موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

قراءات في طريق الجحيم 1

بعد أن انتهى العميد الركن أحمد العباسي، أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية العامة في العهد الوطني، من قراءته المطوَّلة والتفصيلية لكتاب المرتد وفيق السامرائي (حطام البوابة الشرقية) باشر بقراءة مفصَّلة أخرى لكتاب (الطريق إلى الجحيم) اذي كتبه المرتد السامرائي أيضاً.
وهنا الحلقة الأولى من هذه القراءة..


قراءة في كتاب وفيق عبجل السامرائي طريق الجحيم
شهادة لتاريخ جيش العراق وشعبه (1)
(مقدمة كتاب طريق الجحيم )


العميد الركن (اس)
احمد العباسي *
بعون الله العزيز القدير انتهينا من تفنيد وقراءة كتاب (حطام البوابة الشرقية) بكل ما احتواه من أكاذيب وتلفيق بحق جيش العراق العظيم وقادتهِ الأبطال الشجعان وبكل ما تم حشوهُ من معلومات تمسُّ الأمن الوطني العراقي وأخرى تُحرّضْ الدول العربية على عدم الثقة بنظام الحكم الوطني الشرعي للعراق وتحريضها عليه والمساهمة بإطالة أمد  الحصار الجائر عليه تنفيذاً لمُخطط قوى الشر والإرهاب العالمي باحتلال العراق وتقسيمه.
وهنا سأقدم للقراء الأفاضل قراءة لـــكتاب تلفيق آخر كتبه وفيق عبجل في عام 1998 بعنوان (طريق الجحيم حقائق عن الزمن السيئ في العراق)؟!!!! تنفيذاً لما أملاه عليهِ أسيادهُ وأجهزة مخابرات الدول التي لا تريدُ الخير للعراق وأولها الكويت .... والدليل الدامغ على ذلك في هذا الكتاب هو اعتراف وفيق عبجل في مقدمة كتابهِ هذا بعرفانه لجميل أسياده في الكويت الذين دفعوا له الأموال ليكتب لهم ما يريدون هم  بما يحرّضْ الدول العربية وغيرها على العراق العظيم وليستجدي عطفهم ويتزلف إليهم ويتملقهم بالتنكيل بقادة جيش العراق وتشويه سمعتهم، بالإضافة إلى سرد معلومات تمس الوطن وكشف أسرارهُ الأمنية، لا بل تحدث عن أسرار الرئيس صدام حسين الأمنية التي لا يعرفها إلا من كان جُزءاً من الحلقة القريبة المحيطة بالرئيس من أفراد حمايتهِ، التي تتعلق بخطط الرئيس لحماية نفسهِ وغيرها، وهذه المعلومات إن دلَّت على شيء فأنها تدل على ما ذكرناه من الحقيقة الاكيدة لارتباط وفيق عبجل بــ((حسين كامل)) وعلاقتهما بدماء الضباط الشجعان الذين كانوا يُسببون عــُقدة، للاثنين مَعاً، بسبب ما يشعرونَ بهِ من نقص تجاههم، ولقربه من الرئيس من خلال كتابته التقارير السرية بحق الضباط والتي جعلته - إن صح ما ذكره في كتابه - يطّلع على خطط الرئيس التي تتعلق بأمنه الشخصي التي لا يعرفها سوى واحد أو اثنين من مرافقيه!! وهنا يجب أن لا ننسى انه ذكر في كتابه السابق انه كان يقوم باختيار مواقع بديلة للرئيس في جبهات القتال بالتنسيق مع مرافقيه.
فقد بدأ وفيق عبجل مقدمة كتابه هذا بإهداء قال فيه
((بسمك اللهم واليك يا شعب العراق .. جيشنا العزيز بناك الأحرار بدمائهم وعرقهم حتى أصبحت قوة إقليمية فاعلة...... أحببناك منذ الصبا وها نحن نكتب لك من تاريخك المجيد في سلسله الكتب التي عزمنا على كتابتها بعون الله ابتداء من كتاب حطام البوابة الشرقية)).
إن القارىء الذي يقرأ هذا المقطع من مقدمة الكتاب يتوقع في طيّات هذه الكتب، التي يتحدث عنها وفيق، أن الكاتب، وباعتباره ضابطاً عراقياً، انتشله هذا الجيش من حالة البؤس والعوز التي كان يعيشها قبل دخوله الكلية العسكرية، كتب عن ســِــفِــرٍ هذا الجيش المجيد بما يخلِّدهُ في ذاكرة العراقيون والعرب كحقيقة يعرفها الجميع بدفاعهِ عن العرب في معاركهم المصيرية، ودفاعه عن العراق في معارك العز والشرف ضد العدو الإيراني الفارسي؛ ولكننا وببساطة اطلعنا على الكتاب الأول لوفيق عبجل وهو يصف هذا الجيش العظيم "بالمهزوم"!! ويتهم قادتهُ الأبطال بدون استثناء "بعدم المعرفة العسكرية" و"قلة الكفاءة القيادية" وان وفيق عبجل هو من كان يقودهم!!! رغم أنهم كانوا قادته ويعمل تحت إمرتهم بدون استثناء وهو وبرتبة صغيرة، حتى سمح لنفسه إن يــُقيّم أداء القادة الشجعان الذي لا يــُـشرّفهُم ولا يزيدهم أو ينقصهم تقييم وفيق!!!
بل إن اشد ما يـــُــفسر إلى انه ثلمة بتاريخهم [أولئك الضباط القادة الشجعان] هو ثقتهم فيه رغم حسن نواياهم، وشهادة وفيق بحق قادة الجيش الأبطال شهادة باطلة لأن من يـــَــسقط في مستنقع العمالة والخيانة تعتبر شهادته كشهادة (المطيرجي) أمام القضاء [أو كشهادة محترفي سمسرة الرقيق الابيض] والذين هم اشرف وأنبل من العملاء والخونة، إذا كان ثمة مجال للمقارنة بين أهل الرذيلة، فوفيق عبجل يُهدي كتابهُ إلى الجيش العراقي الذي يطعن بهِ في طيات كتابه !!! ويمتدح جيش الفرس المجوس!!! ونسي فضل الجيش الأصيل عليه وعلى قادته !!! وسنقرأ في هذا الكتاب الكثير عن وصفه للجيش العراقي بما يحب إن يسمعه الكويتيون !!!
يكمل وفيق الإهداء والمقدمة وفي صفحة كتابه الأولى، يوجه شُكرهِ وعرفانهِ  لشخص آخر،  نقيض لهذا الجيش العظيم ويكن من الحقد الدفين له ما لا يخفى على احد وان هذا الشخص، وهو بيت القصيد والغاية من هذا الإهداء فيقول وفيق عبجل:
((لقد اضطلع الأخ والصديق الأستاذ محمد جاسم الصقر – رئيس تحرير صحيفة القبس بدور كبير في تيسير نشر وطباعة كتاب (حطام البوابة الشرقية) وهذا الكتاب (طريق الجحيم) ومتابعة وتبني نشر الحقائق التي تتطلب الضرورات الوطنية إن يكون لها المكان المناسب في كتب المراحل العصيبة من تاريخ العراق فله ولأسرة القبس الشكر والعرفان بالجميل)).
هنا مربط الفرس وبيت القصيد ومفتاح كل الألغاز والأكاذيب والتلفيق الذي سطَّرها وفيق  في الكتابين الأول والثاني !!! ومن يقرأ هذه الكلمات يعرف تماماً من قام بتوجيه وفيق عبجل بالكتابة بهذه الطريقة المُهينة لهُ قبل غيرهِ لأنه تجنّى على جيشهِ وقادتهِ وزملائهِ وبلدهِ.
ومن المعروف إن للكويت الدور الكبير في إطالة أمد الحصار الاقتصادي الظالم على عراقنا الحبيب، من أجل خنق شعبه وبلا رحمة، ومعروف أيضا عداء حكام الكويت للعراق وقيادته الوطنية الشرعية في تلك الفترة وما تلاها من احتلال للعراق وتخريب بناه التحتية بحرق الدوائر الحكومية والإيغال بحقد دفين مستمر ولحد هذه اللحظة.
وعندما نقرأ هذا الإهداء وفي الصفحة الأولى!! ونتعرف على ناشر ومتابع تفاصيل هذا الكتاب وناشر كتب وفيق الأخرى (محمد جاسم الصقر رئيس تحرير صحيفة القبس الكويتية) لا بل من تابع وتبنى نشر الأكاذيب والتلفيق على العراق وجيشه وشعبه وقادته، فأننا بالتأكيد ســــنعرف سر وخبايا ونوايا صاحب الكتابين، وسبب هذا الحقد والسم الذي خرج من دواخلهِ النفسية المريضة تجاه العراق وشعبهِ وجيشهِ، ونعرف أيضا من الجهة التي دفعت له الأموال وأمرتهُ إن يـَــنــفـُــثَ سمومهُ على جيشهِ وقادتهِ وشعبهِ.
فكيف لمعارض عتيد!! خرجَ، كما يقول بخفي حنين، إن يؤلّف ستة كتب !!! تحتاج إلى الآلاف من دولارات الخيانة الحرام ليتمكن من طبعها ونشرها وتصحيحها وهو، كما يدعي، من الزاهدين في هذه الدنيا؟؟!! ولم يجن الأموال، كما يدعي، ولم يحصل على الهدايا والعطايا التي كان الرئيس يُغدقها على ضباط الجيش؟!
أليست هذه الكتب بحاجة إلى ممول كبير لتظهر بهذا الشكل المُخزي الذي أراده وفيق وأسياده؟!
على أية حال أنني متأكد من اننا لو سألنا وفيق أين ذهبَ ريع كل تلك الكتب فأنهُ سيخبرنا [ذهبت إلى الأيتام والأرامل الذين يرعاهم ؟!!] ولا أدري هل يقصد أيتام وأرامل اللذين تسبب بإعدامهم وفيق عندما كان جلاداً بيد حسين كامل أم ماذا بالضبط؟!
 انه يقول ويعترف بأن محمد جاسم الصقر مدير مجموعة القبس الكويتية!! هو من قام بـــــ((متابعة وتبني نشر الحقائق التي تتطلب الضرورات الوطنية إن يكون لها المكان المناسب في كتب المراحل العصيبة من تاريخ العراق فله ولأسرة القبس الشكر والعرفان بالجميل)) أي انه اعترف بلسانه من أن من موّلَ هذه الكتب وتابع نشرها هم الكويتيون أعداء العراق!! وهو يشعر بالفخر والعرفان لهم لما نشروا من أكاذيب والتي تتطلب ضرورات العمالة والجاسوسية والحقد على القادة والشعب والجيش، أن يكون لها المكان المناسب كمعول لهدم ما بناه العراقيون من مجد، مثلما مرَّغوا انف الفرس المجوس في القادسية الثانية المجيدة.
فكيف يكون الانحطاط والعمالة إذن؟!
أليسَ الوقوف مع أشــــد أعداء الشعب والوطن هو أعلى مراحل الخيانة العظمى؟!
أليس من يسمح لنفسه إن يكون أداة بيد أعداء بلده ويكتب ما يريدوهُ منهُ حقداً على وطنهِ وشعبهِ يكون قد وصلَ إلى أدنى مستويات السقوط في الرذيلة مقابل حفنة دولارات وجنسية أجنبية سعى له فيها حكام الكويت؟!!
إن من يقرأ هذه الكلمات الأولى من مقدمة إهداء كتابهِ هذا يكتفي ويعرف، بل يتأكد، إن كل ما ذُكر فيها هي أكاذيب وتلفيق بحق النظام الوطني الشرعي وقادة الجيش الأبطال، وهي من بنات أفكار الأعداء الخسيسة وما كان وفيق إلا كومبارس يقوم بدورهِ المرسوم من قبل أجهزة المخابرات العالمية، حيث وضع اسمهُ على تلك الكلمات التي أسهمت في اصابة العراق بكل هذه الويلات .
يحتوي الكتاب (طريق الجحيم)، بالإضافة إلى أوهام وفيق وتخيلاته وطعنه برفاقه، مجموعة من مقالاتهِ المدفوعة الثمن والمنشورة في جريدة القبس الكويتية، وكأنه بطل من إبطال العالم يوجه النداءات والرسائل إلى قادة العرب ومنتسبي الجيش ليوهم القراء انه احد الوطنيين !!! ونسي إن كل من عمل معه  يعرف معدنهُ وحقيقتهُ لا بل انه متأكد من إن بذرة الشر (وفيق) التي زرعها حسين كامل  بنفسه لتنخر جسد الاستخبارات والجيش العراقي هي نفسها التي تتحدث الآن وغدا وبعد غد.
فقد روى احد المعارضين للنظام الوطني العراقي، وكان على ما يبدو صديقاً لوفيق عبجل بعد هروبه من العراق واسمه احمد الدليمي، أربعة قصص حدثت له مع وفيق في فترة هروبهِ قبل احتلال العراق من قبل أسياده في احد المواقع الالكترونية بمقال رد فيه على قراءتي لكتاب ((حطام البوابة الشرقية)) بعنوان أربعه نقاط على قراءة في كتاب وفيق قائلاً
[جمعتنا الصدفة في مطعم ومقهى جارة الوادي في لبنان وكنت ماراً وإذا بجوهر ابن اغا حسين السورجي يعترض طريقي ويدعوني إلى مائدته وكان معه وفيق السامرائي ومحمد الزبيدي (الذي عين نفسه محافظ بغداد في بداية الاحتلال) وأثناء تدول الحديث عما يجري على الساحة العربية والعراقية والحصار الاقتصادي الجائر، قال وفيق ((لا يوجد خلاص من النظام وإعادة العراق عافيته إلا سبيل واحد وهو إسرائيل وأنا أسعى للقاء بهم بأي وسيلة لأنقذ العراق من معاناته)) قلت له ((إسرائيل لا تسعى إلا في الخراب وليس الإنقاذ))، قال وفيق ((لا مانع من تخريب القليل وكسب الكثير وهذا هو المنطق السياسي العقلاني))!!!!! قلت ((له إسرائيل تطمع بالسيطرة والاستحواذ على خيرات العراق)) قال وفيق ((أنت متوهم أنا وبحكم منصبي وعملي السابق اعرف جيدا إن إسرائيل تكتفي بفلسطين ولا تريد إلا الأمان)) قلت ((ولنفرض أن رأيك صحيح فلسطين قطر عربي وفيها القدس الشريف فهل تتخلى عن عروبتك ومقدساتك؟!!)) قال وفيق ((في السياسة كل شيء وارد))!!!!! قلت ((العن أبو السياسة التي تجعلني أتجرد عن عروبتي وشرفي)) وتركت المائدة وغادرت المكان ... هذا هو الطفيلي المنبوذ وفيق... ).
هنا ينتهي نص اقتباس القصة الرابعة للمعارض احمد الدليمي والتي اطلعت عليها في احد المواقع الالكترونية.
هذه القصة التي ذكرها الدليمي عن وفيق بعد هروبه تعطي تصوراً كاملاً عن أفكار هذا المرتد، خباثة وفيق ومبادئ وفيق التي تربى عليها على يد أسيادهِ، خارج الحدود، وتعلمها من سيده حسين كامل !!! فإذا كان المعارضين السياسيين للنظام الوطني الشرعي العراقي لا يحترمون وفيق ويتقيئون من أفكاره ويتبرؤون من أفعالهِ، فمن يحترم وفيق إذن؟!!!  والجواب هو: ان الذي يحترم وفيق  هو مَن كان على شاكلته طبعاً ...
وأخيرا قبل إن اختم هذه المقدمة الخاصة بقراءة  كتاب (طريق الجحيم) لوفيق عبجل السامرائي اعرض على حضراتكم نص رسالة خاصة وصلتني على ايميلي الشخصي من الأستاذ (ج) وهو احد فريق مكتب سكرتير رئيس الجمهورية خلال الحرب العراقية الإيرانية وحتى احتلال العراق من قبل أمريكا الشر وإيران اللعينة وهو ومعروف من قبل الذين كانوا على تماس مع سكرتير الرئيس وضباط ارتباط وبريد الأجهزة الأمنية ومنهم وفيق طبعا!
ولأهمية هذه الرسالة التاريخية من شخص مطلع ومعاصر لإحداث جسام يعرف ما حدث خلف الكواليس التي لا نعلم عنها شيئا أضعها بين أيديكم كما وصلتني
[سيادة العميد أبارك لكم جهودكم في وضع النقاط على الحروف عن حقبة افتخرنا بالانتماء لها، ولأهمية طرحكم وما لسمتهُ من وطنية صادقة منكم تجاه العراق وقيادتهِ التي شجعتني إن اكتب لكم دون تردد، فمنذ فترة وأنا أتابع مقالاتكم التي تنشر رداً على كتابي وفيق السامرائي واطلعت على المساجلات بين السيد رافد العزاوي ووفيق السامرائي، ووفيق يعرفني تماما، حيثُ أنني كنتُ اعمل في مكتب سكرتير رئيس الجمهورية لسنين طويلة خلال الحرب وحتى احتلال العراق، وخلال خدمتي في مكتب سكرتير رئيس الجمهورية كنت مكلفاً بمتابعه بريد الأجهزة الأمنية الوارد إلى رئاسة الجمهورية- مكتب السكرتير،  وأوضح لجنابكم إن كنت تعرفني أم لا ... ولكن من المؤكد انك قد سمعت باسمي يوماً، لان اغلب منتسبي الأجهزة الأمنية العراقية المخابرات – الاستخبارات - الأمن العامة ــ يعرفونني كوني المسؤول عن بريد الأجهزة الأمنية، خلال تلك الفترة كان هناك عددا من المنـتسبين في الأجهزة الأمنية متعاونين بصورة مباشرة مع مكتب سكرتير رئيس الجمهورية يزودونهُ بتقارير سرية عن دوائرهم، وكان في مديرية الاستخبارات العسكرية عدد من المتعاونيين الذين يرفعون لنا هذه المعلومات واغلبهم من ضباط الصف المنتشرين في مفاصل الاستخبارات ولا يوجد أي ضابط من هؤلاء المتعاونين إلا ضابط واحد هو وفيق السامرائي ضابط قسم إيران ومدير شعبة إيران، في احد الأيام وصلني توجيه مباشر من سكرتير رئيس الجمهورية مفاده ((إنه سيكون اتصال  وفيق السامرائي بي على تلفوني المباشر لأهمية المعلومات التي ترد منه)) وفعلا بدأت الاتصالات بيننا بصورة مباشرة لسنين طويلة فكنت بعد كل اتصال اخرج إلى استعلامات القصر - المجلس الوطني (مقر الرئيس)- فيحضر وفيق السامرائي ليسلمني مظروفاً يحوي على التقرير الذي أعدهُ عن متابعاته ومشاهداته في دائرته !!! فاتسلمهُ منه بناءً على توجيهات سكرتير الرئيس، وبعد إن يطلع سكرتير الرئيس على التقرير ويعرضه على الرئيس، كانت تلك التقارير تحفظ في مكتبي ضمن أرشيفي الخاص بالأجهزة الأمنية المصنفة على اسم الدائرة المرسل منها؛ وكانت اغلب تقارير وفيق السامرائي تتمحور حول مدراء الاستخبارات العسكرية ونشاطاتهم الخاصة، وعاداتهم اليومية، وكان لدي هناك في مكتبي ملف يحوي على عشرات التقارير الخاصة التي رفعها وفيق السامرائي والتي سلمها لي في استعلامات المجلس، واذكر منها تقرير مرفوع من قبله عن الفريق الركن عبد الجواد ذنون مدير الاستخبارات يقول فيه ((انه يسعى إلى نقل ضباط الموصل إلى المفاصل المهمة في الاستخبارات منها قسم إيران ومفاصل الأمن)) وقد عرض هذا التقرير على السيد الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله فأصدر أمره حينها بنقل الضباط من أهل الموصل خارج الاستخبارات العسكرية بناءً على هذا التقرير، وتقارير أخرى عن الفريق ماهر عبدالرشيد مدير الاستخبارات ادعى فيها وجود مخالفات المالية وقيام الفريق ماهر بسرقة أموال الاستخبارات!!
واذكر إن هناك تقريراً رفعه وفيق السامرائي بعد أن نقل الفريق ماهر عبدالرشيد من الاستخبارات إلى منصب قائد الفيلق الأول حول استصحاب الفريق ماهر عبدالرشيد  لجزء من أموال الاستخبارات عند نقله منها، فصدر حينها أمر السيد الرئيس الشهيد رحمه الله  بإعادة الأموال التي كتب عنها وفيق السامرائي إلى الاستخبارات، بالإضافة إلى عدة تقارير عن مدير الاستخبارات اللواء الركن محمود شكر شاهين، منها تقرير حول زيارة اللواء محمود إلى جمهورية مصر العربية وزيارته لقبر السادات، وعدداً من التقارير عن الفريق صابر الدوري مدير الاستخبارات، يقول في أحدها: إن الفريق صابر الدوري يتهم الرئيس بأنه انفرد بقرار استعادة الكويت  وان الرئيس سيدمر العراق بفعلته هذه!!! وتقارير أخرى كانت محفوظة عن عدد من ضباط الاستخبارات يقترح نقلهم خارج مديرية الاستخبارات العسكرية بسبب طائفيتهم وانتمائهم إلى المذهب الجعفري!!! وتقرير آخر عن الملحق العسكري العراقي في لندن العقيد حسين السامرائي قال فيه وفيق السامرائي إن احد المتعاونين الأكراد معه المقيمين في لندن اخبره إن الملحق العسكري العراقي يلتقي مع المعارض فلاح النقيب وانه قد تم كسبهُ إلى صفوف المعارضة، فأصدر السيد الرئيس تعليماته إن يسحب الملحق من لندن فورا، !!! وتقارير أخرى عن نشاط عدد من البعثيين القدماء في سامراء وتهجمهم على الدولة والرئيس للتآمر على النظام، فأصدر الرئيس أوامره بتوقيفهم والتحقيق معهم حول هذه المعلومات، ولم يثبت التحقيق صحة المعلومات التي رفعها وفيق السامرائي عن هؤلاء البعثيين القدماء فأطلق سراحهم!!! وحقيقة أنا استغرب إن يكتب وفيق السامرائي كل هذا الكلام عن السيد الرئيس رحمه الله وعن ضباط الجيش حيث أن السيد الرئيس رحمه الله منح وفيق من التكريم والهدايا ما لم يمنحه لأحد من ضباط الجيش فقد أهداه الرئيس الشهيد عدة سيارات وأموال مكافأة له على نشاطه  للحفاظ على أمن الرئيس الشخصي وإخلاصهُ للدولة برفع التقارير التي قد تهدد أمن الرئيس من قبل بعض المتآمرين ومن ويشك بولائهم للدولة والرئيس من ضباط الجيش في تلك الظروف الاستثنائية فقد كان وفيق السامرائي شخصاً موثوقاً ومؤتمناً من قبل السيد الرئيس الشهيد رحمه الله، وكان يعتبر من أشد الناس إخلاصاً له ولقيادته وهذا ما كنت المسهُ من صيغة أعداد التقرير وكلمات المديح والإطراء على شخص الرئيس، وكانت تقاريرهُ التي يرفعها ويسلمها لي عن ضباط الجيش تؤخذ كلها على محمل الجد ويطلع عليها الرئيس شخصياً ويتخذ بها إجراء فوري لأهميتها التي تتعلق بأمن الرئيس الشخصي، لهذا إنني كنت أتوقع إن قضية مغادرة وفيق السامرائي للعراق والتحاقه بالأحزاب الكردية ما هي إلا خطة محكمة أعدَّها الرئيس ونفذها وفيق السامرائي لضرب المعارضة الممولة من إيران في المنطقة الشمالية، فكيف يكون وفيق السامرائي الرجل المخلص للرئيس والمحافظ على أمنه الشخصي، المواظب على جعل الرئيس بالصورة الكاملة عما يجري في دائرته هو نفسه وفيق السامرائي المعارض الحقيقي للنظام؟!!! حقيقة الأمر أني لا أزال مشتت الذهن من هذا التناقض الذي تبيَّن لي ولكن على ما يبدو إنني كنت مخطئاً بعد إن قرأت فقرات من كتابه وردك عليه في الأيام الماضية.
أخوكم (ج) مكتب سكرتير رئيس الجمهورية].
هذا هو نص رسالة الأستاذ (ج) احد أفراد طاقم مكتب سكرتير رئيس الجمهورية والتي أجابت عن كل التساؤلات التي تصلني، وثبتت بالدليل القاطع خيانة وفيق لمدراء الاستخبارات العسكرية من غير استثناء، كما ثبتت إن وفيق كان يأكل لحم رفاقه، فقد استغل وفيق الحلقات الضعيفة المحيطة بالرئيس فـَــنـَـفـَــذَ اليه من خلالها، موظّفاً خبثهُ ودناءتهُ لامتلاكهِ فنون التملق بالظهور بمظهر التابع الذليل المخلص، حيثُ رضي لنفسه إن يكون مطية يركبها بعض أشباه الضباط وأشباه الرجال الذين كان يناديهم وفيق بكلمة (سيدي) وهم اقل رتبة عسكرية منه، لا بل أنهم بعيدون عن المؤسسة العسكرية ولم يدخلوا الكلية العسكرية يوما في حياتهم ولا أغالي اذا قلتُ أنهم أميون جهلة.
إن من يستطيع إن يعمل هذه الأعمال ويمثّل كل هذه الأدوار المتناقضة بتلك الطريقة البهلوانية المتلونة، قادرٌ على إن يخدع الجميع بنعومة لسانهِ فيصدقهُ من لا يعرفهُ، وقد خـُـــدِعَ به فعلا اغلب رفاقهِ وزملائهِ لا بل خـُـــدِعَ به الرئيس نفسه. !!.
وبعد هروب وفيق عبجل أصبح من اشد المعارضين للذين كان يتملقهم ويتزلفهم للوصول والحصول على مغانم مالية فأصبح بين ليلة وضحاها من اشد المدافعين عن سيدهُ طالباني بعد إن كان يضعهُ تحت الرصد المتواصل.
إن إجادة وفيق عبجل لفنون التلون وقدرته على تبديل جلدهِ لعدة مرات كالأفاعي السامة هي التي هيأتهُ  ليظهر من جديد كمستشار أمني عسكري لسيده طالباني، واجزم لو تغير الحال مرة أخرى ووجد وفيق الفرصة المناسبة للانقضاض على طالباني وأصدقائه الحاليين فلن يتردد ولو لحظة واحدة وسنراه من اشد الناقدين الساخطين على جوقة العملاء الحالية وبالطبع انه سيقول
((كنتُ معارضاً من داخل المعارضة واني لم أكن راضيا على أفعال أسيادي)) ...
ولكن هذه المرة من سيصدقه ؟  
تحية لشهداء العراق الأبرار الذين دافعوا عن ارض العراق والذل والهوان لمطايا الاحتلال من المتملقين والمتزلفين المتلونين


* أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة


هناك تعليق واحد:

العقيد المهندس يقول...

اتساءل وكلي حيرة ,,, هل من المعقول ان يستطيع هذا الصفيق ان ينجح بخداع كل هذه الحلقات والمسميات ولم يكشفه احد ؟؟ وعلى مدى سنين طويلة .. اليس هذا تقصير من قبل المسؤلين اليس هذا معناه ان هناك خطأ باستعمال مسطرة قياس الوطنية وللاسف كانت مسطرة قياس لكل موظفي الدولة ومنتسبي الحزب ان من يمدح اكثر فهو وطني اكثر ولا اهمية للعمل والتفاني والاخلاص وهذا ماكان يحز في نفسياتنا نحن من كنا نعمل للوطن وليس للمناصب ولا المكاسب وهذه هي النتيجة .. وصوليون داسوا من حولهم من الاخيار والان يدوسون علينا مرة اخرى

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..