الدولة والخلافة

وجهات نظر

الشيخ عبدالحكيم عبدالرحمن السعدي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.وبعد: فكل عام وانتم بخير.
ايها المجاهدون الصابرون، هنيئا لكم مرة اخرى صبركم ومطاولتكم ووقوفكم اسوداً امام الباطل في هذا الشهر المبارك العظيم.
لنا ملاحظة نود الافصاح عنها ابراء للذمة اما الله تعالى تتلخص بالآتي:

انه ما من شك في ان كل مسلم في ارجاء المعمورة يتطلع الى انتشار الاسلام وسيادته على الارض كما كان عبر مئات السنين، ولكن ما عهدنا ان تعلن دولة اسلامية او خلافة في ظل جهل مطبق وتمزق قاتل وتكالب للاعداء على الامة وعدم بروز اهل الحل والعقد وعدم فهم للاسلام الوسطي الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، لذا فإن اعلان الدولة او الخلافة في مثل هذه الظروف ما هو الا ضرب من الخيال ويزيد النار تأججا على المسلمين بل ويعطي الفرصة لأعدائهم للانقضاض عليهم بحجة محاربة الارهاب كما هو حاصل امام الانظار، وهي مسألة غير مجمع عليها قابلة للنقاش والأخذ والردّ وليس بالضرورة الأخذ برأي فقيه واحد من فقهاء الأمة، بل يؤخذ برأي من هو أكثر توافقاً مع فقه الواقع من آراء الأئمة المجتهدين.

ومن هنا فإنَّ مثل هذا الاعلان تكون مفسدته اعظم من مصلحته مما يجعلنا نقول انه غير مقبول شرعاً، لأن قواعد الشرع تأباه فإن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وان باب سد الذرائع الذي ذهب اليه جمهور فقهاء الامة يوجب على الذين يتبنون هذه الفكرة التراجع عنها وتأجيلها الى حين، وان يعملوا على تحسين صورة الاسلام امام اعدائه حتى يدرك الناس ان الأسلام ليس دين قتل ولا ذبح ولا انتهاك ولا ظلم، بل تسامح وعفو وخفض جناح للمسلمين ونشر للمفاهيم الحقيقية الناصعة للاسلام دين السلام والعفة والوفاء والتعايش السلمي واعطاء كل ذي حق حقه.
والله ولي التوفيق....

الشيخ الدكتور عبد الحكيم عبد الرحمن السعدي
3-رمضان-1435 هجري

1-7-2014 ميلادي