وجهات نظر
نوري غافل الدليمي
كثيرة هي المصطلحات الجديدة التي جاء بها لنا الاحتلال، مصطلحات لم يعتد العراقيون على سماعها أو استعمالها، غريبة على اللهجات العراقية الجميلة التي امتازت بالسهولة والعذوبة والحلاوة والبساطة.
شلةُ من القادمين الجُدد (يتفستقون) بكلمات لا يعرفون حتى معناها، افتحوا التلفاز وشاهدوا جميع الساسة العراقيين (الذين لا يفقهون في السياسة شيئا) ولاحظوا كم مرة يسخدمون (الأجندة، الاستراتيجية، الفدرالي، الاتحادي، الشفافية، النزاهة، الدائرة المغلقة والمفتوحة، الكوتا، التكنوقراط، سوات ارهاب، وغيرها من المصطلحات.
لا اعتراض على ذلك فالاخوة اصبحوا مثقفين، هؤلاء من ذوي الاربطة الحرير، وأولئك من ذوي العقال والبشت (الذي لا يعرفون كيف يلبسونه)، واخرون من ذوي (الزلوف الطويلة والشعر الطويل أسفل الشماغ والعكال)، وآخرون تحولوا من رعاع الى صناع قرار!
ومع هذا حتى هذه اللحظة لا غرابة في الموضوع!! إذا ما الجديد في هذا العنوان؟
الجديد هو ميثاق الشرف!! كم مرة سمعتوا بـ (مبادرات) لتوقيع (ميثاق شرف)؟
كم مرة شاهدتم اجتماعات سياسية وجلسات ومجاملات تدعو لتوقيع (ميثاق شرف) بين العراقيين؟
وايضا لاغرابة، ولكن الغرابة ان العشائر وشيوخ عشائر معتبرين يرددوا عبارة توقيع (ميثاق شرف) بين عشائرهم!
هل يجوز هذا؟
ماذا جرى لكم أيها الشيوخ في العراق؟
هل نسيتم مضايفكم ودواوينكم وسرتم مع موجة (الساسة الجُدد) واصبحتم (ببغاوات) تردد ما يقوله الساسة (الفطاحل)؟
هل نسيتم أن الرجال الاصلاء الشرفاء الذين تربوا على قيم الرجولة والشرف لا يقبلون بهذا المصطلح "وثيقة شرف" لأن العرب والعراقيين نشأوا وتربوا على عبارة "الزلم تنلزم من كلامها" و "الزلم تنلزم من شواربها" فكيف بالنسبة للشرف عندهم؟
الشرف عندهم كلام واخلاق ووعد وشجاعة لذلك لا يفهمون ان الشرف بحاجة الى "وثيقة" فالشرف اكبر من عبارات تكتب أو هوسات "اهزوجات" تقال "وردح وندح"
من هذا نستخلص ان الذي يدعو الى توقيع (وثائق الشرف) حقيقة إما لا يفهم معنى الشرف أو لا يمتلك الشرف اساساً!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق