بالدبلوماسية المخابراتية أو بالصواريخ
واشنطن.. سلوكية عدوانية دائمة ضد العرب
ضياء حسن
لم أ ستغرب إطلاقا وأنا أطلع على الخبر الذي أوردته شبكة التلفزة الفضائية الأميركية CNNمؤخرا وهي تنقل ما تفوهت به السيدة الأميركية الأولى,, سابقا,, عرابة السياسة الخارجية الأميركية المخابراتية,, لاحقا,, وكان تفتق عنها وضع تصميم ما أسمته ,, بالربيع العربي ,, قبل به العرب أم رفضوه !! شمل,, ببركاته,, هذا النظام العربي أم أستثنى أنظمة آخرى ,, كما هو الحال بالنسبة لنظام المالكي الديمقراطي (للقشر) !!
فقد حاب نظام المالكي كلا من بايدن وهيلاري بمعرفة أوباما طبعا وما يزالون يحابونه لأنه يتفق في,,الأولجي,, اي مع طبيعة المقاس الأميركي المطلوب في من يتولى ادارة الحكم في العراق بعد ترحيل قواتهم العسكرية من البلاد تحت ضغط مطاردة فصائل المقاومة الوطنية العراقية لتلك القوات الى غير رجعة إن شاء الله.
وواضح مما أنفردت به زمرة الحكم الراهنة هو تميزها بتنفيذ مهمات كانت تؤدى من قبل اجهزة أميركية متخصصة بأرهاب العراقيين وقتلهم بأقذر الوسائل وأكثرها بشاعة دون مراعاة لأبسط قواعد أحترام الأنسان ولحقوقه التي تكفلها القوانين وخصوصا وثيقة حقوق الأنسان الدولية , لا بل بزتهم باستنباط وسائل تعذيب وقتل محدثة , أو، والحق يقال منقولة عما كان يوفرها النظام الأيراني في سجونه ومعتقلاته من وسائل ترويع للأسرى العراقيين سرعان ما أدت الى مفارقة الكثير منهم الحياة على يد عراقيين طائفيين أختيروا خصيصا لأداء هذه المهمة ومن بين الذين تواجدوا في طهران قبل شن العدوان الأيراني على العراق في أيلو ل عام 1980 وذلك لأداء مثل هذه المهمة وقد أحسنوا الأداء!!
المهم أن ما جرى الآن عكس طبيعة ما أضطلعت بتنفيذه الأدارة الأميركية بقيادة أوباما وبمعونة بايدن واضع قانون (تحرير العراق) الذي أقره الكونغرس وهيلاري كلنتون (ولادة الربيع العربي) على المقاس الأميركي بحسب ما رسم لهم من مهمات تلت مرحلة تدمير العراق (بخصوصية شفافة!!) وأستباحة دماء شعبه (بحنو عطوف !!) .
فما نطقت به هيلاري جاء أعترافا واقعيا بتحمل مسؤولية ما تعرضت له الفنصلية الأميركية في بنغازي لأنها تولت متابعة فصول العدوان الأطلسي من موقع مباشر بحسب قرار الأدارة الأميركية بأستبدال التدخل في الشأن الداخلي العربي عن طريق شن العدوان العسكري بتدخل ناعم واجهته دبلوماسية تقودها هيلاري ,لكن غاطسه غليظ محاط بجيش مخابراتي , كما سبق وتم التعامل بمثله مع العراق قبل أكثر من عام بأعلان من بايدن بأن التواجد الأميركي في العراق سيستبدل من عسكري الى دبلوماسي يفعل فيه التعاون الأمني والعسكري الذي يشمل تدريب القوات الأمنية وتسليحها وتسليح وتدريب (جيشهم) العراقي الجديد وأعطاء المشورة والتعاون في الشؤون العراقية الدفاعية والسياسية والنفطية والأقتصادية والتجارية والثقافية والعلاقات الخارجية , وأذكر أنني كتبت مقالا نشرته شبكتا المنصور والبصرة , تساءلت فيه عما بقي للنظام الذي جيء به من خارج العراق أن يفعله بشأن قضايا تتصل بشؤونه الجوهرية الخاصة , وفسرت أحلال عسكر الدبلوماسيين محل قوات المارينز في العراق هو بمثابة عملية أنقاذ لها من ضربات المقاومة الوطنية المتصاعدة,والتي لم يعد بالأمكان تعتيم أجهزتهم الأعلامية عليها .
فهي أقصد _هيلاري _المسؤولة عن أمن السفارات الأميركية في أنحاءالعالم بالتالي تتحمل تبعات ما وقع مؤخرا من هجوم أسفر عن تدمير وحرق مبنى قنصليتها أضافة الى مقتل أربعة من مسؤوليها من بينهم السفير الأميركي كريس ستيفنز مما أثار ردود أفعال كبيرة بين الأميركيين بتحريض من أجهزة الأعلام الأميركية , وبدفع من الجمهوريين , أستغلالا للسجالات الأنتخابية بين المرشحين الديمقراطي أوباما والجمهوري رومني تم طرح تساؤلات عن سر فشل أدارة أوباما في تأدية واجب بسيط أقتضى منها تأمين الحماية لقنصليتها في حين غض المرشحان النظر, عن شطارتها في حشد قوات حلف الناتو لتدمير ليببيا والمشاركة في مطاردة المدافعين عنها وقتل أهلها بدم بارد ,على الرغم من أنهم يدركون جيدا بأن ما حدث لقنصليتهم كان بمثابة ردة فعل على ما فعلوه بليبيا وطنا وشعبا .
وقبلها لا يستعرب احد تصرفهم هذا لأنه جزء من سلوك أميركي ثابت , وليس متغيرا ولا يختلف عليه الحزب الديمقراطي ولا الحزب الجمهوري الذي تسجل له شطارته في تفجير حقده الدفين أيضا في تجميعه لقوى الشر العالمي لتوريطها في جريمة العدوان على العراق وشعبه .
وشطارة عدوانية مضافة تدينهم وتمثلت بنقل حمم الموت محمولة بواسطة طائرات ستراتيجية عابرة للقارات لتسلط على العراق تدميرا لبناه التحتية وتخريبا لمعالمه التأريخية الدالة على علوه الحضاري الأنساني وتقتيلا لشعبه الطيب الآمن !!!
واذا أردنا النظر الى ما جرى في ليبيا كمشهد كامل مترابط وليس بشكل مجزأ نقرأ بالدقة أن ما حدث لليبيين على يد الديمقراطيين هو من بناة أفكار ذات المدرسة العدوانية التي أستند اليها بوش الجمهوري الصغير وهو يتحمل مسؤولية تنفيذ منهجها الأكثر دموية والأوسع شمولية تدميرية عند غزو واحتلال العراق, مع فارق بسيط في اداء المهمة الأخيرة في ليبيا عن سابقتها في العراق .
فقد رسمت الأدارة الديمقراطي تفاصيل السيناريو الخاص بشن العدوان على القطر الشقيق , وكلفت هيلاري بمهمة الأشراف عليه بدءا من توزيع الأدوار على المحرضين عليه في جامعة الدول العربية الى صياغة أستنجاد أمينها العام الذي كان عمرو موسى آنذاك بالأمم المتحدة وقوات حلف الأطلسي للتخل عسكريا بأدعاء طلب نجدة الأمم المتحدة لشعب ليبيا وحمايته (!) من قواته الوطنية التي كانت تدافع عنه في مواجهة غزو مدبر تقوده وتشرف عليه واشنطن ميدانيا , بمكرها المخابراتي خطوة خطوة لتتدخل عند الضرورة لدعم قوات الأطلسي لأن الأميركيين هم أنفسهم قادة هذه القوات كما هو معروف , التي عهد لها تولي تنفيذ العدوان ليربط بأسمها لضرورات تكتيكية وبحضور أوربي تمثل بدور بريطاني ,فرنسي ,أيطالي واضح اقترن بهرولة وراء الحصول على حصة من الثروة النفطية الليبية بعد اسقاط النظام وبمشاركة عربية مثيرة للحزن لأنها أدت الى مشاركة قوات عربية وأن كانت محدودة بأراقة الدم العربي !!
والمتابع لأحداثيات العدوان على ليبيا الذي تمر ذكراه السنوية الأولى هذه الأيام يلاحظ أن وزيرة الخارجية الأميركية كانت بحكم التكليف حريصة على تحقيق حضور واضح في تتبع الأحداث الساخنة في الساحة الليبية مباشرة وكانت آخر متابعة لها تمت في الليلة السابقة ليوم الاعلان عن اعتقال وقتل الرئيس الليبي معمر القذافي , حيث حطت طائرتها القادمة من واشنطن في أحد المطارات الليبية القريبة من طرابلس,
وأذكر انها لم تمكث طويلا في ليبيا فقد غادرتها في نفس الليلة الى باكستان في زيارة عمل غير أنها أعطت تصريحا متفقا عليه للصحفيين الذين رافقوها في هذه الرحلة حول توقعها لما سيكون عليه مصير القذافي رحمه الله قبل اعتقاله، أو ربما كان قد اعتقل وقتل فعلا , فقالت سيعتقل ويحاكم أو يعتقل ويقتل, وذكر نبأ لاحق ان هيلاري أبلغت لحظة وصولها الى باكستان قادمة من طرابلس مباشرة بنبأ أعتقال القدافي وقتله, فأي مصادفة هذه او ليس هو جواب على سؤال مفتعل أريد به التمهيد للاعلان سلفا عن مقتل العقيد بقرار أميركي!!!
ومن المشاهد الاجرامية التي تذكر أيضا يتصل بما أدته مقاتلات قوات الأطلسي وهي تركز غاراتها التدميرية على أهداف مدنية شاملة احياء سكنية في المدن والقرى الليبية وخصوصا أحياء العاصمة طرابلس التي كثف قصفها في الفترة الأخيرة من العدوان من دون رحمة بالمواطنين الأبرياء، الذين قتلوا وذبحوا وتقطعت أوصالهم بفعل قذائف الأطلسي وأعداد ضحاياهم كان كبيرا ولم تقتصر على حصد أرواح الليبيين على الرجال والنساء كبار العمر والشباب الصغار, بل شملت الأطفال بعمر الزهور وأمهاتهم اللواتي استشهدن وهن يحتضن أطفالهن الرضع.
وهي مشاهد مأساوية عاشها الليبيون وسجلها أحد المواطنين كوثيقة صورة وصوت لعائلته التي قتلت بالكامل نتيجة للقصف الصاروخي الذي قامت به قوات حلف الناتو للأحياء السكنية في أنحاء مختلفة من طرابلس, مقدما تلك الوثيقة الى المحكمة الدولية في لاهاي المتخصصة بمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب ضد المدنيين، ومنهم أبناء الشعب الليبي، وبضمنهم أفراد عائلته، لتدمغ السلوك الأميركي النازي البربري وتحريك الدعوى القضائية ضد من أرتكب تلك الجرائم لأدانتهم بالجرم المشهود الشبيه بما فعلوه في العراق في قصفهم بجنونية أكثر لمدنه ولمواقع تجمعات مواطنيه وذبحهم لأهله الآمنين وتسليطهم لصغار العملاء ليواصلوا مخطط تدمير العراق وأستباحة دماء أهله ونهب وهدر ماله العام والتفريط بثرواته النفطية , وهوعين ما وقع لاحقا لليبيا وشعبها العربي الشقيق!!
ونحن إذ نستذكر تلك المذابح ليس لإثارة مزيد من الأحزان في نفوس أهلنا العراقيين خاصة والعرب عامة بل للتذكير بأن أعداءنا لن يغيروا من طبيعتهم العدوانية أزاء تطلعاتنا لأن نبني مستقبلنا على وفق ما تقتضيه ارادتنا الحرة كشعب وأمة وبما يخدم مصالحنا الوطنية والقومية المستندة الى اقتدار سياسي واقتصادي واعد مستقل عن تأثيرات النفوذ الأجنبي مهما كان مصدره وبأي شعارات معسولة غلِّف ؟!
وهذا ما علمتنا أياه تأريخيا تجاربنا مع الغريب البعيد ومع الغريب وإن كان جارا , فقد كان الغدر والطعن من الخلف وإثارة الفتن الطائفية وشق الصف الوطني صفة مشتركة في تعاملهم مع العراق والأمة العربية, وهو درس يجب أن نستوعبه ونحذر منه جميع العرب, لا اليوم فقط وأنما على الدوام , وبأدرك معمق لحقيقة تؤكد بأن هذا الغدر لا يستثني أحدا منهم تأخر موعد شمولهم ,,ببركات ربيعهم,, أم قرب.
ولا نقول أكثر , فالتذكير واجب وعسى أن ينفع ؟!!
تصريح كلينتون المقصود بالمقال في اعلاه:
صحيفة فرنسية : هيلاري كلينتون تحمي أوباما بعد تحملها مسؤولية هجوم بنغازي
10/16/2012
ترجمة - دينا قدري
تساءلت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية عما إذا كانت تصريحات هيلاري كلينتون ستساعد باراك أوباما وستخمد النيران التي أشعلها الجمهوريون منذ هجوم بنغازي في ليبيا؟
فقد أعلنت أمس وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على قناة "سي ان ان" أنها تتحمل مسئولية أمن الدبلوماسيين الأمريكيين، "أي أكثر من 60 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه قبل ثلاثة أسابيع من اجراء الانتخابات الرئاسية وقبل عدة ساعات من المناظرة بين أوباما ورومني، أرادت هيلاري كلينتون من خلال تلك التصريحات وضع حد للاتهامات التي يوجهها المعسكر الجمهوري لأوباما حول الهجوم على القنصلية في بنغازي في الحادي عشر من سبتمبر الماضي والذي راح ضحيته السفير الأمريكي كريس ستيفنز وثلاثة موظفين أمريكيين.
وقد اتهم ميت رومني الرئيس باراك أوباما بالفشل في ليبيا بسبب عدم التنبؤ بالهجوم وعدم توفير المزيد من الحماية للسفير الأمريكي. كما انتقد رومني عدم فهم أوباما على الفور أن الهجوم يحمل طابعًا إرهابياً. وهي الاتهامات التي تم توجيهها عقب الهجوم مباشرة ويعتزم ميت رومني تكرارها مساء اليوم خلال المناظرة الرئاسية الثانية.
وقالت كلينتون لقناة "سي ان ان" "أريد أن أمنع استخدام هذا الأمر سياسياً".
كما أنقذت هيلاري كلينتون جو بايدن – الذي يعد أحد أهداف الجمهوريين منذ المناظرة التي أجريت الخميس الماضي – والذي صرح أنه لم يكن يعلم أن القنصلية الأمريكية كانت تحتاج للحماية. وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية أن البيت الأبيض لم يكن على علم بما يحدث لأن وزارة الخارجية كانت تدير وحدها تلك المطالبات.
هناك تعليقان (2):
من المهم جداً أن لا تغيب هذه الحقيقة المؤكدة عن عيون و قلوب و عقول أي منا مهما حاول الأمريكان و حاول البعض معهم و لأكثر من غاية و سبب التعمية عليها.
قد يدخل الأمريكان في صراعات مع أطراف دولية مختلفة و قد يعقدوا بحكم قوانين المصالح و قواعد إدارة الصراع صفقات مع هذا الطرف أو ذاك يقدمون من خلالها التنازلات إلا أنهم مطلقاً لا يعقدوا أية صفقات مع العرب و لا يقدموا لهم أية تنازلات أو فوائد .. هم في صراع دائم مع هذه الأمة و هم في سعي دؤوب لجعلها لا تخرج من حالة التخلف التي تعيشها و هنا تلعب العوامل الجيوسياسية و الجيو إستراتيجية و العوامل الإقتصادية و وجود الكيان الصهيوني أدوار جدلية أساسية في رسم طبيعة هذا الموقف.
إلى جوار هذه الحقيقة المؤكدة لا يجب أن يغيب عن بالنا مطلقاً أن الأمريكان و الصهاينة ليسوا هم الأعداء الإستراتيجيين الوحيدين لأمتنا و أن محنة هذه الأمة الكبرى أنها كتب عليها مواجهة عدة أعداء على عدة جبهات في أن واحد.
تحياتي و محبتي و تقديري لكم أستاذنا العزيز مصطفى كامل.
وسوى الروم خلف ظهرك روم
فعلى أي جانبيك تميل..
نعم انه قدر الأمة..
تحياتي لك اخي ابويحيى العراقي الأصيل.
إرسال تعليق