موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 27 يوليو 2014

ماذا فعلت يا أم رامي؟

وجهات نظر
مصطفى كامل
منذ أكثر من 1400 عام حفظ لنا التاريخ قصة الخنساء، تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية، حينما بكت أخويها صخراً ومعاوية بأكثر أبيات الشعر إيلاماً، قبل إسلامها، فلما شرَّفها الله بالاسلام، وقفت بين أبنائها الأربعة وهم يتوجهون لقتال أعداء الله، الفرس، في تخوم العراق وقالت لهم قولتها الشهيرة:

"يا بني إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين, والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد, كما أنكم بنو امرأة واحدة, ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم, ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم. وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. فإذا أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين, فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين, وبالله على أعدائه مستنصرين. وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت نارًا على أوراقها, فتيمموا وطيسها, وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة".

فلما أن شرَّفها الله تعالى باستشهادهم، جميعاً، احتسبتهم عنده سبحانه، وقالت عبارتها التي خلَّدها التاريخ، وخلَّدها بها "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته". قالتها ولم تزد عليها.
وفي العراق وفلسطين وسوريا وغيرها من بلاد العرب والمسلمين خنساوات كثر، ومنهن هذه الصابرة التي ضربت مثلاً هو الأروع الذي سيخلِّده التاريخ، وقبل ذلك سيكتبه الله عزوجل في صحائف من نور.


في هذه الصورة ترون والدة الشهيد رامي مشمش، 34 عاماً، الذي استشهد في مدينة غزة الباسلة، وحينما جاءها من يخبرها أن ابنها استشهد نثرت الحلوى على رؤوسهم، وبدل أن تبكي.. بكوا هم..

الشهيد رامي عبدالله
لله درُّك أم رامي، لعلك فقت الخنساء صبراً وتضحية.. لله درُّك

هناك 4 تعليقات:

عدنان الأحمدي يقول...

الأستاذ اﻷخ مصطفى كامل ﻻفُضَّ فوك قلْتَ فوفيت فنساء غزة خنساوات عصرنا الحاضر

أحمد العبيدي يقول...

رحم الله رامي وكل شهداء الامة ... في احد ايام ما بعد الاحتلال الامريكي .. كان للشاب الجامعي ابن الاعظمية مصعب موعد مع العرس الالهي .. فقد كان من الذين اكرمهم الله بمقاومة المحتل ... وفي فجر ذلك اليوم وبعد خروجه من صلاة الصبح .. كمن له الغدر الاصفر .. فلم يستطع احد من مواجهته واقتله وجها لوجه .. لا لقوته البدنية والعضلية .. بل لنوارنيته التي يشهد له فيها كل من رأه والتي تخجل كل صديق وترهب كل عدو ... في ذلك الفجر وبعد اغتياله .. حمله من معه لأمه .. وفتحت الام الباب ويا لهول الموقف .. الكل توقع ان تصرخ وحيدها .. لكنها ابتسمت وحملت معهم جثة ولدها وهي تردد (( هنيئا لك يووووم )) .....
واتصلت من تلفونه .. على كل اصدقائه .. وابلغتهم بأن اليوم صباحا زفة عرس مصعب !!!! .... الكثير منهم صدق الخبر بأن زفة مصعب هو اليوم ... فخبر استشهاده فجرا لم ينتشر بعد ... وتضاربت الاخبار بين اصدقائه وحتى جوارين المنطقة الذين لم يسمعوا صراخا او عويلا كالمعتاد حين يموت احد بالمحلة ..... حتى اذا اجتمع الجميع من الاهل والاصدقاء والاقرباء .. خرجت جنازة مصعب .. لم يكن تشييع بل فعلا زفة اختلطت فيها الدموع بالابتسامات بأصوات الهلاهل والتكبيرات ودفوف الزفافة ... ولبست ام مصعب الابيض .... وحملت ( الجكليت ) وهي تردد بدموع هادئة ( مبارك عرسك ياوليدي ) ( عريس وربعه يزفونه ) ... لله درها من صبر .. ولله درها من ايمان كالجبال ..... تلك هي احدى خنساوات الاعظمية وهذه بعض من مأثرها ..........

Lamar Ahmed يقول...

اااوف يا ام رامي الله يصبر قلبج ....

Maher Alrawi يقول...

لا اله الا الله محمد رسول الله

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..