في توضيحه التالي، يشرح فضيلة الشيخ عبدالحكيم عبدالرحمن السعدي بعضاً مماجرى في مؤتمر عمان
التمهيدي لثوار العراق الذي عقد يوم الأربعاء، 16 تموز/ يوليو 2014، في العاصمة
الأردنية، بحضور نحو 300 شخصية عراقية، جميعهم من المناهضين للاحتلال المجرم
والرافضين لمشاريعه وعمليته السياسية الإجرامية.
ويكشف بعضاً من أسباب الحملات المتداولة في مواقع
التواصل الاجتماعي المختلفة.
توضيح حول مؤتمر عمان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
ومن والاه، وبعد
فإن اللقاء التشاوري الذي انعقد في المملكة الاردنية
الهاشمية بتاريخ 18-رمضان-1435 هجري 16-7-2014 ميلادي كان لقاءً مباركاً ضم النخبة النزيهة النظيفة من ابناء العراق من جميع المستويات
والاتجاهات, وان ما جرى فيه من مناقشات على مدى يومين كانت كلها تصب في مصلحة
العراق وابنائه عموماً، وقد كان مشحوناً بالصراحة والدعوة الى وحدة الكلمة ونكران
الذات.
والذي يفرح القلب وحدة الرؤية لجميع الحاضرين في القضايا
العامة المشتركة لم يشذ احد سوى نفر لا- قيمة له – ممن تظاهروا بنصرة اهل السنة
اندسوا مع المجتمعين او جاءوا بأجندة خاصة تخدم اغراضهم واهواءهم المريضة، فراحوا
يكذبون على المؤتمرين ويزورون البيان الختامي ويحللون المواقف بما يتوافق مع
الاجندة التي جاءوا من اجلها، فابتدأ بعضهم بتزوير البيان عند قراءته القراءة
الثانية امام الكاميرات، مزوراً البيان الاصلي الذي قرأه هو نفسه امام المؤتمرين
قبل حضور الاعلام واقره الجميع، ثم حاول آخرون، عبثاً، شق الصف والخروج على ما
عليه إجماع المؤتمرين وحين لم يستطيعوا, جعلوا من سلاح الجبناء (الفيس بوك)
متنفساً لهم يروجون من خلاله اكاذيبهم وسمومهم.
فعلى سبيل المثال: تلقفوا كلمة صدرت مني حين قلت (اذا
جئتم لنصرة اهل السنة فقط فإني سأغادر) فصاروا يتناقلون هذه العبارة للتشويه وطمس
الحقائق، وصاروا كمن يقرأ قوله تعالى ((ويلٌ للمصلين)) دون ان يكمل الاية بعدها.
والواقع اني كنت في سياق بيان اننا انما اجتمعنا لوضع
خارطة طريق للخلاص من العملية السياسية برمتها وتخليص العراقيين عموماً من تبعاتها،
وما خلفته من فساد وظلم شمل العراقيين جميعا وليس اهل السنة فقط, فكانت عبارتي هذه
تبياناً لهذا التوجه، وبخلاف ذلك سنكون كما كان غيرنا طائفيين وهذا ما لم نجتمع من
اجله, فوافقني على ذلك جميع الحضور سوى واحد ردَّ بصوتٍ عالٍ، وحين أدرك الرجل
خطأه وفهم الحقيقة جاءني معتذراً آسفاً، وقبلت منه اعتذاره وأسفه، لكن المغرضين جعلوا
من هذا الموقف سنداً لهم للترويج والاتهام.
والمثال الثاني: جاء في بعض العبارات المقترحة كلمة (الاسلامية)
فاقترحت إبدالها بـ (الدينية) وشرحت وجهة نظري لذلك وتتمثل في ان هذا البيان موجهٌ
الى دول العالم وليس للمسلمين فقط فلعله يكون اوقع واكثر قبولاً حين تقول (الدينية)
لأن هذه الكلمة شاملة لغير المسلمين مما لا يثير حفيظتهم ويكون اقرب الى القبول،
ونحن نهدف الى ان يتفهم العالم الاسلامي وغيره قضيتنا.
هذه هي وجهة نظري التي قبلها البعض ورفضها البعض،
فتركناها للاحتكام الى التصويت في الجلسة العامة.
فراح المتصيِّدون يجعلون من هذا الموقف فرصة للتشويه
والطعن، وقد خالفوا ربهم من جهتين:
أولاهما: انه نقل مشوه.
وثانيهما: انه خيانة لما دار في مناقشة سرية في لجنة
الصياغة، التي يمكن ان يدور فيها الخطأ والصواب حتى يتم الاتفاق على صيغة معينة.
لذا وجب التنبيه على ان مثل هؤلاء لا يمثلون سوى انفسهم
ومن دفعهم وكان وراءهم, فلا تلقوا لهم بالاً ولا تسمعوا لهم صوتاً ولا تصدقوا لهم
كلمة.
والله ولي التوفيق.
والله ولي التوفيق.
الشيخ
الدكتور
عبدالحكيم عبدالرحمن السعدي
18-7-2014 ميلادي
20-رمضان-
1435 هجري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق