وجهات نظر
أبو الحق
كلما إقترب موعد السقوط المرتقب لنظام العمالة الصفوي في
المزبلة الخضراء، كلما ارتعب هؤلاء اللصيقين بالنظام وبملالي قم وطهران أكثر فأكثر،
فتراهم يمعنون في استعراضات القوة الهوجاء والتنمر على المدنيين من عرب السنة
الذين لا حول لهم ولا قوة حيث هم في بغداد وما جاورها، فهؤلاء مدنيون لا يحملون
السلاح أصلاً، ومع هذا تراهم يُعتقلون ويقتلون على أيدي ذيول المليشياويين
المنحرفين الذين يتفننون بممارسة الطقوس الوحشية، تلك الطقوس التي طالما نسبوها إلى
بني أمية وبني العباس من صلب ونبش للقبور فإذا بهم هم أنفسهم يثبتون للعالم أنهم
هم أهل الإجرام الساعين إليه بكل قدم ما أن تقع السلطة بأيديهم.
ومن ضمن الأسلحة الخائبة التي يعتمدها إعلام النظام الساقط
وجيوشه الإلكترونية الخائبة هو ترويج جملة أكاذيب تستهدف خلقيات الموصل وأهاليها
في اقتفاء لتخرصات النائب المنفلت كاظم الصيادي تلك وهو يجتهد للنيل من شرف أهل
الموصل ونساء الموصل، وقبلاً كان أهل الموصل هم حاضنة الإرهاب في الإعلام الحكومي
المجوسي شأنهم في ذلك شأن كل محافظة منتفضة، ومن ثم فهم الذين إستقبلوا (داعش) (وليس
قوات الثوار!!) وأعانوهم على الجيش الصفوي وشرطته الإتحادية الصفوية والأخرى
المحلية الخائنة، فهم (أي أهل الموصل) وفق الإعلام الحكومي كمن خان العراق، في حين
أن هذه الملة الخسيسة هللت ورقصت طرباً للغزو الأمريكي الأخير، كما فعلت من قبل في
التسعينات، وكما فعل أجدادهم وقت خذلوا علياً والحسن ومن ثم الحسين وأعقبوا ذلك
بخذلان زيد بن علي بن الحسين الذي أسماهم بالرافضة إثر إعراضهم عن الجهاد معه!
من الخائن الحقيقي ومن هو سليل الخيانة الغاطس في مستنقع
الغدر والخسة لأذنيه؟
وأنت تلمس على صفحات المواقع وفي صفحات الفيسبوك هذا
النفس الموتور الذي يبتغي تبرير الهزيمة بما هو أكبر من مجرد نظرية مؤامرة غبية لا
تتفق مع العقل، مرةً هي السعودية ثم هي قطر وتركيا، ومن ثم هي القاعدة والبعثيين!
لا أحد من أنصار السلطة الصفوية العميلة هؤلاء يحكّم عقله وضميره المتوفى، كيف كان أداء الجيش
والشرطة في الموصل قبل التاسع من حزيران وقادتهما ينشرون الظلم والإرهاب ويشيعون
الخطف والإغتيالات والإعتقالات والتعذيب وطلب الفديات وإحالة المعتقلين لسجن مطار
المثنى وبقية السجون الصفوية لأجل المزيد من التنكيل، وذلك بغياب أية شرعية
لإجراءات الإعتقال من أصلها، وفي كل واقعة كنا نسمع مخلوقاً لا يعدل فردة حذاء
عتيق ينال من عرض الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، ومن صحابته الأجلاء، رضي
الله عنهم أجمعين، في طائفية سافرة تتصور أنها بمأمن من غضب الله.
اليوم يتناول إعلام الصفويين قصة أخرى عن بيع البنات
بالموصل بسعر 800 دولار على نمط تلك القصة المفضَّلة لديهم قبلاً والتي كانوا
يملونها على لسان كل معتقل يقع بأيديهم (إستلمت 100 دولار مقابل قتل فلان أو زرع
عبوة تستهدف الشرطة والجيش)!! ولا يلزم الكثير من الحبكة لحياكة هكذا قصص فهي تكرر
نفسها مع نفس التسعيرة من دون إنتباه لتفاهة التأليف وضعف الإخراج، المهم هو أنّ
الجمهور غبي ويصدق كل شيء طالما يصدر ممن يرتدي نفس الفروة!
هذه المعركة التي تدور بيننا وبينهم هي معركة غير
متكافئة بالمرة، ليس من حيث توازن العدة والعدد ففي هذه تفوق الثوار الأبطال بقوة
الله تعالى وضربوا مثلاً لمدارس التعبية العسكرية وحروب العصابات، فأنت لأول مرة
تجد ثورة بتعداد الطليعة تطيح بقوات هي أكثر من 50 ضعفاً تصطف مقابلها ممسكة
بالأرض والتحصينات، ثورة تضاعف قوتها بنفسها من فرط ما تغنمه في كل صولة وتنتزعه
من أيدي العدو الجبان من أسلحة ومعدات أمريكية أريد لها أن تكون حرز الخونة وحصنهم
الحصين.
الشرقاط التي تبعد أكثر من 60 كيلومتراً عن القيارة سقطت
قبل مغادرة الثوار للقيارة وإثر إنتشار الأنباء هاتفياً في تلك المنطقة المترابطة
عشائرياً، فهو بناء أضعف من بيت العنكبوت قوامه الباطل والإرتزاق إضافة للطبع
الرديء والأخلاقيات المتدنية لغالبية منتسبي الجيش والشرطة، زبالة الشعب ممن جلب
بعضهم البعض الآخر كما يتداعى الذباب على الجيفة.
وفي الصولة الأولى على فندق الموصل عند طرف الجسر الثالث
بالموصل وصلت قوات الثوار في زحف مع مجرى مياه دجلة في الوقت الذي كانت قيادة
العمليات متوجهة صوب منطقتي (مشيرفة و 17 تموز) شمال غرب الموصل بالقصف الثقيل،
ليغيروا على الفندق الذي كان قلعة إستخبارية عصيّة، للجيش ومن ثم للشرطة، وقاموا
بنحر العملاء في غرفهم بالسلاح الأبيض لتبدأ عملية سقوط الجانب الغربي من المدينة
وتنتقل القوة المهاجمة على خط (شارع الفاروق) جنوباً إلى مقر قيادة العمليات عند
طرف مطار الموصل ومنه للجانب الشرقي للموصل وصوب مقر فرقة المشاة الثانية والذي
سقط عند فجر اليوم التالي، بعدما نزع جنوده كل شيء وفروا لحاقاً بقادتهم.
لم تُجد كل تلك المرابطات ولا المقرات المتموضعة في كل
حي سكني، فقد قذفت السماء الرعب بقلوب هؤلاء الخونة بحيث عرضوا على المواطنين
تسليم بنادقهم الأمريكية مقابل دشداشة، أية دشداشة، أنت لا تصنع من الجبان رجلاً
ولو زججت به في 100 برنامج تدريبي، وبعض الناس لا يصلحون لحماية البلد لأنهم عديمي
غيرة وناقصي رجولة بأصلهم.
لأول مرة تجد الفرق والألوية المدرعة تتساقط على خط
التقدم لكركوك وتكريت الواحدة تلو الأخرى كما لو كانت قلاع رمال بناها الأطفال من
رمال الساحل، رغم الإمدادات الإيرانية التي تتعاقب لبث الهمة والصمود في نفوس
هؤلاء الخانعين لكنها أشبه بتعبئة شوّال ممزق بالكثير والكثير من الماء!
ومرةً أخرى، فأنا لا أقصد عدم التكافؤ من حيث الدعم
الدولي فيما إيران وروسيا ونظام بشار ومرتزقة نصر اللات، وجملة دول، إشتراكية
سابقاً، كلها تمد النظام المترنح بما أمكن من مرتزقة وعتاد وطائرات وطيارين
وصواريخ وبراميل متفجرة، بينما رجال الثورة يستمدون القوة والعون من السماء لا غير،
لكن الله تعالى أكبر من كل هؤلاء.
عدم التكافؤ الذي أعنيه هو بنوعية الرجال على جانب
الثوار، ونوعية أشباه الرجال من مجرمين ومليشياويين سفلة على الجانب الآخر،
وبسلوكيات كل طرف من الإثنين ففي حين يعزف الثوار عن ممارسة القسوة مع عساكر
النظام رغم إستحقاقهم للحرق، يقوم المالكي ومليشياته بإعدام المعتقلين إستباقاً
لتحريرهم وبتدمير المدن والقرى وبإشاعة الروح الطائفية النتنة لمجابهة تقدم الثوار!
وفي حين يستهدف الثوار المعسكرات والقواعد العسكرية
والثكنات دون غيرها ترى طائرات النظام تتعمد قصف المدنيين والبنية التحتية ولا
تتحرج من إعلان ذلك بكل إستهتار!
الثوار عرب مسلمون، هذه لا شك فيها البتة، تجمعهم روابط
القومية والدين، مهما كانت جنسياتهم، من متطوعين ورجال عشائر ورجال الجيش العراقي
الأصلي، قل لي ماذا يجمع بوتين وروحاني والمالكي ونصر اللات وبشار مع مقاتلين
باكستانيين، وهم زبالة الشعوب؟ إنها السفالة ومعاداة الإسلام فبوتين المجرم هو خصم
الإسلام المعروف وبقية الشلة هم عتاة الباطنية والشعوبية التي اتخذت مختلف الهويات
عبر التاريخ، مجوس برامكة وقرامطة وحشاشين موالين للصليبيين ونصيريين خارجين عن
الإسلام، هم العدو قاتلهم الله وأخزاهم.
وعدم التكافؤ هذا حضرني وأنا أتأمل ما تناقلته فضائيات
الصفويين مؤخراً، أننا نبيع فتياتنا بالموصل مقابل 800 دولار! قارنت ذلك بما
عرفناه في تاج المعارك عندما إجتاحت قوات خميني قرية البيضة واغتصبت نساء القرية
رغم وحدة المذهب بين المهاجمين والضحايا، لكن القيادة السياسية لم تنشر ذلك كونه
يسيء لقرية ضمن حدود خارطة العراق! تلك واقعة حقيقية أشك بأن كثيرين من العراقيين
قد سمعوا بها ومع هذا فهي تصطف مقابل تخرصات القوم اليوم بحق الموصل.. "قل
كلّ يعمل على شاكلته".
وهذه الفرية الرخيصة عن أهل الموصل مستقاة مما تناقلته
إحدى وكالات الأنباء المحلية وهي تحاول أن تستدر العطف العربي والعالمي عندما
أوردت خبراً مفاده جنوح بعض العوائل لبيع أطفالها بفعل الحاجة، العوائل تلك ترابط
على مدخل أربيل من جهة الخازر وهم بمجملهم (شبك) من القرى المحيطة بالموصل من جهة
شطرها الشرقي، هذا ما لا تحكيه لك المقالات المتلفزة هذه فهي تبديهم كما لو كانوا
أهل الموصل الحدباء نفسها بينما الواقع هو العكس. نزحوا بثياب النوم، نساءً
ورجالاً وأطفالاً فراراً من المستقبل المجهول فهم طائفيون من أتباع الولي السفيه
يتخوفون من موجة إنتقام مذهبي محتملة، خصوصاً وأن الفرقة الثانية في عهد المجرم (الغنام)
ومن تلاه (الفريجي) أمعنت في تشجيع الشبك على ممارسة الطقوس الصفوية والتي لم
يكونوا متعارفين معها قبلاً، كان المخطط هو تكوين قوة صفوية تطوّق الموصل وتخنقها
فلا عجب أنهم فروا خائفين، ليتلقاهم سماسرة الأعراض من أصحاب مكاتب زواج المتعة في
كربلاء والنجف والكاظمية، "وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون".
وقد سبق الشبك أهالي تلعفر من عتاة الصفويين، أولئك
الذين هواهم إيراني بالكامل ممن تولوا الإيقاع بالعرب السنة من أبناء مدينتهم أول
الأمر في وقت الإحتلال الأمريكي (وكنت قد تناولت هذه الحالة في مقالة بعيدة)، ومن
ثم مرات أخرى بالتنسيق مع الحكومة الصفوية ومليشيات جيش المهدي والمجلس الأعلى
التي نظمتهم كعملاء خانعين، هذه المرة فرَّ صفويو تلعفر إلى سنجار فاتحين المجال
للمجرم محمد القريشي (أبو الوليد) لمحاولة إسترداد تلعفر وتسقيط الموصل من خلال
ذلك، وهو نفس دور يهود بني قريظة في معركة الخندق.
كان عرّاب هذا التغرير الجماعي لمدينة تلعفر هو التوّاب
القميء محمد تقي المولى، اليوم يقف هذا العميل الصفوي الذي تولى تعذيب الأسرى
العراقيين في سنوات القادسية، يقف مع الجلبي مرةً ومع ممثل الشبك د. حنين القدو
تارةً أخرى، كما تقف الهرة وهي ترى صغارها تحت حذاء أحدهم، الكثير من المواء
والزعيق لإستجلاب العطف والنجدة لكن دون جدوى على الأغلب.
البعض من هؤلاء هم الذين أشاعوا أنهم بصدد بيع أطفالهم
لعل الأفئدة الساذجة تهوي إليهم فهي قصة من قصص الإعلام العراقي غير المحترف حيث
لا يجوز نقل كل ما يسمعه المراسل الإعلامي، لكن أنا من الناس لا أتعاطف مع نفر
محدد منهم رغم قساوة المنظر لأطفال رضَّع تحت الشمس الحارقة، وأنت ترى الأمن
الكردستاني يرفسهم بكل طريقة ويعرقل دخولهم لأربيل، فسائق التاكسي الذي أقلَّني
حكى لنا كيف أن "كاكا مسعود توعدهم بالشر كونهم خونة خانوا القضية الكردية
وتحولوا لمرجعيتهم الصفوية بدلاً عنها" ، وصفويو تلعفر بالذات، أولئك الذين
فروا من فورهم لسنجار بعد تسليح نسائهم تحسباً من الوقوع بأيدي مقاتلي داعش، هؤلاء
لا يستحقون الرحمة مطلقاً بعد كل ما فعلوه بأهل تلعفر من السنة، فحتى الطفل الرضيع
منهم هو بنظري نسخة من هؤلاء المليشياويين وقت كانوا بنفس العمر، ما تراه سيكبر
عليه؟ إنهم لن يلدوا إلا فاجراً كفاراً!
كان هذا بعض من أشكال عدم التكافؤ بين الفريقين فيما
المعركة محتدمة، وهي محنة كبيرة أن تتقاسم المواطنة مع هكذا كائنات قذرة لا تستحق
الحياة..!
هناك تعليقان (2):
ثائر
لايستحق هؤلاء الجبناء من المليشيات الا بما تعمل به الدوله الاسلاميه رضي من رضا وابى من ابى فالعين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم فحد السكين هو العقاب لاولاءك الجبناء اتباع الهالكي ومن تبعهم وكفانا نمضغ بالعفو عما سلف فالاعراض هتكت ووسائل التعذيب تنوعت وسرقت الاموال الخاصه والعامه واغتصب الرجال والشباب والاطفال وهجر اصحاب الدار واصحاب الارض والشرف ..... تلك الصرخه يجب ان يبقى صداها في عقولنا ... وليخسأ الخاسؤون تلك هي وجهة نظر اسوقها لهذا الموقع الابي
أبو أحمد - هيوستن
سلمت يراعك أخي أبو الحق على ماكتبت ورددت على أعلام الصفويين الغادرين وأنت تكتب من أرض الحدث أرض الموصل الحدباء البطلة....سلمت وسلمت الموصل وسلم الثوار وماالنصر الا صبر ساعة
إرسال تعليق