موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 9 أغسطس 2013

الخميني و «القدس» و «المقاومة»

قبل أيام دار حوار، رسائل، مع اخٍ كريمٍ من فلسطين بشأن يوم القدس الخميني، حينما كتب ذلك الأخ مقالاً يشيد فيه بهذه المناسبة وبمن اخترعها، وكأنما فتح الفتوح أن تتذكر القدس في عمل استعراضي مفضوح ليوم واحد وتذبحها في الـ 364 يوماً الباقية!
وكان حوارنا على النحو التالي:

السيد ... المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ان تكون بخير
منذ ان انطلق موقعنا، وجهات نظر، قبل نحو سنتين ونحن ننشر معظم مايردنا منك، ايمانا منا بقضية فلسطين ودرتها القدس والاقصى الشريف. وقد هالني هذا الثناء الذي وجهته الى المجرم خميني دجال العصر بلا منازع، ذلك الذي خلق فتنة في صفوف العرب والمسلمين لن تنته.
هالني ذلك لأن الشهيد صدام حسين فاضت روحه الى بارئها وهو يهتف بحرية فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر، ولم تقدم له شكرا ولا ذكرته، بحسب علمي، على الاقل، بخير، وانت تعلم جيدا ما قدمه العراق، كواجب، لفلسطين وكيف ان جيشها وشعبها وحدهما من قاتل دفاعا عن فلسطين حقيقة، وليس ادعاء وشعارات كاذبة فيما يقيم الخمينيون اواصر علاقاتهم مع الكيان الصهيوني ويقدمون لكم شعارات للاستهلاك.
هالني ذلك فعلا، فالذي يستحق الشكر منك هو صدام حسين، وشعب العراق، اللذين جعلا فلسطين وقدسها واقصاها حقيقة ماثلة صوب اعينهم دون ان يحيدوا عن هدف تحريرها لحظة واحدة، وقد دفع العراق والشهيد صدام حسين كل شيء من اجل هذا الموقف.
...
وأجابني الرجل:
الأستاذ الكريم مصطفى كامل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم الصلاة والصيام وصالح الأعمال.
ليس في مقالي حصرٌ أبداً، بل هو شكرٌ لكل من تذكر القدس وعمل لها، وليس في مقالي غمطٌ للآخرين، ونفي لجهودهم، وإن كنت اليوم قد ذكرت يوم القدس العالمي، فإنني دوماً أذكر ما قدمه العراق وخصوصاً الرئيس العراقي صدام حسين للشعب الفلسطيني، فقد اكرمني الله بزياراتٍ عديدة للعراق، ولقائه والعشرات من أعضاء القيادة العراقية، الذين اعرف جهدهم واذكر فضلهم، ولكني في مقالي لست في وارد الحصر والتعداد، وإنما ذكرت مناسبة واحدة يجب علينا أن نعترف بأهميتها ودورها "لايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"
شكراً لك أخي مصطفى نقدك وتعليقك، واختلافنا يجب ألا يفسد الود بيننا 
مرة أخرى تقبل الله 
...
وأجبته:
شكرا لاهتمامك وسرعة اجابتك وابادلك اطيب التمنيات وارجو ان تنال شرف قيام ليلة القدر وان يمن الله فيها على امتنا بالنصر المبين.
انا اعرف جيدا انك لم تحصر، ولكن مجرد ذكر اللعين خميني كاف لأن يتوجس منك العراقيون والعرب والمسلمون ممن يعادون هذا الدجال الافاك، وهم بحمد الله كثر ويزيدون.
كنت اتمنى ان تقول ان القدس تستحق اكثر من مجرد يوم، القدس تستحق عملا دؤوبا وجهدا حقيقيا لتحريرها وليس مجرد شعارات يراد منها تبييض وجه الدجالين وتمرير مؤامراتهم ضدنا.
هذا الذي ننتظره من قلمك المبارك وليس غيره ياعزيزي.
هؤلاء، ولا اظن الامر خافيا عليك اخي العزيز، يسوِّقون جرائمهم من خلال يوم القدس وغيرها من الشعارات بينما يذبحون فلسطين وقضيتها كل يوم، هؤلاء وانت مطلع على الكثير الكثير، يتآمرون ضد فلسطين ولا يقدمون لها الا الشعارات، والا قل لي بربك مالذي فعلوه لقضية فلسطين؟ وارجو ان لا تكون الاجابة انهم قدموا دعما لحماس، فأنت تعرف جيدا انهم يقدمون ذلك الدعم ليذبحوكم به فيما بعد، وهم يقدموه لتمرير مشروعهم التآمري وليس دعما لمشروعكم التحرري.
العراق والشهيد صدام حسين لا ينتظرون في دعمهم لفلسطين منة ولا شكرا، هو واجبهم، ولو تتذكر ان بابا الفاتيكان بعث مندوبا عنه الى العراق عام 1993، ليقول للرئيس صدام حسين ان الحصار لن يرفع عن العراق الا بتحسين العلاقة مع العدو الصهيوني وانا اضمن لكم رفع الحصار مقابل مجرد السكوت عن المطالبة بتحرير فلسطين، على الاقل. فماذا كان جواب الشهيد صدام حسين له؟
قال له: اننا لا نبيع شرفنا بكسرة خبز، بلغ تحياتي الى البابا وقل ان الله قادر عزيز.
هذا هو الموقف الاصيل، وليس ان ترفع شعار تحرير القدس ثم تقيم افضل العلاقات مع العدو وتتاجر معه!
لن يفسد الخلاف ودنا إن شاء الله، ولكن موقفك يؤسفني فعلا، ويؤلم ملايين العرب والمسلمين.
مع تقديري
..
واليوم أجد في مقال الكاتب عبدالله إسكندر خير رد على هذا الموضوع.

المحرر

الخميني و «القدس» و «المقاومة»

وجهات نظر
عبدالله إسكندر
أطلق الإمام الخميني، بعيد إطاحة حكم الشاه وتشكيل النظام السياسي الإيراني الجديد، دعوته الى جعل آخر يوم جمعة من شهر رمضان من كل سنة يوماً للقدس. وذلك في ذروة حاجته الى عناصر جاذبة للتأييد السياسي له ولنظامه. وأردف دعوته ببيان يمكن اعتباره تأسيسياً في هذا المجال. اذ تضمن، من دون تورية ومواربة معنى هذا اليوم وهدفه بالنسبة اليه.
قال مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران، في الجملة الأولى من هذا البيان، «ان يوم القدس العالمي ليس يوماً يخص القدس فقط، بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين». اي ان الموضوع لا يتعلق بفلسطين التي لخصها الخميني بالقدس، وكيفية العمل على تحرير شعبها من الاحتلال الاسرائيلي، وانما هو ترويج لنظرية سياسية ترى ان حركة التاريخ تقوم على الصدام بين «المستضعفين» و «المستكبرين».
لقد استخدم الخميني كلمة القدس بدل فلسطين على نحو مقصود، اذ ان المدينة المقدسة تضم الحرم القدسي الذي يعني الكثير لكل مسلم، وامكانات التعبئة والتحريض تحت شعارها تفوق اي تحريض يتناول مسألة وطنية مثل قضية القدس. وأكثر من ذلك، يقع اختيار يوم القدس كرد على مساعٍ عربية لانقاذ المدينة المقدسة والحرم القدسي في اطار لجنة القدس، برئاسة المغرب، والمنبثقة عن قرار قمة اسلامية بدعوة سعودية. وبذلك يريد الخميني ان يوحي انه بات المؤتمن على القضية الفلسطينية، باسم القدس، في الوقت الذي كان يسعى الى ترويج لسياسته.
لقد تحدث الخميني في هذا البيان عن معاناة «المستضعفين» وممارسات «المستكبرين»، وساوى بين «الظلم» اللاحق بـ «اخواننا في جنوب لبنان» بذلك اللاحق بـ «اخواننا في فلسطين». ما يعطي ليوم القدس هذا البعد الطائفي الذي تحدث عنه الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله اول من امس في خطابه لمناسبة يوم القدس هذه السنة.
وبحسب الخميني، «ان يوم القدس هو اليوم الذي لا بد من ان ينتبه بقايا النظام السابق في ايران والعناصر المخربة التابعة للانظمة الفاسدة والقوى العظمى في سائر البلدان، خصوصاً في لبنان، وان يحسبوا حسابهم... انه اليوم الذي يجب ان ينهضوا فيه وننهض فيه لإنقاذ القدس وإنقاذ إخواننا اللبنانيين من هذا الظلم».
هكذا ربط الخميني منذ البداية بين الشعار الجاذب المتعلق بالقدس وفلسطين وبين التحريض لـ «رفع الظلم» عن جنوب لبنان، لكون غالبية من الشيعة تعيش فيه، وانتقل الاهتمام الى البقاع الشمالي حيث الغالبية شيعية. ومن هنا انطلق تشكيل «حزب الله»، تحت شعار المقاومة، كقوة مسلحة تستجيب لوصية الخميني الذي قال في البيان نفسه «ان يوم القدس ليس يوم فلسطين فحسب، انه يوم الاسلام والحكومة الاسلامية، يوم يجب ان ترفرف راية الجمهورية الاسلامية في جميع الأقطار».
اذاً، تحول يوم القدس من يوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتعبئة من اجل قضيته الوطنية الى يوم تحريض لرفع راية الجمهورية الاسلامية، كما اقام الخميني نظيرتها في ايران.
في هذا المعنى، شكل «حزب الله»، منذ بدايته، استجابة لتوصية الخميني، ونموذجاً ناجحاً لما اطلق عليه لاحقاً تصدير الثورة. حتى بات اليوم هذا الحزب جزءاً لا يتجزأ من المنظومة التي وضعها الخميني من اجل ضرب «الانظمة الفاسدة»، وهي التسمية الايرانية للانظمة العربية والمتصدية لتوسع النفوذ الايراني.
لقد كان للنظام السوري، بتركيبته الطائفية - الاجتماعية، الدور الكبير في تحفيز مشروع الخميني في لبنان، عبر «حزب الله»، ما جعل الحزب يلقى الاعتراف القهري كشريك في لبنان تحت شعار المقاومة، على خلاف مناطق اخرى باتت فيها جماعات شبيهة به مجرد شبكات تعمل لحساب طهران. وكما لعبت «القدس» دور الركيزة في الدعوة الخمينية الى الترويج للجمهورية الاسلامية، كذلك تلعب «المقاومة» دور الركيزة في الترويج لـ «حزب الله»، الذراع المتقدمة لايران في لبنان وفي سورية ايضاً بعد انخراطه في القتال هناك.

ملاحظة:
نشر المقال هنا.


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..