موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

ردّان على وفيق

هنا ننشر مشاركتان، الأولى للواء الركن محمود شكر شاهين، المدير السابق لمديرية الاستخبارات العسكرية العراقية العامة في العهد الوطني، والثانية للكاتب العراقي الوطني رافد العزاوي تتعلقان بموضوع تلفيقات المرتد وفيق عبجل السامرائي، وقد إرتأيت جمعهما في مكان واحد، رغم ان مشاركة السيد العزاوي مضى على تسلمها منه بضعة أيام، وذلك لأهمية المشاركتين من جهة ولأنهما يناقشان قضية واحدة.



بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين

سورة الحجرات -6

محمود شكر شاهين
أبدأ بهذه الآية الكريمة مستفتحا كلامي الذي نويت الكتابة بشأنه مكرها بعد أن وجدت أن الأمانة الوظيفية والأخلاقية توجب عليّ الرد على الافتراءات والكذب التي حاول وفيق السامرائي تسويقها من خلال كتابيه (حطام البوابة الشرقية) و (الطريق إلى الجحيم) .
وأعتذر مسبقا لقراء هذا التعليق لعدم تمكني من الحصول على الكتابين المذكورين في مكتبات عمان رغم بحثي المضني عنهما، ألا ان الأخ العميد الركن احمد العباسي كفاني مهمة البحث والتدقيق بعد قيامه مشكورا بالرد على ما جاء بكتابي وفيق السامرائي بسلسلة من المقالات المنشورة على الانترنيت، ولكون العميد الركن أحمد العباسي كان احد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية وممن عملوا مع المذكور وعاصروا عمل أغلب مدراء الاستخبارات العسكرية العامة، لذا فان ما جاء في مقالاته من رد يكفي لتفنيد الادعاءات والأكاذيب التي جاء بها وفيق السامرائي في كتابيه المذكورين.
ان الأمانة الوظيفية والأخلاقية وكما ذكرت توجب عليّ الرد باعتباري أحد المدراء العامين لمديرية الاستخبارات العسكرية، ولأنه تناول سيرتي وعملي خلال عمله معي ثم من بعد نقله من المديرية، لذا سأحاول الرد على ما جاء فيها باختصار، على الرغم من أنني تطرقت للعديد من الملاحظات عن دور وفيق السامرائي في مذكراتي الشخصية، ألا ان هناك بعض الأمور بحاجة إلى توضيح أكثر للقراء بشكل خاص وللتاريخ بشكل عام.
لكي يتمكن القارئ العزيز من تكوين صورة واضحة عن الموضوع لابد من التطرق إلى الخلفية التاريخية لتلك الأحداث وأهم شخوصها. بداية أوّد ان اعرف نفسي بأني (اللواء الركن محمود شكر شاهين) جرى نقلي إلى منصب مدير الاستخبارات العسكرية العامة خلال شهر آب 1983 من منصب قائد الفرقة المدرعة السادسة، وهي الفرقة التي كان لها دور متميّز في هزيمة القوات الإيرانية في معارك شرق البصرة الأولى خلال الفترة من 13 ــــــ 30 تموز 1982 ومنعها من تحقيق غايتها باحتلال مدينة البصرة العزيزة، وقبلها كنت آمراً للواء المدرع العاشر المعروف بكونه من خيرة التشكيلات المدرعة في الجيش العراقي، وهو اللواء الذي هزم الفرقة المدرعة /16 الإيرانية وأخرجها من المعركة بعد ان ألحق بها خسائر فادحة خلال معركة الخفاجية الأولى عام (1981) بقيادتي، ومن بعد تلك المعركة لم تشتبك القوات المدرعة الإيرانية مع القوات المدرعة العراقية بأي معركة وحتى انتهاء الحرب .
كان مضمون التوجيه الذي استلمته في حينه من رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة صدام حسين عند التحاقي هو العمل في المديرية لمدة ستة أشهر، ولكن ظروف العمل أوجبت بقائي حتى عام 1986.
بعد التحاقي للمديرية تعرفت على ضباطها بشكل سريع ومنهم وفيق السامرائي الذي كان برتبة مقدم ركن يشغل منصب مدير شعبة إيران، ومعه عدد من ضباط الركن، والشعبة المذكورة كانت من الشعب المهمة كونها معنية بإيران التي كان العراق في حالة حرب معها.
مع بداية التحاقي كانت هناك معركة على وشك الوقوع في قاطع بنجوين ـــــ في محافظة السليمانية، وراجعني وفيق وعرض عليّ تقرير استخبارات عن حركات العدو في ذلك القاطع، وبعد اطلاعي على التقرير، قلت لوفيق وبالحرف الواحد .. ( يا وفيق سوف لا أقوم بتأخير إرسال هذه المعلومات إلى قيادة الفيلق الأول وقيادة الفرقة المعنية بالتقرير وباقي المراجع الآن، لذا سيكون توقيعي هو التوقيع الأول والأخير على مثل هذه التقارير، وسوف لا أوقع على أي تقرير ما لم أكن قد تحققت بنفسي من المعلومات الاستخبارية بشكل مفصل ) . بعد ذلك أخذ العدو الإيراني بالتهيؤ لشن هجوم على القاطع المذكور، عندها قَــدَّمَ وفيق تقرير جديد يحتوي على معلومات جديدة، بعد دراستها لم أجد فيها شيئاً تستفيد منه القطعات، وكان عبارة عن تقرير عام، فقلت له (ارجع إلى شعبتك وأعد كتابة التقرير مجددا بحيث يتضمن أماكن تحشد العدو، واتجاهات تعرضه، وحدد أهداف العدو الأولية من المعركة) .
عن هذه المناقشة التي جرت معه يكتب وفيق في كتابه (حطام البوابة الشرقية) ...وتحت عنوان علاقة سيئة مع مدير الاستخبارات يقول (وفي هذه الأثناء بدأت العلاقة تتوتر بيني وبين مدير الاستخبارات لأن المدير أراد بدأ بفرض تحديدات وشروط عليّ في العمل نتيجة شعور المدير بالنقص) . ما الذي أريد قوله على هذه العبارات أكثر من كونه إنسان صفيق، ولئيم، ووغد. كيف يصف رئيسه المباشر بهذا الوصف ولم يمض على التحاقه سوى فترة محدودة جدا، وهو الذي جاء من ميدان الحرب بعد خوضه للعديد من المعارك الناجحة والمعروف بكفاءته وخبرته وتجربته في قيادة القوات المدرعة العراقية وبنجاح، أترك تقدير ذلك للقاري الكريم.
في الصفحة (88) من كتاب حطام البوابة الشرقية يقول ( ان المدير طلب مني تزويد أحد أجهزة المخابرات العربية بنسخة من تقدير الموقف السوقي (الحقيقي) عن إيران، ورفضت تنفيذ الأمر لأنه سيضعني بموقف الاتهام أمام الرئاسة، وبعد إلحاحه قلت له من المستحيل أن أنفذ هذا الطلب وبإمكانه تأدية هذه المهمة شخصيا ...) ثم يقول وكأنه يحاول ربط هذا الكلام مع ما حصل له لاحقا (جرى تشكيل لجنة تحقيقية وقرر صدام نقلي إلى قيادة قوات شط العرب، ولم ينفك مدير الاستخبارات العسكرية من إثارة المشاكل لي حيث أُوْقِفْتُ في سجن مديرية الاستخبارات العسكرية، ألا ان صدام أمر بإطلاق سراحي فوراً) .
ما أوّد قوله هنا.. (هل يعقل أن يقوم مدير الاستخبارات العسكرية ووطنه يعيش حالة حرب مصيرية أن يطلب من مدير شعبة عنده إعطاء تقدير موقف الأستخبارت السوقي لجهاز مخابرات دولة أخرى مهما كانت صفتها عربية أو صديقة أو حليفة!! علما ان الدولة التي قصدها هي جمهورية مصر العربية، وكل ما كان يربط جهازها المخابراتي معنا هو التعاون في مجال التدريب فقط، وليس حتى في مجال تبادل المعلومات. ولماذا يعطي المدير العام للاستخبارات العسكرية تقدير الموقف الاستخباراتي السوقي لذلك الجهاز؟ وهل يجازف مدير الاستخبارات العسكرية بمثل هذا الطلب وهو يعرف طبيعة وأخلاق ونوايا وسلوك وفيق تجاهه وتجاه الآخرين في المديرية، ولو كان هذا الطلب صحيحا لما توانى وفيق من إيصال هذه المعلومة الخطيرة إلى مدير جهاز الأمن الخاص الذي كان على علاقة وثيقة به. والشيء الآخر الذي يجلب الانتباه هو قوله ان مثل هذا الطلب سيضعه بموقف الاتهام أمام الرئاسة وكلامه هذا يعطي التصور انه هو المسئول أمام الرئاسة وليس المدير العام، وهذا جانب آخر يكشف به علاقته الوثيقة مع الرئاسة من خلال التقارير السرية عن المديرية، ولا يتوانى عن نقل الأخبار إليها بشكل مباشر متخطياً مرجعه).
أما بصدد موضوع توقيفه قي سجن مديرية الاستخبارات (فأني أقولها بصدق وصراحة والله على ما أقول شهيد بأني لم أقم بإصدار أي أمر بتوقيفه) علما ان توقيف ضابط برتبة عقيد ركن ليست من صلاحية مدير الاستخبارت بل هي من صلاحية وزير الدفاع على أن يقترن ذلك بطلب من مجلس تحقيقي، وما قاله مجرد كذب وافتراء حتى يظهر للقارئ أنه كان مضطهدا في تلك الفترة .
خلال عام 1984 التقيت مع الرئيس صدام حسين لمناقشة بعض الأمور التي تخص مديرية الاستخبارات، وكان قد مضى على وجودي في المديرية ما يقارب عام واحد، وخلال هذه الفترة عرفت وفيق جيدا، تصرفاته وصفاته من خلال ترصدي لمعظم ضباط المديرية الشاغلين للمناصب المهمة في المديرية، وخلال الكلام سألني الرئيس (ما هو رأيك بوفيق؟) .. أجبته (سيدي .. ان وفيق ضابط متميز بين أقرانه من الضباط، ولا يخلو من ذكاء، ولكنه يسخر هذا الذكاء لتحقيق مآربه الشخصية، ولو تقاطعت مصلحة العراق بأكملها مع مصالحه الشخصية لحرق العراق من شماله إلى جنوبه لكي يرتفع سنتمترا واحدا من منصبه) استمع الرئيس إلى كلامي جيدا ولكنه لم يعلق عليه أو يسأل عن الأسباب، ولكن الأحداث التي مرت لاحقا أثبتت صحة تحليلي لشخصيته وأخلاقه .. فهو لم يتوانى عن طعن الشخص الذي أغدق عليه الرعاية والعطف والحماية ومنحه ثقته عندما أسند إليه منصب مدير الاستخبارات العسكرية العامة، ولم يفكر بمصلحة بلده وسمعته، وضرب كل ذلك عرض الحائط عندما شعر ان مصلحته تقتضي التنكر لكل ذلك، وهرب إلى جانب الأعداء، هذا هو وفيق الذي خان وطنه، وقيمه وارتمى بحضن أعداء العراق ليكون جزءا من خطة احتلال وتدمير العراق، فهل يمكن تصديق إي كلمة مما يقوله تجاه المخلصين الغيارى من أبناء العراق؟ وهل يمكن تصديق كلام إنسان خائن لبلده وشعبه؟
ان شعوره بالنقص هو الذي دفعه سابقا وسيدفعه لاحقا إلى المزيد من الطعن في قادة العراق معتقدا انه، وبهذا الأسلوب الرخيص قادرا على تشويه الصورة لهؤلاء المخلصين وإظهار نفسه بأنه المخلص البطل.
أخبرني بعض الضباط ممن عملوا على مقربة منه عن تصرفات هذا الشخص وما فيها من الغرابة ما تسترعي الانتباه والوقوف عندها للحكم على شخصيته والتي كانت السبب في كلامي الذي ذكرته أنفا أمام الرئيس، إضافة إلى ملاحظات أخرى كنت قد كونتها عنه بحكم العمل.
كانت أدق المعلومات عن العدو الإيراني تصل إلى المديرية عن طريق مشروع كسر الشفرة الإيرانية التي كنا من خلالها نحصل على معلومات دقيقة جدا عن نوايا وأهداف الإيرانيين وحركتهم، وتحشدهم، ووقت الهجوم ...الخ، كانت تلك الرسائل تصل إلى وفيق باعتباره مدير الشعبة المختصة بإيران، والمفروض به إعداد تقرير استخبارات يحوي على تلك المعلومات إضافة إلى التحليل والاستنتاج والتوصيات من شعبته، ومن الطبيعي ان تكون تلك المعلومات على درجة عالية من الأهمية للقطعات خصوصا عندما تكون المعلومات مبكرة عن تلك النوايا لأنها تعطي لقطعاتنا القدرة على مواجهة تلك النوايا باستعدادات جيدة مع القدرة على الإخلال بترتيبات العدو الأولية من خلال استخدام القوة الجوية والصواريخ وغيرها.
ما يقوم به وفيق عندما تصله تلك المعلومات يأخذ منها وجود نية للهجوم والوقت المحتمل، أما باقي التفاصيل فيتركها ولا يهتم بها، على الرغم من أن عمل الاستخبارات لا ينتهي بإيصال المعلومات الأولية للقطعات والجهات المعنية بالأمر، بل يتطلب متابعة ما يحصل من تطورات خلال مراحل المعركة حتى تكون القيادة على دراية تامة بما يحصل، ما يقوم به وفيق بعد إيصاله المعلومات الأولية المشار اليها الانصراف إلى مكان استراحته، وهناك يلتقي مع البعض ممن ينتقون له النكات ليأتي في اليوم التالي إلى مركز المعلومات ليتحدث بها أمام الضباط كل ذلك والقيادة العامة مشغولة بإدارة المعركة.
هكذا كان تصرف وفيق خلال عمله في المديرية، استغل مشروع كسر الشفرة الإيرانية وأخذ منها المعلومات التي يعتقد أنها تفيده في إظهار نفسه بالعارف المتميز بالعمل الاستخباري أمام المسؤولين الذين كانت تنطلي عليهم هذه الحقيقة حتى بعض رؤسائه المباشرين, وبذلك خدم نفسه أولا ولم يخدم قواته المسلحة التي كانت بأمسِّ الحاجة إلى المعلومات المفصلة عن العدو ولو وصلت كل تلك المعلومات إلى القطعات في حينها لتغير الكثير من وقائع الحرب ولحسمت الكثير من المعارك، أو أجهضت دون المزيد من سفك الدماء. 
إن أقل ما يوصف به مثل هذا التصرف هو الأنانية بالدرجة الأولى وعدم الحرص على مصلحة وحياة أبناء القوات المسلحة وهي الخيانة بعينها للوطن وقيادته، التي ظهر لاحقا انه كان جزءاً من هؤلاء الخونة اللذين باعوا العراق للأجنبي .
في الصفحة ( 97 ) يقول وفيق ... (بعد عودتنا من البصرة "يقصد بعد معركة الفاو 1986 "طلب مني صدام تحريريا وبتوقيع سكرتيره حامد يوسف حمادي التحقيق السري في الأسباب التي أدت إلى عدم اكتشاف الاستخبارات لهجوم الإيرانيين في الفاو، وقمت بجمع الأوليات والمعلومات الواردة التي كان بإمكان الاستخبارات الاستفادة منها إلى حد كبير للتوصل إلى نية الإيرانيين للهجوم على الفاو .... مدير الاستخبارات ل. ر محمود شكر شاهين الذي ارتبك وأضطرب ووضع منديلا على وجهه جاهشا بالبكاء، وعلق وزير الدفاع على الكتاب بخط يده " لم يكف وفيق حتى يعدم ل. ر محمود ").
ما أود قوله حول هذا الموضوع .. ان الاجتماع الذي ادعى فيه وفيق هذا الكلام ولم يبين تاريخه، علما أني كنت في ذلك الوقت قد صدر أمر نقلي إلى ديوان وزارة الدفاع بمنصب أمين السر الأقدم لوزارة الدفاع ولم أحضر هذا الاجتماع، ولقد روى لي لاحقا الفريق الركن اسماعيل تايه النعيمي الذي كان حاضرا الاجتماع المذكور ما يلي (حضر الرئيس صدام حسين الاجتماع وطلب من وفيق أن يقوم بالتحقيق عن الأسباب التي أدت إلى ان مديرية الاستخبارات لم تتوصل إلى نية العدو بالهجوم على الفاو، بعد فترة أسبوع أو عشرة أيام حضر وفيق إلى الاجتماع وقال له الرئيس بماذا توصلت يا وفيق ..؟ فقال له وفيق: لقد بحثت وفتشت في كل المعلومات التي وصلت إلى الشعبة وتبين لي بأن هناك بعض الإشارات قد وردت الى الشعبة ولو أن ضباط الشعبة قد عرضوا هذه الإشارات على المدير لأتخذ إجراءً مغايراً على ما توصلت اليه المديرية .. ويقول الفريق اسماعيل أن حالة الرئيس قد تأثرت ومثله كان كمثل من حمل سيفا للانتقام وقد سقط من يده السيف.. هذه الحالة سجلها الفريق اسماعيل كنقطة إيجابية لوفيق) . (أما كوني قد وضعت منديلا على وجهي جاهشا بالبكاء، فإن ذلك لم يحصل إطلاقا، والله على ما أقول شهيد علما إنني لم أكن حاضرا الاجتماع المذكور، والكثير من أعضاء القيادة لا زالوا موجودين ومنهم الفريق اسماعيل يشهدون بذلك .. لذلك فان ما جاء به وفيق هو محض افتراء وغايته تشويه السمعة لا أكثر.)
وفي الصفحة (97) من كتاب وفيق يذكر العميد الركن احمد العباسي نقلا عنه قال (أمر الرئيس صدام حسين بتشكيل لجنة برئاسة سكرتير رئيس الجمهورية حامد يوسف حمادي وعضوية كل من مدير جهاز المخابرات ومدير الأمن العام ومدير الاستخبارت الفريق الركن صابر عبد العزيز الدوري للتحقيق في المعلومات الواردة من جهاز المخابرات ومديرية الأمن العامة والتي تشير إلى نية العدو بالهجوم لاحتلال مدينة الفاو،...وقد أقترح وفيق تكريم مديري جهاز المخابرات والأمن العامة وإحالة مدير الاستخبارت العسكرية العامة إلى المحكمة العسكرية المختصة، وكان رأي رئيس اللجنة ومديري المخابرات والأمن تأييد المقترح، ألا ان الفريق الركن صابر ثبت رأيه معترضا على مقترح وفيق للأسباب التالية:
1. يبدوا ان كاتب التقرير يسعى بالإيقاع بمدير الاستخبارات العسكرية السابق للخصومة بينهما.
2. لا توجد إشارة واضحة في معلومات المخابرات والأمن العامة بأن الهجوم سيكون على منطقة الفاو).
إني أؤيد بشكل قاطع ما جاء به العميد الركن احمد العباسي، وأقول ان كل العملية مفبركة، ولا يوجد فيها أي كلمة صادقة، حيث أن مديري جهازي المخابرات والأمن لم يرسلوا ولا تقريرا واحدا يشير وبشكل واضح أو حتى بشكل عام عن نية العدو بمهاجمة الفاو. علما ان الأسلوب المعتمد لمعالجة تقارير تلك الأجهزة أو غيرها هو إرسال مثل هذه التقارير، ان وجدت، إلى رئاسة الجمهورية التي تقوم بدورها بتحويلها إلى مديرية الاستخبارات العسكرية ومنها إلى شعبة إيران التي تقوم بدراستها وتحليلها وترسل النتائج من قبل المديرية إلى القائد العام للقوات المسلحة والقيادة العامة للقوات المسلحة ومن يهمه الأمر، فهل من المنطقي ان تقوم الاستخبارات بإخفاء مثل تلك المعلومات أو إهمالها. هذا الادعاء كما ذكرت هو ادعاء مفبرك الغاية منه تشويه السمعة خصوصا أمام من لا يعرف أوليس له إطلاع على أساليب التعامل المعتمدة من قبل المديرية.
للأمانة التاريخية أود ذكر حقيقة لم يجر التطرق إليها سابقا، وهي أن أي معلومات لم ترد إلى المديرية فيما عدا معلومة واحدة وردت إلينا قبل 24 ساعة من الهجوم على الفاو من السفير السوفيتي يذكر فيها بأنه سيكون هناك هجوم على مناطق (مبللة) أي كثيرة المياه .. بعد دراسة هذه المعلومة لم نستطع ان نصل منها إلى ان الهجوم سيكون على شط العرب وأن تلك الإشارة تعطي دلالة على قاطع هور الحويزة أكثر مما تعطيه على شط العرب، إضافة إلى قصر الفترة التي وصلتنا فيها المعلومة والتي لم تعطنا المجال للبحث أكثر عن المقصود فعلا بتلك الأراضي المبللة. بعد عرض نتائج الدراسة على الرئيس علق عليه (مع رأي الاستخبارات العسكرية).
يدعي وفيق في كتابه (حطام البوابة الشرقية) ( انه كان يُستَدعى من قبل القيادة العامة ويُستَفسَرْ منه عن نوايا العدو بحضور مدير الاستخبارات الذي هو عضو في القيادة العامة ولا يُستَفْسَرْ من مدير الاستخبارت).
أقول وأنا أتحداه ان يذكر حادثة واحدة حضر فيها قاعة اجتماع القيادة العامة وطُلِبَ منه الإجابة على بعض الأمور خلال الفترة التي عمل فيها بإمرتي، كمدير لشعبة إيران، اعتبارا من (8/30/ 1983) ولحين نقله إلى منصب ضابط ركن /2 حركات فرقة المشاة /24.
عندما نقل وفيق من المديرية إلى فرقة المشاة /24 بناءً على مقترح مني، كانت المديرية تستعد لاسناد القطعات لمعركة تاج المعارك (آذار 1985) في قاطع هور الحويزة .. قلت له عليك تسليم الشعبة إلى العقيد الركن أيوب مهدي صالح خلال 24 ساعة وترك المديرية فورا، وإذا كانت المديرية متوقفة على وفيق فليغادر المديرية مع معلوماته، ولا بارك الله في نصر يأتي من خلال وفيق. هذا الموقف كنت قد اتخذته لأني اطلعت على طبيعة عمله، وأساليبه الملتوية التي أشرت إليها وتصرفاته السيئة، حتى مع ضباط شعبته.
طلب مني تسجيل عيادة لمراجعة مستشفى الرشيد العسكري، وافقت على الطلب بشكل طبيعي، وطلبت من المستشفى تزويدنا بنتائج الفحوصات. كان من ضمن نتائج الفحوصات تقرير من الشعبة النفسية ورد فيه ان (العقيد الركن وفيق يعاني من أمراض نفسية، تم حفظ التقرير في أرشيف المديرية).
بعد التحاقه إلى مقر فرقة المشاة /24 كتب تقرير من (30 )صفحة لم يترك لا شاردة ولا واردة ما لم يذكرها في ذلك التقرير، منها إني كنت أقوم بخرق امن المديرية وغيرها من اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة. أرسل التقرير إلى الرئيس صدام حسين الذي أرسله لي للاطلاع عليه، وعلى إثرها تم تشكيل مجلس تحقيقي برئاسة سكرتير الرئيس وعضوية مدراء أجهزة المخابرات والأمن العام والأمن الخاص (حسين كامل) وانتهى التحقيق بغلقه. كما تم نقله من مقر فرقة المشاة / 24 إلى قيادة شط العرب. وسأترك تفاصيل تلك الأمور إلى ما كتبته في مذكراتي.
قبل ان اختم كلامي لابد من الإشارة ولو بشكل موجز عن سبب بروز وفيق كضابط استخبارات متميز.
قبل الحرب العراقية الإيرانية كان العقيد الركن محمد سمير معاون مدير الاستخبارت العسكرية للشؤون الفنية الشهيد وكان المرحوم من ضباط المخابرة المتميزين علما وخلقا، ترك هذا الإنسان بصمات كثيرة على معاونتيه وعلى المديرية، ومن أهم ما قام به هذا الرجل الشهم والشجاع هو قيامه بإعداد مشروع كسر الشفرة الإيرانية التي أشرت أليها آنفا، ومن اجل ذلك شكَّل فريق عمل خاص لهذا الغرض الذي تكلل عمله بالنجاح. كان الأيرانييون يقومون بتغير مفاتيح الشفرة قبل (48) ساعة من بداية أي معركة مقبلة، وكان فريق كسر الشفرة العراقي يقوم بفتح المفاتيح الجديدة خلال (24-48) ساعة وكان هذا الفريق متمرسا على هذا العمل بشكل جيد، وكان من الطبيعي ان تحوَّل نتائج عمل هذا الفريق إلى شعبة إيران التي تقوم بدراستها وتحليلها ومقاطعتها مع باقي المعلومات من المصادر الأخرى ثم يجري إعداد تقرير الاستخبارات.
كان وفيق يكرِّس تلك العملية لمصلحته الشخصية بالدرجة الأولى حيث يأخذ من تلك المعلومات وقت ومكان الهجوم ويترك المعلومات الباقية لمرحلة لاحقة حتى لا يقع في أي خطأ ويقوم بإيصال تلك المعلومة إلى المراجع، ومن الطبيعي ان تأتي تلك المعلومات دقيقة جدا، حيث أكسبه ذلك سمعة جيدة كونه ضابط استخبارات كفء، وعلى هذا المنوال عاش من بداية الحرب حتى عام 1985، وكان هذا هو السر في بروزه كضابط استخبارات متميز خلال تلك الفترة .
عندما تسلمت منصب مدير الاستخبارات العسكرية العامة أطلعت على هذه التفاصيل وحتى أوفي حق الشهيد البطل محمد سمير حقه الذي استشهد على أيدي الصهاينة في مشروع القابلو المحوري الغربي للقوة الجوية. كتبت إلى رئاسة الجمهورية مقترحا تكريم الشهيد البطل.
بعد عام 1985 قام العدو الإيراني بمحاولة شراء شفرة جديدة من سويسرا وعلى إثرها أصبح متعذرا علينا معرفة ما يجري، وكان اعتمادنا على المصادر الأخرى العديدة، خلال تلك الفترة عملنا بجهد كبير جدا من أجل كسر الشفرة الجديدة واستعنا من اجل ذلك بخبراء عديدين من العراق ولكننا لم نتوصل إلى نتيجة مرضية، بعدها اقترحت على الرئيس الاستعانة بجهة أجنبية مشهود لها في هذا المجال وحصلت الموافقة على الاستعانة بخبراء من الاتحاد السوفيتي وتمكنوا فعلا بعد معارك الفاو من كسر الشفرة الجديدة وكان وفيق قد أعيد إلى المديرية بعد نقلي منها ليستغل نتائج هذا المشروع مرة أخرى.
أن ما ذكرته عن وفيق لا يمثل سوى جزء من حقيقة وشخصية هذا الإنسان الذي لم يفكر يوما في غير مصلحته الشخصية، لقد عمل منذ بداية اشتغاله في مديرية الاستخبارات من أجل هدف واحد هو الوصول إلى قمة الهرم، لم يكن يعترف بجهود الآخرين من ضباط عملوا معه كما تنكر لكل المديرين الذين عمل بإمرتهم، وما ذكره في كتبه يعبر وبشكل واضح عن حبه لذاته ونرجسيته التي تجاوزت كل الحدود، لم يعجبه احد، نقرأ في كتبه انه كان هو الذي يكتب وهو الذي يحلل وهو الذي يناقش القيادة العليا التي لم تقدر على اتخاذ قرار بدون مشورته، أما المدراء فهم أصفار على الشمال لا قيمة ولا أهمية لهم.
حاول الوصول إلى الرئيس صدام حسين من خلال التقارير الخاصة والعلاقة مع مدير جهاز الأمن الخاص، حسين كامل، الذي كان يتعامل معه مباشرة وحظي برضا الرئيس الذي وقف بجانبه، وأسنده، وأعانه ومع كل ذلك تنكر له وخانه كما خان وطنه، وفيق لم يحمل للوطن أو الوطنية أية قيمة والدليل على ذلك هو تنكره لكل القيم والثوابت الأخلاقية والوطنية وعندما وجد ان نهايته قد قاربت وبدأ السر ينكشف في علاقاته المشبوهة اضطر للهروب ليصبح جزءا من المعارضة في الخارج، وليصبح احد رموز الخيانة اللذين باعوا العراق للمحتل.

ملاحظة:
نشر المقال هنا.
-------------
تحليل وتعقيب على قراءات العباسي 2

الإعتراف سيد الأدلة
تعقيب خاص بالقراءة العاشرة للعميد الركن أحمد العباسي

رافــــد العزاوي
عندما نقرأ الحلقة العاشرة من قراءة العميد ركن أحمد العباسي في كتاب وفيق عبجل السامرائي فإننا سنجد أمور كثيرة مهمة جداً، ولهذه الحلقة العاشرة أهمية خاصة وكما يلي:
1. يجب أن نعترف أن وفيق كان ذكياً في مجال التسلل بداخل صفوف الاستخبارات لكونه ((علّامة)) في النفاق والتزلف والوصولية خدمة لأهدافه في خيانة الوطن والجيش العراقي.
2. ربما يكون هناك سبب منطقي لربط شعبة الاكراد بمعاونية إيران بسبب تشابك الاعمال، لكن هذا في الحقيقة اعطى وفيق حرية كبيرة وإمكانية أكبر في الاتصال بالعميل (جلال طالباني) الذي كان يُحركه لحساب جهاز المخابرات الإيرانية، إطلاعات .
3. عدم ربط وفيق لشعبة الشمال به، هذه محاولة تافهة لكي يتنصل من جرائمه ضد الشعب الكردي.
4. عندما نرى وصف وفيق للجيش العراقي بعد الانسحاب من الكويت بهذه الصفات، فأن هذا يجعلنا نتذكر المثل الذي يقول (الإناء ينضح بما فيه)، وإنني هنا أريد أن أقول: إن الجيش العراقي الباسل في عام 1991، كان قد واجه قوات حلف الناتو كلها لوحده! هذه القوات التي كان قد تم تجهيزها بالاسلحة والتقنيات المتطورة لمواجهة أسلحة وتقنيات حلف وارشو قبل سقوط الاتحاد السوفييتي! بمعنى إن هذه المواجهة لم تكن أبداً متكافئة، ولم تقم قوات التحالف بمواجهة الجيش العراقي وجهاً لوجه في الكويت وإنما استخدمت القصف الجوي العنيف، اما المواجهة الفعلية التي حدثت فهي معركة الدبابات الرهيبة التي جرت بين فرق الحرس الجمهوري المدرعة وقوات التحالف في صحراء الناصرية والتي تحدث عنها أحد الجنرالات الامريكان بأنها كانت أعنف معركة دبابات جرت على الكرة الارضية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبعدها أصدر المجرم جورج بوش الاب أمره بإيقاف القتال لأن الجيش الأمريكي تكبد فيها خسائر جسيمة لا أحد بالضبط يعرف مقدارها. فتعساً لكل من ينتقص من الجيش العراقي الباسل الذي دافع عن الارض العربية على مر السنين منذ تأسيسه في 6 كانون ثاني 1920 الى  9/4/2003 وعلى رأس هؤلاء بئر الخيانة (صفيق).
5. وفي موضوع تحرير كركوك من عصابات جلال ومسعود، هنا لن اتطرق الى أكاذيب وفيق فيما يخص مناقشته للفريق أول ركن حسين رشيد لأن الفريق أول ركن حسين رشيد أكبر بكثير جدا من أن يقوم وفيق بالنقاش معه فهذه اكاذيب ولا شك، لكن أنا هنا سأطرح مجموعة أسئلة، مع الاسف، لن يجيب أحد عليها!!!:
أ/  السؤال الأول طرحهُ العميد ركن احمد العباسي: لماذا ذهب وفيق السامرائي (في يوم إجازته) الى كركوك بدون تكليف رسمي من مديره أو أمين السر الاقدم أو مسؤولهُ؟
ب/ السؤال الثاني: يقول العميد ركن أحمد العباسي: [صوِّرتْ هذهِ الحالة بكاميرا فيديو (أي ذهاب وفيق إلى هناك ومشاركته في الصولة الأولى) وحـُـفـِـظـَتْ ضمن وثائق المديرية حينها واطلعنا عليه في شريط التسجيل]!!!!! طيب، بعدما عرفت قيادة الاستخبارات بذهابه الى كركوك وبدون تكليف أو عمل رسمي، ألمْ تحصل ولو مجرد شكوك بسيطة بوفيق؟
ت/ السؤال الثالث: ألم يتساءل أحد عن السبب الحقيقي لذهابه الى هناك؟
ث/ السؤال الرابع: في تلك الظروف العصيبة جداً، يأتي معاون المدير العام للإستخبارات العسكرية و مدير شعبة إيران المسؤولة عن الاكراد أيضاً، ويطلب إجازة ليوم واحد فقط !!!! ولا يقضي وفيق هذا اليوم مع عائلته! وإنما يذهب الى كركوك!! طيب ألمْ يكن هناك أحد (في الإستخبارات أو في أي جهاز أمني آخر) لديهِ ولو ((فضول)) لكي يقوم بالبحث في هذا الموضوع؟!!!!!!!!
ج/ السؤال الخامس: الم يُفكر أحد من الإستخبارات !!!!! بأن هذا التصرف من قبل وفيق إنما كان من اجل أن يكون على مقربة من أسيادهِ ولكي يطّلع على كل الامور أولا بأول لكي يقوم بالتبليغ عنها الى أسياده؟!!
ح/ يا إخوان أن مثل هذه الأسئلة هي من أبسط قواعد العمل الأمني !!! فماذا نسمي هذا الذي حصل من عدم التدقيق بتصرف وفيق؟!! عدم مبالاة؟!! أو خوف؟!! أو ماذا؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
خ/ يحق لي أن أسأل الفريق صابر الدوري، فك الله أسره، سيادة الفريق أنت فوق مستوى الشبهات تماماً لكن هل الصداقة تعطيك الحق الى هذه الدرجة لكي تغفل عن وفيق؟!!!!!
على أية حال .... ما حصل قد حصل.
6.   إعادة الأمن والنظام الى المنطقة الشمالية فعلا لم يأخذ جهد كبير، ولكن وفيق كعادته، يحاول أن يُجامل سادته والمسؤولين عنه الذين كانوا يحركونهُ والذي كان هو يأتمر بأمرهم.
7. موضوع إتصال وفيق بالسيد (عزت إبراهيم) هذه ممكن أن اتقبلها من وفيق!! اما لماذا؟ فذلك لأن السيد (عزت إبراهيم) ليس رجلاً عسكرياً أصلاً وإنما هو رجل سياسي، وغير مطلع على التقاليد العسكرية ومخاطبات سلسلة المراجع، (وهنا أنا لا أنتقص منه) ولهذا فمن الممكن جداً أن يذهب اليه وفيق لكي يتملقه ويتزلف له ومن ثم يقوم وفيق بتحوير الكلام بالطريقة التي تصب في صالحه، ويجب أن لا ننسى أن وفيق لديه شهادة دكتوراه في النفاق بل أنه وصل الى درجة الأستاذية فيها، وهو ربما قدم نفسهُ الى السيد (عزت إبراهيم) على أنهُ فلان ويحتل المنصب الفلاني... ولهذا فقد تحدث مع السيد (عزت إبراهيم) و أوهمه بأنه في واجب هناك.
8. إتهام وفيق للنظام الوطني السابق بعدم إحترام العهود والمواثيق، هذه الجملة جاءت من وفيق لأنه يتخلّق بأخلاق وفيق ((وهي ماركة مسجلة عالمياً))!! وأيضا لكي يعطي صورة سوداء للنظام الوطني السابق وهنا لا بد أن أذكّر الاخوة القراء بأن كتاب وفيق هذا صدر في 1997 وبدفع من دار القبس الكويتية للنشر، أي أن الهدف من هذه الجملة هو التحريض على الاستمرار في خنق العراق إقتصادياً.
9. في فقرة المفاوضات مع القيادات الكردية، وجدتُ أن أسرار هذه المفاوضات [من الجانب العربي- العراقي، واقصد الدولة] كانت تخرج وتصل بإنتظام الى جلال طالباني وهي التي ساعدته في إطالة أمد المفاوضات، وصولا الى الغاية التي كان طالباني يرغب بها. وفي هذه الفترة بالذات أو قبلها حدثت مجزرة مقر الفرقة 36، والتي كانت من البشاعة ما تعكس حقيقة وفيق وأسياد وفيق في دواخلهم المريضة. وأنني أقدم شكري وتقديري الى السيد العميد الركن أحمد العباسي لذكره هذه الحادثة الأليمة ولذكر أحد ضباط الجيش العراقي الافذاذ الذين لم يذكرهم أحد، وهو الشهيد العميد الركن غالب عبدالله ، راجع ماورد هنا. 
10.     هنا تأتي مقولة (الاعتراف سيد الادلة) لكي تتجلى أمامنا!! وقد سأل العميد الركن أحمد سؤال مهم: [كيف يرسل جلال الطلباني رسالة شخصية لوفيق عبجل؟! وعن طريق مَن؟!] ومن خلال كلام وفيق شخصياً في كتاب الدجل، أرى أنه يعترف بأنه كانت هناك مراسلات سابقة بين وفيق وبين جلال طالباني الخائن الأول للنظام السياسي وللدولة العراقية!!!! لأنه ليس من المعقول أن تتوطد العلاقة بينهما بهذه السهولة خلال فترة بسيطة، لماذا؟ لأن وفيق كان يمثل (قوة قمع السلطة) بنظر طالباني! وطالباني كان يمثل (ولايزال) الخائن الاول للعراق كأرض ووطن وشعب، فكيف تقوم مثل هذه الصداقة اذا لم تكن تمتد لسنين مضت؟ يجمعها ويقويها العمل الخياني المُشترك؟! للدولة وللنظام وللشعب!
11.     وبالنسبة الى موضوع مسعود برزاني، أنني لا أتصور أن برزاني ممكن أن يكون لديه أي خلاف مع وفيق، حتى ولو في تلك الفترة من عام 1997! وذلك لأن مسعود يرى نفسه ملكاً للأكراد، وبالتالي فأن وفيق (في ذلك الوقت من عام 1991 أو 1992) لا يعتبر شيئا!  بمعنى أن لا وزن ولا قيمة عند مسعود برزاني، وفي رأيي فأن وفيق تحدث عن برزاني بهذه الطريقة بأمر من طالباني لا أكثر ولا أقل، ثم لنكن واقعيين ونسأل أنفسنا: هل الاكراد كشعب مهتمين بقراءة كتب تافهة مكتوبة باللغة العربية! (والتي لا يتقنونها!) لشخص هو في نظرهم مجرم حرب؟!!! لا أعتقد.
12.     هذه الفقرة هامة جداً وأرجو من الأخوة القراء الانتباه لها: يقول وفيق في كتابه هو!!! [أسوة بالمعارضين الحقيقيين للنظام والاستبداد تحت ظروف السيطرة المقابلة المتأتية من إمكانات هائلة عشت طيلة أربعة وعشرين عاما من بدء انخراطي في العمل السري الداخلي]، لقد عاش وفيق أربعة وعشرون سنة (وليس عاما واتحداه أن يعرف الفرق!!) تحت ظروف ...الخ، وكلنا نعرف أن وفيق طُـُـرد من الإستخبارات في عام 1994! فاذا أنقصنا منها 24 سنة فسيوف يكون الناتج= 1970!! في هذه الفقرة يعترف وفيق أنه منذ 24 سنة يخون بلدهُ !!! لأن الثورة المتخلفة للخميني كانت سنة 1979! إذن ماذا يعني هذا؟ في تعقيبي على القراءة الثامنة للعميد ركن أحمد العباسي كنتُ قد قلت:  [وفيق السامرائي كان عميلاً للإستخبارات الإيرانية، تم تجنيدهُ قبل حصول ثورة خميني، أي أنه كان عميل لمخابرات الشاه – السافاك!! والتي كان يقودها الجنرال حسين فرودست صديق الشاه منذ الصبا، تم زرعهُ وتربيتهُ لكي يكون عيناً للإيرانيين في داخل الإستخبارات العراقية] هنا وفيق يعترف بهذه الحقيقة الناصعة بلسانه والتي لا يريد أحد أن يعترف بها وتستطيعون الرجوع الى تلك المقالة، هنا.
وفيق السامرائي ليس معارضاً سياسياً لأنه لو كان كذلك لكنّا وجدناه خارج العراق منذ مدة طويلة جداً، أما أن يعمل في مؤسسة أمنية عسكرية خطيرة ويقوم بنقل معلوماتها الى دولة أخرى فهذا، بكل بساطة، يسمى تجسس لصالح دولة أجنبية!! وحتى في بريطانيا وفي الولايات المتحدة الامريكية يسمى كذلك! إذن وفيق حائز على لقب خائن، بالخيانة العظمى بأبسط تعبير.
13.     كلام وفيق الفارغ حول مراقبة هاتفه هذا لن أتناقش فيها لأنه لو كانت لتلك المراقبة (إن وجدت) أي دور لما تمكّن وفيق من الهروب بكل سهولة من بغداد راكضاً الى المسؤول عنه الذي يقوم بتحريكه، العميل طالباني، ومنها توجه الى .... أين؟ ومنها الى .....؟!!!
14.     وفي فقرة تخطيط جهاز الأمن الخاص لإغتيال وفيق فأنني فعلاً أرثي للحالة المرضية الموجودة لدى وفيق، لأننا اليوم نرى مختلف الاتهامات توجه الى النظام الوطني السابق ومن ضمنها أنه نظام المقابر الجماعية! فلو كان هناك فعلا شك لدى الرئيس صدام حسين رحمه الله بوفيق، فمالذي كان يمنع الامن الخاص أن يقوم بإعتقال وفيق ووضع طلقة واحدة فقط في جمجمته ودفنه في مقبرة؟!!
وفيق وأسياده يتهمون النظام الوطني السابق أنه أرتكب مجازر في الجنوب وفي الشمال وفي كل شبر من أشبار العراق (!) طيب لنفترض أن هُراءهم صحيح، إذن مالصعوبة في إعدام وفيق فوراً وبدون محاكمة اذا تزايدت الشكوك حوله؟!! ألم يُعدم اللواء الركن قوات خاصة بارق الحاج حنطة هو واللواء الركن عصمت ... فقط لأن حسين كامل هو من أوغل صدر الرئيس رحمه الله عليهم ولمجرد الشبهة ؟!!
15.     انني هنا أريد أن أجذب إنتباه الاخوة القراء لما قاله وفيق هو في كتابه [((في منتصف العام 1993 اصدر قصي  أوامر إلى الأمن الخاص باغتيالي وتم اكتشاف مجموعة من الأمن الخاص وامن سامراء.... )) وبعد قليل يقول ((وفي أواخر العام 1994 ازدادت تدابير وإجراءات المراقبة الفنية والبشرية الموجهة ضدي))] اضحكوا مع وفيق .....!!! أنا فهمت أن الامن الخاص بقيادة الشهيد قصي ابن الشهيد الرئيس عــَجِـزَ عن الامساك بوفيق طيلة سنة ونصف!! كما يقول هو!!! منذ منتصف 1993 الى أواخر العام 1994!!!! اذا كنتُ أنا لم أفهم النص فأرجو أن يقوم أحد بشرحه لي !!! لأنني قرأته عدة مرات وخرجت بهذه النتيجة!!  ((الامن الخاص بقيادة قصي ابن الرئيس وبأمر منهُ..!!!! عــَــجِــــزَ عن الامساك بوفيق طيلة سنة ونصف!!!!!!!!!)).
كان في بغداد المرحوم (إبراهيم عرب) رحمه الله المشهور بتأليفهِ القصص المضحكة عن نفسه وبطولاته وشجاعته، وكيف أنه (قلب الاسد على البطانة)، ولكنني أجزم هنا بأن وفيق قد تجاوزه بأشواط.
16.        في فقرة هروب وفيق، نراه يعترف ويقول (حيث كان السيد الطلباني بانتظار وصولي , وبعد لقاء بسيط غادرت إلى صلاح الدين  بالسيارة الخاصة للسيد الطلباني وحمايته الخاصة)!! وسوف أسأل:
أ‌.  / لماذا كان الطالباني شخصياً بإنتظار وفيق؟!! إن هذا يدل على أهمية العميل القادم للقاء طالباني.
ب‌./ / كيف كان الطالباني بإنتظار وفيق؟ هذا يدل على أن التنسيق كان موجود بينهما منذ أمد بعيد جداً!! والذي يؤكد ذلك أن وفيق لم يبق مع طالباني لمدة طويلة وإنما بعد لقاء بسيط مع طالباني غادر الى صلاح الدين!!!! وتوجه وفيق في سيارة طالباني وحماية خاصة منه الى صلاح الدين، وهنا يؤكد على حماية العملاء لبعضهم البعض.
17.     يقول وفيق (ومن هناك بدأنا المشوار الجديد) وهذا إعتراف آخر منهُ بأنه كان هناك ((مشوار خياني قديم)) ولهذا بدؤوا بــ((مشوار جديد))!! انه الاعتراف وبالادلة والبراهين ومن أفواه الجُناة شخصياً.
18.     في موضوع مقارنة وفيق لنفسه بحسين كامل، فأنه هنا في الواقع يريد أن يُبعد عن نفسه العلاقة الوطيدة التي نشأت بين شخصين مريضيين نفسياً بحب القتل ورؤية دم البشر وإستنشاق رائحته، نعم فقد إستطاع وفيق، بالتدريب الذي تلقاه في السافاما الايرانية، أن يصل الى حسين كامل ويتزلف له، ويُوهِمهُ بأنه [ملكي أكثر من الملك]، ومن ثم فإن غباء حسين كامل ورغبته المكبوتة في الصعود والحب المرضي لنفسهِ جعلته يساعد وفيق في التخلص من أشرف ضباط الجيش العراقي وأكثرهم إخلاصاً للوطن، وهنا لا بد أن نقول إن وفيق نفسه لا يستطيع أن يُنكر أنه كان يلتقي بحسين كامل بعد هروبه! ولهذا فهو عبثاً يحاول أن يخرج نفسهُ من هذه الورطة التي دخل بها.   
إخوتي الافاضل، بما أنني عاهدتُ نفسي على أن يكون قلمي كسيف ذوالفقار في حدتهِ، فأنني سأتحدث وبكل حرية وبكل ما في قلبي المُتعب من حرقة، وسأكــرر ما قلتهُ في مقالة سابقة، لو كان هناك شيء يستحق أن يُحاكم عليهِ الفريق أول الركن صابر الدوري فك الله أسرهُ فهو يستحق أن يُحاكم على ثقتهِ بوفيق السامرائي! لأنني أعتقد أن الصداقة شيء والواجب والدفاع عن الوطن شيء آخر ..!
إنها لجريمة كُبرى بحق الجيش العراقي الباسل وبحق المؤسسة العسكرية العراقية المحترفة وبحق الشعب العراقي كله، وجود وفيق السامرائي في صفوف الجيش العراقي، بل في أخطر مكان فيه.
لقد كان وفيق أحد المعاول التي هدمت الدولة العراقية وسهلت للغُزاة إحتلالهم من خلال المكانة التي كان يشغلها في الدولة العراقية، وكان وفيق معولاً بيد الاحتلال وليس بيد أحد آخر.
إن السبب الذي دفعني الى هذا القول هو معرفتي الأكيدة بأن ضباط الأجهزة الأمنية وبالذات جهاز المخابرات والإستخبارات العسكرية، يجب أن يتمتعوا بقدرات عقلية عالية، أو قابليات خاصة، تُمكنهم من التعامل مع الأمور الخطيرة التي بيدهم دفاعاً عن الوطن وسلامة أمنهِ، وهذا الشيء لا يختص العراق بهِ فقط وإنما هذه قاعدة عالمية تتبعها كل الدول ...
وإنني وجدتُ ان وفيق السامرائي لا يتمتع إطلاقا بمثل هذه القابليات الخاصة أبداً !! وليس لديه أية قدرات عقلية إطلاقاً
 بل إنني وجدت أن وفيق السامرائي لديه مستوى عقلي بسيط جداً بصورة لايمكن أن يصدقها أحد بحيث لا يليق به أن يكون ولا حتى ساعي عند مدير شعبة!!!
وهذا ليس تجني عليه ولا إساءة لهُ فأنا لم ألتق به يومياً من الايام ولا يُشرفني اللقاء به بالتأكيد لا حاضراً ولا مستقبلاً ... وليس لدي عداء شخصي لهُ ولكن لدي عداء لأي خائن مثلهُ
هنا سوف أطرح الأسئلة التالية:
1.  من المسؤول الأول عن وجود وفيق السامرائي في أخطر جهاز أمني عسكري عراقي؟
2. هل من المعقول ومن المنطق أن تكون مجرد ((الصداقة)) التي جمعت بين وفيق والفريق صابر الدوري هي المؤهلات التي جعلت الفريق صابر الدوري يُبقي على وفيق في مكانه ويكرمه ويرفع من شأنهِ؟!
3. أنني هنا لا أتهم الفريق صابر الدوري إطلاقا بأي شيء سيء لا سامح الله فهو فوق مستوى الشبهات، ولكن من حقي كعراقي، أكتب ضد الاحتلال وشخوص الاحتلال واذناب الاحتلال، من حقي أن أسأل الفريق صابر واعاتبه على إنخداعه بوفيق بهذه الصورة!
و بكل قوة أقول ((مع الاسف)) ..!!
وفيق السامرائي لم يكن شخصاً طارئاً على النظام بل كان مستفيداً من النظام، وترعرع بداخل أجهزة النظام وأكل وشرب مع شخصيات قيادية في النظام ولهذا فإن جريمته تتعدى الخيانة العظمى فهو، كما أسلفت، أحد المعاول التي هدمت العراق كوطن وكدولة وكنظام وكوجود...
وقبل أن أنهي مقالتي هذه يا وفيق أهديك هذه الكلمات من كتاب الله القوي العزيز، لكي تقُضَ مضجعك أكثر وأكثر، ولكي يطّلعْ أبناؤك على أفعال والدهم! والذين هم خجلون منهُ أشد الخجل!!!!
ففي سورة النساء الآية 93 يقول القاهر الجبار المنتقم
بسم الله الرحمن الرحيم
((ومَن يقتل مؤمناً مُتعمداً فجزاؤهُ جهنم خالداً فيها وغضبَ الله عليهِ ولعنهُ وأعدَّ لهُ عذاباً عظيما))
صدق الله العظيم





هناك تعليق واحد:

Anonymous يقول...

لقد اسميته صفيق في بداية المقال فلم لم تستمر

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..