قبل بضعة أسابيع تمكنت مركبتان لوكالة "ناسا" الأمريكية، ولأول مرة، من تسجيل صوت صادر دائما عن حزم هائلة شعاعية ملتفة حول الأرض، ومعروف للعلماء منذ عقود بأنه "كورس الأرض" أو صوتها الذي بثته الوكالة في فيديو ليسمعه الإنسان لأول مرة أيضا.
الصوت الذي ستسمعونه الآن في الفيديو المرفق مع هذا التقرير، صادر عن "حزام فان ألن"، كما يسميه العلماء، وهو شعاعي من جسيمات مشحونة حول الأرض وثابتة في موقعها لا تتفرق بسبب قوة الحقل المغناطيسي الأرضي. والحزام هو من طرفين ينضغط أحدهما بتأثير الرياح الشمسية، فيما يتمدد الآخر إلى ما يزيد 3 مرات قطر الأرض، فينشأ ما يسميه العلماء "فجوة شامبان فيرارو"، كما تنشط في الطرف المنضغط إلكترونيات تعمل على اصطياد جزيئات من الطاقة هائمة في الفضاء وتضمها إلى الحزام فيتجدد شبابه دائما.
في تلك الفجوة تتواجد أيضا "إلكترونيات قاتلة" تؤثر على عمل الأجهزة السالكة في الفضاء، لذلك تتحاشاها المركبات. ولدراستها أرسلت الوكالة الأمريكية مركبتين في آخر أغسطس/آب الماضي، وهما سالكتان الآن قرب "حزام فان ألن" كتوأم يدرسه ويدرس الفجوة معاً. لولا الحزام لما كانت الأرض ومن عليها.
وفي يوم 5 سبتمبر/أيلول 2012 التقطت المركبتان ما كان وجوده معروفاً لعلماء الفضاء، عن الصوت الذي درسوه قائلين إنه لحزم مشبعة بالطاقة، وقدروا قوته وطبيعته، وعرفوا أن الأذن البشرية يمكنها سماعه فيما لو نزع أحد الرواد خوذته عن رأسه وهو يسبح في الفضاء، مع أن الصوت في الفضاء لا ينتشر، لكن ما قالوه كان للإشارة إلى طبيعة الصوت وقوته.
والصوت، بحسب الفيديو الذي بثته الوكالة في موقعها على شبكة الإنترنت، هو لجزيئات من الطاقة هائمة قرب أعلى الطرف الممتد من "حزام فان ألن" الملتف حول الأرض، وحين يلتقطها بقوة التمغنط فإنها تنصاع وتمضي إليه مطلقة موجات راديوية شبيهة بالصفير المتقطع الصادر عن الغواصات عادة.
والصوت كما نسمعه هو ناعم ومتناغم، ويشبه أيضا الصفير المنطلق للتحذير من خطر ما، وهو "صوت الأرض" الصادر من انضمام جزيئات الطاقة للحزام الشعاعي الموجود منذ تكونت الأرض قبل 5 مليارات عام، كدرع يحميها من إشعاعات مميتة تأتيها من الفضاء، ومن انفجارات عظيمة للطاقة في الشمس، ولولاه لما كنا ولما كانت الأرض ولا الحياة.
تبارك الله أحسن الخالقين..
للاطلاع على الفيلم المصور، يرجى الضغط هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق