موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 4 أغسطس 2013

دماء على الطريق الى "الامامين"

وجهات نظر 
عبدالرحمن العبيدي
التحليل العلمي لأي حادثة أو ظاهرة سياسية أو أجتماعية لابد أن يأخذ جميع الحوادث وأن يتم التعامل مع جميع المعلومات أو الاشارات المتوفرة التي تحدث في الزمان والمكان المعينين بالعودة الى مجريات التاريخ القريب والبعيد .
ولأن الاوضاع في العراق تسير بالاتجاه المعاكس لما يطمح اليه الشعب العراقي من أمن واستقرار وخدمات  نتيجة  الصراعات السياسية واحداث العنف المستمرة بسبب الصراع الاقليمي والدولي وتقاطع المصالح الفئوية الضيقة .


من أبرز اللاعبين في أحداث العنف التي تعصف في الشارع العراقي والذي يبرز كقوة فاعلة بين أطراف الصراع، تنظيم القاعده أو مايسمى (دولة العراق الاسلامية). الذي يقدم خطابا يتبنى فيه اقامة دولة اسلامية ومدافعا عن أهل السنة في العراق، لكن مجريات الاحداث وشواهد التاريخ والنتائج المترتبة على مانفذه التنظيم في حركة الصراع الدائر تعطي صورة أخرى لما ينادي به.
    
تنظيم القاعدة وإيران
ترجع الاشارات الاولى الموثقة لدى الاجهزة الامنية العراقية أبان الحكم الوطني، الى علاقة تنظيم القاعدة بإيران الى عقد التسعينات من القرن الماضي، حيث قامت المخابرات الإيرانية (اطلاعات) من تجنيد عدد من عناصر التنظيم من العراقيين الهاربين الى شمال العراق، ومنهم على سبيل المثال محمود المشهداني الرئيس  الاسبق لما يسمى البرلمان العراقي.
فضلا عن دخول وخروج الزرقاوي من والى العراق عبر إيران لمرتين في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي.
ومثلما هو معروف أن العديد من قيادات الصف الثاني والثالث في تنظيم القاعدة والكثير من عوائل عناصر التنظيم بما فيها عائلة أسامة بن لادن، قد لجأت الى إيران قبل الغزو الامريكي على أفغانستان 2001. وقد أستغلتهم إيران في تنفيذ أجنداتها عندما تم دفع المئات منهم الى شمال العراق بالتنسيق مع جلال الطالباني .  (هذا الموضوع سنأتي عليه في مقال آخر) .
عندما ألقى جهاز المخابرات بداية 2002 القبض على العشرات من هؤلاء المشار اليهم أعلاه في بغداد وعدد من محافظات العراق الاخرى، أوضحوا الى ان قدومهم للعراق كان بدفع من إيران وذلك لمقاتلة الامريكان (وكانت أمريكا تقرع طبول في حينها) وتم الحكم عليهم بالسجن لدخولهم العراق بطريقة غير قانونية، وعند صدور العفو العام في تشرين ثاني 2002 طلب هؤلاء مغادرة العراق الى إيران.

القاعدة ما بعد الغزو الامريكي للعراق
وبعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 برزت مؤشرات أخرى مباشرة و غير مباشرة تشير الى تنفيذ تنظيم القاعدة الذي تنامى دوره وهيمنته في مناطق العراق الغربية للاجندات والمخططات الإيرانية:
·       الخدمة الكبيرة التي قدمها تنظيم القاعدة لإيران عندما بدأ بعمليات القتل والتهجير الطائفي. وكذلك الفتوى التي اعلنها الزرقاوي بجواز قتل الشيعة ووصفه لهم بالكافرين. وكانت إيران تعمل بأزدواجية مع الجانب الاخر عبر اعداد وتدريب وتسليح الميليشيات الطائفية لتأجيج الاحتراب الطائفي. مما ولد شرخا في النسيج الاجتماعي العراقي أستغلته إيران لمصالحها في التغلغل أكثر داخل المجتمع العراقي.
·       ونتذكر المعلومات التي أشار اليها ياسر الحبيب وهو من رجال الدين الشيعة المتشددين بأن أحد القادة الصدريين أخبره في لندن بأن هنالك أوامر من إيران بتزويد تنظيم القاعدة بالسلاح.
·       وقيام عناصر تنظيم القاعدة بمقاتلة عدد من فصائل المقاومة العراقية التي كانت تواجه الامريكان وكذلك قتل الشخصيات الوطنية وضباط الجيش والبعثيين الرافضين للنفوذ الإيراني في المناطق الغربية.
·       هناك ايضا المعلومات التي أشارت الى لقاءات الملا ناظم الجبوري وهو من كبار قادة التنظيم في الضلوعية بأحد الدبلوماسيين الإيرانيين في احدى الدول المجاورة واستلامه مبالغ مالية منه.
·       والسلاح الإيراني الذي كانت تستخدمه مايسمى دولة العراق الاسلامية خاصة الألغام والعبوات الناسفة.
·       إطلاق سراح عناصر التنظيم الذين كان يتم القبض عليهم من قبل وزارة الداخلية بعد  يوم أو يومين من اعتقالهم خاصة أثناء تولي صولاغ وزارة للداخلية .
·       إطلاق سراح الشخص الثاني في السفارة الإيرانية في بغداد الذي تم الامساك به من قبل  عناصر التنظيم على طريق بغداد كربلاء والذي كان يسمى طريق الموت عام 2006 و2007 بينما تم قتل السفير المصري في بغداد ودبلوماسيين مغربيين.
·       واخيرا الوثيقة التي نشرت في عدد من المواقع الالكترونية وجاءت على شكل صورة لبرقية صادرة بتاريخ 19/6/2013 من وزارة الداخلية (وكالة الوزارة لشؤون الشرطة) مفادها أدخال كميات من العبوات اللاصقة من إيران، روسية الصنع، على شكل علبة السكائر، عبر منفذ زرباطية الحدودي في محافظة واسط الى العراق، وتم استلامها من قبل مجموعة التجهيز في تنظيم القاعدة . حسب ماجاء في الوثيقة .

تهريب سجناء ابو غريب
حادثة تهريب السجناء من سجن ابو غريب من العمليات الكبيرة والخطيرة لحجم أعداد الهاربين الكبيرة وكون الهاربين عناصر في تنظيم القاعدة منهم قياديين كبار  والتخطيط الدقيق والاستعداد العالي والدعم اللوجستي والتداعيات الخطيرة التي ستترتب على الوضع السياسي والامني في العراق، ولتحديد الجهة المستفيدة من تهريب السجناء لابد من تسليط الضوء على مجريات العملية كما أعلنت في وسائل الاعلام وعلى لسان المسؤولين في الحكومة والبرلمان وكما يأتي:
·       عدم التعامل بجدية مع معلومات استخبارية توفرت لدى أجهزة الامن العراقية عن وجود عملية لتهريب السجناء.
·       نقل 200 سجين من سجن الناصرية الى سجن بغداد المركزي (أبو غريب) من عناصر تنظيم القاعده المحكومين بالاعدام.
·       اجراء تغييرات كبيرة شملت الضباط والمسؤولين على حماية وادارة السجن قبل أيام معدوده من الهجوم على السجن.
·       اقامة مأدبة افطار لجميع نزلاء سجن أبو غريب في ليلة تهريب السجناء.
·       أشار وزير العدل حسن الشمري الى عدم وجود عناصر السرية المكلفة بحماية البوابة التي هرب منها السجناء.
·       عدم وصول قوات الاسناد والدعم الى السجن الا بعد مرور ثلاث ساعات تقريبا .
·       تأمين نقل الهاربين من السجن الى مناطق بعيدة، بالرغم من انتشار قوات الجيش والشرطة والسيطرات على الطرقات.

المالكي يتهم الميليشيات
 لأول مرة منذ توليه منصب رئيس الحكومة بل وحتى قبل ذلك عندما كان عضواً في البرلمان ورئيسا للجنة الامن والدفاع ، وجه نوري المالكي الاتهام الى الميليشيات دون البعثيين والقاعدة الذي كان دائما مايدعي بأنهم وراء كل الخروقات الامنية، وكان اتهامه موجها الى ميليشيا جيش المهدي الذي يتزعمه مقتدى الصدر بالتحديد، وربما يتصور البعض ان اتهام المالكي للصدريين جاء بسبب صراع النفوذ وموقف الصدريين المناوىء للمالكي ومجموعته الحاكمة، لكن المؤكد أن اتهام المالكي هذا لم يأت من فراغ بل أدرك أن إيران ماضية بالتخلي عنه وأراد أن  يكشف دورها في تهريب السجناء بصورة غير مباشرة، لكن اشارته الى الميليشيات هو من باب خلط الاوراق. كذلك درايته بأن إيران أخذت بتهيئة التيار الصدري الذي يمتلك تجربة في الحرب الطائفية التي تلت تفجير قبة العسكريين عام 2006 لتولي رئاسة الحكومة لغايات تخدم أجنداتها في الهيمنة على العراق واتخاذه نقطة انطلاق الى الدول العربية، ولأن المالكي لم يعد مقبولا داخليا وخارجيا بسبب صراعاته السياسية الداخلية وفساد حزبه وفشل حكومته في تقديم الخدمات للعراقيين ولتعاظم الحراك الشعبي واستمرار التظاهرات في المناطق الغربية وامتدادها الى محافظات الجنوب ولو اختلفت المطالب بين متظاهري الطرفين، ولضمان سيطرة إيران على العراق لابد من تغيير الوجوه سيما وان مرجعية التيار الصدري المتمثلة برجل الدين (كاظم الحائري) المقيم في مدينة قم الإيرانية وهو من العاملين على نهج ولاية الفقيه وضمن خط المرشد الاعلى للثورة الاسلاميةولكون التيار يمتلك القاعدة الشعبية الواسعة في محافظات الجنوب ولايأخذ عليه مثل مايؤخذ على الاحزاب الدينية الشيعية الاخرى المعروفه بالتبعية لإيران وموالاتها المكشوفه لها. لذلك فإ‘ن أفضل من يكون مناسبا للمرحلة القادمة ويخدم مخططات إيران هم الصدريين .

وبعد أن تم بيان العلاقة بين تنظيم القاعدة (دولة العراق الاسلامية) والدور الخطير الذي تقوم به لصالح المخططات الإيرانية، وعملية تهريب سجناء القاعدة من سجن ابو غريب الذي تم على يد عناصر حكومية مرتبطة بالاجنده الإيرانية ، وما تشهده المنطقة من صراعات وما يجري في  بغداد والمحافظات والمدن العراقية من أحداث عنف يومية بطريقة الفعل ورد الفعل بين الميليشيات والقاعدة ، وما حصل ويحصل من عمليات قتل وتهجير طائفي في قضاء المقدادية في محافظة ديالى والاقضية والنواحي المحيطة ببغداد خاصة الطارمية والمشاهدة، فإن المخطط الإيراني القادم هو إذكاء العنف الطائفي وتأجيج الصراعات المذهبية لإحكام السيطرة والهيمنة الإيرانية على العراق وبسط النفوذ على مناطق شرق ديالى لفتح الطريق الى بغداد  من جهة شمالها الشرقي وصولا الى سامراء التي يراد تحويلها الى محافظة الامامين، كما أن إيران لم تخف نواياها تجاه العراق فقد أعلن على لسان مسؤوليها االاستعداد لملء الفراغ الامني وكذلك استعدادها لارسال قوات الحرس الثوري الإيراني لبسط الامن في العراق ، لذلك فإن الايام القادمة ستشهد مزيدا من أحداث العنف والذي حذرت منه هيئة الامم المتحدة والادارة الامريكية لما تمتلكان المزيد من المؤشرات والأدلة على ذلك.    

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..