات جيدة في مجال التصنيع العسكري ظهرت بوادرها في أكثر من جانب، خلال مسيرة الثورة السورية، كل هذا يتيح فرصة كبيرة لتحقيق إنجازات جادة في مجال الصناعات العسكرية الملائمة لحاجات وفعالية الثورة ومنها صناعات الدفاع الجوي، بما لا يقل بحال من الأحوال عما حققه قطاع صغير من الأرض محاصر من قبل قوة عسكرية جبارة (قطاع غزة) الذي نجح في إنشاء صناعات عسكرية فعالة خدمت مقاومته بصورة رائعة.


إن تنظيم مفارز من عناصر دفاع جوي تضم مدفعية بعيارات ثقيلة (57 ملم فأكثر) ووضعها في كمائن محكمة مدروسة ومخطط لها جيداً من قبل قيادة دفاع جوي مركزية تضعها في نقاط تقع على خطوط طيران العدو وخطوط خرقه للمناطق المحررة وقبل وصول الطائرات لأهدافها لاشك سيكون تكتيكاً فعالاً يستطيع أن يلحق أفدح الخسائر بالقوات الجوية للعدو، بجانب حالة الرهبة والفزع والإرتباك لدى الطيارين بما يمكننا من الوصول إلى حالة أمان نسبي مقبولة للمدنيين وللقطعات.
إن إستخدام المدفعية المضادة للطائرات ذات العيارات الثقيلة قد يبدو خياراً ورداً مناسباً من قبل الثوار بمواجهة حالة المنع والتضييق الدولية التي منعت وصول أية وسائط حديثة لمقاومة لطائرات من فئة الصواريخ الفردية المحمولة على الكتف (MANPADS) خصوصاً وأن جيوشاً في المنطقة سعت إلى حيازة هذا النوع (مدفعية مقاومة الطائرات ذات العيار الثقيل) من وسائط الدفاع الجوي برغم قدرتها على شراء المنظومات الصاروخية الحديثة مما يشير بشكل واضح إلى أهمية هذا السلاح. حيث نشاهد في هذا الإطار تطوير إيران لمدفع مقاومة الطائرات الروسي القديم (KS-19) بإضافة قدرات إملاء ذخيرة إطلاق ألية ومنظومة سيطرة على النيران تعتمد أجهزة إلكترو بصرية (Electro-Optical) وأصبحت تطلق عليه منظومة سعير.



ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..