موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 12 أغسطس 2013

تالي الليل تسمع العياط!

وجهات نظر
أبو الحق
عصر المعلوماتية هذا يشهد خرقاً نادراً واستثناءً عجيباً تمخض عنه حادث فرار السجناء من سجن الحوت في التاجي وسجن أبي غريب المحصنين بشكل مفرط يجعل من يفكر بالتقرب من السياج الخارجي لأي منهما مستحقاً لكتابة وصيته بكل الأحوال!
فآخر أخبار السجناء الفارين أولئك لن تجدها لدى فتاحي الفال من أمثال: أبو علي الشيطاني ومايكل فغالي إبن تاراس بولبا أبو كَذله ذاك الآخر، ولن تجدها في كاميرات مصوري البابارازي ولا في ذاكرة الأقمار الصناعية التجسسية: سواء الروسية منها أو الأمريكية، فالأولى منشغلة بتمرير تحركات الجيش الحر والكتائب المجاهدة في سوريا لتسعف بها الأسد الخائر القوى لعلّها تبث في نظامه بعض الحياة من خلال إنتصارات هنا وهناك قوامها مئات أخرى من الضحايا السوريين والسوريات، فيما الأمريكية منها منصبّة فوق خارطة إيران تتعقب نشاطات المفاعلات في صبر فاق صبر أيوب والعالم يترقب رد فعل يرقى لبعض ما فعلوه مع صدام حسين ونظامه قبلاً ، لكن عبثاً تتأمل يا عالم مشافش حاجه!


أين تراك واجدها إذن؟
أخبار الذين فرّوا من أعتى سجون النظام الصفوي لن تجدها إلا في آخر مكان يخطر على بالك... لدى وزارة الداخلية العراقية التي يصدق فيها التشبيه (وزارة إمضيعه صول ﭽﻌﺎبهَ)!
من لا يعرف بأمور بيته ولا بأحوال عائلته تراه متبحّراً بأخبار القارات والجزائر البعيدة مدركاً لأدق تفاصيلها ووقائعها اليومية ويعرف من دخل حدود مصر وكم لبث فيها وأين إستقر به المقام، فقد طلع علينا عدنان الأسدي وكيل الداخلية بأنّ هناك مِن بين الفارّين من وصل... لمصر! مصر حتّه وحده؟ ربما هو مصداق الآية الكريمة (إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين) أو هو تطبيق العبارة السياحية تلك (نوّرت مصر)! طب لمّا انته فالح وعاملّي أبو العرّيف كده أهوو: ما تئولّي يا فهلوي: من أنهي حدود دخلوا مصر؟ وازاي عبروا الدول اللي أبليهه؟ يخرب بيتك وبيت اللي عملك وكيل ! 
وكان سيادة الوكيل هذا قد صرّح قبلها بتصريحات تحشيشية من وزن (إنّ أجهزة الكشف عن المتفجرات ليست فاشلة 100% كما يقولون بل تعمل ولكن بنسبة ما) ! ومن ثم صرّح عقب حادثة تحطيم السجون هذه بأن غيرهم وصل سوريا وانضم للجهاد والنصرة : لم تكن وقت طلع بالتصريح الأولي هذا، لم يكن قد مضى يوم واحد وقتها على حادثة خرق السجون التي أسقطت أوراق التوت عن عورات الحكومة هذه عندما طلع التصريح الأول، ولم تكن قد تشكلت اللجنة التحقيقية، تلك التي تشكلت عقب الحادثة بأسبوع قوامه سبعة أيام كل منها ذو 24 ساعة سمينة، لكل ساعة منهن 60 دقيقة تمتلك واحدتهن 60 ثانية بالكمال والتمام (ومعروفة هي المقولة تلك: إذا أردت أن تُدخل قضية ما في متاهة فأوعز بتشكيل لجنة تحقيقية بشأنها)، فإذا بعدنان الأسدي يعطينا إحداثيات الفارين ومع من تزاوجوا وأين هي حاضناتهم، مصر وسيناء تحديداً ولدى الشيخ خلف الله بدون شك! لدى الصفويين هؤلاء ولع بمصطلح الحاضنات فهم (مطيرجية) وأرباب أكشاك في سوق الغزل بأصولهم لذا تراهم لا يتركون تصريحاً من دون تضمينه هذه المصطلحات (حاضنات الإرهاب، تجفيف البرك والمستنقعات،.. إلخ)، من شبّ على مهنة شاب على مصطلحاتها!
وأنا أعتقد أن عدنان الأسدي مواظب على متابعة مسلسل الفطيرين عبد الحسين عبد الرضا وحسن البلام، والذي تتوالى فيه أخبار البعران التي يراهن عليها التافه الأول: هذا البعير وصل زمبابوي وذاك الآخر وصل للأرجنتين، فهذه التصريحات تشبه تلك !
نسي الوكيل مقولة الإمام علي من أنّ المسافة بين الحق والباطل هي بقدر أربع أصابع ،هي الفاصلة بين الرؤية العيانية والسماع الكيفي غير الموثق، ألم أقل لكم بمقالة قريبة أنّ هذه المقولة وحدها تخز عيون كل مزاعم القوم وترد البصقة بوجوههم وتنسف كل ما يحكونه ويفترونه ؟ اليوم نحن بإزاء منظومة جي بي إس(تحديد الموقع الجغرافي) من نوع متطور حيث يغفو المسؤول ويصحو من حلمه فجأةً وهو يهتف: "إنهم في مصر، بعد أن كانوا في سوريا"!
لا تخلو هذه المأساة العراقية التي نعيشها وتتغذى علينا مع كل ساعة وفي كل نشرة أخبار أو شريط إخباري دامي، لا تخلو من بعض الكوميديا المريرة التي تجعل المرء يضحك ويبكي في نفس الوقت. فهذا هو النغل وزير النقل والمواصلات، هادي العامري نموذجاً لما أقول: نائب ضابط مخابر تم تسليم وزارة النقل والمواصلات له في عهد المالكي حيث الثور المناسب في الحظيرة غير المناسبة فطلع هو الآخر بتصريحات "ثورية" أولها تنظيره بشأن ما حصل بمصر وربطه بأميركا باعتبارها رعت الإنقلاب على الديمقراطية في مصر! وأنا لست بصدد البت بصحة رأيه الكسيف هذا أو نفيه، لكن يبدو أنّ العامري هذا لم يسمع بقصة الموالي الشهير روح الله نوريغا ولا وقعت عيناه وأسنانه الناشزة من قبل على قناة بنما ضمن خريطة العالم ، فهو يغرد وكأنما أميركا ليست هي التي حملته في بطنها أشهراً وأرضعته من لبنها أنهراً ! أميركا جاءت به من رحم العدم والتسكع في كل بلدان التآمر وأسبغت عليه أفضالها كما هو حال أميركا وبريطانيا مع كل خائن لبلده !
ونائب ضابط خائن فار من الجيش مثل العامري هذا يفترض به أصلاً وأصولاً  أن يتوجه صوب أميركا لا صوب الكعبة، مرتين بالقليل في كل يوم ليصلي ركعتي شكر لمن جعلوا منه بشراً وأوصلوه إلى ما كان لا يحلم بمعشار معشار معشاره ، فذاك بهاء الأعرجي هو الآخر يصرح في رمضان بأنّ (خيّر المابيهم كان يحلم بعضوية مجلس بلدي)، أنظر كيف شرعوا بالستربتيز الإعلامي والأخلاقي في رمضان وأخذوا يكشفون سوأة بعضهم البعض وكل منهم يلقي باللائمة على غيره وما هو بمزحزحه من الفضيحة أن يفعل ذلك لأن الكل هم زمرة قرود، تنطق بالأعجمية. كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم فالمتكلم نفسه كان كاتب عرائض بباب محكمة قبل أن يصبح ممن يقال فيهم (يذبح بقطنة) ويخوض بدماء العراقيين بالآلاف ، ومن هالمال حمّل جمال .
هادي العامري لم يقصر تصريحاته على مصر فحسب بل إستدار صوب البرلمان وفتح النار على شركائه بالسقوط وبالجريمة فنهى أعضاء البرلمان عن الخوض فيما ليس لهم به علم، يقصد تأخير بناء الميناء المرتقب! نحن نعرف أنّ البرلمان هو حديقة حيوان لذا لسنا بصدد الدفاع عنهم ، لكن لدي سؤال أوجهه لجنابك الكسيف والسؤال يقول: طيب إنته يا نائب ضابط فار من الخدمة في وقت الحرب، إيش هوّه فهمك؟ يقول الإمام علي إن قيمة المرء هي ما يحسن فما هو الشيء الذي تحسنه أنت؟ هل لك علاقة بإدارة النقل البري والبحري والجوي ولو بأدنى الحدود؟ ربما تجيد بعض المصطلحات مما يخص أجهزة إتصالات الدبابة وجهاز الراكال بحكم مهنتك الأزلية تلك لكن هل لهذا نفسه أية علاقة بإتصالات البوينغ ولا أقول بشؤونها اللوجستية ومتطلبات الخدمة والصيانة والسلامة والربحية والتنافس والتسويق؟ والأساسات التي جعجعت بشأنها فيما يخص قصة الميناء كما لو كنت (خلفة) من خلفات باب الشرقي يناقش بناء برج التجارة العالمي الجديد أمام عمال المسطر، هل تراك فاهماً ما تحكيه أم أراك تردده كببغاء حفظ بضعة مصطلحات مما يلزم للرد في المؤتمرات الصحفية؟ يعني: فهمان والا موش فهمنتش؟
قل لمن يدعي في العلم فلسفة     حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء

ولا تتوقف الكوميديا الصفوية هذه أبداً طالما هناك أمهات باسلات رافعات خافضات أنجبن هكذا فطاحل يعجزون عن قيادة فصيل مشاة فوقع العراق كله بأيديهم، فتصور حجم المصيبة: فنديم الجابري من حزب الفضيلة طلع علينا برمضان بمطلب متميز صاحَبَ النيولووك الذي ظهر به برأس لامع أشبه برأس باجه مسموط وجاهز للطبخ بعد أن كان يلتزم بالمظهر الإيراني البغيض ذي اللحية القذرة (النص ستاو) والقميص المشرع بلا ربطة كأي عربنجي يحضر حفلة عرس لأول مرة، هذه المرة طلع علينا بوجه أملط محفوف منتوف مع سبق الإصرار والترصد: قال أنه يلزم لكل سياسي أو وزير ثلاثة مستشارين. ولماذا ثلاثة يا نديم؟ هل هو كبسول أو تحاميل مما يلزم لترميم الصدع؟ وإن كان يلزم ثلاثة مستشارين لتدعيم موقف مسؤول أو سياسي غبي وفاشل مثلك ومثل كل مسؤولي المزبلة الخضراء فلماذا لا يصبح أفضل الثلاثة مستشارين هؤلاء هو الوزير ونتخلص من الزائدة الدودية الغبية التي هي أنت وأمثالك؟
"تالي الليل تسمع العياط"، كذا يقول المثل العراقي، ويبدو أن ليل النهيبية وصل لمنتهاه، زمرة لصوص تنتمي لبضعة أحزاب: ممولها واحد وعرابها واحد هو الآخر وإمامها واحد كما يزعم أمثلهم طريقة، ومع هذا لا يستطيعون الإتفاق أو التوافق على تقاسم النهيبة لأن بعضهم لا يطيق البعض الآخر ولأن واحدهم هو أسوأ من البقية فأطماعهم تتجاوز المليارات بأضعاف، أطماعهم تدور حول القتل والإبادة والتخريب، يحسب واحدهم أنه سيُعمّر 1000 سنة ..
ماذا يعني كل ذلك لكم؟ بل ماذا يعني لمن إنتخبوهم ووضعوا ثقتهم بهم ؟ إنّ عراقيين صبغوا أصابعهم بالصبغة البنفسجية واختاروا هؤلاء وأمثالهم نزولاً لمستوى المحافظين في كل محافظة، إن عراقيين تورط بعضهم بهكذا جريمة فشاركوا بالإنتخابات بكل حجة واهية تذرعوا بها من حيث يدرون ومن حيث لا يدرون لهم أجدر بجلد أنفسهم وإدماء جماجمهم وظهورهم ندماً وتراجعاً..
إن هذا البعض لهو أجدر من غيره بالتوبة الصادقة ومراجعة الذات بكل شيء تلقاه منذ الصغر وأولاها هي الولاءات المبنية على التعصب والطائفة والتحزب وذلك بعد تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من ليل العراق المدلهم.. وهم أجدر بالتوقف عن ممارسة الإنتحار هذا للمرة الثالثة والرابعة وسط عالم يتفرج ويتعجب من تكرار الزلات والإصرار على الغباء هذا فلسان حال العالم هو: "حتّام يبقى البعير على التل؟" ، وما لم يفعل هذا البعض ذلك فهم لا يستحقون الإحترام ولا الحياة  .


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..