صلاح المختار
تناقلت الاخبار
نبأ اعتقال جورج بوش الابن، الرئيس الامريكي السابق، بسبب تعاطيه الكوكايين وسواء
بقي في الحبس او اطلق سراحه وهو المرجح فان لهذا الخبر معان كثيرة وكبيرة:
2- هذه الواقعة مثل عشرات غيرها تطرح سؤالا منطقيا:
اذا
كان الرئيس الامريكي قد اعتقل وحوسب لتعاطيه المخدرات فلم لم يحاسب على ارتكابه
جرائم متعددة في العراق؟
لقد ارتكب بوش جرائم الابادة الجماعية وانتهاك الحرمات
والتعذيب والاغتصاب بعد غزو العراق ، والذي هو بحد ذاته جريمة كبرى ادت الى ابادة
اكثر من ثلاثة ملايين عراقي وتشريد سبعة ملايين ووضع 30 مليون انسان عراقي في جحيم
كوارث متعددة خصوصا وان امريكا اعترفت بان كل اسباب غزو العراق قد ثبت انها كاذبة،
الامر الذي يعني ان الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان في العراق وبصورة جماعية
جرائم مركبة يجب ان يحاسب عليها من ارتكبها . السؤال الذي يطرحه كل من لا يعرف
حقيقة امريكا هو : لم لم يحاكم بوش عن جرائمه في العراق بينما هو يحبس لمخالفته قانون
منع تعاطي المخدرات وهي مخالفة صغيرة مقارنة بجرائم الابادة والتهجير الملاييني
والتعذيب الجماعي ؟
3 – حوسب بوش على جريمة صغيرة وهي تعاطي المخدرات لانه
موظف اداري في دولة يجب ان تكون دولة مؤسسات كي تؤدي دورها المطلوب وهو ان تكون
منظمة بدقة وقوة كي تستطيع انجاز المهمات الكبيرة لها مثل ضبط المجتمع والسيطرة
عليه بقوة القوانين والا فان دولة بلا قوانين تبقى غير مستقرة وعرضة للاضطرابات
والتراجع . وبما ان هناك (مشروع القرن الامريكي ) اي تحقيق الحلم الامريكي الاول
وهو سيطرة امريكا على العالم فان ذلك الهدف الكبير والخطير يتطلب دولة منظمة تنظيما
راسخا قويا لاجل النجاح في تحقيق تلك المهمة المعقدة .
4 – من يحكم امريكا فعلا هو الماسك بالمال وليس الرئيس
او الكونغرس او الاعلام فالمال في امريكا هو السيد وهو اله النخب ، لذلك فادارة
المال عالميا تفرض تجريد اي مدير للمال العام من السلطات المطلقة واخضاعه للقوانين
لحماية المال وضمان زيادته . وبما ان المال ، اي النظام الرأسمالي الامريكي ، هو
الذي قرر غزو العراق وليس بوش او المحافظون الجدد فان بوش ورهطه قام بدوره المطلوب في العراق بما في ذلك ارتكاب
كافة الجرائم ابتداءا من تلفيق الكذب
لتسويق وتبرير الغزو وانتهاء بكافة الجرائم التي ارتكبت اثناء الغزو . جورج بوش
موظف اداري نفذ ماكان عليه تنفيذه والمسؤول عن الجرائم هو من اتخذ قرار زيادة
المال الامريكي بسرقته من العراق والقضاء على بؤرة رأت امريكا انها تهدد زيادة
المال الامريكي وهي العراق المتحرر .
5 – هنا تسقط نظرية ان امريكا لم تحاسب بوش لان الجريمة
ارتكبت خارج امريكا وضد بشر ليسوا امريكيين ، والتي يروجها البعض لتفسير سبب عدم
محاكمة بوش على جرائمه في العراق ، لان نفس امريكا تتدخل في كل مكان عندما يتعرض
من يخدم مصالحها للاذي من اخرين كما فعلت عندما زجت بقواتها في ازمة الكويت وغيرها
، فهي هنا تدافع عن نهبها العام للمال العالمي وتحمي عمليات سرقته والسيطرة عليه .
بهذا المعنى فكل شيء مباح عندما يزيد المال الامريكي وكل شيء حرام عندما يهدد
بنقصان المال الامريكي . هذه هي القاعدة التي تتحكم وتحكم سلوك امريكا وكونغرسها
واعلامها ورئيسها .
التحرر من اساطير امريكا ونغولها ضرورة كي نستطيع انهاء
هيمنة امريكا علينا وعلى العالم . ومن بين الاساطير الفجة اسطورة حقوق الانسان
والديمقراطية الامريكية التي تفرضها بالدبابات وابادة الملايين . حتى في امريكا
الانسان ليس اكثر من سلعة لكنها تختلف عن الانسان السلعة خارج امريكا في انه يرتدي
معطف مصنوع من فرو المنك كي يحيمه من امراض الشتاء والموت بردا .
ومعطف المنك للانسان الامريكي هو بذاته ثمرة جريمة اخرى
فلكي يرتدي الامريكي او الامريكية معطفا من فرو المنك يجب قتل عشرات الحيوانات
الصغيرة لاخذ جلدها ، وتلك جريمة اخرى لكنها مبررة من اجل حماية الامريكية وتواصل
عمله كجزء من الة كبيرة تنتج المال ، وكما يضمن عمل السيارة بلا توقف من خلال
تزييتها وتغيير ادواتها دوريا، وبدقة فإن الانسان الامريكي يجب ان يحمى كي يواصل
الانتاج. فالحرص هنا هو على ضمان عمل السيارة وليس حبا لها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق