موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

السبت، 19 يوليو 2014

القلعة الأخيرة

وجهات نظر
محمد سيف الدولة
·   منذ عام 1947، والمعركة مستعرة بيننا وبين الصهاينة ومن ورائهم امريكا وشرعيتها الدولية حول مشروعية (دولة اسرائيل)، مشروعية الاغتصاب الصهيوني للارض العربية.


·   كانت بداياتنا مبدئية، اذ وقفنا صفا واحدا شعوبا وحكومات في مواجهة قرار التقسيم رقم 181 في عام 1947، بل وشاركنا في حرب 1948 دفاعا عن فلسطين. ورغم هزيمتنا بسبب احتلال اقطارنا وتبعيتها، الا اننا تمسكنا بموقنا المبدئي الرافض للاعتراف باسرائيل.
·       واستمر صمودنا رغم الضغوط الدولية وعدواني 1956 و 1967،
·   وظهرت اول ثغرة في صفوفنا بقبولنا القرار 242 بعد عدوان 1967 والذي ينص على حق (اسرائيل) في الوجود مقابل الانسحاب من اراض تم احتلالها عام 67، ولكننا لم نتوقف كثيرا حينذاك بسبب مقررات مؤتمر القمة العربية بالخرطوم الذي رفع شعار اللاءات الثلاثة : لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف، وبسبب انشغالنا في الاعداد للحرب.
·   ولكن الضربة القاصمة الاولى لفلسطين والامة العربية، تمت بعد حرب 1973 عندما اعترفت مصر السادات باسرائيل بموجب اتفاقيات كامب ديفيد.
·   تلا ذلك اخراج القوات الفلسطينية من لبنان عام 1982 في ظل العدوان الصهيوني، وبدأت عملية ترويض للقيادة الفلسطينية المنفية في تونس، وتسويتها على نار هادئة، الى ان انهارت مقاومتها وبدأت سلسلة من التنازلات انتهت باتفاقية اوسلو 1993 والتي اعترفت فيها م.ت.ف بحق (اسرائيل) في الوجود وتنازلت عن فلسطين 1948 .
·       ثم الاتفاقية الاسرائيلية الاردنية، وادي عربة، عام 1994.
·   واخيرا انهارت مقاومة النظام الرسمي العربي ممثلا في جامعته العربية باصداره لمبادرة السلام العربية عام 2002 التى تقر بحق (اسرائيل) في الوجود،  وقبوله التطبيع معها إن هي انسحبت الى حدود 1967.
·   وبذلك لم يبقَ من العرب الذين رفضوا قرار التقسيم عام 1947، الا الشعب العربي الاعزل المحجوب عن فلسطين، وقوة وحيدة في الارض المحتلة لا تزال تحمل السلاح وتقاوم هى "غزة".
·   انها القلعة الاخيرة في معركة الاعتراف باسرائيل. ان انهارت لا قدَّر الله، سيكون علينا ان ننتظر عقودا طويلة قبل ان نربي جيلا جديدا داخل الارض المحتلة يرفض مشروعية (اسرائيل) ويعيد الاعتبار لمعركة التحرير والمقاومة، وإن صمدت بإذن الله، تعثر المشروع الصهيوني بأكمله.
***
ولكن ما معنى الاعتراف باسرائيل؟
·   انه يعنى الاعتراف بمشروعية الاغتصاب الصهيوني لفلسطين، والاعتراف بصحة الاساطير الصهيونية حول الامة اليهودية والشعب اليهودي وحقه التاريخي في ارض الميعاد.
·   وهو ما يعني التسليم بالعقيدة الصهيونية في الصراع وبالتالي تبني رؤية عدونا في صراعنا معه، انها الهزيمة العربية الكبرى التى يحلم بها الصهاينة منذ قرن من الزمان.
·   وهو يعني الاعتراف بأن الحركة الصهيونية حركة تحرر وطني نجحت عام 1948 في تحرير وطنها المغتصب من الاستعمار العربي الاسلامي والتى يحتفلون بذكراها كل عام في عيد يطلقون عليه "عيد الاستقلال".
·   واذا كان هذا صحيحا، وهو ليس كذلك، فان الضفة الغربية وغزة، هى الاخرى، وبذات المنطق، ارض يهودية مما يستوجب تحريرها عاجلا ام آجلا من الاحتلال العربي لها.
·   وسيكون، وبالقياس، وجودنا نحن ايضا هنا في مصر وجودا غير مشروع، فنحن نمثل احتلالا عربيا اسلاميا لأراضي الغير.
·   وسيعطي الاعتراف ضوءا اخضر لكل القوى الطائفية في المنطقة بالسعي لتكرار وتقليد التجربة الصهيونية، وانشاء دول محررة من الاحتلال العربي، دولا كردية وشيعية وسنية وزنجية وقبطية ..الخ
·   ان الاعتراف باسرائيل في حقيقته هو عملية انتحار جماعي، بموجبه تقرر الامة العربية الانتحار وتعترف بأن وجودها على هذه الارض هو وجود باطل وغير مشروع على امتداد 14 قرناً.
·   ليس ذلك فقط بل ان الاعتراف بشرعية (اسرائيل) يعطيها كل الحق في كل ما تفعله دفاعا عن وجودها وامنها القومى المزعوم.
·       فكل من لا يعترف بها يمثل تهديدا لهذا الأمن عليها ان تطارده وتصفيه اغتيالا او اعتقالا او نفيا او حصارا.
·       وتكون المقاومة الفلسطينية بالفعل ارهابا.
·       ويكون الارهاب الصهيوني هو دفاعا مشروعا عن النفس.
·       ان الاعتراف هو جريمة تاريخية وعملية انتحار مجنونة ، ناهيك عن كونه استسلاما للعدو.
·   كما ان التنازل عن الاوطان ليس من صلاحيات احد، حتى الشعوب نفسها، فالأوطان ملك جماعي مشترك لكل الاجيال الراحلة والحالية والقادمة. وليس للجيل الحالىي بكامله، الا حق الانتفاع بالوطن فقط ، فليس من حقه التنازل او التفريط او التصرف فيه.
·       ان هناك أكثر من  50 جيلا قبلنا ناضل وقاتل واستشهد لكى تكون هذه الارض لنا.
·       فلسنا نحن الذي جلبناها لأنفسنا لكى نملك حق التخلي عنها.
***
·   من هنا فإن المهمة الوطنية الملحة الآن  للشعب العربي في كل مكان هى حماية القلعة المسلحة الاخيرة في الارض المحتلة من السقوط.
·   وأول خطوة في هذا الطريق هو دعمها في مواجهة العدوان، وتحريرها من الحصار المفروض عليها لإخضاعها وكسر ارادتها وارغامها على الاعتراف باسرائيل.
·   وهى مهمة شعبية بالدرجة الاولى، بعد أن اعترف النظام الرسمى العربي باسرائيل وطبّع ونسّق وتواطأ معها لضرب آخر معاقل المقاومة وتصفية القضية.
·       انها معركة كل الأمة وليست معركة فلسطين وحدها.


هناك تعليق واحد:

ابن العروبة يقول...

كانت القلعة الأخيرة قلعة العروبة بغداد الحبيبة. فبسقوطها سقطت كل قلاع الصمود والمقاومة. ولكن لا بد للأرض المجدبة المحروقة أن يأتي يوم ويصبح حرقها عامل خصب لها لتنمو مجددا وتخضر وتثمر خيرا لأهلها وتطرد المحتل والمعتدي عن أرضها.

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..