وجهات نظر
عبدالوهاب القصاب
يتداخل المشهد العراقي، وتتعقد معطياته، بعد
التغيرات الجذرية، التي عاشها العراق منذ أعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية
الأخيرة، وتأخر إعلانها طويلا. طفى على السطح، منذ اليوم الأول، سعي رئيس ائتلاف
دولة القانون، الذي لا هوادة فيه، إلى التشبث بالسلطة، مهما كانت نتائج ومترتبات
عمله على الاستقرار الداخلي، وعلى أمن وسلامة البلد ككل.
في التحليل الموضوعي المعمق، يبدو أن ولاء
المالكي هو للمالكي وحده، فلا حزب الدعوة، ولا ائتلاف دولة القانون، ولا أية جبهة
أو تحالف آخر يعني لنوري المالكي شيئاً، أمام سلطته. هذا هو سبب الإصرار على تدمير
البلد، أو التشبث بالسلطة، وسيستمر هذا التشبث مهما قدم البلد من تضحيات وضحايا.
في الضفة الأخرى، دخل المشهد من سمى نفسه خليفة، مستنداً على عاملين رسما مشهد ما
حصل؛ سكوت على مضض من أبناء المدن، أجّل المجابهة، التي لا مناص منها، إلى أجل غير
مسمى. يحتار الراصد في تفسير أفعال هذه الجماعة الماضوية، لكن الحيرة سرعان ما
تزول إذا ما لحظنا أن مرجعية هؤلاء هي مرجعية خارجية وخوارجية، فالمرجعية الخارجية
يمكن رصدها بالتغطية، التي يحصل عليها هؤلاء والتكتم على تصرفاتهم، ودرجة
تسليحهم العالية والمتطورة. أما المرجعية الخوارجية، فيلحظها الراصد من الإصرار على
المبدأ ودرجة التضحية العالية، التي يتمتع ويتوفر عليها مقاتلوها، وقبل كل ذلك
استعدادهم لتكفير الغير والازدراء بمقدساتهم، كما بدا واضحا من تصرفاتهم المشينة
في الموصل.
بين المالكي والخليفة أوجه تشابه كثيرة، مهما
بدت الصورة متعارضة، ففي الحقيقة يقوم الطرفان بمهمة واحدة، هي تناوبهما على تدمير
البلد. أما القوى الفاعلة الأخرى، فيبدو أن فعلها مؤجل حالياً، وننتظر جميعاً متى
سيظهر فعلها إلى العلن.
ملاحظة:
نشر المقال هنا.
هناك تعليق واحد:
المالكي صناعة إيرانية مثله مثل نصرالله وكل أقزام حزب الدعوة والمجلس الأسفل وكل نغول فارس كالسيستاني وغيره. ومهما تباينت أفعالهم سوف يظلون يمثلون المشروع الفارسي المناهض للمشروع القومي العربي المتطلع لحرية العرب ووحدتهم واستقلالهم. مثل هذا المقال ينسينا العناوين الكبيرة ويدخلنا في دهاليز ضيقة قد تنسينا أنهم أدوات عمالة في المشروع الاحتلالي الأمريكي الفارسي.
إرسال تعليق